حرب الصين ضد وباء فيروس كورونا الجديد < الرئيسية

تعاون صيني- أوروبي لمكافحة كوفيد- 19

: مشاركة
2020-07-02 16:30:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

عقد في السادس من إبريل عام 2020، المؤتمر الأكاديمي الدولي حول علاج الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حيث أكد كريستوف غوتنبرونر، مدير قسم إعادة التأهيل بجامعة بهانوفر الطبية  في ألمانيا، على أهمية التعاون والدراسة المتبادلة بين مختلف الدول للوقاية من الوباء والسيطرة عليه. وقال إن ألمانيا اتخذت كثيرا من الإجراءات لعلاج كوفيد- 19 ونفذت أساليب ومشروعات متنوعة فعالة، ومنها مشروع العلاج الصيني المتسم بالدمج بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي، مما يساعد على إنقاذ المصابين بالفيروس.

مشروع العلاج الصيني المتسم بالدمج بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي

شارك تونغ شياو لين، عضو الأكاديمية الصينية للعلوم في المؤتمر عبر الفيديو، في السادس من إبريل الماضي، وتقاسم الخبرات الصينية في مكافحة مرض كوفيد- 19 مع المشاركين الآخرين في المؤتمر. قال إن الخبراء الصينيين يعتقدون أن هذا الوباء ناتج عن البرد والرطوبة حسب الطب الصيني التقليدي. بعد تناول المرضى المصابين بكوفيد- 19 الأدوية الصينية المعنية، تحسنت حالتهم خلال ثلاثة أيام، وقلت مدة أعراض الحمى لديهم إلى نحو 7ر1 يوم فقط. يعتقد تونغ شياو لين أن دمج الطب الصيني التقليدي والطب الغربي أبرز سمة للمشروع الصيني ويقدم الحكمة الصينية للعالم كله.

تونغ شياو لين، وهو عضو فريق الإرشاد الطبي المركزي ورئيس فريق خبراء الإنقاذ التابع للإدارة الوطنية للطب التقليدي الصيني، وباحث كبير في الأكاديمية الصينية لعلوم الطب الصيني، سافر إلى ووهان بمقاطعة هوبي قبل عيد الربيع الصيني بيوم. نظرا لنقص الموارد الطبية وزيادة عدد المرضى في المرحلة الأولية بعد تفشى الوباء، طرح فكرة توزيع الأدوية التقليدية الصينية على السكان في التجمعات السكنية على نطاق واسع للسيطرة على عدد المرضى من المصدر، لأن الوقاية من المرض في التجمعات السكنية تعتبر الخطوة الأولى لوقف انتشار الوباء. قال إنه قبل إيجاد الأدوية الغربية الفعالة لعلاج الوباء، لعبت الأدوية التقليدية الصينية دورا كبيرا في احتواء الوباء والسيطرة عليه.

أشار تونغ شياو لين إلى أن الصين ترجمت بشكل كامل أحدث نسخة لمشروعها العلاجي، من ضمنه مشروع العلاج بالأدوية التقليدية الصينية، إلى الإنجليزية، وتم نشر النسخة المترجمة في أنحاء العالم. فضلا عن ذلك، شاركتُ في كثير من المؤتمرات عبر الفيديو للأكاديمية الدولية لتقاسم خبرات الأدوية التقليدية الصينية في مكافحة كوفيد- 19 مع الخبراء من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف السيد تونغ أن الاتحاد العالمي للأدوية الصينية والاتحاد العالمي للوخز بالإبر الصينية ينظمان حاليا قوى الطب الصيني في مختلف الدول للمشاركة في أعمال العلاج.

في السنوات الأخيرة، أنشأ عدد كبير من الدول الأوروبية معاهد علمية ومؤسسات خدمات نموذجية في مجال الطب الصيني التقليدي، منها المركز الصيني الألماني للطب الصيني التقليدي الذي أنشأته الأكاديمية الصينية لعلوم الطب الصيني وجامعة هانوفر الطبية، ومركز بحوث الأدوية الصينية التقليدية الذي أنشأته الأكاديمية الصينية لعلوم الطب الصيني وجامعة غراتس بالنمسا، الأمر الذي يعزز البحوث الأكاديمية المشتركة في مجال الطب الصيني التقليدي والوخز بالإبر في الجامعات الأوروبية.

في الثامن من مايو عام 2020، قام خبراء من الصين والنمسا بالتبادل حول "التعرف على دور الطب الصيني التقليدي في مكافحة كوفيد- 19 ومشروع علاجه"، "دراسة في مشروع الأدوية الصينية التقليدية في علاج كوفيد- 19" وغيرهما من الموضوعات الهامة عبر الفيديو كونفرنس.

