كلنا شرق < الرئيسية

العلاقات الصينية العمانية.. توارث الصداقة التقليدية وبروز حيوية جديدة

: مشاركة
2018-05-02 14:40:00 الصين اليوم:Source يوي فو لونغ:Author

على مدى أربعين سنة من التغيرات السريعة والتقلبات التاريخية، ظل تبادل الاحترام والثقة والدعم ديدن العلاقة بين الصين وعمان، فسجل البلدان المختلفان في النظام السياسي صفحات خالدة للتعايش السلمي، وأبدعا نموذجا للتعاون والفوز المشترك بين دولتين يختلف النمط الاقتصادي لكل منهما عن الأخرى، وقدمتا مثلا يحتذى للتبادل والاستفادة المتبادلة بين بلدين متباينين في الثقافة. الصين وعمان صديقان وشريكان حقيقيان.

باعتبار مبادرة "الحزام والطريق" محورا للعلاقات بين الصين وعمان، ظل البلدان يعملان في السنوات الأخيرة، على تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون العملي وتوسيع التواصل الإنساني المطرد، ما أثمر جملة واسعة من المنجزات المفيدة حاضرا ومستقبلا، ودفع دخول العلاقات الودية بين البلدين إلى العصر الجديد الذي تتطور فيه سريعا وتتمتع بآفاق واسعة. وسوف يغتنم البلدان فرصة الذكرى السنوية الأربعين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية لتعظيم التقاليد الممتازة لتوارث الصداقة جيلا بعد جيل، وتثبيت أسس التعاون والتمسك بالفرص الجديدة وإبداع طاقة محركة جديدة وتحقيق منجزات جديدة، ودفع العلاقات بينهما لتحقيق المزيد من التطورات والثمار.

علاقات تعاون ودي مثمرة

تميز كل عقد من تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الصين وعمان بسمات خاصة.

 كان العقد الأول هو عقد تعظيم الصداقة التقليدية. الملمح الأبرز لهذا العقد هو انطلاق السفينة العمانية "صحار" التي بنيت لتحاكي السفينة صحار الخشبية العتيقة، والتي أبحرت من عمان إلى قوانغتشو، لإحياء ذكرى تلك الرحلة البحرية على طريق الحرير البحري القديم. استغرقت رحلة إحياء الذكرى 231 يوما، وتعد مأثرة نادرة في تاريخ التبادلات بين الصين وعمان، بل والبلدان العربية، كما أنها رمز لتواصل الصداقة التاريخية بين البلدين، ودخول علاقتهما الودية الصينية مرحلة تطور جديدة.

العقد الثاني هو عقد تعزيز الثقة المتبادلة. في ذلك الوقت، في ظل وضع دولي مضطرب، واندلاع حرب الخليج، وتغير الأوضاع في الشرق الأوسط، واصلت الصين وعمان تطوير علاقاتهما التعاونية الودية. الحدث الأبرز في تلك الحقبة هو الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني يانغ شانغ كون إلى سلطنة عمان في ديسمبر عام 1989، ليكون أول رئيس للصين يزور السلطنة. حظيت الزيارة بترحيب حار من مختلف الأوساط العمانية، مما عكس الصداقة التقليدية الصينية- العمانية.

العقد الثالث هو عقد توسيع التبادل والتعاون بين البلدين في شتى المجالات بشكل مطرد. ازدادت واردات الصين من النفط العماني، ودخلت الشركات الصينية في مجالات الطاقة والاتصالات وبناء البنية التحتية إلى عمان. وأصبحت التبادلات الثنائية في مجالات التعليم والصحة والثقافة وغيرها أوثق. وقد كان وصول تتابع شعلة أولمبياد بكين إلى العاصمة العمانية مسقط، المعلم الأبرز لتلك الحقبة، فقد كانت عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت تتابع شعلة أولمبياد بكين.

