عين صينية < الرئيسية

الحزب الشيوعي الصيني يواصل تقديم المنفعة لكل العالم

: مشاركة
2021-12-20 17:07:00 الصين اليوم:Source وو سي كه هو يوي شيانغ:Author

سيظل عام ألفين وواحد وعشرين، الذي يغادرنا هذه الأيام، وهجا مضيئا في ذاكرة الصينيين، ففيه احتفلوا بفخر وسعادة بمرور مائة سنة على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وأقامت حكومة بلادهم حفلا رسميا بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لاستعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. وخلال العام، حقق الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، منجزات تاريخية في مكافحة جائحة كوفيد- 19 والتغلب على تحديات ومشقات شتى. كل هذا يظهر قدرة الحزب الشيوعي الصيني العالية على تخطيط العمل على أساس إدراكه الشامل للوضع المحلي والدولي، وتحسين الذات والعمل بما يجلب المنفعة لكل العالم ويشعر شعوب العالم بصداقة الصين ومسؤوليتها.

حزب كبير تاريخه ممتد لمائة عام ينهض بمسؤوليته العالمية

ظل الحزب الشيوعي الصيني، منذ تأسيسه في سنة 1921، يعتبر السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية غايته الأصلية ورسالته. فعلى مدى المائة عام الماضية، ظل الحزب يتضامن مع الشعب الصيني وقاده في الكفاح، حتى شقوا طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وحققوا مسيرة عظيمة تتمثل في "النهوض" و"الثراء" والمضي قدما نحو "القوة". في السنة الحالية، حققت الصين قفزة تاريخية في تخليص الصينيين من الفقر المدقع وبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وهي خطوة حاسمة في مسيرة الصين والحزب الشيوعي لتحقيق نهضة الأمة الصينية. اليوم، يتقدم الشعب الصيني بكل عزم وحماسة في المسيرة الجديدة للوفاء بهدف الكفاح المئوي الثاني لجعل الصين دولة اشتراكية حديثة وقوية. إن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تدفع وتشجع على التنمية المنسقة بين الحضارات المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية، فيما يمثل انطلاقة لطريق التحديث الجديد بالطراز الصيني ونمطا جديدا للحضارة الإنسانية. يمكن القول إن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تلعب دورا كبيرا في تعزيز الوفرة المادية والروحية للصينيين والمحافظة على التناغم بين الإنسان والطبيعة والتمسك بمبادئ التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وهذا يساعد على بناء رابطة المصير المشترك للبشرية بشكل إيجابي.

الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، بذلت جهودا كبيرة لدفع سلام العالم وتنميته من خلال بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، فهي تتصدر دول العالم من حيث دفع نمو الاقتصاد العالمي منذ عام 2006، إذ تتجاوز نسبة مساهماتها المتوسطة لنمو الاقتصاد العالمي 30% لمدة خمس عشرة سنة متتالية. بالإضافة إلى ذلك، هي أول بلد في العالم تمكن من السيطرة على انتشار جائحة كوفيد- 19 وإعادة الأعمال والإنتاج في الأوساط المختلفة وتحقيق نمو اقتصادي إيجابي، مما يؤكد أن الصين قوة محركة للتجارة وإنعاش الاقتصاد العالمي.

الفقر معضلة عويصة تعرقل تطور المجتمع البشري فالتخلص منه هدف مشترك لكل شعوب العالم. لقد نجحت الصين في الوفاء بهدف تقليص الفقر حسبما ذكر ((خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030)) قبل موعده بعشر سنوات، فيما يعد مساهمة ضخمة أخرى للصين في قضية تخفيف الفقر العالمي وتقدم المجتمع البشري.

لقد استعادت الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة قبل خمسين عاما بجهود مشتركة للدول الساعية للسلام والإنصاف، وهذا يعد حدثا كبيرا للعالم والأمم المتحدة، يشير إلى أن الشعب الصيني، الذي يمثل ربع سكان العالم، عاد منذ ذلك الحين إلى منصة الأمم المتحدة وصارت عضوا هاما في المجتمع الدولي.

ظلت الصين، منذ استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، منخرطة مع المجتمع الدولي بصورة إيجابية وتلعب دورا نشيطا وبنّْاء في الشؤون الدولية، من حيث السياسية وحوكمة الاقتصاد ووضع القوانين. على سبيل المثال، عملت الصين على إجراء الحوار بين الشمال والجنوب، وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، وتشكيل الأنظمة الجديدة في شؤون السياسة والاقتصاد العالمية، وتقديم الدعم للبلدان الأقل نموا والدعوة إلى تعددية الأطراف، وحققت في ذلك نجاحات معروفة للجميع. فضلا عن ذلك، كانت الصين ولا تزال تقف مع الدول النامية وتقدم الدعم للشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى التي تكافح من أجل حقوقها الوطنية الشرعية.

