أخبار < الرئيسية

الحريات الدينية في الصين

: مشاركة
2019-12-31 08:11:00 الصين اليوم:Source حسن وانغ ماو هو:Author

تُنَصِبُ الولايات المتحدة الأمريكية نفسها حامية ومدافعة عن حقوق البشر والحيوانات والنباتات في كل أرجاء كوكب الأرض والكواكب الأخرى، هكذا من دون أن يطلب منها أو يفوضها أحد للاضطلاع بهذه المهمة، التي أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية من أجلها لجانا وجمعيات ومؤسسات تمولها الحكومة الأمريكية وتمول أذرعها المنتشرة في كل بقاع الأرض، وتصدر تقارير سنوية تشجب وتدين وتوصي وتنصح كل دول العالم، التي ليست على توافق مع المصالح الأمريكية، من دون أن تخبرنا بشيء عن تلك الحقوق داخل الأرض الأمريكية ذاتها، ربما لأنهم لا يعرفون ما قاله الشاعر العربي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله، عار عليك إذا فعلت عظيم.

في الثالث من ديسمبر 2019، أقر مجلس النواب الأمريكي ما يسمى بـ"مشروع قانون سياسة حقوق الإنسان للويغور لعام 2019"، استكمالا للتقارير السنوية التي تصدرها اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، والتي يكون الصين، وكما هي العادة في مثل هذه النوعية من التقارير، لها حظ وافر من الانتقادات.

ولو أن السادة أعضاء مجلس النواب الأمريكي تفضلوا بزيارة شينجيانغ وتجولوا في أسواق مدنها وشوارع قراها لأدركوا زيف ما يدعون، فالناس هناك يمارسون شعائرهم في الأماكن المخصصة لها والمرأة ترتدي زيها الذي تختاره، والجميع يمارسون حياتهم بطريقة طبيعية طالما أنهم يعملون في إطار القانون ولا يرتكبون مخالفات. قد يكون مقبولا الحديث عن الصعوبات الاقتصادية والمعيشية لأبناء هذه المنطقة ذات الظروف الطبيعية الخاصة والتي لا تختلف كثيرا عن كل مناطق شمال غربي الصين. وقد يكون مقبولا الحديث عن تدني مستوى التعليم وضعف الخدمات الصحية ومرافق النقل والمواصلات، وهي كلها أمور لا علاقة لها بالعقيدة الدينية.

من نافلة القول إن واشنطن، والدول الغربية التي تدور في فلكها، لا تتورع عن توظيف عناصر الاضطرابات والقلق في كل دول العالم لتحقيق المصالح الغربية في المقام الأول تحت شعارات مختلفة، مثل الحريات الدينية والعرقية وحقوق الإنسان وغيرها. الولايات المتحدة الأمريكية تجري عملية تقييم للحريات في العالم من منظورها الخاص وبمعاييرها وليس بمعايير الثقافات والحضارات الأخرى، استنادا إلى تصور أمريكي بأن المعايير الغربية هي الأسمى والأكثر تفوقا.

ومثلما تحتضن الولايات المتحدة ودول غربية عديدة معارضين سياسيين لبكين يتخذون من الحريات الدينية وحقوق الإنسان غطاء لهم، فهم يستقبلون الدالاي لاما، رغم تحذيرات الصين واعتبارها هذا السلوك تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لها. وتحتضن واشنطن المعارضة السياسية الويغورية ربيعة قدير المتهمة بالوقوف وراء أحداث الشغب في شينجيانغ التي وقعت في عام 2009، والمرتبطة بحركة تركستان الشرقية الإسلامية المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة. وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عندما التقى في يونيو 2007، بربيعة قدير في مؤتمر حول الديمقراطية والأمن عقد في براغ، قد وصفها بأنها "أكثر قيمة من كل أسلحة الجيوش أو النفط تحت الأرض"! بما لأنها تحقق لبلاده ما قد لا يستطيع الجيش الأمريكي تحقيقه.

إذا كان الأمريكيون يعملون لتحقيق مصالحهم بكافة السبل، فقد يرى البعض أن هذا حقهم، فالسياسة في النهاية هي فن الممكن. بيد أن المؤسف حقا هو وقوع جماعات وأفراد من أصحاب العقائد الدينية في حبائل السياسة الأمريكية بوعي أو من دون وعي، وانتهاجهم أفعالا وسياسات تخدم في الأساس المصالح الغربية وتخرب مجتمعاتهم وبلدانهم، فهم يتعاونون مع قوى لا تريد لبلادهم خيرا. هذه الجماعات والأفراد تحسب أنها تدافع عن دينها وعقيدتها وهي في واقع الأمر تعمل لحساب غيرها. يدرك الغربيون حساسية وأهمية المشاعر الدينية ويعرفون جيدا أن "الدين" مدخل سهل لزعزعة الاستقرار في المجتمعات فيستغلونه تحت غطاء الحرية وحقوق الإنسان وحماية الهوية الثقافية وغيرها من الشعارات التي تلهب حماسة البعض وتدفعهم إلى ارتكاب جرائم بعيدة كل البعد عن أديانهم.

الصين تعتبر الدين جزءا عضويا من الحضارة الإنسانية. وتعد الصين ضمان حرية الاعتقاد الديني، ومعالجة العلاقات الدينية على أحسن وجه، وجعلها تتكيف مع العصر، وكبح التطرف الديني، موضوعا مشتركا يواجه مختلف دول العالم. لقد أخذت الصين التطورات والتغيرات الدينية وأحوال الأعمال الدينية الواقعية، بعين الاعتبار، واستفادت من التجارب الإيجابية، وحتى السلبية، في داخل البلاد وخارجها، وشقت طريقا ناجحا لضمان حرية الاعتقاد الديني، وتعزيز تناغم العلاقات الدينية، وتوظيف الدور الإيجابي للأوساط الدينية. ويشير تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني بوضوح إلى وجوب التنفيذ الشامل للمبادئ الأساسية للحزب حول الأعمال الدينية. وستظل الصين تحترم وتضمن حرية الاعتقاد الديني للمواطنين، وتبذل جهدا كبيرا في بناء الدولة الاشتراكية الحديثة الغنية والقوية والديمقراطية والمتحضرة والمتناغمة والجميلة.

وكان سفير الصين لدى مصر واضحا في تعليقه على الحملة الخبيثة ضد الصين والتي استهدفت الشعب المصري بالأساس، إذ قال إن تلك الأخبار من شأنها تخريب علاقات الصين بمصر والعالمين العربي والإسلامي وإثارة الفتنه داخل الصين. وأضاف "هذا الأسلوب خبيث وحقير جدا"، موضحا أن الشعب المصري له تاريخ طويل وحضارة عريقة وله الحكمة في تمييز الشائعات والأكاذيب المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4