بكين 2 مارس 2010 (شينخوا) ماذا وكيف ستفعل الصين ؟ فى الدورتين البرلمانيتين الكاملتين الوشيكتين ، بات هذا السؤال محور اهتمام وسائل الاعلام العالمية .

ومع اقتراب عقد الدورتين الكاملتين للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى فى 5 و 3 مارس على الترتيب ، بدأ اهتمام المجتمع الدولى يتحول الى الصين.

يقوم الاجتماعان بمناقشة وتحليل موضوعات وقضايا مثل دور الصين فى الازمة المالية العالمية ، والاجراءات التى اتخذتها الحكومة لتحقيق ما يفيد الشعب ، واعادة تقسيم الثروة الاجتماعية ، ومسودة قانون الانتخابات الذى يسمح لكل من سكان الريف و الحضر بالتمتع بحقوق متساوية فى التصويت ، وبناء السياسات الديمقراطية فى الصين ، وموضوعات اخرى.

تظهر كل هذه الموضوعات والقضايا ، ذات المغزى الغني، والعميق، بعيد الأثر ، ان تنمية الصين وتقدمها تثير مناقشات واسعة فى وسائل الاعلام العالمية .

تحول النمو الاقتصادى الصينى

كان العام الماضى الاشد صعوبة بالنسبة للتنمية الاقتصادية الصينية منذ بدء القرن الجديد . بيد ان الشعب الصينى بجميع قومياته ، تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ، عمل بكل جدية لادارة اقتصاد البلاد . وادت هذه الجهود الى تحقيق اتجاه تعاف شامل ، بينما كانت الصين لاتزال تواجه اثار الازمة المالية العالمية .

وقدمت وسائل الاعلام العالمية تقارير ايجابية عن دور الصين فى الازمة المالية العالمية.

من الممكن ان يعطى الناس اسماء متعددة لتعريف عام 2009 ، وفقا لما ذكرت صحيفة "الاستقلال " الروسية الرائدة فى افتتاحية نشرتها مؤخرا . بيد ان الصحيفة قالت ان عام 2009 اذا كان يمكن ان يسمى بإسم دولة وفقا لدورها فى التعامل مع الازمة المالية العالمية ، فيجب ان يطلق عليه اسم " عام الصين ".

وقالت الصحيفة ان ذلك يعود الى " دور القاطرة الذى لعبته الصين فى الاقتصاد العالمى خلال الازمة المالية".

وقد ذكر الرئيس هو جين تاو الشهر الماضى فى مدرسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى فى بكين ان " تحويل نمط التنمية الاقتصادية لا يحتمل اى تأخير بناء على الحكم الشامل على الوضع الاقتصادى الدولى والمحلى ".

وذكرت وكالة انباء كوريا الجنوبية (يونهاب) فى تقرير لها يوم الاحد الماضى ان الحكومة الصينية ادركت بعد الازمة المالية العالمية ان الاقتصاد الموجه للتصدير بأسعار رخيصة لا يمكن ان يتغلب على الازمات المتنوعة فى السنوات المقبلة . ومن ثم ، كما قالت الوكالة ، تقوم الصين حاليا بتسريع ايقاع تحويل نمط التنمية الاقتصادية .

واضافت الوكالة ان الصين يجب ان تنمى بالمثل قطاع الخدمات والزراعة لتطوير اقتصاد موجه للسوق المحلى .

وفى اشارة الى تغير الاقتصاد الصينى ، قال مايكل بيتيس الزميل البارز بمعهد كارنيجى للسلام الدولى، والخبير فى الاقتصاد الصينى ، ان الاقتصاد الصينى يشهد مرحلة تحول هامة .

واشار الى ان عملية تغيير الاقتصاد الصينى ستواجه صعوبات مؤلمة، وانكماشا ماليا ، ما يؤدى الى استثمارات مفرطة، وفائضا فى قدرة الانتاج . كما سيؤدى الى ابطاء خطى التنمية الاقتصادية.

بيد ان بيتس قال ان تصحيح التنمية الاقتصادية الصينية له اهمية إيجابية : حيث يؤدى تسريع الحضرنة الى زيادة دخل الاسرة، وخلق نقاط نمو اقتصادي جديدة ، وان تحسين التعليم والاستثمار فى البنية التحتية سيؤديان الى رفع كفاءة انتاج العمال الصينيين ، كما سيؤدى التوزيع الاكثر ترشيدا للمخصصات الى تحسين انتاجية الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم.

وتعتقد وسائل الاعلام اليابانية ان الصين ستقوم بتعديل السياسة المالية هذا العام ، بيد انها ستواصل تنفيذ سياسة تحفيز النمو الاقتصادى . وفى ظل ظروف تعافى الاقتصاد العالمى ، سيكون لاتجاه الاقتصاد الصينى عام 2010 تأثيرا هاما على اقتصاد كل من منطقة اسيا - الباسفيك، والعالم .