تعمل الصين على ممارسة التعددية الحقيقية وتتمسك بـ((ميثاق الأمم المتحدة)) والالتزام بالأنظمة الدولية ومحورها الأمم المتحدة والنظام الدولي على أساس القانون الدولي. هكذا، صارت الصين دولة هامة في حماية السلام العالمي، وتعزيز التنمية العالمية والمحافظة على النظام الدولي وتقديم المنافع العامة للعالم أجمع.

في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ غير مرة، كلمات هامة في مؤتمرات الأمم المتحدة، داعيا إلى بناء "رابطة المصير المشرك للبشرية" والقيم العامة للبشرية وغيرهما من المفاهيم الهامة، واستجاب للشواغل الهامة للبشرية جمعاء، مما يشير إلى اتجاه تنمية العالم والبشرية. على سبيل المثال، قدم الرئيس شي جين بينغ، في الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مبادرة التنمية العالمية وأكد على وضع الأولوية للتنمية، ووضع الشعب في المقام الأول، والتمسك بمبادئ المنفعة المتبادلة والتسامح، والتنمية المدفوعة بالابتكار والمحافظة على التناغم بين الإنسان والطبيعة وأهمية بناء رابطة المصير المشترك في التنمية العالمية. هكذا، قدمت الصين بوصفها دولة كبرى مسؤولة في العالم، منتجا عاما هاما جديدا فيما يتعلق بالتنمية العالمية والتعاون الإنمائي الدولي، ما يوفر دليلا للعمل لجميع البلدان للتركيز على التنمية، والتضامن في التنمية، والمشاركة في التنمية.

تطوير التعاون من أجل منفعة العالم

يصادف عام 2021 الذكرى السنوية الثامنة لتقديم الصين مبادرة "الحزام والطريق" التي تتمسك بمبادئ التشاور والتشارك في البناء والمنفعة وتسعى لتناسق السياسات وترابط المنشآت وسلاسة القنوات التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعوب. لقد وقعت الصين اتفاقيات تعاون بشأن مبادرة "الحزام والطريق" مع 141 دولة و32 منظمة دولية، منها 19 منظمة تابعة للأمم المتحدة وقامت بالتعاون مع الدول المطلة على "الحزام والطريق" مما يعزز الترابط والتبادل بين الدول المختلفة ويحقق التنمية الاقتصادية لتلك الدول ومجتمعاتها ومستوى معيشة شعوبها. فلا نبالغ إذا قلنا إن مبادرة "الحزام والطريق" تتطلع إلى التنمية والازدهار المتبادلين بين مختلف الدول وتقدم المصالح الحقيقية لتلك الدول وشعوبها. وجدير بالذكر أن هذه المبادرة تظهر الحيوية الجديدة في ظل تفشي الوباء. مثلا، يصل أكثر من أربعين ألف رحلة قطار ضمن مشروع "قطار الشحن الصيني- الأوروبي" إلى أكثر من 170 مدينة في ثلاث وعشرين دولة أوروبية مما يقدم مساهمات كبيرة في المحافظة على الأعمال الطبيعية لسلسلة التوريد للسلسلة الصناعية العالمية. في النصف الأول لعام 2021، بلغ حجم تجارة البضائع بين الصين والدول على طول "الحزام والطريق" 55ر824 مليار دولار (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات حاليا) بزيادة بلغت نسبتها 9ر37% عن نفس الفترة من العام السابق.

الآن، تعمل الدول والمناطق على "الحزام والطريق" على بناء طريق الحرير الصحي، الأخضر والرقمي لخلق نقاط نمو تعاون جديدة. أشار تقرير من البنك الدولي إلى أن التنفيذ الشامل لمبادرة "الحزام والطريق" سيدفع زيادة حجم التجارة العالمية بنسبة 2ر6% وزيادة الإيرادات العالمية بنسبة 9ر2%. أثبتت نتائج الممارسات للثماني سنوات أن مبادرة "الحزام والطريق" تتفق مع تيار العصر وقوانين التطور ومصالح الشعوب من كل دول العالم.

ما زالت مكافحة الجائحة اليوم قضية ملحة للمجتمع الدولي. تلعب الصين دورا كبيرا في جهود احتواء الوباء والسيطرة عليه وإجراء التعاون الدولي في هذا الصدد ،حيث قدمت أكثر من 5ر1 مليار جرعة من اللقاحات إلى مائة وست دول وأربع منظمات دولية في عام 2021؛ وشرعت في تطبيق "خطة الدعم العاجل لمكافحة الوباء" لتقديم المواد الضرورية إلى عدة دول في جنوبي آسيا وجنوب شرقي آسيا وتقديم اللقاحات والمواد الطبية إلى شمالي ميانمار. بفضل جهود الصين الفعالة والكبيرة، حصلت شعوب تلك الدول على العلاج الطبي والمواد الهامة واللقاحات الضرورية، مما يعزز الصداقة التقليدية بين الصين والدول المجاورة لها.

