بكين 4 مارس 2010 (شينخوا) تنوي الصين زيادة موازنتها الدفاعية بنسبة 7.5 في المائة في عام 2010 بحوالي نصف المعدل الذي كان مخططا له العام الماضي وهو 14.9 في المائة، وفقا لما ادلى به المتحدث باسم برلمان البلاد اليوم (الخميس).

وذكر لي تشاو شينغ، المتحدث باسم الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، خلال مؤتمر صحفي اليوم ان الموازنة الدفاعية المخطط لها تبلغ 532.115 مليار يوان (اي ما يعادل 78 مليار دولار امريكي) بزيادة قدرها 37 مليار يوان عن موازنة العام الماضي.

واضاف ان حجم الانفاق الدفاعى سيصل الى 6.4 في المائة من اجمالي الموازنة العام بالبلاد لعام 2010، وهي تقريبا نفس نسبة العام الماضي، مؤكدا ان تلك الارقام لن تكون نهائية حتى يتم الموافقة على خطة الموازنة خلال الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمتوقع ان تفتتح اعمالها في بكين يوم غد (الجمعة).

وتعتبر تلك هي المرة الاولى التي ينخفض فيها معدل نمو ميزانية الدفاع بالصين لاقل من 10 في المائة خلال السنوات الاخيرة التى كانت الميزانية قد شهدت خلالها زيادات لا تقل عن عشرة في المائة بصورة متوالية.

وذكر اللواء لوه يوان، الباحث باكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير للشعبي الصيني، ان الموازنة الدفاعية خلال الاعوام الماضية والتي وصلت الى ما لا يقل عن 10 في المائة كانت تهدف بالاساس الى تعويض عدم كفاية التطور الدفاعي بالبلاد.

واضاف لوه، وهو ايضا عضو بالمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، ان "الزيادة هذا العام بنسبة 7.5 في المائة تشير الى ان التطور الدفاعي بالصين قد دخل مرحلة اكثر نضجا وتعافيا واستقرارا".

وخلال المؤتمر الصحفي اليوم ذكر لي تشاو شينغ ان الزيادة في الموازنة الدفاعية للصين هذا العام سوف يتم توجيهها هذا العام تحديدا للانفاق على دعم اصلاح المؤسسة العسكرية بالبلاد وتحسين قدراتها على التعامل مع التهديدات المتنوعة واستكمال المهام المختلفة.

واضاف ان جزء من تلك الاموال سيتم توجيهه ايضا لرفع مستوى معيشة الجنود، مشيرا الى ان الصين كانت دوما تأخذ طريق التنمية السلمية اتساقا مع سياستها الدفاعية الوطنية.

وذكر وزير الخارجية السابق الصينى ان الموازنة الدفاعية بالبلاد تعتبر "منخفضة نسبيا"، مع الاخذ في الاعتبار عدد سكان الصين الكبير ومساحتها الشاسعة وسواحلها الممتدة.

واشار الى ان "الانفاق الدفاعي بالصين خلال السنوات الاخيرة وصل الى 1.4 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي بالبلاد"، مضيفا ان هذا المعدل وصل الى 4 في المائة بالولايات المتحدة واكثر من 2 في المائة بالمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا.

واوضح لي ان القوة العسكرية المحدودة بالبلاد لا تهدف الا لحماية سيادتها ووحدة اراضيها، مؤكدا ان الصين دائما ما تولي اهمية قصوى لابقاء موازنتها الدفاعية عند مستوى معقول في ضوء تطورها الدفاعي والاقتصادي.

ومن جانبه صرح ون بينغ، الباحث باكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير للشعبي الصيني، بأن التباطؤ في رفع الموازنة العسكرية في سياق التأثيرات القائمة للازمة المالية العالمية والبيئة الامنية العالمية التي تشهد تحسنا هو تباطؤ "ملائم وعلمي...ويتسق مع احتياجات الصين للتنمية الاقتصادية والامن القومي".

واشار لي الى ان الصين كانت ترفع بصورة مستمرة من شفافيتها العسكرية من خلال تقديم الموازنات الدفاعية للدورات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للموافقة عليها واصدار الكتاب الابيض كل عامين عن سياستها الدفاعية الوطنية وانشاء منظومة متحدثين ومواقع الكترونية لشرح اتجاهات وعمل وزارة الدفاع.

واكد لوه يوان على شفافية الصين في موازنتها الدفاعية، حيث قال "في ظرف معين يصبح التساؤل حول اوجه الانفاق الدفاعي اكثر اهمية من التساؤل حول قيمة الموازنة".