HOME| مقالات من المجلة

العبارات المفتاحية التي ينبغي لكم معرفتها بشأن الدورتين

2017-03-03 11:12

الدورتان يقصد بها المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وتقامان في بكين سنويا وتعدان من أهم النشاطات السياسية في الصين. تقام في هذا العام الدورة الخامسة للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب،والمؤتمر الاستشاري السياسي الثاني عشر للشعب الصيني. يتوجه أكثر من خمسة آلاف نائب وعضو يعملون في مجالات متنوعة من أنحاء الصين إلى بكين في مارس كل عام لمناقشة الأحداث الوطنية.

تعتبر الدورتان نافذة لمعرفة المبادئ التوجيهية الصينية حول الحكم والإدارة والسياسات الداخلية والخارجية وأحوال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تعدان سبيلا هاما لدراسة أحوال الصين واتجاهات تطورها المستقبلية، لذا أصبحتا حاليا بيت القصيد الذي يجذب أنظار العالم تدريجيا. شارك أكثر من ألف صحفي دولي في التغطية الإعلامية للدورتين في بكين في هذا العام.

ينبغي معرفة عشر كلمات رئيسية عن الدورتين

1- نظام مجلس نواب الشعب

نظام مجلس نواب الشعب، هو النظام السياسي الأساسي لسيادة الشعب الصيني. يمارس الشعب سلطة الدولة من خلال المجلس الوطني لنواب الشعب والمجالس المحلية لنواب الشعب على مختلف المستويات. وينص الدستور الصيني على: أن المجلس الوطني لنواب الشعب لجمهورية الصين الشعبية هو الهيئة العليا لسلطة الدولة. يتم انتخاب الأجهزة الإدارية والأجهزة القضائية وأجهزة النيابة للدولة في الصين من قبل مجالس نواب الشعب، وتكون مسؤولة تجاهها، وتخضع لمراقبتها. يتم إقرار القضايا الهامة للدولة في مجالس نواب الشعب. والأجهزة الإدارية مسؤولة عن تنفيذ وتطبيق ما أجازته مجالس نواب الشعب من قوانين وأنظمة وقرارات. تمارس المحاكم والنيابات حق الحكم وحق النيابة وفقا للأحكام القانونية كل على حدة، لا تتأثر بتدخل أي جهاز إداري أو منظمة اجتماعية أو شخص. انعقد الاجتماع الأول للدورة الأولى للمجلس الوطني لنواب الشعب في سبتمبر 1954، وهذا يعد رمزا لإنشاء نظام مجلس نواب الشعب في كافة أنحاء البلاد بشكل رسمي.

 

2- نظام التعاون المتعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني

النظام الصيني للأحزاب السياسية يختلف عن النظام التنافسي بين حزبين أو أحزاب متعددة في الدول الغربية، كما يختلف عن نظام الحزب الواحد في بعض بلدان العالم، وإنما هو نظام قائم على التعاون المتعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. يوجد في الصين حاليا، تسعة أحزاب سياسية. إلى جانب الحزب الشيوعي الصيني، هناك اللجنة الثورية لحزب الكومينتانغ الصيني (تأسست في عام 1948) والرابطة الديمقراطية الصينية (تأسست في عام 1941) والجمعية الديمقراطية الصينية لبناء الوطن (تأسست في عام 1945) والجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية (تأسست في عام 1945) والحزب الديمقراطي الصيني للفلاحين والعمال (تأسس في عام 1930) وحزب تشيقونغدانغ الصيني (تأسس في عام 1925) وجمعية جيوسان (تأسست في عام 1945) ورابطة الحكم الذاتي الديمقراطية في تايوان (تأسست في عام 1947). تشمل الخصائص البارزة للنظام الصيني للأحزاب السياسية: قيادة الحزب الشيوعي الصيني والتعاون بين مختلف الأحزاب، ممارسة الحزب الشيوعي الصيني للحكم ومشاركة مختلف الأحزاب في الشؤون السياسية. تعتبر الأحزاب السياسية المتعددة أحزابا صديقة حميمة يتضامن ويتعاون معها الحزب الشيوعي الصيني، وأحزاب تشارك في الشؤون السياسية، وليست أحزاب معارضة أو أحزابا خارج الحكم. تشارك مختلف الأحزاب السياسية في سلطة الدولة، وتشارك بالتشاور في سياسات ومبادئ الدولة العامة وانتخاب قادة الدولة، كما تشارك في إدارة شؤون الدولة، ووضع وتنفيذ سياسات ومبادئ الدولة والقوانين واللوائح. يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بالتعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة والمعاملة الصادقة والمشاركة في السراء والضراء مع مختلف الأحزاب السياسية

