ثقافة وفن < الرئيسية

اندماج الثقافات يتجاوز حدود الدول

: مشاركة
2019-04-24 13:08:00 الصين اليوم:Source جياو فنغ:Author

ستارتايمز شركة صينية معروفة في مجال خدمات التلفزيون الرقمي وتعمل على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والخارج. تعمل ستارتايمز في أفريقيا جنوب الصحراء منذ عام 2002، حيث تقدم خدماتها في أكثر من ثلاثين دولة أفريقية، منها رواندا، نيجيريا، كينيا، تنزانيا، أوغندا وجنوب أفريقيا. يتجاوز عدد مستخدميها في القارة السمراء اثنين وعشرين مليون فرد، منهم أحد عشر مليونا يستخدمون خدمات الشركة عبر الهواتف النقالة. بعد سنوات من العمل، يمكننا أن نقول إن ستارتايمز قد أصبحت أسرع الشركات نموا وأكبرها نفوذا في مجال خدمات التلفزيون الرقمي في قارة أفريقيا. تسعى شركة ستارتايمز إلى أن يصبح لدى كل أسرة أفريقية القدرة على شراء التلفزيون الرقمي، ودفع تكلفة البرامج المعنية والتمتع بميزاتها. منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، تعمل شركة ستارتايمز على زيادة معرفة الشعوب الأفريقية بالثقافة الصينية وتعزيز الترابط بين أفريقيا والعالم عبر التلفزيون الرقمي.

تعميق التعاون  في إنتاج البرامج

برنامج "هاللو مستر رايت Hello Mr. Right"، يعد شكلا جديدا للبرامج في القارة السمراء وقد لاقى إقبالا واسعا في زامبيا، أوغندا ونيجيريا وأثار اهتماما بالغا في وسائط التواصل الاجتماعية المحلية في تلك الدول. أنتجت شركة ستارتايمز هذا البرنامج معتمدة على الجهود المشتركة بين الموظفين الصينيين المسؤولين على الأعمال التقنية والموظفين الأفارقة المسؤولين على تصميم محتوى البرنامج والتفاصيل.

قالت تشاو تشنغ شيوي، مديرة فريق إنتاج هذا البرنامج من الجانب الصيني، إن فريق الإنتاج يسجل كل حلقة من البرنامج أولا، ثم يتم بثها مساء كل يوم سبت. مدة كل حلقة نحو خمس وأربعين دقيقة، يستضيف خلالها فريق إنتاج البرنامج ثلاثة مشاركين وثماني مشاركات. بعد ثلاث خطوات من التفاعلات والتعارف يمكن لكل مشارِكة أن تعرب عن رأيها تجاه المشارك من خلال إطفاء المصباح الخاص للبرنامج في حال عدم رغبتها في الاستمرار أو إبقائه مضيئا، ويمكن للمشارِك أن يختار إحدى المشاركات اللاتي يبقين المصباح الخاص بهن مضيئا، الذي يعني رغبتهن في زيادة التعارف مع ذلك الشاب. مقارنة مع برامج المواعدة المشابهة في الصين، يتميز برنامج "Hello Mr. Right" بمتعة وتشويق أكثر بفضل قدرة المشاركين والمشاركات الممتازة في التعبير.

ولينغتون ميتشيلو، مسؤول في إحدى الشركات في زامبيا. بسبب انشغاله في العمل، لم ينجح في إيجاد شريكة حياته، لذا شارك في هذا البرنامج حيث قابل فاطمة، وهي موظفة في أحد البنوك، والتي وقعت في حبه من النظرة الأولى و"أضاءت الأنوار" له من أول وهلة في البرنامج، فنجح لينغتون وفاطمة في إيجاد الحب عبر البرنامج. بعد ذلك، نشأت علاقة عاطفية بينهما، وأخيرا طلب ولينغتون يد فاطمة. من المتوقع أن يبدأ الاثنان مشوار حياتهما الجديدة

نظم فريق إنتاج البرنامج نشاطات أولية لاختيار عدد معين من المشاركين والمشاركات في البرنامج. بسبب التقارب مع حياة الإنسان الأفريقي الحقيقية، حاز هذا البرنامج على إقبال واسع ووصلت أعلى نسبة مشاهدة لحلقات البرنامج إلى 72ر4% وفقا لنتائج دراسة استقصائية، احتلت المرتبة الأولى بين البرامج الأخرى في نفس الفترة. يرى كثير من المشاهدين أن هذا البرنامج يعطي قوة دافعة ومحركة للبرامج المحلية المشابهة الأخرى ويشجعهم على البحث عن شركائهم في الحياة. وعبّر بعض المشاهدين عن رغبتهم في المشاركة في هذا البرنامج أيضا.

