أخبار < الرئيسية

الصين تستطيع

: مشاركة
2020-02-05 11:25:00 :Source أرسانيا شوقي:Author

 

الصين التي نعيش بها، نحن الأجانب، كأفراد من أبنائها دون تفرقة أو تمييز في كافة مناحي الحياة ونتمتع بكافة الحقوق والاهتمام، هذه هي الصين المضيافة التي تفتح أبوابها للطلاب والعاملين في كافة المجالات بها ومن كل أرجاء العالم، وهي البلد السباق لاستضافة الندوات والدورات والمؤتمرات التي يتدرب فيها أشخاص من العالم كله بدون تفرقة بين جنس أو دين أو بلد. تستقبل الصين بحفاوة أبناء قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين، وتحترم جميع الحريات، وتخدم البشرية بتقدمها وتطورها العلمي وبإنجازاتها الصناعية. هذا البلد الذي يحوز على تقدير وحب معظم دول وشعوب العالم يواجه اليوم ظرفا عصيبا يهدد حياة مواطنيها؛ ألا وهو فيروس كورونا المستجد الذي أثار قلق ورعب العالم، فكم من قلب حزين من أجلها اليوم في وسط هذه الأخبار المفزعة!

في مواجهة هذا العدو الشرس، تقف الصين أمام العالم وسط ثقة أبناء الصين وثقة الأجانب المقيمين بقدرتها على التصدي وتجاوز هذه الأزمة بنجاح واقتدار، وبأن جهودها الجبارة لن تضيع، تلك الجهود الدؤوبة والتلاحم الذي ظهر منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، فكل مؤسسة في الصين تقوم بعملها على أكمل وجه، فلم يستسلم الصينيون أمام هذا العدو القاتل منذ أن بدأت الحرب ضد هذا الفيروس. لن تهدأ الحكومة الصينية إلا بعد وجود حل للقضاء على الفيروس وقبل أن يتحول إلى وباء. لقد تعلمت من الصينيين أنه إذا كان لديك هدف فلابد أن تصل إليه، فمع الصينيين نسيت كلمة مستحيل. وهذا ليس مجرد كلام بل إحساس وشعور عشته على مدى سنين وسط الصينيين .مبدأ الصينيين الدائم هو أنه يجب عليك ألا تهدأ ولا تنام إلا بعد تحقيق هدفك.

بالطبع هناك بعض من الصينيين خائفون من هذا الوضع، ولكن الغالبية منهم يهتفون كل يوم "اصمدي يا ووهان"، هذا الهتاف يعطي ثقة لكل شخص لا يسترح أبدا ويعمل فقط من أجل بقاء وخلاص المدينة. نداءات تتعالى بأصوات قوية واثقة بكل من يعمل من أجل إنقاذ المدينة، نداءات تجوب جميع أنحاء مدينة ووهان وتعطي ثقة وتشجيعا لكل مسؤول في الحكومة الصينية والهيئات العلاجية وكل طبيب وفريق طبي وعامل متطوع.

وسط كل هذه الظروف والمخاوف لم تتأثر الحكومة الصينية ولم تفتر همتها، وتواصلت مع الأجانب داخل الصين للاطلاع على أحوالهم والاطمئنان عليهم، ولم تقصر ولم تدخر جهدا من أجل ترتيب كل المتطلبات للصينيين وللأجانب، وخاصة توصيل الطعام الصحي إلى المنازل. وضمن جهود الحكومة وسباقها مع الزمن لدحر هذا الفيروس، قامت ببناء في مدينة ووهان مستشفى خلال عشرة أيام فقط.

رغم عدد المصابين والوفيات، لم تيأس الجهات المسؤولة وتواصل بحوثها والعلاج بكافة الطرق وتستمر في تحفيز ودعم الخبراء الصينيين للتوصل إلى مصل مضاد للقضاء على هذا الفيروس.

وبإحساس عال بالمسؤولية،  بذلت الصين كل جهد ممكن لكبح انتشار الفيروس والحفاظ على أرواح المواطنين، ولم تتهاون حتى تجد العلاج المناسب للفيروس والقضاء على هذه الأزمة. وتأتي كافة الجهود ضمن إطار خطوات منظمة ورد فعل سريع لمنع انتشار العدوى، خاصة أنها جاءت مع ذروة تنقلات ملايين الصينيين خلال عطلة عيد الربيع، حيث لم شمل العائلات مع بعضها البعض في أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية للبلاد، عيد الربيع. ويرى المتابعون أن ما تقوم به الحكومة الصينية من خطوات دليل على الإحساس بالمسؤولية والاستفادة من خبرات استقتها من تجربة وباء سارس عام 2003، حيث خرجت الصين منتصرة واعترف العالم بجهودها، وها هي اليوم تظهر نفس الروح والإصرار للقضاء على الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها. وفي ظل هذه الظروف، لا بد من جهود جماعية من الصين وخارجها لأن التحدي عالمي ولا بد من رد فعل عالمي داعم ومساند لجهود الصين الحثيثة في هذا المجال. إن مع كل أزمة هناك فرصة، والفرصة الحالية تتجسد في العمل الجماعي لمواجهة أحد التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، والتي تؤكد أنه لا يمكن لبلد بمفرده أن يواجه تحديا عالميا، ولا بد من تعددية الأطراف والجهود من أجل عالم خال من مثل هذه التحديات، والسير معا نحو مستقبل مشترك أفضل لكل البشر.

نحن جميعا، صينيون وأجانب، نتعاون ونبذل كل الجهود من أجل تجاوز هذه الظروف، ونهتف بأعلى صوتنا، ووهان تستطيع الانتصار، "اصمدي يا ووهان".

--

أرسانيا شوقي، طالبة ماجستير مصرية بجامعة بكين للغات.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4