مجتمع < الرئيسية

مواصلة تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"

: مشاركة
2021-11-25 09:03:00 الصين اليوم:Source هو بي ليانغ:Author

في التاسع عشر من شهر نوفمبر 2021، حضر شي جين بينغ، أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الندوة الثالثة لبناء "الحزام والطريق"، حيث ألقى كلمة هامة، طرح فيها أفكارا منهجية جديدة، في ظل البيئة الدولية الأكثر تعقيدا، وشدد على المضي قدما لمواصلة تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق".

الوضع الجديد والإستراتيجية الجديدة

البيئة الدولية والوضع الدولي مهمان للغاية بالنسبة للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق". مقارنة بالوقت الذي طرحت فيه مبادرة "الحزام والطريق" قبل ثماني سنوات، فإن الوضع الدولي الحالي له جوانب أكثر ملاءمة، وأكثر تعقيدا في الوقت نفسه للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق". من منظور إيجابي، بصرف النظر عن حقيقة أن العالم بأسره لا يزال قائما على السلام والتنمية، ولا تزال العولمة الاقتصادية في اتجاه للمضي قدما، فإنه بعد ثماني سنوات من البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، يدعم عدد متزايد من دول العالم البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وتشارك فيه بنشاط. في الوقت الحاضر، انضم ما يقرب من 80% من الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين إلى صفوف البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". من بينها، شاركت 85% من دول القارة الأفريقية في البناء المشترك، حتى بالنسبة للدول الأوروبية، تجاوزت نسبة الدول المشاركة 60%. وهذا يدل على أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" يحظى بالدعم والترحيب من قبل معظم دول العالم. كما يظهر أن نتائج البناء المشترك على مدى السنوات الثماني الماضية واضحة للجميع ومعترف بها على نطاق واسع من قبل العالم.

من منظور البيئة الدولية التي أصبحت أكثر تعقيدا، أولا، يتسبب التفشي المتواصل لكوفيد- 19 في حدوث آثار سلبية معينة على بعض مشروعات بناء "الحزام والطريق" على المدى القصير؛ ثانيا، أن بعض الدول تشوه البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، بل وتتخذ إجراءات مقيدة، الأمر الذي يتسبب في مقاومة معينة لتقدم المشروع في بعض الدول؛ ثالثا، من أجل التعامل بشكل فعال مع تغير المناخ، نحتاج أيضا إلى إجراء التعديلات المناسبة مع أطراف البناء المشترك، في بعض مجالات البناء المشترك ومشروعات البناء المشترك؛ رابعا، نظرا لأن البيئة الدولية للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" أصبحت أكثر تعقيدا، فقد ازدادت حالة عدم اليقين أيضا.

في الواقع، بالإضافة إلى التغيرات في البيئة الدولية، شهد الوضع المحلي أيضا تغيرات كبيرة. وقد طرحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ، أفكارا إستراتيجية رئيسية جديدة ووضعت ترتيبات إستراتيجية رئيسية جديدة، وفقا للوضع المتغير، أي أنه، انطلاقا من مرحلة التنمية الجديدة، يتم تنفيذ مفهوم التنمية الجديد وبناء نمط تنمية جديد، وتعزيز التنمية العالية الجودة. لذلك، فإن مواصلة تعزيز التنمية العالية الجودة لبناء "الحزام والطريق" في ظل الوضع الجديد تتطلب مجموعة من الأفكار الجديدة والإستراتيجيات الجديدة. والندوة الثالثة لبناء "الحزام والطريق" في الوقت الحالي تحمل أهمية كبيرة، والخطاب الهام لشي جين بينغ يستحق الدراسة والفهم والتنفيذ الواعي له.

اغتنام الفرص الجديدة وفتح مجالات جديدة

في ظل الوضع الجديد، نحتاج إلى إستراتيجية جديدة، لكن موضوع البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" لم يتغير، أي مواصلة تعزيز التنمية العالية الجودة لبناء "الحزام والطريق"؛ ويظل المحتوى الرئيسي للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" هو ​​مواصلة تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"التواصل في خمسة مجالات"، أي" التواصل في السياسات وترابط المنشآت وتيسير التجارة وتيسير التمويل والتواصل بين قلوب الشعوب". ولكن يجب تعميق هذه المجالات الخمسة على الأساس الحالي، وفقا لتطور وتغيرات الوضع الجديد. على وجه الخصوص، من الضروري تعميق الثقة السياسية المتبادلة. ومن أجل تعميق التواصل يجب تعزيز بناء بنية تحتية جديدة وتحسين القواعد والمعايير المعنية لترسيخ أساس التنمية.

في الوضع الجديد، على الرغم من زيادة التحديات وحالات عدم اليقين، نشأت أيضا متطلبات تعاون جديدة. على سبيل المثال، بسبب التفشي المتواصل لكوفيد- 19 في أنحاء العالم، من الضروري موضوعيا أن تعزز بلدان العالم التعاون الدولي لمكافحة الوباء. على سبيل المثال، بسبب الضغط المتزايد للتعامل مع تغير المناخ، ينبغي لبلدان العالم تعزيز التعاون في مجالات حماية البيئة، والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، وإدارة المناخ؛ ومن أجل الاستجابة بشكل أفضل للوباء العالمي وتغير المناخ، يتم استخدام التقنيات الرقمية بشكل أكثر اتساعا، وأصبح التعاون الدولي في هذا المجال أكثر جدوى وإلحاحا.

