كلنا شرق < الرئيسية

لبنان يتضامن مع الصين في الحرب على كورونا

: مشاركة
2020-03-10 15:44:00 الصين اليوم:Source :Author

خلال استقباله لوفد اقتصادي لبناني رفيع المستوى برئاسة رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني علي محمود العبدالله، أكد سفير الصين لدى لبنان وانغ كه جيان أن بلاده ستتغلب على فيروس كورونا وعلى تداعياته، قائلا إن الحكومة تقوم بعمل جبار لاحتواء الموقف، وإنها ستتمكن من تخطي صعوبات المرحلة خصوصا وأن الاقصاد الصيني قوي وقادر على التعامل مع الأزمة. وأضاف السفير الذي شكر الوفد على زيارته التضامنية: "نعتقد أن تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد سيكون مؤقتا وقصيرا"، لافتا إلى أن الشحنات البحرية الصينية لا تشكل أي خطر صحي، لأن الحقائق العلمية تثبت أن الفيروس لا يستطيع البقاء على الأسطح الجافة. وأكد أن الصين تتعاون بشكل مسؤول وشفاف مع منظمة الصحة العالمية وتتبادل معها المعلومات حول الفيروس والوقاية منه وأساليب العلاج.

من جانبه، قال العبدالله إن الصين ستتغلب على الأزمة الحالية وهي محط ثقة الجميع، ووجه تحية تضامن إلى الشعب الصيني، معتبرا أن الصين تخوض المعركة ضد كورونا بالنيابة عن كل العالم. لكنه انتقد بشدة العنصرية ضد الصينيين والتنميط، والأساليب التي يتبعها البعض ضد الصين بينما هي منهمكة بحربها ضد كورونا. وسلّم العبدالله خلال اللقاء السفير وانغ درعا تكريمية تعبيرا عن التضامن مع الشعب الصيني.      

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال السفير وانغ كه جيان: "كما تلاحظون، فإن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات فعالة وقوية وشاملة للحد من انتقال هذا الفيروس من مدينة ووهان إلى مناطق أخرى، من خلال قطع المواصلات وإجراءات أخرى. ونحن نعمل على تحقيق أفضل عناية بالمرضى والمصابين، وأيضا قمنا بإرسال فرق طبية مكوّنة من مدنيين وعسكريين الى ووهان، كما قدمنا الدعم للأجهزة الطبية في المدينة. وقد أنشأت الحكومة الصينية مستشفى في فترة قصيرة جدا لاستضافة المرضى المصابين بالفيروس، كما ستفتتح المستشفى الثاني قريبا جدا. كل هذه الإجراءات ستمكننا من محاصرة الفيروس في ووهان. أما في المقاطعات الأخرى فالحالات والإصابات والوفيات لا تسجل ارتفاعا كما هي الحال في ووهان، والعدد أقل بكثير. وهذا دليل على أن الاجراءات التي تم اتخاذها أدت إلى النتائج المرجوة."

وأضاف: "أما على المستوى العالمي، فنحن نتصرف بمسؤولية تامة تجاه كل الأطراف سواء كانوا مواطنين صينيين أو مواطنين من دول أخرى. ولهذا فقد أوقفنا كل رحلات الوفود والسياح الصينيين إلى خارج الصين الذين يصل عددهم إلى الملايين والذين يمكن أن يشكلوا خطرا على البلدان الأخرى. كذلك نتعاون مع منظمة الصحة العالمية بكل شفافية ومسؤولية من خلال تقديم كل البيانات التي حصلنا عليها عن الفيروس وطرق انتقاله ومصدره وطرق العلاج المناسبة. وقريبا سنتعاون مع كل البلدان حول سُبل الوقاية والإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها وكل ما يتعلق برعايا هذه البلدان في ووهان والصين عموما. وكل هذه التصرفات ناجمة عن إحساسنا بالمسؤولية تجاه مواطنينا ومواطني كل الدول. وقد قامت الحكومة الصينية بكل هذه الخطوات بقيادة الحزب الشيوعي الصيني وبإشراف الرئيس الصيني شي جين بينغ. ولا شك أن الإجراءات الفعالة التي تم اتخاذها والتصدي الناجح للفيروس ناتج عن أداء القيادة الصينية القوية. ونتوجه بالتحية إلى كل البلدان التي عبرت عن تضامنها مع الصين وأرسلت المساعدات العينية الخاصة بالوقاية من الفيروس، وهذا يعكس روح التعاون للمجتمع الدولي مع الصين."