العقد الرابع هو عقد ارتقاء جودة العلاقات الثنائية وسرعة وتيرتها. ومنذ عام 2013، تحديدا، صار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ركيزة تعزيز التعاون العملي الشامل بشكل مطرد، وحقق البلدان تطورات إيجابية في التعاون في شتى المجالات:

-- في بناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، ترحب عمان وتدعم مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، فانضمت كعضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ويتعاون الجانبان بنشاط مع طرف ثالث في مجال الترابط والتواصل، كما هو الحال في ميناء باجامويو في تنزانيا ورصيف كامبورت في تركيا وغيرهما. وفي الدقم بسلطنة عمان، تم وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الصينية- العمانية التي تبلغ مساحتها نحو 12 كم مربع لتكون أول مدينة صناعية بنتها الصين في منطقة الخليج بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق". قدم الجانب الصيني قرضا قدره 55ر3 مليارات دولار أمريكي للجانب العماني، ويعتبر ذلك محاولة إيجابية لتيسير التمويل.

-- الاتصالات السياسية الوثيقة وتبادل الزيارات الرفيعة المستوى. تجري آلية التشاور الإستراتيجي بين وزارتي الخارجية للبلدين بشكل مستقر، مما يلعب دورا قياديا لتطور العلاقات الثنائية. هناك تفاهم وتبادل للدعم بين الجانبين الصيني والعماني في القضايا ذات الاهتمام المشترك والمصالح الجوهرية لهما، ويحافظان على اتصالات جيدة حول الشؤون الدولية والإقليمية.

-- التعاون الاقتصادي والتجاري يتعمق ويتوسع باستمرار. الصين أكبر شريك تجاري لعمان وأكبر دولة مستوردة للنفط العماني منذ سنوات، بينما عمان هي رابع أكبر دولة مصدرة للنفط إلى الصين ورابع أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط. في عام 2017، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 53ر15 مليار دولار أمريكي، واستوردت الصين 31 مليون طن من النفط الخام من عمان، مما يشكل 39ر7% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام. وعقدت الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الجانبين بنجاح، حيث تم تخطيط المجالات الهامة للتعاون العملي بين البلدين على نحو شامل في ظل بناء "الحزام والطريق". ويجري تنفيذ محطة صلالة المستقلة للكهرباء وغيرها من المشروعات، وقد حقق بعضها ثمارا أولية. وتنفذ شركة الصين الوطنية للبترول (CNPC) وشركة هواوي وشركة التنقيب الجيوفيزيائي التابعة لشركة البترول الوطنية الصينية وغيرها من المؤسسات في مجالي الطاقة والاتصالات مشروعاتها التعاونية، وحققت نتائج ممتازة وفازت بسمعة حسنة في عمان.

-- التبادلات الإنسانية بين الجانبين أكثر نشاطا، وتثري محتويات العلاقات الثنائية. في مهرجان صلالة السياحي، تلقى عروض فرقة قومية دونغ ترحيبا من أبناء عمان؛ وفي مهرجان مسقط، كانت نشاطات "يوم الصين" رائعة متنوعة. وقام ممثلو وسائل الإعلام العمانية الرئيسية بزيارات للصين، كما قام وفد من رابطة الصحفيين لعموم الصين بزيارة ناجحة لعمان. وقامت شركة الطيران الوطنية العمانية بتشغيل أول خط جوي مباشر بين البلدين، وعقدت المؤسسات السياحية الصينية والعمانية أول دورة لمنتدى التعاون السياحي. تمتد وتتوسع طرق ومجالات التبادلات الإنسانية بين الصين وعمان، فصارت مشهدا جميلا للعلاقات الصينية- العمانية في العصر الجديد.

إن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عُقد في السنة الماضية يرمز إلى أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت إلى العصر الجديد، وكذلك فإن العلاقات الصينية- العربية قد دخلت إلى عصر جديد، وستدلف إلى حقبة جديدة آفاقها مشرقة.

الثقة المتبادلة تدفع السلام والتنمية في الشرق الأوسط

قال الرئيس شي، في تقريره المقدم للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، إن دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية ينبغي أن تدفع بناء نمط جديد للعلاقات الدولية وإنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية. وعبرت الحكومة العمانية عن ترحيبها الحار وتأييدها لمفهوم الرئيس شي. وقال مسؤول عماني رفيع المستوى إن هذا المفهوم يجسد أن الصين دولة كبيرة تتحمل المسؤولية، كما يجسد إقدام ولباقة الرئيس شي باعتباره قائد دولة كبيرة. وقال بعض الخبراء العمانيون إن هذا المفهوم مساهمة هامة للصين في إصلاح حوكمة العالم وإثراء كنز الأفكار البشرية، وسيحدث تأثيرات عميقة وبعيدة على مستوى النظام والممارسة والروح.

