كلنا شرق < الرئيسية

تجاوز الاختلافات الأيديولوجية والتمتع بذكاء الصين في دفع تطور وحوكمة العالم

: مشاركة
2021-05-10 12:11:00 الصين اليوم:Source تشانغ هوي:Author

عقدت دائرة الاتصال الدولي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني منتدى السياسيين الشبان الصيني- العربي في مساء الثلاثين من مارس عام 2021، حيث ألقى محمد أشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية ورئيس الوزراء الفلسطيني، كلمة في مراسم افتتاح المنتدى الافتراضي. وقد حضر مراسم افتتاح المنتدى أيضا كل من سونغ تاو رئيس دائرة الاتصال الدولي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووانغ هونغ يان الأمينة الدائمة لأمانة اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية ورئيسة اتحاد الشبان لعموم الصين، وسميرة الشواشي عضوة المكتب السياسي لحزب قلب تونس والنائبة الأولى لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي، ومحسن علي عمر باصر عضو التجمع اليمني للإصلاح ونائب رئيس مجلس النواب اليمني. شارك في هذا المنتدى قادة أكثر من ستين حزبا ومنظمة سياسية، فضلا عن العديد من السياسيين الشبان، من سبع عشرة دولة عربية.

قال سونغ تاو إن منتدى السياسيين الشبان الصيني- العربي إجراء هام لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه القادة من الجانبين الصيني والعربي؛ ومن المتوقع أن يلعب دورا إيجابيا في تعميق التعاون الودي بين الصين والدول العربية ودفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. وأعلن سونغ تاو عن الانطلاق الرسمي لمسابقة الإنشاء بموضوع "الحزب الشيوعي الصيني في عيني" للشباب من الدول العربية، على هامش هذا المنتدى.

تحتفل الصين بالذكرى السنوية المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في هذا العام. وعلاوة عن ذلك، أنجزت بلادنا انتصارا كاملا في المعركة الحاسمة لاستئصال الفقر المدقع وحققت معجزة في تاريخ البشرية بشأن القضاء على الفقر. في هذا الإطار، ناقش الضيوف موضوعات عدة حول خبرات الصين في التنمية، وأسباب حيوية الحزب الشيوعي الصيني، ودور الصين في الشؤون الدولية وسياستها الدبلوماسية المتميزة بالخصائص الصينية ومفهوم بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وغيرها من الموضوعات الهامة.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الغربية قد قامت مؤخرا بالتحريض ضد الصين بذريعة ما يسمى بـ"العمل القسري" بحقول القطن في منطقة شينجيانغ بشمال غربي الصين، وتشويه سمعة الحكومة الصينية بذريعة عدم احترام حقوق الإنسان لأبناء الأقليات القومية في الصين، الأمر الذي أثار نقاشا كبيرا في المنتدى. قال أدهم سعيد، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، وهو أيضا طالب في جامعة هواتشونغ للتكنولوحيا في ووهان بمقاطعة هوبي، إن الصين وضعت احترام حرية الاعتقاد الديني في دستورها وقد لمس بنفسه الاحترام التام لحقوقه وحريته كمسلم يعيش في الصين. مثلا، رغم أن عدد المسلمين في ووهان ليس كبيرا، هناك أربعة مطاعم إسلامية في حرم الجامعة التي يدرس فيها وبإمكانه تناول الأطعمة الحلال بسهولة. وأضاف أنه شاهد بنفسه جهود وفاعلية الحكومة الصينية في السيطرة على انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) خلال بضعة أشهر فقط. ولم يتعرض للتمييز العنصري في الصين أبدا. وقال إنه أخذ لقاح "كوفيد- 19" مثل كثير من الناس في الصين.

الابتكار والإصلاح.. عنصران هامان لمحافظة الحزب الشيوعي الصيني على حيويته

 إبراهيم ناجي الشهابي، عضو اللجنة التنسيقية لشباب الأحزاب والسياسيين في مصر، أحد المشاركين في المنتدى. قال: "أعتقد أن الابتكار المستمر في نظرية التنمية أحد الأسباب التي تجعل الحزب الشيوعي الصيني يحافظ على حيويته وإمكانياته الكبيرة منذ عقود، وأن مبادرة ’’الحزام والطريق‘‘ ممارسة هامة للابتكار النظري للحزب الشيوعي الصيني." ويرى أن الحزب الشيوعي الصيني نجح، بفضل استيعابه الخبرات السابقة، في تشكيل طريقة ونمط التنمية الفريدتين والخاصتين به.

وأضاف الشهابي أن الصين تتطور على أساس ثقافتها ذات التاريخ العريق، إذ تلعب الثقافة دورا هاما في دفع نمو الاقتصاد، ويعتبر ذلك من خصائص التنمية الصينية أيضا. على سبيل المثال، لا تسعى مبادرة "الحزام والطريق" إلى تطوير وتنمية الاقتصاد فقط، بل إنها تركز على التبادلات الثقافية وتفاهم الشعوب وتحسين مستوى معيشة الناس أيضا.