خلال السنوات الأخيرة، وبسبب قلة هذا النوع من البرامج التلفزيونية، أصبح برنامج المواعدة واحد من البرامج ذات الإقبال الواسع بين المشاهدين في كثير من الدول. لذلك، لا نبالغ إذا قلنا إن شركة ستارتايمز وبرنامج "Hello Mr. Right" ساهما في إثراء محتويات البرامج الأفريقية المحلية وتعليم الشركات المحلية كيفية استخدام الأجهزة المتقدمة في مجال الإعلام. وقد قيّم يوجين مابواه عمدة مدينة ليفنغستن بزامبيا، هذا النمط الجديد لإنتاج البرامج التلفزيونية، ومنحه تقديرا عاليا.

نافذة على العالم الخارجي

هابنيس ممثلة تنزانية مشهورة، وقد حققت نجاحا كبيرا في مسلسل تلفزيوني محلي حيث يناديها الكثير من المشاهدين في الشارع باسم "نياماياو"، التي لعبت دورها في المسلسل. في ذلك المسلسل التلفزيوني، أرغم الأب ابنته نياماياو على الزواج من رجل لا تحبه. قالت هابنيس إن قصصا مشابهة لقصة المسلسل كانت تحدث في أفريقيا قبل بضعة عقود. أما الآن، فكثير من الأفارقة لا يزالون يرون أن المرأة لا تحتاج إلى العمل بعد تلقيها قدرا من التعليم اللازم.

في الحقيقة، لا تفضل هابنيس هذا النوع من الحياة بل تسعى إلى حياة مستقلة. قالت هابنيس: "عندما يعيش الإنسان معتمدا على الآخرين يبدو كأنه يعيش في جحيم. ولكن عندما يعمل ويكسب المال بنفسه، يشعر بالسرور والرضا. قفد يكون راتبه ليس عاليا، لكن يصبح لديه حق لاختيار وتقرير حياته." وقد وجدت فرصة لتغيير حياتها عام 2016.  

كما هو معروف، الإنجليزية أو الفرنسية هي اللغة الرسمية لكثير من الدول الأفريقية، لكن في الحقيقة، بسبب المستوى غير العالي في تلقي التعليم بين الأفارقة عموما، كثير منهم  يتكلمون اللغات واللهجات المحلية. من أجل تعزيز مستوى فهم المشاهدين الأفارقة للبرامج التلفزيونية، أقامت شركة ستارتايمز مسابقة للدبلجة باللغة السواحيلية وقد فازت هابنيس في هذه المسابقة بين آلاف من المشاركين وحصلت على فرصة العمل والدراسة في مقر شركة ستارتايمز بمدينة بكين.

كانت حياتها في بكين بمثابة نافذة جديدة لها. قالت هابنيس: "في بلادنا لا توجد فرصة لنا لاستخدام الآلة الخاصة بتسجيل وتصوير الأفلام أو المشاركة في أعمال إنتاج مقاطع الفيديو. الآن، في بكين، بعد التدريب المعني، يمكنني أن أقوم بتصميم، وإخراج وتمثيل قصة أو رواية بصورة مستقلة." لذا، هي تتمتع بالحياة في بكين. هابنيس فتاة ذكية وطموحة وشغوفة بالعمل، فهي لا تترك فرصة لزيادة معلوماتها الجديدة وتطوير مهاراتها وقدراتها. الآن، يمكنها أن تقوم بالدبلجة وإنتاج مقاطع الفيديو وعرض وتقديم البرامج التلفزيونية. ترى هابنيس أن هذا الأمر سحري للغاية. أحيانا، تتصل هابنيس بأهلها مقدما وتدعوهم لمشاهدة برامجها.