 

3- الديمقراطية التشاورية

إن ممارسة الشعب لحقوقه في الانتخاب والتصويت (أي "الديمقراطية الانتخابية") والقيام بالتشاور الكافي بين مختلف الأطراف داخل صفوف الشعب قبل صنع القرارات الهامة (أي "الديمقراطية التشاورية")، والتوصل إلى اتفاق حول القضايا المشتركة بكل استطاعة، هما نمطان هامان للديمقراطية الاشتراكية الصينية. تعد الديمقراطية التشاورية الاشتراكية اختراعا ابتكره الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في جانب الأنماط الديمقراطية الاشتراكية، والتي تتفق مع واقع الصين وتتطابق مع التقاليد السياسية والثقافية الصينية. وهي إلى جانب اهتمامها بالنتائج النهائية لصنع القرار، تحرص كذلك على المشاركة الواسعة النطاق في عملية صنع القرار، ولا تؤكد على احترام آراء الأكثرية فحسب، بل تشدد على التعبير التام عن آراء الأقلية وحماية حقوقهم ومصالحهم، الأمر الذي يوسع مدى الديمقراطية ويحقق الديمقراطية الشعبية إلى حد أكبر. ستعمل الصين بلا انقطاع على دفع التطوير المؤسسي الواسع النطاق والمتعدد المستويات للديمقراطية التشاورية، وتعميق إجراء التشاور التشريعي والتشاور الإداري والتشاور الديمقراطي والمشاركة بالتشاور في الشؤون السياسية والاجتماعية.

 

4- الشوامل الأربعة

أثناء زيارته التفقدية لمقاطعة جيانغسو في ديسمبر 2014، طرح شي جين بينغ بوضوح لأول مرة التخطيط الاستراتيجي– "الشوامل الأربعة": إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، تعميق الإصلاح على نحو شامل، حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بصرامة على نحو شامل. ترتبط هذه الأعمال الأربعة بعضها ببعض بصورة وثيقة: حيث يعد إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل الهدف العام الذي طرحه المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، بينما يمثل تعميق الإصلاح على نحو شامل وتعزيز حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل جناحي الطير أو عجلتي العربة لدفع تحقيق هدف الكفاح في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. وأثناء هذه العملية، تكون إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل الضمان الأساسي لدفع مختلف الأعمال إلى الأمام وتحقيق الأهداف المختلفة بسلاسة. يعرض التخطيط الاستراتيجي - "الشوامل الأربعة" الإطار العام لحوكمة الدولة وإدارتها للمجموعة القيادية الصينية الجديدة.

 

5- أهداف "المئويتين"

رسم المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني تخطيطا عظيما لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتسريع دفع التحديث الاشتراكي، ووجه نداء العصر للتقدم نحو أهداف "المئويتين". تتمثل هذه الأهداف في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل بحلول عام 2021، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ومضاعفة إجمالي الناتج المحلي ومعدل دخل الفرد للسكان في المدن والأرياف على أساس عام 2010؛ وإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة وغنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة، وبلوغ مستوى الدول المتقدمة المتوسطة بحلول عام 2049، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. تعتبر أهداف "المئويتين" تجسيدا مجازيا للتخطيط العظيم والآفاق المشرقة لحلم الصين، بينما يعد تحقيق هذه الأهداف أساسا لتحويل حلم الصين إلى واقع.

