دور الصين على الساحة الدولية

تلعب الصين دورا نشيطا على الساحة الدولية منذ منتصف عام 2015، مع قيام قادتها برحلات متكررة إلى البلدان الأجنبية. في أواخر سبتمبر، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحضر الدورة السنوية السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما أثار انتباه المجتمع الدولي كله. في أواخر شهر أكتوبر، قام الرئيس شي بزيارة دولة إلى المملكة المتحدة ففتح "العصر الذهبي" للعلاقات بين الصين والمملكة المتحدة.

خلال جولاتهم الخارجية العديدة، قدم قادة الصين شروحا للعلاقات الدولية من منظور الحكمة الصينية. ومن ثم فإنهم يقدمون طريق تنمية الصين إلى العالم، ويعززون سلام وتنمية العالم.

خلال وجوده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، نوه الرئيس شي جين بينغ بسلسلة الإجراءات التي اتخذتها الصين في مناسبات مختلفة، ومنها قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، القمة العالمية للمرأة، والمائدة المستديرة حول تعاون الجنوب- الجنوب، والمناقشات الرفيعة المستوى للجمعية العامة، من أجل تعزيز سلام وتنمية العالم، والنمط الجديد للعلاقات الدولية القائمة على تعاون الفوز المشترك. إن الإجراءات التي تتخذها الصين لا تقتصر فقط على مفاهيم التنمية الكلية للتعامل مع التحديات العالمية، وإنما أيضا تشمل توفير السلع والخدمات العامة المفيدة للصين وللعالم.

إن الصين، ومن أجل خلق مجتمع ذي مصير مشترك للبشر جميعا، تقترح صياغة شراكة على المستويين الدولي والإقليمي، وتبني مقاربة جديدة للعلاقات بين الدول تتسم بالحوار وليس المجابهة، والمشاركة بدلا من التحالف. ينبغي للدول الكبرى أن تنتهج مبادئ نبذ الصراع ونبذ المجابهة، والاحترام المتبادل وتعاون الفوز المشترك في معالجة علاقاتها الدولية. ينبغي للدول الكبيرة أن تعامل الدول الصغيرة على قدم المساواة، وأن تتبنى مقاربة تسعى إلى العدالة والمصالح، وأن تضع العدالة قبل المصالح.

في حديثه عن نهج تنمية الصين، قال الرئيس شي إن الصين ستظل دائما مساهمة في تنمية العالم ومتمسكة بطريق التنمية المشتركة. كل الدول مرحب بها على متن قطار تنمية الصين. إن الصين، كونها أكبر دولة نامية، اتخذت العديد من الإجراءات العملية، ومنها زيادة المساعدات والاستثمارات، تقليل الديون والإعفاء منها، إقامة مركز لمعلومات التنمية الدولية، تيسير ربط مشآت الطاقة الكهربائية، وتقاسم ثمار تنميتها وخبراتها مع الدول النامية الأخرى.

وقدم شي جين بينغ تعهدا في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بأن الصين ستقيم صندوق مساعدة لتعاون الجنوب- الجنوب، وستزيد استثماراتها في الدول الأقل نموا، وأيضا سوف تعفي الدول النامية الداخلية والجزر الصغيرة من الديون الحكومية بدون فائدة المستحقة عليها حتى نهاية 2015.

خلال الخمس عشرة سنة المنصرمة، تم تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بتخفيف الفقر المدقع إلى النصف، ويعود الفضل في ذلك إلى نمو الاقتصاد الصيني. ستقف الصين جنبا إلى جنب مع الدول النامية وتدعم بصلابة جهود توسيع تمثيلها وصوتها، وبخاصة الدول الأفريقية، في منظومة الحوكمة الدولية. وفي ذات الوقت، ستظل الصين دائما مؤيدة للنظام الدولي القائم على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية، منذ سنة 1990 عندما بدأت الصين المشاركة في مهام حفظ السلام للأمم المتحدة، ظلت الصين مؤيدة قوية ومشاركة نشيطة في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة. ومن بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، شاركت الصين بأكبر عدد من قوات حفظ السلام. وفي المستقبل، ستواصل الصين الوفاء بالتزاماتها كدولة كبيرة ومشاركة نشيطة في مهام حفظ السلام للأمم المتحدة، وستقدم مساهمات أعظم لحفظ سلام العالم وتنميته.

إن الصين، كونها محرك الاقتصاد العالمي، أعلنت تعهداتها، وسوف تفي بها من أجل تعزيز تنمية العالم وتحقيق المزيد من العدالة. إن تنمية الصين لا تفيد البلدان النامية فحسب، وإنما أيضا تساعد في إقامة علاقات دولية تتجه نحو تعاون الفوز المشترك.