وكذلك أشار أدهم سعيد، من لبنان، إلى القفزات النظرية العديدة للحزب الشيوعي الصيني في دمج الماركسية بالواقع الصيني منذ تأسيسه، قائلا إن الحزب الشيوعي الصيني كان ولا يزال يبتكر الأفكار والنظريات التوجيهية، فظهرت عنده بعض الأفكار الهامة، منها أفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وفكر التمثيلات الثلاثة ومفهوم التنمية العلمي وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد.

وأشار سعيد أيضا إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يتمتع بالانضباط الصارم، ويمتلك أعضاؤه شعورا واضحا وساميا بالمسؤولية والمهمة. وقال إن الأمر المثير للإعجاب بشكل خاص هو أن السياسات التنموية في الصين تتسم بالاستمرارية على الرغم من تناوب قادة الحكومة الصينية جيلا بعد جيل. وقال إن قادة الحزب الشيوعي الصيني وأعضاءه كلهم يتخذون تعزيز سعادة الشعب الصيني وتحقيق نهضة الأمة الصينية كمهمتهم السامية. لذلك، يتحسن مستوى معيشة الشعب الصيني بصورة مطردة.

وقالت سميرة الشواشي، عضوة المكتب السياسي لحزب قلب تونس، إن الحزب الشيوعي الصيني يهتم بإصلاح وتعديل اتجاه تطوره مع تغيرات العصر، مع التركيز على استيعاب جوهر الثقافة الصينية التقليدية. هكذا، نالت الصين مزيدا من الاحترام والتقدير من كثير من الدول بشكل عام والدول العربية بشكل خاص. وأشارت إلى أن ممارسات الصين في تطوير وتنمية اقتصادها صارت أمرا ملهما لبلدان العالم الثالث ونموذجا هاما للدول العربية وغيرها من الدول النامية.

وضع الشعب في المقام الأول لتعزيز التماسك بين الحزب والشعب

حتى الآن، لا يزال أدهم سعيد لا يصدق ما حدث أثناء حياته المنعزلة في ووهان بسبب تفشي "كوفيد-19" في عام 2020. قال إنه عاش في ووهان خلال فترة العزل لمدة أكثر من شهرين، وشاهد بأم عينيه العملية الكاملة لمكافحة الوباء في ووهان، والتي جعلته يفهم أيضا "لماذا استطاع الحزب الشيوعي الصيني" السيطرة على انتشار الوباء بفاعلية كبيرة. وقد سجل سعيد تجاربه في تلك الفترة الخاصة في كتاب بعنوان "يوميات طالب أجنبي في ووهان".

أضاف سعيد أن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يتمسكان بمبدأ "وضع الشعب الصيني في المقام الأول" وهذا سبب هام للسيطرة على انتشار الوباء بسرعة كبيرة، الأمر الذي يختلف تماما عما حدث في بعض الدول الغربية التي تهتم فقط بتنميتها الاقتصادية وتجاهل صحة شعوبها.

وتذكر سعيد حياته خلال فترة العزل في ووهان، قائلا إنه شاهد التزام كل السكان بمتطلبات وشروط العزل وبقائهم في منازلهم عن وعي بعد إعلان الحكومة المحلية إغلاق المدينة في الثالث والعشرين من يناير عام 2020، الأمر الذي يعكس الثقة المتبادلة بين الحكومة والشعب. حقيقة القول إنه كانت هناك صعوبات وعدم تكيف في الأيام الأولى بعد إغلاق المدينة، لكن الحكومة المحلية قامت بتقديم دعم كبير للجماهير. وبالإضافة إلى ذلك، سافر كثير من المتطوعين من كل أنحاء الصين إلى ووهان لتقديم المساعدة في تلك الأيام. كان سعيد واثقا أن الصين ستنتصر على الوباء عاجلا أو آجلا. ويرى أن هذا الانتصار ليس لووهان والصين فحسب، وإنما للبشرية جمعاء. لا نبالغ إذا قلنا إن التمسك بسيادة مصالح الشعب على الدوام هو أحد أسباب محافظة الحزب الشيوعي الصيني على حيويته الكبيرة وتماسكه القوي منذ تأسيسه.

قال إبراهيم ناجي الشهابي، إن الحزب الشيوعي الصيني نموذج للعالم في مكافحة الوباء، إذ تضامن الحزب والحكومة والشعب بصورة قوية، ولا يمكن لأي حزب سياسي في أي دولة تحقيق هذه الإنجازات.

يرى محسن علي عمر باصر، من اليمن، أن الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب السايسي الوحيد الذي يستطيع تحقيق تضامن الصينيين من كل الطبقات، وقال: "هذه خبرة هامة يجب علينا التعلم والاستفادة منها. أعتقد أنه بفضل قوة تماسك الحزب الشيوعي في المجتمع الصيني وسياساته الصحيحة في إدارة الدولة، أنجزت الصين تقدما كبيرا. لذا يرغب اليمن في الاستفادة من خبرات الصين في التنمية."