منذ اعتلاء جلالة السلطان قابوس العرش في عام 1970، تتمسك عمان بالمفهوم الدبلوماسي المتمثل في "التسامح والتفاهم والتعايش"، وتعمل على تطوير علاقاتها الودية مع دول العالم، وحظيت باعتراف مشترك وتقدير عال من الدول الأخرى. وفي الحقيقة، هناك نقاط تشابه عديدة بين مفاهيم دبلوماسية وسياسات البلدين، مثلا، ينتهج البلدان سياسة خارجية سلمية مستقلة، ويتمسكان بالمساواة بين الدول، كبيرة كانت أو صغيرة، قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة، ويعارضان تدخل الدول الأخرى في الشؤون الداخلية. ويتعامل البلدان مع الدول الأخرى على أساس مبدأ السلام والتعاون، ويدعوان إلى تسوية التناقضات والاختلافات عن طريق الحوار السلمي والسبل السياسية والدبلوماسية، ويعارضان اللجوء إلى القوة أو التهديد بها. ويعمل البلدان على تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مع دول العالم، ويعارضان الفكرة القديمة المتمثلة في "أنت خاسر وأنا فائز"، ويعارضان "أن يأخذ الفائز كل شيء"، بل يدعوان إلى الاهتمام بالعدالة والمصلحة في نفس الوقت، و"التمتع بجمال الآخرين في وقت التمتع بالجمال الذاتي، للجمع بين جمال الجميع، وصولا إلى جمال التناغم الأسمى المثالي."

تعتبر الصين دائما أن عمان دولة هامة في منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا، وتقدر السياسة الدبلوماسية السلمية التي تنتهجها عمان، والدور المميز الذي تلعبه عمان في المحافظة على سلام واستقرار المنطقة، وتدعم عمان بثبات في تقديم المزيد من المساهمات لتعزيز التنمية المشتركة للدولة والمنطقة. وستواصل الصين المحافظة على الاتصالات الودية مع عمان مثلما كانت في السابق، وتتبادل الاحترام والتأييد معها، وتعزز الاتصالات معها حول الشؤون الدولية والإقليمية، وتبذل جهودا دؤوبة للمحافظة على السلام والاستقرار في المنطقة ودفع ازدهار وتنمية العالم.

التعاون الاقتصادي والتجاري يدعم إستراتيجية تنويع الاقتصاد العماني

في إبريل عام 2017، عُقدت مراسم وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الصينية- العمانية بالدقم، ومؤتمر توقيع اتفاقيات التعاون في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. أصبحت الحديقة الصناعية منصة جديدة للتنمية المشتركة لمؤسسات البلدين، وتعتبر هذه الحديقة الصناعية مجال تعاون هاما تم التوصل إليه بين المؤسسات الصينية المعنية والجانب العماني وفقا لآليات السوق برعاية وتنسيق حكومة منطقة نينغشيا الصينية، وحظيت باهتمام بالغ من الحكومتين والأوساط التجارية للبلدين. الآن، تجري أعمال بناء هذا المشروع بسلاسة، وقد وافقت الأجهزة العمانية المعنية على التصميم العام للمرحلة الأولى للمشروع، وسيبدأ بناء عمارة متعددة الوظائف وسوق مواد بناء وغيرها من المنشآت في هذا العام.

تولي الصين تطوير العلاقات والتعاون مع عمان اهتماما بالغا، وتعمل على دفع نمط "التوجه إلى عمان" والارتقاء بمستواه، ودفع الاندماج بين التعاون في المشروعات وإستراتيجية التنمية الوطنية العمانية، كما يلي:

أولا، تعزيز ربط الإستراتيجيات. استفادت وزارتا الخارجية والتجارة الصينيتان من تشاور وزارتي الخارجية للبلدين واللجنة الاقتصادية التجارية المشتركة وغيرهما من الآليات الثنائية بشكل مستفيض، ولذلك فإنني ألقي المحاضرات وأقوم بمقابلات صحفية ومحادثات ولقاءات وغيرها لشرح مبادرة "الحزام والطريق" للجانب العماني، ولتعزيز الثقة وتبديد الشكوك، وترتيب واستكشاف نقاط الالتقاء بين المبادرة والسياسات والمصالح والمجالات الإستراتيجية لتنويع الاقتصاد العماني، لجعل الجانب العماني يفهم أن جوهر التعاون هو الفوز المشترك، وتعزيز مبادرته ونشاطه في التعاون.