وعن الناحية الاقتصادية، قال السفير: "نعتقد أن تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد سيكون مؤقتا وقصيرا. كما تعلمون، فإن إجراءات الوقاية وإغلاق منطقة انتشار الفيروس، أثرت على بعض الصناعات والنشاطات السياحية والعامة، ولها آثار سلبية على واقع الاقتصاد خصوصا في هذه الفترة من السنة التي واكبت الاحتفال برأس الصينية القمرية الصينية، وهي فترة رئيسية بالنسبة لقطاعنا السياحي والانتقال بين المناطق والتسوق، فضلا عن تأثيره على الصحة العامة. وثمة انخفاض كبير في انتقال الناس بين الصين وباقي بلدان العالم. وسيكون لهذه الأزمة تأثير على التجارة في الفترة المقبلة. لكن أجدد أن لدينا ثقة كاملة بقدرتنا على الخروج من الأزمة لأن الاقتصاد الصيني قوي، وأننا سابقا تمكنا من التعافي من مرض سارس عام 2003 وحققنا انتصارا وطنيا كاملا. والاقتصاد الصيني اليوم أقوى من عام 2003 وقدرتنا على مواجهة الفيروس والتعافي منه أقوى من تلك الفترة، ما يعطينا الثقة بأنا سوف ننتصر على الأزمة الحالية."  

وقال علي محمود العبدالله إن الصين تخوض معركة ضد فيروس كورونا على جبهتين لا تقلّ إحداهما أهمية عن الأخرى. على الجبهة الأولى ترابط الصين على الخطوط الأمامية ضد هذا الفيروس ليس للدفاع عن شعبها فحسب، وإنما أيضا عن الإنسانية جمعاء في كل أصقاع الأرض. أما الجبهة الثانية في هذه المعركة، فهي ضد الجهل وضد الذين يستثمرون في أوجاع الناس ويستغلّون مصائبهم وضد العنصرية والتنميط والكراهية وسياسة العزلة التي يمارسها البعض ضد الصينيين. ونحن رأينا بأعيننا كيف ينقضّ ضعفاء النفوس على الصين، وهي منهمكة بحربها ضد وباء كورونا". وأضاف: "ربما تكون الجبهة الأولى أقل قسوة من الثانية، لأنها تُخاض ضد عدو يُعلن عن نفسه جهارا ويواجه بشراسة طمعا بالبقاء تماما كما علّمته الطبيعة أن يكون. أما على الجبهة الثانية فتخوض الصين معركة أخلاقية بالنيابة عنا جميعا، وضد الذين يتاجرون بالحق والحقيقة. قد نكون في لبنان غير قادرين بسبب ظروفنا السياسية والاقتصادية الصعبة من الوقوف جنبا إلى جنب مع الصين على الجبهة الأولى من المعركة لأنها تتطلب قدرات علمية ولوجستية ومالية كبيرة، لكننا بالتأكيد قادرون على الوقوف معها في الجبهة الثانية ضد تلفيق الأخبار والتجنّي والحملات الإعلامية الكاذبة في الإعلام التقليدي كما على وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها شركات لا هم لها سوى تحقيق الربح من دون اعتبار للحقائق".

وختم قائلا: "نحن نعلم أن الذعر الذي يحاول البعض نشره، ليس للتصدي لفيروس كورونا بل ضد الصين وما تمثّله هذه الجمهورية من قوة وتصميم وعظمة. وكلنا نعلم أن فيروس كورونا أقل خطورة وفتكا من فيروس سارس الذي ظهر في العام 2003. ليس هذا فحسب، وإنما أيضا شرعت الصين بتطوير اللقاحات المناسبة لفيروس كورونا، وهو ما أكده المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها شيوي ون بو إن المركز قد عزل الفيروس، ويقوم حاليا بتحديد سلالته، مضيفا أنهم يعملون أيضا على فحص أدوية تستهدف الالتهاب الرئوي الناجم عن الفيروس".

 

  

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4