بكين 10 مارس 2010 (شينخوا) قال خلف محمد الجراد السفير السوري لدى الصين اليوم الاربعاء خلال لقائه مع مراسل وكالة انباء شينخوا ان انعقاد دورتي البرلمان يلعب دورا مهما لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية في عام 2010، مضيفا ان التطبيق الصيني للديمقراطية الاشتراكية يشكل نبراسا ونموذجا للكثير من الشعوب والمجتمعات النامية.

وقال السفير ان عقد الدورتين في شهر آذار من كال عام اصبح حدثا مهما في الحياة السياسية والبرلمانية، تترقبه جماهير الشعب الصيني باهتمام بالغ، وتبني عليه آمالا عريضة. وتقدم السفير للشعب الصيني باسمه وباسم العاملين في البعثة الدبلوماسية السورية في بكين، بأحر التهاني لانعقاد الدورتين، متوقعا ان ينتج عنهما انجازات مفصلية في المجالات والميادين المختلفة، مضيفا انه يتابع يوميا ما ينشر رسميا بشأن اعمال الدورتين.

وقال:" انني لسعيد شخصيا بحضور اعمال هاتين الدورتين بصفة مراقب، إلى جانب عشرات السفراء والدبلوماسيين في بكين، ومئات الصحفيين والاعلاميين ومراسلي وكالات الانباء ." وقد وصل السفير الجراد إلى بكين ليبدأ عمله على رأس بعثة بلاده في عام 2009، وهذه هي اول مرة يستمع فيها إلى التقرير الحكومي .

ويرى الجراد ان " التقرير الحكومي الذي قدمه السيد ون جيا باو رئيس مجلس الدولة عن اعمال الحكومة في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للمجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب الصيني، كان شاملا وتفصيليا ودقيقا من جهة، وشفافا وانتقاديا من جهة اخرى. الامر الذي يضفي عليه موضوعية كبيرة، ويجعله وثيقة دولة على مستوى عال من الاهمية والتحليل الواقعي الرصين."

وابرز المجالات والمضامين التي لفتت السفير السوري في التقرير هي : اولا، مسألة اعادة الهيكلة السياسية، حيث ذكر التقرير ان اصلاحات النظام الاقتصادي ومحركات التحديث، لا يمكنها النجاح دون اعادة هيكلة سياسية. وثانيا، النقد الموجه لبعض المسؤولين، الذين " ابتعدوا عن الواقع والجماهير"، واصبحوا "مفرطين في الرسميات والبيروقراطية" واشارة ون إلى بعض مناحي الفساد، والنقد الذاتي لعمل الحكومة، الذي قال عنه انه مازال" اقل من التوقعات العامة". وكذلك تشديده على موضوع "المحاسبة الادارية "، وتأكيده الحازم بأن" اي شخص يتقاعس عن اداء عمله او تنفيذ المهام المكلف بها، وينفذها بشكل غير مسؤول سيحاسب على ذلك." ثالثا، تعهد الحكومة بتحسين رفاهية المواطنين، سواء من حيث تأمين ما يتجاوز تسعة ملايين فرصة عمل جديدة، وتحسين نظام الرعاية الطبية والصحة، وضمان تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة. رابعا، الطلب إلى كبار المسؤولين بتقديم اقرارات الذمة المالية، وانهم لابد ان " ينفذوا بعزم لوائح القيادة المركزية حول اقرارات الذمة المالية الشخصية، ومن بينها اقرارات الدخل والعقارات والاستثمارات " وغير ذلك من اقرارات.

وتطرق الجراد إلى ان محاربة الفساد تشكل اولوية قصوى، لما لها من تأثير مباشر على سمعة السلطة وثقة الناس بها.

وقال السفير ان مشروع تعديل القانون الانتخابي للمجلس الوطني لنواب الشعب ومجالس الشعب المحلية على مختلف المستويات يعني تغييرا كبيرا وجذريا لهذا القانون، كانعكاسات للتغيرات البنيوية الواسعة والعميقة التي شهدتها الصين على مدى العقود الماضية، مضيفا انه يرجو ان تتكلل نتائج الدورتين بالنجاح وتحقيق الاهداف المرجوة في اطار التطبيق العملي والمؤسساتي للديمقراطية الاشتراكية والتجرية الصينية العظيمة التي تشكل نبراسا ونموذجا للكثير من الشعوب والمجتمعات النامية.