ثانيا، تعزيز الإرشاد السياسي. نساعد المؤسسات الصينية على فتح السوق والتكيف معها ورفع قدرة التنافس وفعالية العمل، من خلال تعزيز الاستطلاعات والبحوث ونشر دليل الاستثمار وغيرهما من الطرق. نركز على الخمسة مجالات الهامة لتنويع الاقتصاد العماني؛ وهي التصنيع وتداول البضائع وصناعة التعدين والثروة السمكية والسياحة، لإرشاد المؤسسات الصينية في اكتشاف فرص التعاون؛ والاهتمام بشواغل الجانب العماني، بحيث تنفذ سياسة توطين الموظفين؛ كما نتابع تعديل السياسات وننبه المؤسسات إلى أن تستعد لمواجهة مشكلات رفع نسبة الضرائب وزيادة أنواع الضرائب من الجانب العماني؛ وندعم بناء غرفة التجارة لتشجيع المؤسسات على تعزيز التبادلات بينها والمشاركة في التجارب لدفع التقدم المشترك.

ثالثا، الاهتمام بالتوجيه والإشراف. مشروع التعاون الاقتصادي والتجاري يحمل الطبيعة التجارية، لا تتدخل الحكومة في الإنتاج والإدارة وغيرهما من الشؤون التفصيلية فيه، ولكنها مسؤولة عن التوجيه ومراقبة سلامة الإنتاج وأحوال الإدارة في اتباع القواعد، وغيرهما من الأعمال. في السنوات الأخيرة، أصدرت وزارتا التجارة والخارجية الصينية ولجنة مراقبة وإدارة الأصول الوطنية التابعة لمجلس الدولة الصيني تخطيطات كثيرة في هذا الشأن، وتنفذها السفارة الصينية بنشاط، حيث تقوم بتجديد إحصاء حالة موظفي مشروعات الاستثمار الصيني، وتحقق تغطية شاملة لمراقبة وفحص كل المشروعات في عمان، الأمر الذي يقلل ظهور المشكلات المختلفة.

رابعا، الحفاظ على الحقوق والمصالح الشرعية. المؤسسات هي القوام الرئيسي لـ"التوجه إلى الخارج"، وعندما تعاني معاملة غير عادلة وتنتهك حقوقها ومصالحها الشرعية، تكون السفارة الصينية سندا قويا لها.

بالنظر لوضع التعاون الاقتصادي التجاري بين الجانبين في السنوات الأخيرة، من المتوقع أن يحقق التعاون بين الجانبين في مجالات التجارة واستثمار الصناعات وبناء المنشآت التحتية وغيرها تطورات جديدة في المستقبل.

في مجال التجارة، ستحافظ التبادلات بين البلدين على نطاقها الكبير في المستقبل، بفضل التجارة بين الجانبين في مجال النفط، وسيكون معرض الصين الدولي للاستيراد منصة فعالة جديدة لتصدير المنتجات البحرية ومواد البناء والسياحة وغيرها من المنتجات والخدمات العمانية المميزة إلى الصين. وقد حجز الجانب العماني جناحا مساحته 300 متر مربع، وتحافظ الأجهزة المعنية للجانبين على تواصل وثيق في هذا الشأن.

في مجال الاستثمار الصناعي، يهتم عدد متزايد من المؤسسات الصينية بمزايا عمان في الموقع الجغرافي والشحن البحري والسوق وغيرها، وتتخذ عمان كمكان مثالي للقيام بالتعاون في القدرة الإنتاجية ونقل الصناعات. بعض المؤسسات الصينية بدأت بالفعل البحث عن فرص التعاون في مجالات الصناعة الخفيفة والثقيلة والثروة السمكية والتجارة وتداول البضائع والطاقة الجديدة.

في مجال المنشآت التحتية، تتابع المؤسسات الصينية بحث مشروعات الاتصالات والكهرباء والسكة الحديدية والميناء وغيرها من المشروعات مع الجانب العماني.