توزيع الثروة الاجتماعية

تحدث رئيس مجلس الدولة ون جيا باو مع مستخدمى الانترنت حول الكثير من " المخاوف الخاصة بالمعيشة " لدى الشعب الصينى خلال حديثه على الإنرنت يوم السبت الماضى .

وقال ون ان الحكومة تتحمل مسئولية " زيادة كعكة الثروة الاجتماعية الى اكبر حجم ممكن"، ويملى عليها ضميرها " توزيع الكعكة بطريقة عادلة ".

واكد ان التوزيع العادل للثروة الاجتماعية يتعلق بالعدالة الاجتماعية .

ودعا الى زيادة النسبة المخصصة لدخل السكان خلال توزيع الدخل الوطنى ، واستخدام الادوات المالية والضريبية لمساعدة " المجموعات المحرومة ".

وقالت وكالة (يونهاب) ان المواطنين الصينين اصبحوا اكثر وعيا بحقوقهم فى عصر الانترنت.

وأضافت انه مع اكتساب الاقتصاد الصينى قوة دفع، وزيادة دخل المواطنين ، سيزداد اهتمام الجماهير اكثر من ذى قبل بالقضايا الاقتصادية مثل البطالة، والرعاية الطبية، والاسكان، والمعاشات.

وقال بيير بيكار ، خبير الشئون الصينية بجامعة باريس ، ان الصين يجب ان تعطى اولوية للنمو الاقتصادى، وتخلق المزيد من الثروة من اجل تحسين مستوى معيشة المواطنين .

وأضاف انه من ناحية اخرى ، يجب ان تبذل جهودا لتحقيق توازن بين التنمية الاقليمية، وحث الذين حققوا الثراء على الإسهام بدورهم فى المجتمع .

وقال أنه بالإضافة الى ذلك ، فإن من الأهمية بمكان ايضا ضمان الإستثمار الكافى فى المؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات ، وتحسين الامن الاجتماعى ، وسياسة الرفاهية المتعلقة بالرعاية الصحية، والتقاعد، والاجازات .

كما اكد على ضرورة تكريس لتطوير النظام التعليمى ، الذى يعد اساسيا لتحسين مستوى معيشة الشعب ، وكذا لبناء مجتمع متناغم .

وشدد الخبير على ان التعليم هو مفتاح توفير الفرص المتكافئة ، والحفاظ على التلاحم الوطنى .

شبكة المشاركة السياسية

يظهر مركز معلومات شبكة الانترنت الصينيية ، ان اعداد متزايدة من الصينيين يلجأون الى الفضاء الالكترونى للتعبير عن ارائهم .

ويوجد حاليا اكثر من 400 مليون صينى يدخلون على الانترنت .

وقد تحدث الرئيس هو فى يونيو عام 2008 مع مستخدمى الانترنت عبر منتدى الكترونى ، فى اول مرة يجرى فيها زعماء الصين اتصالات الكترونية مباشرة مع مستخدمى الشبكة .

وخلال اول دردشة الكترونية له يوم 28 فبراير2009 ، واجه رئيس مجلس الدولة ون اسئلة من حوالى 300 الف من مستخدمى الشبكة واجهزة التليفون المحمول حول موضوعات تتعلق بالبطالة ، والفجوة فى الثروة، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية .

ويدخل المزيد والمزيد من المواطنين فى الصين حاليا على الانترنت ، وقد لقيت الاتصالات الالكترونية اهتماما كبيرا من الزعماء الصينيين ، وفقا لمقال نشر على الموقع الصيني لهيئة الإذاعة البريطانية.

وجاء فى المقال انه خلال الاتصالات مع زعمائهم ، اعرب مستخدمو الانترنت عن مخاوفهم القوية بشأن القضايا الإجتماعية تتعلق بحياة المواطنين، مثل الاسكان، والرعاية الطبية، والتوظيف ، والعلاقات الامريكية - الصينية.

وقال تشنغ يونغ نيان ، مدير معهد شرق اسيا بجامعة سنغافورة الوطنية انها وسيلة جيدة جدا للزعماء الصينيين للوصول الى الشعب .

وقالت (يونهاب) ان الانترنت اصبح قناة رئيسية لوسائل الاعلام الصينية، والبوابات الالكترونية لاستطلاع اراء المواطنين بشأن الدورتين البرلمانيتين الوشيكتين.

واضافت ان نواب المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ، واعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى سوف يبحثون عن طرق اكثر فعالية للتواصل مع مستخدمى الانترنت خلال الدورات البرلمانية هذا العام.