كلنا شرق < الرئيسية

يدا بيد لبناء طريق النهضة للأمتين الصينية والمصرية

: مشاركة
2019-09-29 16:11:00 الصين اليوم:Source لياو لي تشانغ:Author

مصر دولة ذات حضارة متألقة تجذب كل الناس إليها، ودولة ذات سحر وجمال. وقد قال عنها المؤرخ الإغريقي المشهور: "لا تجد عجائب إلى هذا الحد إلا في هذا البلد، ولا ترى تلك الأشياء العظيمة التي تدهشك إلا هنا." إن هذه العبارة هي المرادف للعراقة والسحر. بعد وصولي إلى مصر، وجدتها دولة ذات شباب وحيوية. يمثل عدد أبناء مصر تحت سن الثامنة عشرة 40% من إجمالي عدد سكان البلاد. وإذا كان الانطباع في العالم عن مصر أنها دولة عريقة، فإن هذه البلاد لا تنقصها حيوية الشباب، يلتقي على ترابها القديم والحديث والأصالة والمعاصرة، ويجتمع فيها التراث والابتكار.

ولدت الحضارة المصرية القديمة بين أحضان نهر النيل. بالنسبة لمصر، نهر النيل ليس مصدرا للحياة فحسب، وإنما أيضا النهر الأم الذي ولدت منه الحضارة. للصين أيضا نهرها الأم، ألا وهو النهر الأصفر الذي نشأت فيه الحضارة الصينية، وترعرع على ضفتيه أبناء الصين، ويعتبر مهدا للأمة الصينية. الصين ومصر، برغم بأن كلا منهما تبعد عن الأخرى آلاف الكيلومترات، أفاض النهر الأم على كل منهما بهبة، ألا وهي الشعب الذكي والمجتهد، الذي يتميز بالجرأة والمرونة، وروح المودة والتسامح.

يصادف عام 2019، الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وفيه أيضا يكون قد مضى على إقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية- المصرية ثلاثة وستون عاما. بالعودة بالذاكرة إلى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفي ظل التيار العالمي لمقاومة الاستعمار والإمبريالية، تعزز التفاهم والتعاون بين الصين ومصر. بعد تأسيس الصين الجديدة، تمعن قادة البلدين في مسيرة التاريخ، وصولا إلى إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر في عام 1956، لتصبح مصر أول دولة أفريقية وعربية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وفتحت بذلك صفحة جديدة للصداقة الصينية- المصرية المتينة عبر التاريخ العريق.

في أيام الشدائد التي مرت بها مصر، كانت الصين دائما تقف بجانب الشعب المصري العادل. في حرب قناة السويس التي اندلعت في أكتوبر 1956، أعلن الزعيم الراحل ماو تسي تونج تأييد الصين القاطع للرئيس جمال عبد الناصر لاستعادة السيادة على قناة السويس، وبادر أبناء العاصمة بكين بتنظيم مسيرة جماهيرية لدعم الشعب المصري. وفي سبعينات القرن الماضي، لعب صوت مصر دورا هاما في استعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. خلال أكثر من الستة عقود المنصرمة، صمدت العلاقات الصينية- المصرية أمام الاختبارات مع تغير الأوضاع الدولية والإقليمية، وشهدت تطورا سليما وثابتا.

لم تبتعد أصوات أجراس الإبل في طريق الحرير القديم، وقد ربط طريق الحرير الحديث الصين ومصر برياط وثيق. باعتبارها من أوائل الدول المشاركة في مبادرة بناء "الحزام والطريق"، تسعى مصر لتحقيق تواصل الإستراتيجيات والخطط والآليات بين "رؤية 2030" المصرية ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية، مما دفع تنفيذ سلسلة من المشروعات العملاقة في مصر، بما فيها إصلاح شبكة الكهرباء الوطنية، وإنشاء حي الأعمال المركزي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وخط سكك حديد العاشر من رمضان، إضافة إلى كمية كبيرة من المشروعات الصغيرة المفيدة لأبناء الشعب. إن مصر تسير في مقدمة الدول الأفريقية وضربت مثلا نموذجيا وقياديا في التعاون مع الصين لبناء "الحزام والطريق". حاليا، يبلغ حجم الاستثمار الصيني في مصر نحو سبعة مليارات دولار أمريكي، 90% منه تحقق خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقدم نحو أربعين ألف فرصة عمل للمواطنين المصريين. منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا) وحدها وفرت أكثر من 3500 فرصة عمل، وقدمت 58 مليون دولار أمريكي كضرائب للحكومة.

تقول الحكمة الصينية: "الشخص الفاضل يرغب في تأسيس نفسه، ويسعى أيضا إلى تأسيس الآخرين، يرغب في التوسيع على نفسه، كما يسعى إلى التوسيع على الآخرين." ويقول المثل المصري: القدم الواحدة لا يمكن أن تسير. الصين ومصر باعتبارهما من الدول ذات الحضارة العريقة، متشابهتان في الحكمة والمنطق. ومثلما يمر النهر الأصفر بست وعشرين انعطافة، وتمر فروع وروافد نهر النيل بعشر دول أفريقية، فإن طريق التنمية أمامنا ليس ممهدا وإنما وعر وصعب، ولكن آفاقه مشرقة. ليكن سعي بلدينا يدا بيد، لبناء مستقبل أجمل يعمه السلام والازدهار، من أجل بلدينا والعالم والحضارة البشرية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4