لا تزال حالة الوقاية من الوباء في الخارج معقدة وقابلة للتغيير منذ عام 2020. شركة بناء الطاقة الصينية، المعروفة باسم "باور تشينا"، باعتبارها شركة صينية تتمتع بدرجة عالية نسبيا من التدويل، تواجه فرصا وتحديات جديدة في مجال تطوير الأعمال التجارية العالمية. وفي مواجهة الصعوبات والتحديات التي ينطوي عليها الوباء، تولي الشركة اهماما كبيرا بالجودة الهندسية والضمان التقني، فكل مشروع تم تقوم ببنائه على يد الشركة يكون بمثابة جسر للتواصل، ويخلق عددا كبيرا من الوظائف، ويحسن الظروف المعيشية للسكان المحليين، ويعزز التنمية الاقتصادية المحلية.
التغلب على تداعيات الوباء وضمان الجداول الزمنية للمشروعات
إنجاز المشروع في موعده المحدد بالجودة والكمية المطلوبة هو أساس مسؤولية شركة باور تشينا. وتجاه "الوضع الطبيعي الجديد" في ظل الوباء، تقوم الشركة بنشاط بالمراقبة الصحية على مشروعاتها الهندسية الخارجية وتنفيذ إجراءات مكافحة الوباء. وفي الوقت نفسه، قامت الشركة أيضا بصياغة وإصدار خطة طوارئ خاصة للوقاية من الوباء ومكافحته، والشراء الموحد لمواد مكافحة الأوبئة، وتحث جميع إدارات المشروعات على ضمان تطبيق تدابير الوقاية والمكافحة.
في النصف الأول من عام 2020، كانت الحالة الوبائية لكوفيد- 19 في الكويت شديدة، حيث وفي ذروتها، بلغ متوسط حالات الإصابة اليومية 1500إصابة. في فبراير 2020، بعد حلول السنة الصينية الجديدة مباشرة، لم يهتم تشن جين هوا، مدير مشروع البنية التحتية T1158 في الكويت، بسلامته الشخصية، ووصل إلى المشروع قبل حصار الكويت الكامل وإغلاق المطار، وقد فعل ذلك لضمان تنفيذ المشروع بشكل مستقر في هذا الوقت الحرج، وقد كان مسؤولا أيضا عن مكافحة الوباء في هذه المرحلة. وكذلك قام شيوي تشاو، وهو موظف في إدارة هذا المشروع، بتغيير تذاكر سفره ثلاث مرات، وذهب إلى مطارات ست مرات، واستغرق الأمر 16 يوما لإكمال طريقه الشاق من قطر إلى الكويت، وبالنسبة للموظفين الصينيين والأجانب الذين يحتاجون إلى العمل في موقع المشروع، نفذت الشركة إدارة مغلقة لكامل منطقة المشروع. وأقاموا نقاط تفتيش على البوابات، وفحص يومي لدرجات حرارة العاملين، وقاموا بتجهيز كل اللوازم للوقاية من الوباء واللوازم اليومية. وقام المشروع بالتنسيق بين الملاك مرارا وتكرارا لتقديم طلبات للحصول على تصاريح العمل خلال فترة حظر التجول. وهذا المشروع هو أحد المشروعات القليلة التي يجري تشييدها في الكويت بصورة مستمرة، مما يضمن بشكل فعال الجدول الزمني المنصوص عليه في العقد.
في الثالث عشر من سبتمبر 2020، قالت رنا عبد الله الفارس، وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الكويت، أثناء تفقدها موقع تشييد المشروع، إن مشروع T1158 هو المشروع الوحيد قيد الإنشاء في الكويت والذي حقق تقدما قبل الموعد المحدد. وفي ظل الوضع الوبائي الشديد في الكويت، تغلب فريق إدارة المشروعات على العديد من الصعوبات، وليس من السهل تحقيق مثل هذا الإنجاز.