أكد رودولف باور، رئيس معهد علوم الصيدلة ومؤسس مركز البحوث للطب الصيني التقليدي على مساهمات الأدوية الصينية التقليدية في مكافحة الوباء. وأشار باور إلى أن الأدوية الصينية التقليدية تتميز بالتاريخ الطويل والنتائج الجيدة في مكافحة الأمراض الوبائية والأمراض المعدية. على سبيل المثال، تلعب مادة الأرتيميسينين دورا كبيرا في علاج الملاريا وتساعد بعض الأدوية الصينية التقليدية في الوقاية من سارس. لذلك، يتطلع رودولف باور إلى تعزيز التعاون مع الخبراء الصينيين لإيجاد المواد الفعالة المضادة لفيروس كورونا الجديد والمواد الفعالة لتعديل المناعة، ومنع الإصابة بفيروس كوفيد- 19 عن طريق تثبيت نظام المناعة، وكبح عاصفة السيتوكين المدمرة.

ضمان تقديم المواد اللازمة لمختلف أنحاء العالم

في العشرين من مارس عام 2020، في مراسم تسليم المواد الطبية اللازمة لمكافحة كوفيد- 19 في بكين، أمسك إيمانويل دي مايغريت، الوزير المفوص بسفارة إيطاليا لدى الصين بيدي قاو يوي ون، رئيس مجلس إدارة مجموعة مهيكو الصينية المحدودة، معربا عن امتنانه للحصول على مليون كمامة متوافقة مع المعايير الأوروبية من الجانب الصيني.

في الخامس عشر من مارس عام 2020، وقعت الوكالة الإيطالية للحماية المدنية اتفاقا مع مجموعة مهيكو الصينية المحدودة لشراء ثمانية ملايين كمامة متوافقة مع المعايير الأوروبية، حيث كان من المقرر أن تسلم مجموعة مهيكو الصينية الدفعة الأولى من الكمامات بحلول الرابع والعشرين من مارس. لكن، بسبب انتشار الوباء بسرعة عالية في إيطاليا في تلك الفترة، اتصل الجانب الإيطالي بمجموعة مهيكو الصينية، وطلب أن يتم "تسليم أكثر ما يمكن" من الكمامات مقدما بحلول العشرين من مارس.

كانت مجموعة مهيكو الصينية قد اشترت من إيطاليا المواد الطبية اللازمة مثل الكمامات والملابس الواقية والنظارات الواقية، خلال الفترة الخطيرة للوباء في الصين. لذا، الصين تتفهم قلق إيطاليا في هذه الحالة. من أجل ضمان تسليم المواد في الموعد المحدد، تغلبت مجموعة مهيكو الصينية على صعوبات كبيرة ونجحت في تنظيم الشركات التابعة لها لإنتاج المواد الطبية في أسرع وقت ممكن.

قال إيمانويل دي مايغريت: "هذا يعكس مدى عمق روابط الصداقة بين البلدين. لقد تبادل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الآراء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أكدا على العزم المشترك لتحقيق الانتصار على الوباء. يصادف عام 2020 الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. يرجع تاريخ التبادلات بين الشعبين إلى العصر القديم. أنا متأكد من أن التبادل الوثيق بين البلدين سيربط بيننا وسيساعدنا في التغلب على الوباء!"

من أجل نقل المستلزمات الطبية إلى البلدان المستهدفة في الوقت المناسب، عززت الصين قدرتها الجوية الدولية، ونقلت المواد الطبية عبر الطائرات وقطارات الشحن بين الصين وأوروبا، والسفن السريعة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والنقل البري.

في الخامس من يونيو 2020، انطلق أول قطار خاص من إيوو بمقاطعة تشجيانغ في جنوب شرقي الصين إلى مدريد، عاصمة إسبانيا، التي تبعد عن الصين 13052 كيلومترا حاملة المواد الطبية في ست وثمانين حاوية قياسية.

قال ليو شي لين، رئيس فرع شانغهاي لشركة حاويات السكك الحديدية الصينية، إن الرحلة البحرية تستغرق حوالي أربعين يوما. لكن، بسبب التوقف أو فرض القيود المعنية للنقل الجوي والبحري، يعتبر نقل المواد بقطار الشحن بين الصين وأوروبا أفضل وسيلة حيث يقلل مدة الرحلة عشرين يوما. حمل هذا القطار المتجه إلى مدريد 25050 ألف كمامة و400 ألف طقم من الملابس الواقية بوزن إجمالي 257 طنا.

