ثقافة وفن < الرئيسية

البساطة وجمال الصبغ في ملابس أبناء قومية بويي

: مشاركة
2020-09-09 08:45:00 الصين اليوم:Source قو تشي دونغ:Author

قومية بويي واحدة من الأقليات القومية في الصين، يقطن أبناؤها بشكل رئيسي في منطقة نهر نانبان ووادي نهر هونغشويه وروافده في جنوب غربي الصين. البيئة الجغرافية لهذه المنطقة معقدة ونائية. هذه البيئة الطبيعية شبه المغلقة هي التي ولدت الثقافة العرقية الفريدة لأبناء بويي. وأحد أكثر الجوانب تمثيلا لثقافة قومية بويي هو ملابسهم التقليدية المتميزة بالصنع الدقيق والمعقد، والتي تعتبر تراثا ثمينا للتراث الثقافي غير مادي في الصين.

تتنوع أنماط الملابس التقليدية لأبناء بويي وتختلف خصائصها في المناطق المختلفة. بشكل عام، يحب أبناء هذه الأقلية القومية، من الرجال والنساء، ارتداء الملابس باللون الأزرق والأخضر والأسود والأبيض. يرتدي الشاب غطاء رأس يُلفّ على شكل عمامة باللون الأزرق أو الأسود أو الأبيض، والسترة المشقوقة من الأمام أو المعطف المزرّر على الجانب الأيمن، لون المعطف يكون أزرق أو أسود أو أبيض. ويلبس الشاب في الجزء الأسفل من جسمه السروال المستقيم الساقين والواسع المنفرج بين الساقين. الأحذية الجلدية والقماشية هي الأكثر شيوعا بين أبناء بويي.

تختلف أزياء نساء بويي أيضا باختلاف المناطق. ترتدي المرأة من بويي سترة تكون أزرارها على اليمين، وتنورة كبيرة أو سروالا طويلا. تُطعم طية صدر السترة، وأطراف الأكمام وساقا السروال بالدانتيل. ترتدي نساء بويي أيضا أغطية الرأس الفيروزية أو البيضاء أو التربيعية، إلى جانب الأساور الفضية والأقراط والياقات وغيرها من الأكسسوارات. الأحذية المطرزة المدببة هي الأكثر تفضيلا لدى نسوة بويي. اللون العام لأزياء بويي بسيط وفخم. في بعض المناطق، ترتدي المرأة في الجزء العلوي من جسمها سترة تكون أزرارها على اليمين، وتنورة مطوية بالكامل. تُطعم الياقات والأكتاف والأكمام لدى نسوة بويي بالدانتيل، ويستخدم قماش الباتيك في صنع معظم التنورات، مع خلفية بيضاء وزهور زرقاء. وفي الغالب، تربط المرأة حزاما أسود من الدانتيل حول خصرها.

لا تزال بعض النساء المسنات في بويي يحتفظن بعادات الملابس التقليدية، حيث يضعن قطعة قماش زرقاء ملفوفة حول رؤوسهن، ويرتدين السترات الزرقاء بلا ياقة والمشقوقة من الأمام، إلى جانب الدانتيل المطرز وأشرطة التزيين على حافات الملابس عند الدرزات والزوايا السفلية، وعلى الجزء السفلي من الجسم يرتدين التنورات الطويلة المطوية باللونين الأزرق والأسود ، وبعضهن يرتدين قطعة قماش زرقاء أو مآزر مطرزة عند الخصر والأحذية المطرزة.

تظهر أزياء بويي أيضا العادات الفريدة لأبناء هذه القومية. مثلا، عندما يعبر الشباب والشابات عن حبهم، تستخدم الفتاة في الغالب ما تقوم بخياطته بنفسها من الملابس والمناديل والأحذية كرمز للمحبة. ومن عادات أبناء القومية أيضا أن يكون شعر رأس الفتاة غير المتزوجة مضفورا، وتبقى في بيت والديها لبعض الوقت بعد زواجها. وفي يوم معين بين الشهر الثامن والشهر التاسع حسب التقويم القمري الصيني من العام الذي يتم فيه الزواج وحتى الشهر الرابع حسب التقويم القمري الصيني من العام التالي، ترسل أسرة العريس امرأتين لاحتضانها، وفك ضفائرها بالقوة واستبدالها بقبعة مصنوعة من غلاف براعم الخيزران والقماش الأخضر، وبعد ذلك فقط تتمكن من العيش في منزل الزوج. يمثل هذا التغيير في اللباس وشكل التسريحة البداية الرسمية لحياة المرأة المتزوجة، وهو تقليد فريد لأبناء بويي.