وفي الوقت نفسه، شهد لين لينغ تشيانغ، مدير مشروع قسم 22F في المرحلة الثانية من مشروع سكك حديد الاتحاد الذي نفذته شركة باور تشينا في الإمارات العربية المتحدة، التقدم المطرد في جسر ميناء خليفة البحري للسكك الحديدية، مما يضمن إنجاز المشروع في الموعد المحدد. في 16 يناير 2020، وقّعت شركة باور تشينا رسميا عقدا للمشاركة في بناء المشروع. في 31 أغسطس 2020، تم الانتهاء من بناء آخر ركيزة بحرية لجسر ميناء خليفة العابر للبحر، وهو ما يمثل الانتهاء من بناء الجزء الأساسي من المشروع تحت سطح البحر.
بناء مشروع لدفع النمو الاقتصادي المحلي
الجهود التي تبذلها شركة باور تشينا لبناء المشروعات تشبه اللآلئ اللامعة المتجذرة في "الحزام والطريق"، وتوفر الطاقة للتنمية الاقتصادية المحلية وأصبحت معيارا جديدا للتعاون الصيني- العربي.
في المغرب، تم تسليم المرحلتين الثانية والثالثة من مشروعات محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية التي نفذتها شركة باور تشينا في عام 2015، وبدأ التشغيل التجاري لها في عام 2018. وبعد تشغيلها تم توصيل 500 مليون كيلووات/ ساعة من الطاقة الكهربائية النظيفة إلى مليون أسرة في المغرب سنويا. وفر هذا المشروع اختيارات متنوعة لحل مشكلة نقص الطاقة في المغرب، وأصبح قاعدة طاقة هامة لها.
وفي العراق، سيوفر مشروع محطة الرميلة لتوليد الكهرباء بقدرة 730 ميغاوات، الذي بدأت شركة باور تشينا تشييده في أبريل 2018، طاقة آمنة وموثوقة ونظيفة لشبكة الكهرباء في المنطقة الجنوبية من البلاد بعد الانتهاء من بناء المحطة وتشغيلها. وهي ذات أهمية كبيرة للتخفيف من نقص الطاقة المحلية وتحسين معيشة الناس. تنتهج شركة باور تشينا مبدأ "التشاور، والمشاركة في البناء والمنفعة" في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية من خلال إجراءات عملية، لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية عن طريق اتخاذ إجراءات فعلية، وأشاد بها أصحاب المشروعات وشتى أوساط المجتمع والإدارات المعنية في الحكومة العراقية.
بالإضافة إلى مشروعات الطاقة الكهربائية، فإن العديد من مشروعات البنية التحتية مثل الطرق والجسور والموانئ التي تضطلع بها شركة باور تشينا للإنشاءات قد حسّنت أيضا الأساس للتنمية الاقتصادية المحلية. تعتبر سكة حديد الاتحاد الإماراتية جزءا هاما من شبكة سكة حديد الخليج بأكملها، حيث تغطي المراكز الصناعية الرئيسية، ومراكز التصنيع، ومراكز اللوجستيات، والمناطق المكتظة بالسكان والموانئ الهامة في الإمارات العربية المتحدة. وبعد الانتهاء من المشروع، فإن التوسع والتحسين المستمرين لشبكة الإمارات للشحن بالسكك الحديدية سيعززان مكانتها كمركز للشحن في منطقة الخليج، لتصبح أحد المراكز اللوجستية العالمية.
يعتبر مشروع ميناء الملك عبدالله الشهير عالميا جزءا هاما من خطة المملكة العربية السعودية "رؤية 2030". بعد بناء وتسليم شركة باور تشينا للمشروع، سوف يصبح أكبر "حوض سفن عملاق" في العالم، ومن المتوقع أن يزداد الناتج المحلي الإجمالي، بفضل هذا المشروع، بمبلغ 17 مليار دولار أمريكي وسيخلق 80000 فرصة عمل، وسيصبح محركا جديدا وقويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السعودية.