لمواجهة الوضع الوبائي المتفاقم في العالم، تقدم الصين المساعدة بكل ما بوسعها إلى الأطراف المعنية وتقاسم خبراتها ومشروعاتها بدون تردد. أصدر المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني الكتاب الأبيض ((مكاحفة كوفيد- 19: الصين تتحرك)) في السابع من يونيو، حيث أشار إلى أنه بحلول 31 مايو 2020، قدمت الصين المواد والمساعدات إلى أكثر من 150 دولة وأربع منظمات دولية. فضلا عن ذلك، أقامت الصين 180 مؤتمرا عبر الفيديو كونفرنس مع أكثر من 170 دولة ومنظمة دولية. وقامت الحكومات المحلية والشركات والمؤسسات الشعبية في الصين بالتبرع بالمواد إلى أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية. في نفس الوقت، تقدم الصين تسهيلات ممكنة للدول الأجنبية في عمليات شرائها تجارية في الصين، إذ تصدر الصين المواد الواقية إلى أكثر من مائتي دولة ومنطقة. وفي الفترة بين الأول من مارس إلى الحادي والثلاثين من مايو 2020، صدرت الصين 6ر70 مليار كمامة و340 مليون طقم ملابس واقية، الأمر الذي يعكس تحمل الصين مسؤوليتها في المجتمع الدولي ويوطد الصداقة ويعمق التعاون الملموس بين الصين ومختلف دول العالم  الأخرى.

تعزيز التعاون العلمي في تطوير اللقاح

يتطلع الناس في العالم إلى نجاح التوصل إلى لقاح لمكافحة كوفيد- 19 في أسرع وقت ممكن. وبالتعاون الدولي يمكن تسريع كل الحلقات في تطوير اللقاح مثل البحوث الأساسية والتجارب السريرية وتركيبات اللقاح وإنتاجه وتوزيعه. لذا، تقوم حكومات مختلف الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الهادفة للربح والشركات بالتعاون الدولي على نطاق واسع لتسريع تطوير اللقاح، مما يساعد على توزيع اللقاح بصورة عادلة في العالم في المستقبل.

في الرابع من يونيو 2020، ترأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القمة العالمية للقاح، حيث أشار إلى أن هدف هذه القمة هو جمع الأموال للتحالف العالمي للقاحات والتحصين لضمان إتاحة اللقاح، وخاصة لتقديم الدعم المالي من أجل تسريع تطوير لقاح لـكوفيد- 19 وإنتاجه وتوزيعه. لقد جمعت هذه القمة 8ر8 مليارات دولار أمريكي من 32 حكومة مانحة و12 صندوقا وشركة ومؤسسة، وذلك من أجل تنفيذ برنامج التحصين لثلاثمائة مليون من الأطفال وأعمال مكافحة الوباء في العالم.

وقد ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خطابا في القمة، أشار فيه إلى أن التحديات لا تزال كبيرة، وأن اللقاحات تمثل درعا قويا لمواجهة الفيروس، لافتا إلى أن الصين ستواصل دعم منظمة الصحة العالمية لتلعب دورها المركزي في تنسيق أعمال بحث وتطوير اللقاحات، وتعتزم مواصلة إجراء التجارب الإكلينيكية في مراكز عديدة، وتيسير دخول نتائج تلك التجارب إلى السوق في أقرب وقت ممكن بمجرد إنجاز أهداف البحث والتطوير، من أجل تقديم المنفعة العامة للعالم وإتاحة لقاح تتوافر فيه السلامة والفعالية والجودة العالية، والمساهمة في وصول اللقاحات إلى البلدان النامية وضمان قدرتها على تحمل تكاليف اللقاحات. وأضاف أن التحالف العالمي للقاحات والتحصين يتعاون جيدا مع الصين، وضخ استثمارات في دعم عملية التطعيم في الصين، والتطبيق الدولي لها. وأكد السيد لي عزم الحكومة الصينية على المساهمة في تمويل التحالف، وتشجيع مؤسسات البحث والتطوير وشركات إنتاج اللقاحات في الصين على تعزيز التعاون مع التحالف، ودعم دور التحالف الهام في تعزيز استخدام اللقاحات. تسعى الصين إلى الوفاء بالتزاماتها من خلال إجراءات ملموسة، وتعمل معا من أجل بناء "رابطة صحة عالمية للجميع". وأشاد المشاركون بهذا كمثال جديد على مشاركة الصين في التعاون الدولي في مجال التعاون متعدد الأطراف.

سيث بيركلي عالم الأوبئة الأمريكي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين وخبير علوم الأوبئة، يعمل على تطوير لقاح ونشره في العالم. قال إن الناس يدركون أنه لا توجد حدود لفيروس كورونا الجديد، وأنه ينتشر في كل العالم. إن هذا الوباء قضية عالمية بحاجة إلى مشروع علاج عالمي.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4