HOME| تخفيف الفقر في الصين

نائبة "السُلّم الجبلي" تغير مصير قريتها

2017-03-07 15:10

 

                                                ما لي

 

   

 

لولا تقرير صحفي ما عرف أحد شيئا عن الهوة الساحقة بين قولو والعالم الخارجي، ولولا "الدورتين" (دورة المجلس الوطني لنواب الشعب ودورة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) ما عُرِف اسم لوه يون ليان. كان ذلك قبل خمس سنوات.

قولو، قرية تقع في قمة جرف جبلي بمقاطعة سيتشوان. لوه يون ليان نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب، تحمل لقب "نائبة السلم الجبلي". خلال السنوات الخمس المنصرمة شهدت القرية والنائبة تغيرات كثيرة؛ فقد تحول طريق البغال والخيل الخطير في القرية إلى طريق هوائي معلق لعربات الكابل يعبر ثمانمائة متر فوق نهر دادو، وتحولت لوه يون ليان من أمينة لجنة الحزب الشيوعي بقرية قولو إلى رائدة تقود أبناء قريتها على درب تحقيق الثراء.   

في الأول من مارس سنة 2017، قبيل افتتاح "الدورتين"، أجريت مقابلة أخرى مع لوه يون ليان، بعد خمس سنوات من المقابلة الأولى، سَرَدت فيها قصة تخلص أبناء قريتها من الفقر تحت إرشادها.

  طريق الخروج من دائرة الفقر

في الأول من مارس، قبيل افتتاح "الدورتين"، قابلت لوه يون ليان التي قالت لي بفرحة عارمة: "سأخبرك خبرا سارا؛ بدأ التشغيل التجريبي لطريق النقل الهوائي في قرية قولو.

 كثير من الناس قرأوا التقرير الصحفي الأول وتبادله أكثر من عشرين ألف شخص عبر ويتشات، بل إن عمدة المدينة شارك في إرسال ذلك التقرير الصحفي. عرف كثير من الناس أحوال قريتي وعرفوني أيضا من خلال ذلك التقرير الصحفي على مواقع الإنترنت في يومين أو ثلاثة أيام فقط."

قرية قولو التابعة لمحافظة هانيوان في مدينة ياآن بمقاطعة سيتشوان، هي القرية الإدارية الوحيدة التي ليس بها طريق عام في ياآن، والقرية الأشد فقرا بين ثلاث وستين قرية فقيرة في محافظة هانيوان. قبل عام 2002، وبسبب عدم وجود طريق، لم يكن أمام القرويين إلا تسلق سلم من الخيزران للخروج من قريتهم القابعة فوق جرف جبلي. بعد انتخابها نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب، حملت لوه يون ليان لقب "نائبة السلم الجبلي".

طرحت لوه يون ليان كثيرا من الاقتراحات حول تعبيد الطرق خلال "الدورتين" في السنوات الأخيرة. قالت لوه إنها من منطقة ريفية، ولهذا فإن تعبيد الطرق الريفية أهم قضية لها. في عام 2002، خصصت الحكومة المحلية الأموال لتعبيد طريق قرية قولو، وقام أبناء القرية بشق طريق لا يتجاوز عرضه مترا واحدا فوق الجرف الجبلي، يعرف باسم "طريق البغال والخيل".

قالت لوه يون ليان: "أثناء الدورتين في العام الماضي، قلت لك إننا بصدد تنفيذ مشروع النقل الهوائي. لقد تم الإنشاء، وصار الوصول من سفح الجبل إلى القرية يستغرق ثلاث دقائق فقط، فتغير مصير أبناء قريتنا. أيضا، تجري أعمال إنشاء طريق عام في قريتنا ومن المتوقع أن يتم إنجازه في نهاية يونيو 2017، وأن تتم أعمال تحجيره بحلول عام 2018. إن إنشاء الطريق العام في القرية يزيد ثقتي وثقة أبناء قريتي في تحقيق هدف القضاء على الفقر."

إنجازات "نائبة السلم الجبلي"

استطاعت لوه يون ليان ولجنة الحزب الشيوعي الصيني واللجنة الإدارية لقرية قولو استكشاف طريق جديد للقضاء على الفقر وإرشاد الجماهير لتحقيق الرخاء، ألا وهو تطوير منتج سياحي يجمع بين الطبيعة والثقافة المحلية، استفادة من خصائص المنطقة الجبلية، فشهد أبناء قولو تغيرات عميقة خلال السنوات الخمس الأخيرة تحت إرشاد أمينة لجنة الحزب لوه يون ليان.

تم  تحجير أربعة آلاف متر من طريق البغال والخيل وإصلاح شبكة الكهرباء لست مجموعات من سكان القرية وتطوير زراعة الجوز والديش الصيني على مساحة 1600 مو (الهكتار يساوي 15 مو) وترميم استراحة القرية وإعادة بناء العيادة الصحية بالقرية، ومد أنابيب مياه للشرب والري بطول أربعين ألف متر، وإقامة سياج حماية على جانبي "طريق البغال والخيل"، وبناء مقصورة استراحة للزوار وميدان المشاعل الذي يعكس خصائص قومية يي، وإنجاز جولة جديدة من خطة إعادة أراضي الغابات إلى حالتها السابقة بعد أن كانت قد تحولت إلى حقول زراعية بمساحة ثمانمائة مو. كل هذه الأرقام تدل على الجهود المشتركة بين لوه يون ليان وأبناء القرية خلال أكثر من ألف يوم وليلة.

قالت لوه يون ليان: "خصصت لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمحافظة وحكومة المحافظة عشرة ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات) لقرية قولو التي يبلغ عدد سكانها أربعمائة نسمة، لتطوير منشآت البنية التحتية والصناعات، و24 مليون يوان لمشروع النقل الهوائي. وسيتم تخصيص أربعة ملايين يوان لتعبيد الطرق التي تربط بين القرى ومجموعات الأسر والبيوت في القرية."

فضلا عن ذلك، من المتوقع أن يتم تزويد القرية بشبكة الإنترنت في وقت قريب، ما سيجعل أهلها يعرفون العالم الخارجي ويكسبون دخلا إضافيا وهم في قريتهم.

قالت لوه يون ليان إنها حققت في السنوات الأخيرة بعض الإنجازات باعتبارها نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها مازالت تواجه تحديات كبيرة في الجولة الجديدة لتنفيذ أعمال مساعدة الفقراء لحل المشاكل المستعصية. السيدة لوه حريصة على اغتنام هذه الفرصة وتوظيف السمات الجغرافية الخاصة لقريتها، كي تتحول قولو إلى مقصد سياحي هام على نهر دادو. كل هذه الأفكار وغيرها، تهدف إلى تخليص أبناء القرية من الفقر في أسرع وقت ممكن.

--

ما لي، صحفي بمجلة "Beijing Review"