مجتمع < الرئيسية

الصين تطور نفسها وتفيد العالم من خلال توسيع الانفتاح

: مشاركة
2021-12-06 12:49:00 الصين اليوم:Source تسو لي:Author

في ظل الانتشار المتواصل لفيروس كورونا الجديد وتدهور الاقتصاد العالمي وتزايد الحمائية في أنحاء العالم، أقيمت الدورة الرابعة لمعرض الصين الدولي الرابع للاستيراد ومنتدى هونغتشياو الدولي للاقتصاد كما هو مقرر. يعد هذا الحدث واحدا من المعارض والمنتديات الدولية القليلة الواسعة النطاق في العالم التي أقيمت في موعدها المحدد وبأمان. في حفل افتتاح المعرض، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ من جديد أن الصين ستوسع بثبات انفتاحها العالي المستوى، مما يدل على إخلاص الصين وتصميمها على تطوير نفسها بشكل أفضل وإفادة العالم من خلال توسيع الانفتاح، وتوفير النور والدفء لمقاومة شتاء الاقتصاد العالمي.

الانفتاح رمز مميز للصين المعاصرة

قال شي جين بينغ: "لكي تزدهر أي دولة أو أمة، ينبغي لها أن تتبع منطق التاريخ وأن تتطور بما يتماشى مع اتجاه العصر. أما بالنسبة للصين، فلن نغير عزمنا على الانفتاح على نطاق أوسع وبمعايير عالية؛ لن نغير عزمنا على تقاسم فرص التنمية مع بقية العالم؛ ولن نغير التزامنا بعولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وفائدة للجميع."

منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل عشرين عاما، أوفت الصين بالكامل بالتزاماتها الخاصة بالانضمام، حيث تم تخفيض معدل التعريفة الإجمالية من 3ر15% إلى 4ر7%، وقامت الحكومة المركزية بمراجعة وتنقيح أكثر من 2300 قانون ولائحة، وقامت الحكومات المحلية بمراجعة أكثر من 190 ألف قانون ولائحة، والتي ساعدت جميعها على إطلاق العنان للسوق والحيوية الاجتماعية وتعميق الإصلاح والانفتاح.

في السنوات الأخيرة، واصلت الصين خفض الحواجز أمام دخول الاستثمار الأجنبي، والمشاركة بنشاط في التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف والإقليمي، وتعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، وبناء نمط تنمية جديد يعزز فيه التداول المزدوج المحلي والدولي، حيث يعزز كل منهما الآخر. في مواجهة الوباء المستشري، لم تغلق الصين باب الانفتاح، وإنما بادرت بتزويد بلدان العالم بإمدادات قيمة لمكافحة الوباء، مما يساهم بشكل كبير في المحافظة على أمن واستقرارالسلسلة الصناعية الدولية وسلسلة التوريد، وأصبح الاقتصاد الصيني الاقتصاد العالمي الرئيسي الوحيد الذي حقق نموا إيجابيا في تجارة السلع في عام 2020. في ظل الوضع الجديد، تحتاج الصين إلى تخصيص وإدارة الموارد العالمية بشكل أكثر فعالية من خلال الانفتاح العالي المستوى، والاستفادة بشكل أفضل من السوق الدولية لتسريع عملية الارتقاء بالصناعة المحلية ورفع مستوى الاستهلاك. إن إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد أحد الإجراءات الرئيسية التي تتخذها الصين لتعزيز التنمية العالية الجودة في الانفتاح.

توسيع الانفتاح مستمر في إفادة العالم

باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم ودولة كبيرة مسؤولة، جلبت الصين بتوسيع انفتاحها أيضا فرصا ومكاسب كبيرة لجميع البلدان. على وجه الخصوص، منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، ظل متوسط ​​معدل مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي أعلى من 30%. في السنوات الأخيرة، زودت الصين المجتمع الدولي على التوالي بسلسلة من المنتجات والحلول العامة مثل مبادرة "الحزام والطريق" ومعرض الصين الدولي للاستيراد وقطار الشحن الصيني- الأوروبي، والتي خلقت مطالب جديدة لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي. هذه الفكرة والعمل المتمثلان في توسيع الانفتاح بدلا من الحمائية، وتكبير الكعكة بدلا من لعبة المحصلة الصفرية، لا يعكسان مسؤولية الصين فحسب، وإنما أيضا يشيران إلى أن الصين قد تطورت تدريجيا من طرف "مشارك" و"مكمل" في الاقتصاد العالمي المفتوح إلى طرف "بناء" و"قائد" له. شدد شي جين بينغ في خطابه على أن "الصين، لن تغير عزمها على الانفتاح على نطاق أوسع وبمعايير عالية؛ لن تغير عزمها على تقاسم فرص التنمية مع بقية العالم؛ ولن تغير التزامها بعولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وفائدة للجميع." في المستقبل، ستواصل الصين تقاسم عوائد التنمية مع البلدان الأخرى من خلال الانفتاح، والتحوط من حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي بيقينها الخاص.

تعزيز الانفتاح المؤسسي الرفيع المستوى

في الوقت الحاضر، تشهد البيئة المفتوحة التي تواجه الصين تغيرات عميقة. وتتمثل إحدى خصائصها الهامة في إعادة الهيكلة المتسارعة للقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية. وعلى وجه الخصوص، تواصل الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان تعزيز تدويل القواعد الأحادية والمتعددة الأطراف. وهذا يتطلب من الصين توسيع انفتاحها خارج نطاق تدفقات السلع والعوامل، والتوسع بشكل مطرد في مجالات القواعد واللوائح والإدارة والمعايير. أوضح الرئيس شي في خطابه أن الصين ستتخذ موقفا نشيطا ومنفتحا في المفاوضات حول قضايا مثل الاقتصاد الرقمي والتجارة والبيئة والإعانات الصناعية والشركات المملوكة للدولة، وستتمسك بمكانة النظام التجاري المتعدد الأطراف باعتباره القناة الرئيسية لوضع القواعد الدولية، وحماية استقرار الصناعة العالمية وسلاسل التوريد، وتقوم بإجراء اختبارات الإجهاد في مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء هاينان للتجارة الحرة، وتقدم قائمة سلبية لتجارة الخدمات عبر الحدود في مناطق التجارة الحرة التجريبية، مما يشير إلى  الاتجاه الذي تتبعه الصين لتعزيز الانفتاح المؤسسي العالي المستوى في العصر الجديد، وهو محور التركيز ونقطة مضيئة على التعزيز المتبادل للإصلاح والانفتاح في المستقبل. من خلال الجمع بين النقاط التجريبة المحلية والمفاوضات الدولية، سيتم تعزيز عمق واتساع الانفتاح الصيني بشكل كامل، وسيزداد صوت الصين وتأثيرها في صنع القواعد الدولية بشكل مطرد، مما سيساعد على المساهمة بمزيد من الحلول الصينية لبناء اقتصاد عالمي مفتوح.

--

تسو لي، مدير مركز أبحاث إستراتيجية الانفتاح في مدرسة الحزب الشيوعي الصيني بلجنة الحزب الشيوعي الصيني في مدينة شانغهاي.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4