كلنا شرق < الرئيسية

الوخز بالإبر في الطب التقليدي الصيني

: مشاركة
2018-05-31 11:17:00 الصين اليوم:Source الشيماء أشرف محمد:Author

الطب التقليدي الصيني (تشونغ يي بالصينية)، مجموعة من أساليب العلاج توارثها الصينيون عبر العصور، من بينها الوخز بالإبر والتشييح والتدليك وتشيقونغ والعلاج بالغذاء. الوخز بالإبر ليس اختراعا لشخص بعينه، وإنما هو ثمرة خبرات اكتسبها الصينيون في نضالاتهم الطويلة ضد الأمراض.

تاريخ الإبر الصينية

في فترة مبكرة، ترجع إلى العصر الحجري، ظهر ما يسمى بـ"حجر الوخز"، فربما حدث أن شخصا شعر بالألم في راحة كفه، وبينما كان يؤدي عمله البدني لمس موضع الألم حجرا فخف الألم. من هنا، نشأت فكرة جعل الحجر مستدقا للضغط به على نقاط الألم وتسريع الدورة الدموية. ومع ظهور الحديد ظهرت "الإبرة المعدنية" لتحل محل "الإبرة الحجرية". وبعد تطور البشرية، تعددت أنواع الإبر المستخدمة للوخز، ومنها الذهبية والفضية والنحاسية والفولاذية التي لا تصدأ.

نظرية الوخز بالإبر

وفقا للطب الصيني، أسباب المرض تختلف عما نعرفه اليوم من الجراثيم والبكتريا، بل تتضمن العوامل الطبيعية الستة (الريح، البرد، الحر، الرطوبة، الجفاف، النار)، والمشاعر، أو الأحاسيس السبعة (الفرح، الغضب، الحزن، الكآبة، القلق، الخوف والرعب)، وعدم الانتظام في الراحة والعمل وعدم الانتظام الغذائي، والخلل في توازن الين واليانغ (العوامل الإيجابية والسلبية)، بالإضافة إلى الإصابات الخارجية من كسور وجروح. التوازن بين الين واليانغ يضمن الصحة الجيدة، أما الخلل فيؤدي إلى المرض.
يعتمد الوخز بالإبر على نظرية "القنوات الحيوية" (جينغ لوه بالصينية) في الطب التقليدي الصيني. وفقا لهذه النظرية، القوة المحركة للحياة هي "تشي" (الطاقةالحيوية) التي تغطي كل الجسم عبر القنوات الحيوية المتصلة بالأحشاء في داخل الجسم والأطراف الأربعة وأعضاء الحواس الخمسة والبشرة والشعر في خارجه. أما نقطة الوخز (شيويه بالصينية)، فهي موضع في بشرة الجسم تمر به الطاقة والدم والقنوات الحيوية. الهدف من غرز الإبرة في نقطة " شيويه " هو تطهير القنوات الحيوية وتنظيم عمل الأحشاء، وإعادة جريان الطاقة الحيوية واستعادة العافية من جديد. يلجأ المعالجون بالإبر إلى هذه الوسيلة بقصد علاج العديد من الحالات المرضية، مثل الصداع وآلام الظهر والتهاب المفاصل وغيرها. يقوم المعالج خلال الجلسة العلاجية الأولى بتقييم صحة المريض العامة وفحصه، قبل الشروع في غرز الإبر. تستمر جلسة الوخز من عشرين إلى أربعين دقيقة، وينصح المعالجون بإجراء من 6 إلى 12 جلسة للحصول على أقصى فائدة ممكنة، ولكن ذلك يختلف بحسب المعالج.

 الوخز في العصور القديمة

يعود الوخز بالإبر في الصين إلى العصر الحجري، فقد عثر علماء الآثار في منغوليا الداخلية على إبر حجرية حادة تعود إلى سنة 3000 قبل الميلاد تقريبا. ويقال إن اكتشاف هذا النوع من العلاج كان على موعد مع مصادفة عجيبة، فقد أصيب جندي في الجيش الإمبراطوري الصيني في إحدى الحروب بسهم نافذ في صدره، وبعد علاجه لاحظ الجندي أن الأمراض التي كان يعاني منها قبل الإصابة قد اختفت، كما لاحظ أن بعض المناطق على سطح الجسم انعدم فيها الإحساس بالألم رغم بُعدها عن مكان الإصابة، ومن ثم بدأ الناس تجربة السهام في العلاج، قبل أن يستخدموا الإبر. بعد ذلك، انتشر الوخز بالإبر من الصين إلى كوريا واليابان وفيتنام ومناطق أخرى في شرقي آسيا.

الوخز في العصر الحديث

بدأ العلاج بالإبر الصينية في الانتشار في أوروبا وأمريكا اللاتينية بدرجة كبيرة خلال القرن الماضي، وأصبحت هذه الطريقة العلاجية تمارس على نطاق واسع في مستشفيات باريس وضواحيها، كما أسست بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وأيضا الأرجنتين في أمريكا اللاتينية روابط لهذا الفن العلاجي تحت رعاية الجمعية الدولية لممراسي الوخز (International Society Of Acupuncturist).

في عام 1956، أرسل الاتحاد السوفيتي السابق عددا من الأطباء إلى الصين لدراسة ذلك الفن العلاجي. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد نظر أطباؤها إلى طريقة الوخز بالإبر نظرة عابرة، حيث وافقوا مبدئيا عليها كأسلوب علاجي، ومارسها عدد من غير المرخصين من بين الجماعات الشرقية المستقرة بها. لكن، منذ سبعينيات القرن الماضي، سمح لبعض الأطباء الأجانب بالدخول إلى الصين، حيث تعلموا ذلك الفن ونشروه بعد عودتهم في بلادهم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لاقى ذلك الفن العلاجي الصيني القديم اهتماما واسعا وحماسة كبيرة، خاصة بالنسبة لاستخدام الوخز بالإبر بغرض التخدير أثناء إجراء بعض العمليات الجراحية.

أنواع إبر الوخز

الإبرة العادية: تتكون هذه الإبرة من رأس وعنق وجسم، ولها طرف مدبب يتم الوخز به. وعند الوخز يتم إدخال كل الإبرة أو جزء منها في جسد المريض.

 الإبرة المثلثة: هي إبرة ذات ثلاثة أوجه، ولها ثلاثة جوانب حادة تغرز في جلد المريض. تستعمل هذه الإبرة لوخز نقاط خاصة في الجسم لعلاج حالات مرضية معينة، مثل الصرع والربو الصدري والحمى المرتفعة.

الإبرة النجمية: هي إبرة ذات سبع رؤوس في كل منها إبرة صغيرة، وتشبه المطرقة. تستخدم في علاج الأمراض الجلدية، وكذلك في حالات الانزلاق الغضروفي، والآلام الروماتيزمية.

 الإبرة المختفية: يتم إدخال هذه الإبرة تحت الجلد، حيث تثبت وتترك في مكانها وتغطى بلاصق. تستعمل لعلاج حالات الصداع والالتهاب الكبدي الوبائي وبعض حالات قصر النظر.

 إبرة الضغط: هي إبرة صغيرة على شكل دبوس، ذات أطراف مدببة صغيرة، ولها قاعدة مثلثة أو مستديرة تثبت في أماكن خاصة في الأذن. تستخدم في علاج السمنة والإدمان والربو.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4