كلنا شرق < الرئيسية

التبادلات الثقافية تعزز التفاهم المتبادل-- مقابلة مع رئيس وزراء مصر الأسبق عصام شرف

: مشاركة
2019-12-31 17:07:00 الصين اليوم:Source تشانغ هوي:Author

في حوار مع ((الصين اليوم))، قال الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق: "الثقافة الصينية متسامحة للغاية. إن تعايش 56 قومية معا هو في حد ذاته مثال رائع لعالم التنوع المتناغم". الدكتور شرف يعرف الصين والثقافة الصينية جيدا، وقد جذب انتباه العديد من المراسلين على هامش الحوار، وأجاب بود على أسئلة ((الصين اليوم)).

تعزيز التفاهم المتبادل بين الحضارات القديمة

أضاف شرف، في الحوار الذي أجريناه معه يوم 28 نوفمبر 2019 بمتحف القصر ببكين، على هامش مشاركته في الحوار حول التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، الذي نظمته الرابطة الصينية للتفاهم الدولي: "الشعب المصري محب الصين، وأنا على ثقة من حب الشعب الصيني لمصر أيضا. هذا أمر طبيعي". وقد أبدى شرف إعجابه وتقديره وتأثره بالحضارة الصينية القديمة. وقال إن الكثير من فعاليات التعاون الثقافي تجري بشكل دوري بين الصين ومصر، وتربطه شخصيا علاقات جيدة للغاية مع المركز الثقافي الصيني في مصر. وقد حضر مؤخرا في مصر فعاليات حول الكونفوشية. وقال: "لقد كان مثمرا للغاية لأننا رأينا أوجه التشابه بين الكونفوشية والإسلام." وهو يعتقد أن الرابطة الطبيعية بين الحضارتين قرّْبت بين الشعبين المصري والصيني، مما أدى إلى بذل الجهود لتعزيز التبادلات الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل.

وردا على سؤال حول السمات المميزة للثقافة الصينية في رأيه، قال شرف إن الثقافة الصينية ليست قديمة فحسب وإنما أيضا فريدة من نوعها لأنها تتميز بالكثير من القيم الأخلاقية. وأضاف: "ربما تأثرت أو اعتمدت على الكونفوشية، لكنها مزيج من الكونفوشية والبوذية وغيرهما من مدارس الفكر. ونتيجة لذلك، فإن الثقافة الصينية تجمع في الواقع كل هذه القيم.". أما فيما يتعلق بالثقافة الصينية القديمة، فقد كانت أكثر إبهارا بشمولها، وتلك سمة تميز الثقافة الصينية وتعمقها. وأضاف: "من الواضح للجميع أنه حتى الشباب من الجيل الحالي لا يزالون يحترمون جميع القيم الأخلاقية، مثل زيارة أسرهم، واحترام كبار السن، واحترام أساتذتهم. لذلك فإن كل هذه الجوانب تدل على أن الثقافة أو الحضارة الصينية التقليدية ما زالت حية."

كما أشاد شرف بالثقافة والحضارة الصينية باعتبارها "ثقافة حية وحضارة حية". "يمكن أن نشعر بها. وقال: "الحضارة الصينية ليست مثل بعض الدول، ربما لديها حضارة، لكنها لا تنعكس في حياتها اليومية."

الحزب الشيوعي الصيني يلعب دورا بناء

قال الدكتور شرف إن هناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تفسر سبب بقاء الحضارة الصينية حية إلى الآن، ولكن من بين جميع هذه الأسباب، هو يعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني له أثر كبير ولعب دورا رئيسيا في السنوات الأخيرة. أضاف: "تحمل الحزب الشيوعي الصيني المسؤولية، وتقبل القيم الأخلاقية الرئيسية للثقافة الصينية التقليدية على أنها تخصه، ومنها على سبيل المثال بعض المفاهيم الكونفوشية. لذلك عندما نتحدث عن الإصلاح والانفتاح، وغيرها من الأمور، فنحن نتحدث في الواقع عن قيم الصين الأساسية." وقال إن القيم الصينية التقليدية تنعكس أيضا في السياسة الخارجية والسياسات الداخلية للبلاد. إذا كانت قيادة بلد ما لا تعتز أو تعزز القيم الأخلاقية التقليدية لبلدها، فإن ثقافتها ستختفي. "هذا، في اعتقادي، أحد أفضل الأشياء التي قام بها الحزب الشيوعي الصيني في السنوات الأخيرة من أجل الحفاظ على الثقافة." إن القيم الصينية التقليدية تظهر بوضوح شديد في سلوك الناس ومواقفهم.