دفع بناء عالم سلام أكثر إنصافا وتوازنا وتسامحا، ومشاركة في المنغعة

أضاف محسن علي عمر باصر أن العالم العربي يتطلع إلى تقدم الصين الكبير، وهي تلعب دورا هاما في بناء عالم أكثر توازنا. في هذا الإطار، تعتبر المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وسيلة هامة لتحقيق تنمية متوازنة ومشتركة لجميع الدول في العالم.

قال أدهم سعيد، إن مبادرة "الحزام والطريق" تلقى استجابة واسعة في أنحاء العالم، لأنها مبادرة متبادلة النفع. ويرى أن هذا يعكس خصائص الصين في التعامل مع دول العالم الأخرى، التي تتميز بطرح المبادرة ودفع التعاون من خلال التبادلات بين الأطراف المعنية، وهذا يختلف عن نهج الولايات المتحدة الأمريكية تماما لأن هذه الأخيرة تعطي الأولوية دائما لمصالحها الخاصة، وتلجأ دائما لشن الحرب واستخدام القوة وفرض الحصار في تسوية القضايا. وأشار إلى أن الدول العربية وجدت مفهوما جديدا لتطوير العلاقات الدولية من خلال التعاون والتعامل مع الصين.

ويرى محسن علي عمر باصر أن الصين تتمسك بنشر الصداقة وروح التعاون والتواضع وتقاسم الخبرات مع دول العالم الثالث، بدون تدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول. على سبيل المثال، تعمل الصين على تقاسم خبرات مكافحة الوباء مع الدول الأخرى بدون تردد وتقديم دعم كبير إلى كثير من الدول في العالم، لكنها لم تقم بضجة إعلامية أو بالتغطية الإخبارية بصورة مفرطة. ويفتقر العالم اليوم إلى هذا النوع من القيم. وأضاف أن الصين دولة هامة للمحافظة على العدالة في العالم وتحظى بتقدير واحترام كبير من قبل مزيد من الدول في العالم، مما يساعد على اختراق النظام الأحادي القطبية الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

من المعروف أن الإرهاب قضية صعبة تعرقل تطور الدول العربية منذ زمن. قال إبراهيم ناجي الشهابي ، إنه يجب على الدول العربية الاستفادة من إجراءات الصين في مكافحة الإرهاب من خلال القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المحلية. وفي نفس الوقت، أشار إلى أن الصين تلعب دورا هاما في المحافظة على النظام الدولي ومعالجة النزاعات الإقليمية. وقال: "إننا نأمل في أن تتمكن الصين من تعزيز إقامة عالم عادل ومستقر ومتوازن لهزيمة الإرهاب بشكل مشترك."

وعبر أدهم سعيد عن آرائه حول خبرات الصين في معالجة القضايا الدولية قائلا، إن الصين أدركت أن البطالة والجهل والانفصال الاجتماعي أسباب رئيسية للحوادث الإرهابية، لذا عملت على خلق مزيد من فرص العمل لدفع تنمية الاقتصاد المحلي من أجل استئصال الإرهاب. مثلا، بذل الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية أقصى الجهود في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية والتقدم الاجتماعي بعد وقوع حوادث الإرهاب في منطقة شينجيانغ. وعلى العكس من ذلك، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة القضاء على الإرهاب من خلال شن الحروب العسكرية مما زاد الوضع سوءا، وأسفر عن الاضطرابات والنزاعات المستمرة والأنشطة الإرهابية المختلفة في الشرق الأوسط.

قال إبراهيم ناجي الشهابي إن انقسام الدول والاضطرابات السياسية والصراعات الاجتماعية تعد أكبر التحديات التي تواجه الدول العربية في الوقت الراهن، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الإرهاب. في هذا الإطار، من الضروري تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين. وأضاف أن الصين والدول العربية تتميزان بعدة نقاط مشتركة. أولا، لدى الجانبين تاريخ مشترك من المعاناة من الاستعمار، وكلاهما قوتان هامتان في حماية التعددية؛ ثانيا، تتمتع الصين والدول العربية بتاريخ عريق وحضارات مزدهرة في العصور القديمة، لذا تعرف الصين خصائص الدول العربية ومرحلة التنمية التي تعيشها الدول العربية. ويرى أن الدول الغربية ما زالت تتخذ موقف المستعمر للتعامل مع الدول العربية، بينما تلتزم الصين بالتضامن مع الدول والشعوب من كل أنحاء العالم. هكذا، ويأمل أن تواصل الصين ابتكار نمط التنمية وطريقة التعاون الجديدة على أساس تقاليدها الثقافية المتسمة بالانفتاح والتسامح.

وقد اتفق كل الضيوف العرب المشاركين في المنتدى على أن الدول العربية ستحقق التطور الحقيقي من خلال التعاون مع الصين. ولا يمكن استئصال الإرهاب في الشرق الأوسط إلا إذا شهدت دول المنطقة التنمية المتوازنة التي تمكن الشبان من الحصول على مزيد من الفرص والمساحة للتنمية. إنهم يأملون في أن تلعب الصين دورا سياسيا أكبر للمحافظة على سلام العالم واستقراره في المجتمع الدولي.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4