ضمن سلسلة ندوات "الصين في عيون المصريين"، التي ينظمها المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، أقيمت في 28 أغسطس 2019 ندوة بعنوان "مبادرة الحزام والطريق والصورة الكامنة"، حضرها نخبة من السياسيين والمثقفين المصريين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف، ووزير الثقافة الأسبق شاكر عبد الحليم، ووزير التعليم العالي الأسبق عمرو سلامة، وسفير الصين لدى مصر لياو لي تشانغ والنائب البرلماني محمد مسعود وسفيرا مصر السابقين لدى الصين السفير د. محمد نعمان جلال والسفير محمود علام، ومحافظ الإسكندرية الأسبق اللواء طارق المهدي، وعدد من أساتذة الجامعات والكتاب والمفكرين وعامة الشعب المصري المحب للشعب الصيني والثقافة الصينية.

افتتح الندوة المستشار الثقافي بسفارة الصين لدى مصر د. شي يويه ون، وقدمها د. الصاوي الصاوي أحمد أستاذ الفلسفة بجامعة بنها، الذي قال إن إقبال المصريين على هذه الندوات يدل على رغبة المصريين في التعرف على الصين ودعم التقارب بين البلدين ودراسة ومناقشة كل من الإيجابيات والسلبيات التي يجب أن نستفيد منها في هذه المبادرة.

عصام شرف عضو المجلس الاستشاري لمبادرة "الحزام والطريق"، قال إن مبادرة "الحزام والطريق" تسعى لإحياء الطريق التجاري القديم بأدوات حديثة. وأضاف شرف، أن ثمة علاقة وثيقة بين مبادئ وقواعد التنمية البشرية وبين العائد من مبادرة "الحزام والطريق"، والربط بينهما وخلق حياة صحية وتجارة صديقة للبيئة والإنسان بما تدره من نفع على تحسين الناتج القومي الإجمالي للدول المشاركه في المبادرة. وتحدث شرف عن أهمية هذه المبادرة لمصر، وحصول مصر على مزايا نسبية من خلال المشاركة في هذه المبادرة وزيادة عدد السفن التجارية التي ستمر في قناة السويس والتي تربط بين آسيا وأفريقيا، وأهمية مصر الإستراتيجية والجغرافية والتي ميزتها عن باقي الدول العربية والأفريقية. وأشار شرف إلى مجتمع المصير المشترك ومفهومه القديم والحديث في الحضارة الصينية، والذي تناوله المؤتمر الوطني العام للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012 ثم تناوله الرئيس شي جين بينغ في خطابه عام 2013 وعام 2017 وتبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2018، وتمت إضافه هذا المفهوم إلى الدستور الصيني في عام 2018 واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أنه إحياء ترابط تاريخي عابر للحضارات بما ينقض نظرية صراع الحضارات للمفكر الأمريكي صمويل هنتنغتون. وعرض الدكتور شرف الصورة الكاملة للمبادرة، وهي عبارة عن مفهوم المصير المشترك من خلال مسؤولية مشتركة وأمن مشترك وثقافة مشتركة ومشروعات وتنمية وازدهار مشترك، للوصول إلى النتائج النهائية وهي رفاهية الشعوب في مجالات البنية الأساسية والطاقة والمعلومات والتصنيع والثقافة والترابط بين الشعوب، من خلال إقامة مشروعات عملاقة تربط بين دول العالم وتسد الفجوات وتزيل العقبات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والتي تهدف إلى القضاء على كل صور الفقر ومحاربة عدم المساواة والتصدي لمشكلة تغير المناخ.

 تحدث في الندوة الدكتور محمد نعمان جلال سفير مصر الأسبق لدى الصين والذي كان له دور كبير في توثيق العلاقات الصينية- المصرية.  وقد بدأ السفير جلال حديثه بشكر الدكتور عصام شرف على شرحه الوافي لمبادرة "الحزام والطريق"، قبل أن يدور حوار بينه وبين مجموعة من المثقفين وأساتذة الجامعات الذين طرحوا عددا من الأسئلة على سيادة السفير، ومنها:

·        هل مصر مستعدة لتبوأ دور مهم في هذا المشروع؟

وقد أجاب سيادة السفير على هذا السؤال بأن مصر تستعد لهذا المشروع منذ فترة، وأكبر دليل على ذلك تبادل الزيارات بين البلدين وتبادل الزيارات بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيد الرئيس شي جين بينغ، وهذا يدل على استعداد مصر لهذا المشروع. ولكن، أعتقد أن مصر لكي تستفيد استفادة كاملة يجب أن يكون لديها التشريعات الخاصة بها ووسائل التمويل الخاصة بها لكي تستفيد أكثر.

·        هل نحن داخل الإطار الإستراتيجي وماذا ينقصنا في هذه المبادرة؟

ما ينقص هذه المبادرة ذات هذه الفخامة هي أن يكون لها هيكل تنظيمي أكثر بكثير من ذلك، فيجب أن تكون هناك كيانات إقليمية وكيانات محلية تدعم هذه المبادرة. إلى الآن لا توجد كيانات ونحن نحاول الآن عمل كيانات على مستوى أفريقيا وعلى مستوى الدول العربية.

·        ماذا عن الجانب الإعلامي الصيني ودوره في هذه المبادرة؟

الإعلام الصيني روج لهذه المبادرة بشكل كبير ويجب أن نشيد بدور الإعلام الصيني في هذه المبادرة. الإعلام الصيني مهتم بهذا الموضوع كثيرا وببيان جوانبه من جميع الزوايا على عكس بعض الدول التي لم يتناول إعلامها هذه المبادرة بالشكل الصحيح. يجب أيضا بجانب التركيز على الجانب الإعلامي، التركيز على دور المنظمات غير الحكومية على هذا الموضوع، فهذه المنظمات لها دور كبير جدا في هذه المبادرة لكي تجني ثمارها.

كما ذكر السفير نعمان جلال أيضا دور السياسة الناعمة من خلال الثقافة والفن، فمن الممكن إقامة اتفاقات ثقافية بين جامعات كبرى في الصين والجامعات المصرية. وقال إن هذا نوع هام من التواصل وتوطيد العلاقات.