تعتبر العلاقات الصينية- الأفريقية متميزة وممتدة عبر السنين وتشهد تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة، مع انعقاد قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي اليوم، والتي تعطي دفعا وزخما كبيرين للعلاقات بين الصين وأفريقيا، وتنجح في خلق إطار مؤسسى منتظم لهذه العلاقات ووضع الأولويات لها وفقا لاحتياجات الجانبين والعمل على تطويرها وتعزيزها، ولاسيما بعد إطلاق مبادرة الحزام والطريق.
كما أن الدول الأفريقية تتطلع إلى مزيد من المشروعات والاستثمارات الصينية في القارة السمراء، عقب انتهاء قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي ببكين، حيث نجحت الصين في تحقيق انفتاح أفريقيا على العالم، من خلال إنشاء عدد من المصانع في الدول الأفريقية للتصدير إلى كل دول العالم، ونجحت أيضا في نقل التكنولوجيا الصينية إلى أفريقيا التي خلقت فرص عمل للكثير من الشباب الأفريقي مما ساعد في تحسين مستوى معيشة الفرد في القارة السمراء.
وما يميز منتدى التعاون الصيني- الأفريقي هو أنه يوفر نوعا من التشاور والتحاور بين الصين والدول الأفريقية مجتمعة مرة واحدة، حيث من المقرر أن يحضر عدد كبير من الرؤساء الأفارقة وسيتم عقد لقاءات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، للتناقش حول مستقبل العلاقات الصينية- الأفريقية في الفترة المقبلة، حيث أن الصين وأفريقيا لديهما اتفاقيات متشابة في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.
كما نجد أيضا أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية وصل إلى 170 مليار دولار أمريكي العام الماضي، وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في أفريقيا 1ر3 مليارات دولار أمريكي في نفس العام، وهي أرقام كبيرة جدا في مجال الاستثمار الخارجي، كما تتعاون الصين مع أفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب أيضا.
أما بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، فنجد أن معظم دول أفريقيا تسعى للانضمام إلى المبادرة التي أثبتت نجاحها بصورة كبيرة في السنوات الماضية، حيث أنها مبادرة طموحة تترجم رؤية الصين لعلاقاتها بدول العالم خلال السنوات المقبلة، ونجد أن مصر من الدول المستفيدة من تلك المبادرة حيث تقع مصر في موقع متميز وبها قناة السويس التي تعتبر شريانا ملاحيا ومنطقة صناعية جاذبة للاستثمار.
--
هاني محمد كامل، نائب رئيس قسم الشؤون الدولية لجريدة ((اليوم السابع)) المصرية.