إعداد الأكفاء يساعد على التعاون الصناعي

يهتم الجانب الصيني بالتعاون مع الجانب العماني في مجال التعليم. وحاليا، يدرس أكثر من ستين طالبا عمانيا في تخصصات اللغة الصينية والمال والإدارة والطاقة الجديدة وغيرها بالصين، بينما يدرس 22 طالبا صينيا اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس وجامعة صحار. وقد فتحت جامعة السلطان قابوس مادة اللغة الصينية الاختيارية بالتعاون مع الجانب الصيني.

بالإضافة إلى ذلك، يدعو الجانب الصيني الشباب العمانيين للمشاركة في معسكر "جسر اللغة الصينية" الصيفي، والمعسكر الصيفي للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان "الحزام والطريق" في الصين لتعزيز المعرفة المتبادلة بين شباب البلدين.

جدير بالذكر أن المدينة الصناعية الصينية- العمانية بالدقم تهتم منذ إنشائها بإعداد الأكفاء العمانيين. في يونيو عام 2016، طرحت شركة وانفانغ بمنطقة نينغشيا، المسؤولة عن استقطاب الاستثمارات وإدارة بناء المشروع، إنشاء برنامج المنحة الدراسية للطلاب المبعوثين العمانيين، ووقعت اتفاقية مع معهد نينغشيا للتعليم المهني حول تقديم مساعدة مالية لإعداد ألف طالب مبعوث عماني في الصين خلال ثمانية أو عشرة أعوام في المستقبل. وسيعمل الطلاب الممتازون من هؤلاء الطلاب في المدينة الصناعية الصينية العمانية بعد إكمال دراستهم. حاليا، يدرس 39 طالبا، هم الدفعة الأولى من الطلاب المبعوثين العمانيين، في تخصص البتروكيماويات والاقتصاد وغيرهما في نينغشيا. هذا النمط التدريبي الموجّه نحو الممارسة العملية ويهتم برد الجميل للمجتمع المحلي ويسعى إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك يتوافق مع مبدأ التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة الذي تدعو إليه مبادرة "الحزام والطريق"، ويتوافق مع التيار الجديد لبناء صفوف الأكفاء في العصر الجديد. وفي المستقبل، سيعزز الجانبان الصيني والعماني الاتصالات والتبادلات، انطلاقا من الوضع العام لخدمة التعاون بين البلدين، من أجل القيام بمزيد من التعاون في مجال تدريب الأكفاء والمساهمة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الصين وعمان.

التبادلات الثقافية تعزز التواصل بين قلوب الشعوب

تتمتع كل من الصين وعمان بحضارة عريقة. إن التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الثقافتين الصينية والعمانية أحدوثة طيبة في التاريخ، وتعد جذر السلام والصداقة للعلاقات الصينية- العمانية في العصر الحاضر. في السنوات الأخيرة، ومع توسع تأثير الصين في العالم بفضل ارتفاع قوتها الشاملة، صار العمانيون أكثر شغفا بالصين وتطلعا إليها. هناك عدد متزايد من الأصدقاء العمانيين يسافرون إلى الصين للسياحة والدراسة والعمل. إن التعامل بين البلدين يقوم على أساس الصداقة بين الشعبين، وصداقة الشعبين تقوم على أساس الاندماج الثقافي. لقد مضى على التبادلات الثقافية الصينية- العمانية- أكثر من ألف سنة، مرت ناعمة مثل الحرير، وربطت مشاعر وقلوب شعبي البلدين.

أعمل في عمان منذ نحو أربع سنوات، أقمت خلالها علاقات طيبة مع الأصدقاء العمانيين من مختلف القطاعات، سمعتهم غير مرة يصفون الصين بأنها "جميلة" و"ثرية" و"قوية" و"متقدمة" و"عجيبة". وفي الحقيقة، فإن طريق ونظرية ونظام وثقافة بلادنا تجعلنا نثق بأنفسنا أكثر فأكثر مع تطور الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بلا انقطاع، بل نحظى باعتراف عال من شعوب دول العالم ومنها سلطنة عمان. ونثق بأن التبادلات الإنسانية المتزايدة سوف تتحول إلى قوة محركة لتطوير العلاقات الثنائية، لتدفع تقدم علاقات التعاون الودي الصينية- العمانية إلى مستوى أعلى في العصر الجديد.

--

 يوي فو لونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عمان.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4