منذ عام 2016، نظمت شركة ستارتايمز ثلاثا وعشرين مرة من مسابقة دبلجة المسلسلات التلفزيونية الصينية باستخدام اللغة السواحيلية والهوسا والبرتغالية ولهجة الزولو في تنزانيا ونيجيريا وساحل العاج وجنوب أفريقيا وموزمبيق. شارك كثير من المحليين في المسابقات ومنهم طلاب وموظفون في شركات وربات بيوت وممثلون، وتتراوح أعمارهم بين ستة عشر وواحد وسبعين عاما. يدرس ويعمل أكثر من عشرين فائزا في مسابقة الدبلجة في مقر شركة ستارتايمز. لا نبالغ إذا قلنا إن مسابقة الدبلجة لا تقدم فرص عمل للأفارقة المحليين فحسب، وإنما أيضا تدفع تطور تكنولوجيا التلفزيون الرقمي في أفريقيا وإعداد الأكفاء في مجال الإعلام للدول الأفريقية.

شغف بالأطعمة الصينية

تعتبر الأطعمة الصينية عنصرا هاما من الثقافة الصينية التقليدية وسببا مميزا لجذب كثير من السياح الأجانب إلى الصين.

كايتسي، البالغة من العمر أربعة وثلاثين عاما، سيدة رواندية لديها أربعة أولاد، كانت تعمل في أحد المطاعم الصينية. بفضل مواهبها في الطبخ، يمكنها طبخ كثير من الأطباق الصينية. منذ عام 2010، تعمل طباخة في شركة ستارتايمز الفرعية في بوروندي. تسعى هذه السيدة إلى دراسة طريقة طبخ مزيد من الأطباق الصينية وتطمح لأن تصبح أفضل طاهية للأطباق الصينية في أفريقيا.

رغم أنها تعمل في بوروندي، تشعر بالرضا بعملها وحياتها. قالت: "بفضل هذا العمل، حصلت على راتب يكفي لإطعام أولادي والعيش في بيت كبير وشراء الأجهزة الكهربائية وكل متطلبات الأبناء لتلبية حاجاتهم. وبفضل هذا العمل، يمكنني أن أعيش مطمئنة وتخلصت من اعتمادي على دعم أهلي." فضلا عن ذلك، كل زملائها الصينيين طيبون وودودون ويساعدوها دائما على تعلم طبخ أنواع جديدة من الأطعمة والأطباق الصينية. الآن، يمكنها أن تطبخ كثيرا من الأطعمة الصينية وأصبح أهلها شغوفين بالأطعمة الصينية.

حول طموحها في العمل في المستقبل، تريد كانتسي أن تفتح مطعما خاصا لها لطبخ الأطعمة الصينية في مسقط رأسها، إذ أن كثيرا من الشركات الصينية تدخل إلى السوق الأفريقية خلال السنوات الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى إلى زيارة الصين وتذوق الأطعمة الصينية المتنوعة في مناطقها المختلفة.

طريق الحرير القديم هو طريق الأطعمة اللذيذة أيضا. في التبادلات الثقافية بين مختلف الحضارات والثقافات، يعتبر التبادل في الأطعمة عنصرا هاما بين الشعوب من شتى الدول. على سبيل المثال، بفضل طريق الحرير، دخل البطيخ الأفريقي الأصلي إلى الصين وانتشرت زراعته في عدة مناطق، فأصبح فاكهة محببة للصينيين في الصيف. كما أثرت خضراوات مثل الفلفل، الجزر، البصل والطماطم وغيرها من الخضراوات الأجنبية الأصل تأثيرا كبيرا في الزراعة الصينية وثقافة الطعام الصينية. وفي المقابل، خرج الشاي الصيني والقمح من الصين إلى مختلف الدول في العالم وأثرا في تقاليد وثقافة الطبخ والطعام في تلك الدول. لذا، يلعب هذا النوع من التبادلات دورا هاما في تعزيز التبادلات الثقافية والتواصل الودي بين مختلف شعوب ودول العالم. وبفضل هذه الأطعمة اللذيذة وهذه الثقافة الخاصة، يزداد تقارب الشعوب من كافة دول العالم.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4