يمكن تقسيم ملابس بويي إلى الملابس اليومية وأزياء المهرجانات والأعياد. يرتدي أبناء بويي أزياء خاصة خلال الأعياد والمهرجانات الكبرى مثل احتفالات رأس السنة الجديدة التقليدية، ومهرجان "الثلاثة المزدوجة" (اليوم الثالث من الشهر القمري الثالث)، وتكون هذه الأزياء رائعة وأكثر دقة وزخرفة. من الرأس إلى أخمص القدمين، تشمل الأزياء أغطية الرأس والسترات وأغطية الصدر والسراويل والتنانير وأحزمة الخصر والأحذية الزهرية وجميع أنواع المجوهرات. بينما تكون ملابس الحياة اليومية أبسط بكثير، حيث تشمل فقط غطاء الرأس والسترات والسراويل مع عدم وجود تطريز أو زخرفة بالدانتيل.

 بعد تاريخ طويل من التطور، طور أبناء بويي ثقافة أزياء فريدة من نوعها؛ حيث ترث النساء الحرف اليدوية لصناعة الثياب التقليدية، من الغزل إلى النسيج، ومن الصباغة إلى الخياطة، وأخيرا إلى الملابس الجاهزة، وكلها مصنوعة يدويا.

أقمشة ملابس أبناء بويي تنسج وتصبغ في الغالب يدويا. ويتم صبغ القماش بخمسة ألوان. يستخدم أبناء بويي عادة العشب الأرجواني في الصبغ الأرجواني، وصبغة النيلة لتعميق اللون الأزرق السماوي، وصبغة النيلة والعشب البري للصبغ الأسود، ويستخدمون لحاء الشجر أو أوراق نبات الأرطاة في صبغ اللون البني الأحمر الداكن وحتى الأسود. يشمل النسيج المصبوغ أكثر من 200 نوع من الأنماط، بما في ذلك بشكل رئيسي، القماش الشبكي والمخطط وما يحمل رسوم زهور البرقوق وعظم السمك.

عملية الصباغة القديمة، والصبغة الطبيعية وأنماطها المثيرة للاهتمام لدى قومية بويي تعكس تماما الطابع البسيط والمتحمس لأبناء بويي.

في عملية الصباغة، من الشائع استخدام الصباغة بطريقة الباتيك لأقمشة الملابس والأربطة بأنواعها. بالنسبة لطريقة الباتيك، تقوم نساء بويي بالرسم على القماش مباشرة بسكين الشمع، ثم يتبعن ذلك بعدة عمليات، مثل التشميع والصباغة، وإزالة الشمع والتنظيف، وتحويل القماش ذي الألوان السادة إلى قماش ملون مشرق. الصباغة بالربط هي أيضا طريقة صباغة شائعة وقديمة. في هذه العملية، لا تصل مادة الصبغ إلى أجزاء القماش التي تم ربطها، لذلك تحتفظ هذه الأجزاء بلونها الأصلي، وتشكل نمطا شديد التباين.

الصباغة بطريقة الربط وصباغة الباتيك مشهورتان بنفس القدر في ثقافة ملابس أبناء بويي.

لعمل بدلة كاملة، تعرض نساء بويي جميع التقنيات الحرفية المختلفة مثل الباتيك والصباغة بطريقة الربط والخياطة وأعمال التطريز الأخرى.

يعد التنسيل طريقة شائعة جدا في تطريز الزخارف على أجزاء من الياقة وحواف الأكمام والكتفين والتنانير. يحب أبناء بويي تزيين الملابس بألوان زاهية. المبدأ الأساسي للتزيين هو تطريز أنماط بألوان زاهية على أجزاء مثل الأكمام وصدر السترات والمآزر. الملحقات الصغيرة من الأزياء، مثل المناديل والحقائب، تزين أيضا بأنماط ملونة. الأشكال والرسوم على أزياء أبناء بويي تكون في الغالب ما يتعاملون معا في الإنتاج وفي حياتهم اليومية، مثل نبات العيقة واللوتس وزهور البرقوق والأرز، وغراب العقعق والفراشات والمواشي والأسماك. ترمز هذه الرسوم إلى تقديس أبناء قومية بويي للطبيعة، وتطلعهم إلى الحصاد الوافر والازدهار السكاني. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الرسوم المجردة على أساس الأشكال الهندسية، والتي تستخدمها أيضا نساء بويي في صناعة الملابس.

تتميز ثقافة أزياء بويي بخصائص مميزة وتدعو إلى الأسلوب الجمالي البدائي والبسيط. تقنيات صناعة الأزياء هي بلورة الثقافة القديمة لأبناء هذه القومية العريقة، وكذلك جزء هام من ثقافة الأزياء الوطنية الصينية.

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4