 

6- مفاهيم التنمية الخمسة

طُرحت مفاهيم التنمية الخمسة المتمثلة في "الابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والتمتع المشترك" لأول مرة في الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني والتي انعقدت ببكين بين 26 و29 أكتوبر 2015، وأكدت هذه المفاهيم على وضع الابتكار في مركز الوضع الكلي لتنمية البلاد، ومعالجة العلاقات الهامة في التنمية بشكل صحيح، والمثابرة على السياسات الوطنية الأساسية المتمثلة في توفير الموارد وحماية البيئة، واتباع استراتيجية الانفتاح ذات المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والمثابرة على التنمية من أجل الشعب والتنمية المعتمدة على الشعب وتقاسم الشعب لثمار التنمية وغيرها. إن طرح مفاهيم التنمية الخمسة يعكس بشكل مركز تعمق معرفة الحزب الشيوعي الصيني لقوانين التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويقدم إرشادا أيديولوجيا قويا لقيادة الحزب الشيوعي الصيني للشعب الصيني في عملية إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.

 

7- استراتيجية دفع التنمية بالابتكار

تنفيذ استراتيجية دفع التنمية بالابتكار يتطلب دفع الابتكار الشامل الذي يتخذ الابتكار العلمي والتكنولوجي محورا له، والتمسك بتوجيه الطلب وبالاتجاه الصناعي، والتمسك بمكانة القوام الرئيسي للمؤسسات في الابتكار، وإبراز الدور الحاسم للسوق في توزيع الموارد والتفوق النظامي للاشتراكية، وزيادة نسبة إسهام التقدم العلمي والتكنولوجي في النمو الاقتصادي، وتشكيل مصدر جديد للقوة المحركة للنمو، ودفع التنمية الاقتصادية المستدامة والسليمة. وتشمل الإجراءات الرئيسية لتنفيذ هذه الاستراتيجية: تهيئة بيئة تنافسية عادلة لتشجيع الابتكار، وإنشاء آلية لتوجيه سوق الابتكار التكنولوجي، تعزيز وظائف الابتكار المالي، وتحسين السياسات الحافزة لتحويل ثمار الابتكار، إنشاء منظومة أكثر فعالية للبحوث العلمية، ابتكار آلية لتربية الأكفاء المتخصصين واستخدامهم بصورة سليمة وجذبهم، دفع تشكيل وضع عميق الاندماج للانفتاح والابتكار، إلخ. الصين ستعمل جاهدة على تشكيل بيئة مؤسسية ومنظومة سياسية وقانونية مناسبة لمتطلبات دفع التنمية بالابتكار في عام 2020، لتقديم الضمان القوي لتنضم إلى صفوف الدول المبتكرة.

 

8- مساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر  بشكل دقيق وهادف

طرح مفهوم تخليص الفقراء من الفقر لأول مرة على مستوى الأعمال المركزية في مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني الذي اختتم في 11 ديسمبر عام 2014؛ وفي 18 يونيو عام 2015، أكد شي جين بينغ خلال زيارة الاستطلاع والبحث التي قام بها في مقاطعة قويتشو على أن "الشيء المهم في مساعدة الفقراء من خلال التنمية هو اتخاذ إجراءات موجهة ودقيقة، ونجاحها وفشلها يتوقف على دقة هذه الإجراءات الموجهة". بذلك أصبحت "مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف" عبارة مفتاحية في النقاشات الساخنة داخل مختلف الأوساط الاجتماعية. وفي ((اقتراح بشأن الخطة الخمسية الثالثة عشرة)) التي أصدر في 3 نوفمبر عام 2015، تم تحديد الترتيبات لأعمال "تنفيذ مساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر بشكل دقيق وهادف". يهدف تخليص الفقراء من الفقر بشكل دقيق وهادف إلى تجنب إخفاء الأغلبية بمتوسط الدخل الاقتصادي، وإعطاء مزيد من الاهتمام لضمان المعيشة الأساسية للشعب وحياة الفئات ذات الدخل المنخفض. وتعمل مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف على تمييز الفئات الفقيرة بدقة ومساعدتها بشكل دقيق، وإدارة أعمال مساعدة الفقراء بشكل دقيق. وقد طرحت الحكومة المركزية بوضوح مساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر بشكل دقيق وهادف، لأن الجهود الصينية في عملية مساعدة الفقراء من خلال التنمية قد دخلت المرحلة الحاسمة للتغلب على المشاكل المستعصية. ومن أجل تحقيق هدف "الدقة"، طرح شي جين بينغ شروطا مفصلة متمثلة في "الدقة في استهداف الفئات الفقيرة، الدقة في وضع إجراءات لمساعدة الفقراء على أساس الأسر، والدقة في وضع مشاريع لمساعدة الفقراء، والدقة في استخدام الأموال في مساعدة الفقراء والدقة في بعث الكوادر وفقا لأوضاع القرى الفقيرة، والدقة في نجاعة التخليص من الفقر."