في مصر، يتبنى شرف مشروعا تنويريا؛ فهو يعتقد أن على الناس إعادة اكتشاف قيم الثقافات التقليدية، وأن يكونوا قادرين على التوفيق بين ثقافاتهم وحضاراتهم مع بعضهم البعض، مشيرا إلى أن هذا لن يكون بالأمر السهل لأن أفكار الناس اليوم تختلف تماما عن أفكار الناس في الماضي. قال: "مشروع التنوير في الصين يتم تنفيذه باستمرار من قبل الحزب الشيوعي الصيني، وهو أمر واضح للجميع. أعتقد أنه يمكننا القيام بنفس الشيء في بلدي مصر."

مسؤوليات الحضارات القديمة

أشار شرف إلى أنه تقع على عاتق الصين ومصر مسؤولية بحث واستكشاف حضاراتهما لمساعدة العالم. لأنه، كما يعلم الجميع، فإن العالم الآن يعاني من مخاطر جسيمة قد تدمر العالم إذا استمر الحال على هذا المنوال. لذلك نحن بحاجة إلى تلك الحضارات القديمة؛ الصينية، المصرية، الهندية، اليونانية، حضارة وادي الرافدين وغيرها، للعمل معا من أجل خدمة البشرية جمعاء. وردا على سؤال حول أهمية الحوار بين الحضارات، قال موضحا أهمية الحوار: "انظر إلى القيم الأخلاقية، التي يتم تدميرها سريعًا من خلال الهيمنة (من اتجاهات غير مواتية)".

يعتقد شرف أن بعض مشكلات العالم اليوم ناجمة عن التمييز، الذي هو جزء لا يتجزأ من طبيعة بعض المعتقدات. وقال: "ما نحتاج إليه هو الحضارة التي يمكن أن تقلل التمييز فعليا، وتعزز قيمة التعاون، وقيمة التفاهم، وقيمة التنسيق في العالم"، مؤكدا على أهمية التبادل بين الحضارات والتعلم المتبادل.

ويعتقد رئيس وزراء مصر الأسبق أن الصين ومصر يمتلكان زخما كبيرا في التبادلات الثقافية ويتوقع المزيد. وقال: "يؤمن الكثير من الناس في الصين ومصر بحوار الحضارات والتعلم المتبادل بين البلدين. وهناك الكثير من الجهود المبذولة لتعزيز التبادلات. ربما هذا ليس كافيا، وعلينا أن نعمل على تطوير وتعزيز ذلك لأنها مسؤوليتنا، فإذا لم نتحرك، فسنواجه الكثير من الأزمات نتيجة لذلك."

الفن ليس له حدود

خلال المقابلة، كشف شرف أيضا عن أن أحد أكبر متاحف التراث في العالم على وشك أن يتم افتتاحه في مصر بالقرب من الأهرامات. وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، شهدت مصر قفزة في عدد السياح، بما في ذلك العديد من السياح الصينيين، والغرض الرئيسي من ذلك هو رؤية مواقع التراث القديمة في مصر. وقال: "علينا الحفاظ على ثقافتنا. ونحن نعمل بجد حقا للقيام بذلك."

يؤمن شرف أن الفن وسيلة مثالية لربط الشعوب من ثقافات مختلفة. قال: "كل قطعة فنية هي في الواقع تعبير عن القيم الأخلاقية والعواطف، بما في ذلك السعادة والحزن، ويمكن أن تشجع الأشياء الأخرى. الفن وسيلة جيدة لحمل المعنى." يعتقد شرف أن تلك القيم الأخلاقية التقليدية الجيدة يجب أن يتم استنباطها وتقديمها للناس في شكل الدراما والشعر والأدب واللوحات وحتى فن الخط.

في العام الماضي، حضر شرف معرضا للخط والرسم في الصين. قال: "على الرغم من عدم فهمي للكتابة، شعرت بجمال الخط، وجمال الجبال والزهور وكل تلك الأشياء، فهي ميزات عميقة جدا في الحضارة الصينية. لذلك، إذا استطعنا العمل سويا في تبادل الفنون والآداب، فذلك الأمر سيسهم في مساعدة الناس على اكتساب وتعلم القيم."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4