قامت شركة باور تشينا أيضا بمشروع مستودع لتخزين الحبوب واسع النطاق لحل مشكلة التخزين الآمن للأغذية في الجزائر. وقد خفض المستودع الخسائر الاقتصادية للجزائر بمقدار كبير منذ بدء تشغيله في عام 2019. وحتى نهاية عام 2020، قام المشروع بتخزين 42ر1 مليون طن من الحبوب بشكل تراكمي. وخلال فترة الوباء، فإن إنجاز بناء المستودع في الموعد المحدد وفر ضمانا لاستقرار أسعار الحبوب في سوق الجزائر المحلية، وقد أشادت به وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بشكل كبير.
بناء جسر للصداقة ومساعدة المحليين في التوظيف
تعمل باور تشينا بقوة على توطين العمالة، وتوظف 70000 موظف أجنبي في الخارج سنويا، وتوفر عددا كبيرا من فرص التدريب والعمل للسكان المحليين. ومن بين هذه المشروعات، نفذت المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة من محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب إستراتيجية توطين العمالة بشكل كامل، واجتذبت بنجاح قرابة مائة مقاول مغربي محلي فرعي للقيام بأعمال البناء الهندسي في الموقع، والمسح والتفتيش، ومعالجة المواد، وإصدار الشهادات والأوراق الرسمية من خلال طرف ثالث، إلخ، مما خلق العديد من فرص العمل الفعالة للمنطقة المحلية. ووفقا للإحصاءات، تم خلال تنفيذ المشروع توفير أكثر من 14000 وظيفة للمنطقة المحلية، تغطي جميع جوانب بناء المشروع، بما في ذلك المهندسون المتخصصون، والعمليات التقنية، وإدارة السلامة، ومراقبة الجودة، وإدارة الأعمال التجارية، وإدارة الموارد البشرية، وغيرها. وعلى وجه الخصوص، تم حل مشكلة توظيف 600 قروي في المجتمع المحلي الذي يقع فيه المشروع والمنطقة المحيطة به، ونال المشروع إشادة من الحكومة المحلية والسكان. ونظرا لجودة المشروع الممتازة ومسؤوليته الاجتماعية، فقد فاز بـ"جائزة المساهمة الاجتماعية" و"جائزة تشجيع العمالة الاقتصادية" من قبل الحكومة المغربية.
نموذج توطين عملية الإدارة والتشغيل هذا تم تنفيذه أيضا في مشروع T1158 في الكويت. فمن ناحية، تستخدم إدارة المشروع وسائل الإعلام لنشر معلومات التوظيف، وتعيين المديرين الأجانب والعمالة المتنقلة في السوق المحلية، وتوفير فرص العمل لهم. ومن ناحية أخرى، يتم تدريب العمال المحليين خلال أساليب مختلفة، مثل التوجيه والتدريب في الموقع والتدريبات العملية، ليعملوا سائقين ومشغلين ومراقبين في المشروع ومشغليه، لمساعدة الموظفين المحليين على التقدم في الممارسة الهندسية الفعلية. فإكمال المشروع يعني مساعدة السكان المحليين بنجاح في تنمية مجموعة من العمال المهرة وتحقيق التنمية المشتركة للمشروع والأكفاء. وفي الوقت نفسه، تُجرى مسابقات العمل واختبارات المهارات لاختيار الأفراد المتميزين، ومنحهم شهادات، وتكون لهم الأولوية في الترقية، وتدريب العمالة الأجنبية لتحسين مستواهم، وتعزيز روح المنافسة ورفع معنويات العمال.
يعد توطين العمالة في الخارج نموذجا إستراتيجيا هاما لتطوير أعمال الشركة في الخارج، وهو نموذج يتوافق إلى حد كبير مع مبادرة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق".