 

9- نمط جديد لطريق الحضرنة

إن تحقيق الحضرنة في دولة نامية كبيرة مثل الصين التي يبلغ تعداد سكانها 3ر1 مليار نسمة، هي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ تطور البشرية. لا يمكن مواصلة السير على الطريق القديم المسدود المتمثل في التوسع الانتشاري، وعدم التوازن بين تعداد السكان والأرض، والاعتماد على الاقتراض، وتخريب البيئة. بل يجب السير على طريق الحضرنة من نمط جديد والتحكم الحقيقي بالاتجاه الصائب في هذه المرحلة الحاسمة. يقصد بالنمط الجديد لطريق الحضرنة، الانطلاق من وضع الصين الأساسي في المرحلة الأولية من الاشتراكية، والالتزام بالقانون، والتوجيه انطلاقا من الواقع، وجعل الحضرنة تصبح عملية تنموية مواكبة للتيار. ويجب الحرص على إيلاء مكانة بارزة لرفع جودة الحضرنة بشكل ملحوظ أثناء التنفيذ. ويجب التمسك بوضع الإنسان في المقام الأول، ودفع الحضرنة باعتبار الإنسان محورا لها؛ والتمسك بتحسين التنظيم، ودفع توزيع الأعمال بشكل سليم ودفع التكامل في الوظائف والتنمية المتناسقة بين المدن الكبرى والمتوسطة والصغيرة والبلدات الصغيرة؛ والتمسك بالحضارة الإيكولوجية، والعمل على دفع التنمية الخضراء والتنمية الدورية والتنمية المنخفضة الكربون؛ والتمسك بتوارث الثقافة، وتنمية البلدات الجميلة ذات الذاكرة التاريخية والخصائص الإقليمية والميزات القومية.

 

10- رابطة المصير المشترك

تعتبر رابطة المصير المشترك أحد المفاهيم الهامة التي طرحها رئيس الصين شي جين بينغ. لغاية مايو 2015، قد تحدث شي عن هذا المفهوم في أكثر من 60 مناسبة علنية. في مارس 2013، وفي خطابه في معهد العلاقات الدولية بموسكو، طرح هذا المفهوم لأول مرة حيث قال: "عمق الترابط والاعتماد المتبادل بين مختلف الدول في العالم قد بلغ مستوى غير مسبوق في الوقت الراهن، وأصبحت البشرية تعيش في القرية الكونية الواحدة، وفي الحيز الزمكاني الواحد الذي يلتقي فيه التاريخ بالحاضر، وأضحى العالم أكثر فأكثر رابطة ذات مصير مشترك على شكل 'أنا أعيش بداخلك، وأنت تعيش بداخلي'". في مارس 2015، وفي خطابه في بوآو، طرح "التمسكات الأربعة" للاتجاه إلى رابطة المصير المشترك وهي: التمسك بالاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بين مختلف الدول، والتمسك بالتعاون والفوز المشترك والتنمية المشتركة، والتمسك بتحقيق الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتمسك بالتوافق والتسامح والتبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات المختلفة. في مارس 2013، وأثناء زيارته لتنزانيا، قال: "أخبرتنا هذه المرحلة من التاريخ أن الصين وأفريقيا ظلتا ودائما في رابطة مصير مشترك، حيث تربطنا بشكل وثيق التجارب التاريخية ومهام التنمية المشتركة، والمصالح الاستراتيجية المشتركة."