وإزاء الموقف الجديد ووفقا للمطالب الجديدة، فإن البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" يجب توسيع محتوياته للتعاون في المستقبل، بالإضافة إلى "التواصل في خمسة مجالات". ولذلك، طرح شي جين بينغ متطلبات جديدة في هذه الندوة لتوسيع التعاون بشكل مطرد في مجالات جديدة وتنمية نقاط نمو جديدة للتعاون، بما في ذلك تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء، وتعميق التعاون الدولي في مجال الطاقة، وتعميق التعاون الدولي في حوكمة البيئة الإيكولوجية وإدارة المناخ، وتعميق التعاون في المجال الرقمي، وتعميق التعاون في الابتكار التكنولوجي، وبناء "الحزام والطريق" ليكون طريقا وأخضر ورقميا ومبتكرا.

بمعنى ما، مجالات التعاون الجديدة هي أيضا فرص جديدة للتعاون. يعني البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" في ظل الوضع الجديد، استيعاب المتطلبات الجديدة الناشئة في المرحلة الجديدة وتحقيق إنجازات جديدة في هذه المجالات الجديدة. لذلك، قد تحتاج خطط إنشاء "الحزام والطريق" التي وضعتها بعض المؤسسات في الماضي إلى التحسين، وقد تحتاج إلى إضافة بعض المشروعات الجديدة، وقد يلزم أيضا تعديل اتجاه البناء وحجم البناء لبعض المشروعات. وهذا سوف يساعد المؤسسات على اغتنام الفرص الجديدة بشكل أفضل، ويشجعها أيضا على تحمل المسؤوليات الاجتماعية بشكل أفضل وتقديم مساهماتها الخاصة في التنفيذ الفعال لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

التخطيط الشامل والتطبيق بالنظام

من أجل مواصلة تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" في ظل الوضع الجديد، من المهم التخطيط والتقدم بشكل منهجي. تجسد كلمة شي جين بينغ فكرة التخطيط الشامل والتقدم المنهجي بشكل كامل، وهي تتضمن: أولا، دراسة الحالة وتكوين رأي بشأنها، والإستراتيجيات الأساسية والإجراءات المحددة لبناء "الحزام والطريق"، حيث تمت دراسة ومناقشة كيفية مواصلة تعزيز التنمية عالية الجودة لـ"الحزام والطريق" في ظل الوضع الجديد، وطرح الإستراتيجيات المناسبة، من خلال الجمع بين التخطيط الشامل لتعزيز التنمية العالية الجودة، وبناء نمط تنمية جديد وبين البناء المشترك لـ"الحزام والطريق".

 ثانيا، بعد تكوين آراء أساسية حول الوضع الحالي، طرح شي جين بينغ فكرة "التخطيطات الخمس الشاملة" كاستجابة أساسية للبيئة الدولية الحالية المتزايدة التعقيد، وهي التخطيط الشامل للتنمية والأمن، والتخطيط الشامل لما على الصعيدين المحلي والدولي، والتخطيط الشامل للتعاون والصراع، والتخطيط الشامل لحجم المخزون والزيادة، والتخطيط الشامل للاهتمام بالكل والتركيز، مما يمكننا من تحقيق المزايا وتجنب العيوب، ومواصلة دفع تقدم البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق".

الوقاية والسيطرة على المخاطر وتعظيم الفوائد

استجابة للبيئة الدولية المعقدة والمخاطر المتزايدة لبناء "الحزام والطريق"، أولى شي جين بينغ في كلمته هذه المرة، أهمية كبيرة للوقاية من المخاطر والسيطرة عليها في بناء "الحزام والطريق"، واقترح لذلك تدابير وطرقا محددة وفعالة في النواحي المختلفة.

أولا، في ناحية بناء النظام، أي إنشاء نظام مسؤولية للوقاية من المخاطر والسيطرة عليها؛ ثانيا، في ناحية بناء المنصة، أي إنشاء منصة لتقديم خدمات الإنذار المبكر والتقييم؛ ثالثا، في ناحية تنسيق الآليات لتحقيق التنسيق والتعاون بين الآليات المختلفة، مثل ما بين آليات حماية المصالح الخارجية، ومكافحة الإرهاب الدولي، والضمان الأمني؛ رابعا، في ناحية التخطيط. الأهم في التخطيط هو تنسيق وترتيب بناء "الحزام والطريق" وأعمال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها لحماية سلامة الحياة والصحة البدنية والعقلية للموظفين في الخارج؛ خامسا، في ناحية التعليم والإرشاد، فينبغي للموظفين والمواطنين الصينيين في الخارج الالتزام بالقوانين والأعراف المحلية؛ سادسا، في ناحية توحيد السلوكيات التجارية، يجب على المؤسسات أن تعمل وفقا للقواعد، وفي الوقت نفسه تعزيز مكافحة الفساد عبر الحدود.

يمكن ملاحظة أن المتطلبات المحددة المذكورة أعلاه لمنع المخاطر والسيطرة عليها التي طرحها شي جين بينغ هذه المرة، تشكل نظاما صارما للغاية لمنع المخاطر. إنه تفكير منهجي نادر حول الوقاية من المخاطر والسيطرة عليها في السنوات الأخيرة. هذا يكفي لتوضيح الأهمية الخاصة لمنع المخاطر والسيطرة عليها للاستمرار في تعزيز التنمية العالية الجودة لـ"الحزام والطريق" في ظل الوضع الجديد. والغرض من ذلك هو القيام بأعمال الوقاية من المخاطر والسيطرة عليها على أفضل وجه في إطار الاستعداد لأسوأ السيناريوهات من أجل الحصول على كفاءة استثمار أعلى، وضمان التنمية المستدامة والتنمية العالية الجودة لـ"الحزام والطريق".

--

هو بي ليانغ، العميد التنفيذي وأستاذ الاقتصاد في كلية "الحزام والطريق" بجامعة المعلمين في بكين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4