 من المعروف أن التنمية مفتاح لحل كل المشكلات، وهي أيضا ما تتطلع إليه شعوب جميع البلدان. تولي الصين اهتماما بالغا بتحسين معيشة الشعوب في عملية التعاون مع الدول الأخرى، حيث قدمت المساعدات في زراعة الأرز الهجين ومادة الأرتيميسينين ولقاحات كوفيد- 19 وغيرها من المواد والتقنيات الهامة إلى الدول المعنية، الأمر الذي يدفع تنمية تلك الدول ورفاهة شعوبها في ذات الوقت. وفي السنوات الأخيرة، في إطار صندوق مساعدة التعاون بين بلدان الجنوب، تعاونت الصين مع العديد من منظمات الأمم المتحدة لتنفيذ مشروعات التعاون الإنمائي في مجالات المعونات الغذائية، وإعادة الإعمار بعد الكوارث، وإغاثة اللاجئين، وصحة الأم والطفل في أكثر من خمسين بلدا في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت الحكومة الصينية الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي لضمان آليات الدعم الدولي. وفقا للخطة المعنية، ستولي الصين الأولوية للتعاون الصحي لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء؛ وستهتم بتنفيذ خطة التنمية المستدامة في دفع التعاون مع الدول الأخرى؛ وستسعى إلى تحسين مستوى معيشة الشعوب ودفع انتعاش الاقتصاد العالمي؛ وستعمل لتحسين الحوكمة العالمية في مجال التعاون الإنمائي في إطار التعددية. في سبتمبر عام 2021، قدم الرئيس شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية، حيث سلط الضوء على مبادئ "وضع الشعب في المقام الأول"، والعمل على رفع مستوى معيشة الشعوب والسعي لتحقيق التنمية الشاملة للبشرية وتعزيز الإنصاف والفعالية والتسامح في عملية تطور المجتمع البشري وعدم التخلي عن أي دولة.

مستقبل مشرق للتعاون بين الصين والدول العربية

في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، وتفشي جائحة كوفيد- 19، صمد التعاون الودي بين الصين والدول العربية في الاختبار وحقق تقدمات جديدة، حيث يتبادل الجانبان الصيني والعربي الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح والشواغل الجوهرية لهما ويتعاونان في مسيرة استكشاف أنماط التنمية المستقبلية. تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية ويحقق التعاون بينهما نتائج مثمرة. ومع تنفيذ الصين "الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية" في عام 2021 وإطلاق المسيرة الجديدة لبناء الصين "دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل"، جاءت فرصة جديدة للتعاون بين الصين والدول العربية.

أولا، مواءمة إستراتيجيات التنمية بين الجانبين. يمكن للصين والدول العربية ربط مبادرة "الحزام والطريق" وخطط التنمية للدول العربية وإفساح المجال كاملا للمزايا الجغرافية للشرق الأوسط، باعتباره نقطة تقاطع طريقي الحرير البري والبحري، بما يحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك للجانبين.

ثانيا، يمكن للطرفين توطيد تعاونهما في مجال الطاقة في عمليات التنقيب والإنتاج والتكرير، وتوسيع الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة وغيرها من أشكال التعاون المتعمق، وبناء شراكة طاقة إستراتيجية مستقرة وموثوقة بين الطرفين. لقد أسرعت الدول العربية في عملية التصنيع في السنوات العشر الماضية، وهذا يتفق مع طموحات الصين لتوسيع التعاون مع الدول الأجنبية إلى حد كبير. كما حققت الصين والدول العربية إنجازات في التعاون في الاستثمارات الصناعية وبناء المناطق الصناعية والموانئ وغيرها من المشروعات الكبيرة في البنية التحتية. وتتوافق آراء الجانبين الصيني والعربي في أنماط الاستثمار الجديدة وتعزيز تيسير التجارة وزيادة حجم مبادلة العملات مما يوسع نطاق التعاون بينهما بصورة تدريجية. مع التطور السريع للصناعات المعلوماتية والرقمية في الصين والشرق الأوسط، ينبغي للجانبين الاهتمام بالتعاون في تكنولوجيا الجيل الخامس والبيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المتقدمة في عصر ما بعد الجائحة.

ثالثا، تعزيز التعاون في مجال السياسة وحوكمة الدولة والتركيز على تحسين أحوال معيشة الشعوب في الشرق الأوسط وجعلهم يستفيدون من نتائج التنمية بشكل أفضل. تسعى كل من الصين والدول العربية إلى بناء رابطة المصير المشترك وتطوير الشراكة الإستراتيجية بينهما. ويسرنا أن نرى الجانبين يعملان على تعميق التبادل بين الشباب وإجراء التعاون في الثقافة والتعليم والسياحة وغيرها من المجالات في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي، الأمر الذي يطور العلاقات الراسخة بين الصين والدول العربية.

في هذا العصر الذي يشهد تطورات عديدة وتغيرات وتحولات كبرى، تسعى الصين إلى تعزيز القيم المشتركة للبشرية المتسمة بالسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية مع دول العالم كله لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية وتقديم مساهمات أكبر للمحافظة على سلام العالم وتقدم المجتمع البشري.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4