مجتمع < الرئيسية

وانغ شو ماو: جذوري على السفينة، والمرساة رمز لوطني

: مشاركة
2021-11-23 12:50:00 الصين اليوم:Source تشانغ شي:Author

وانغ شو ماو صياد عادي، عاش أسلافه على صيد الأسماك في بحر الصين الجنوبي لأجيال. كما أنه أحد رجال قوات الحماية الشعبية البحرية، يتخذ حماية بحر الصين الجنوبي كمهمة حياته.

على مدار السنوات الست والثلاثين الماضية، شارك وانغ شو ماو، بصفته نائب قائد سرية تانمن لقوات الحماية الشعبية البحرية، في العديد من الأعمال البحرية الوطنية، وتولى زمام القيادة في النضال من أجل حماية سيادة الصين على المياه الإقليمية لبحر الصين الجنوبي وحقوقها ومصالحها البحرية بدون تراجع أو خوف من التضحية.

العمل على بناء الجزر بإرادة حديدية

وُلد وانغ شو ماو في ديسمبر عام 1956، في عائلة تعيش على صيد الأسماك جيلا بعد جيل في قرية تانمن. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، وكان في الثامنة عشرة من عمره، بدأ يعمل مع والده في بحر الصين الجنوبي، حيث لم يكتسب وانغ شو ماو الكثير من المعارف والخبرات البحرية من خلال صيد الأسماك فحسب، وإنما أيضا أصبح على دراية كبيرة بظروف بحر الصين الجنوبي. في ذكريات طفولته، فإن بحر الصين الجنوبي هو مجرد بحر شاسع بدون موطئ قدم واحد. هذا البحر بعيد عن البر الرئيسي، وفيه طرق ملاحية كثيرة، ويتكرر وقوع حوادث السفن. لذلك، أدرك وانغ شو ماو بعمق أن بناء الجزر والحيود البحرية وتحسين البنية التحتية المستخدمة في الاحتماء من الرياح والإنقاذ والصيد، قد أدت إلى تحسين ظروف العمل في البحر، وفي الوقت نفسه مكّنت الصين أيضا من الوفاء بالمسؤوليات والالتزامات الدولية المتعلقة بالإنقاذ البحري والبحوث العملية البحرية وسلامة الملاحة بشكل أفضل، مما زاد بشكل كبير من معدل الإنقاذ بعد وقوع الحوادث البحرية.

يعيش وانغ تشو ماو بجانب بحر الصين الجنوبي منذ طفولته، فلديه مشاعر خاصة تجاه هذا البحر الأزرق في جنوب الوطن الأم. بذلك الحب، شارك وانغ شو ماو بنشاط في بناء العديد من الجزر والحيود البحرية في جزر نانشا، حيث تصل درجة الحرارة غالبا إلى أكثر من أربعين درجة مئوية. كما أن طقس البحر متقلب كثيرا، وعندما يواجه الناس رياحا وأمواجا قوية، يصعب على السفن الإبحار، وهذا يؤدي إلى استحالة نقل مواد البناء، ومن ثم تأخير عملية البناء على الجزر. يقوم وانغ شو ماو بنقل مواد البناء والمستلزمات إلى مواقع البناء باستخدام قارب صيد صغير، بالاستفادة من درايته بأحوال الرياح والأمواج في البحر، ويواصل نقل المواد بين تانمن والجزر، حتى وإن أحرقت الأشعة فوق البنفسجية القوية جلده.

ذات يوم في يناير عام 1998، واجه وانغ شو ماو مع سرية قوات الحماية الشعبية البحرية عاصفة رياح من الدرجة التاسعة في طريق نقل مواد البناء إلى الجزر. وفي مواجهة الأمواج التي تجاوز ارتفاعها أربعة أمتار، قاد وانغ شو ماو كتيبة قوات الحماية الشعبية بهدوء، ورمى المرساة في البحر من مقدمة السفينة، لكن القارب الخشبي لم يخرج من دائرة الخطر إلا بعد أن طاف في البحر لمدة أربعة أيام وأربع ليال. تخلص وانغ شو ماو من براثن الموت، ولم تتغير نيته الأصلية، وقال: "يجب عليّ إكمال المهام التي كلّفني بها الحزب والصين حتى ولو فقدت حياتي."

على مدار أكثر من ثلاثين عاما، قاد وانغ شو ماو سرية تانمن لقوات الحماية الشعبية البحرية للمشاركة في الأعمال المتعلقة ببناء الجزر والحيود ونقل أكثر من ثمانمائة دفعة من مواد البناء على قوارب الصيد، يبلغ وزنها أكثر من أربعة ملايين طن، كما ساعد في بناء حيود هوايانغ ودونغمن ونانشيون وغيرها. عندما بنت الصين حيد دونغمن، شارك والد وانغ شو ماو وابنه في فريق البناء أيضا، وامتدحهم الجميع لفترة من الوقت بعبارة: "ثلاثة أجيال من نفس العائلة يبنون معا جزر نانشا". قال وانغ شو ماو: "علّمني أبي روح حماية بحر الصين الجنوبي، وسأنقل هذه الروح إلى ابني، إنها نوع من الميراث."

حماية البحر من أجل الوطن

يعتقد وانغ شو ماو أن حماية بحر الصين الجنوبي الذي تولت حمايته أجيال من الصيادين بحياتهم، هي مسؤوليته كسليل للصيادين، وكعضو في الحزب الشيوعي الصيني، فعبارة "حماية البحر من أجل الوطن" متجذرة في قلبه. تأسست سرية تانمن لقوات الحماية الشعبية البحرية في عام 1985، انضم وانغ شو ماو إليها بحزم لتولي مسؤولية حماية بحر الصين الجنوبي ووطنه. وقد أنجز مهاما صعبة وخطيرة غير مرة، فكان يندفع إلى الأمام في كل مرة ويكمل مهامه بشكل رائع. في عام 1992، أصبح وانغ شو ماو نائب قائد سرية تانمن لقوات الحماية الشعبية البحرية.

في إبريل عام 2012، عندما كان وانغ شو ماو وأسطوله يعملون بالقرب من جزيرة هوانغيان، تعرضوا لمضايقات من قوارب صيادين فلبينيين. قدم وانغ شو ماو تحذيرا شفهيا أولا لمواجهة الاستفزازات غير المقبولة من قبل الصيادين الأجانب الذين يحملون الأسلحة، لكنهم تجاهلوا التحذير وأصروا على اقتحام المياه الإقليمية للصين. فأمر وانغ شو ماو بحزم أسطوله بسد طريق سفن الصيد الأجنبية لمنعها من عبور المياه الإقليمية الصينية بشكل غير قانوني. وأخيرا، بعد عدة أيام من المجابهة، انسحبت سفن الصيد الأجنبية.

في مايو عام 2014، أرسلت فيتنام عددا كبيرا من السفن، بما في ذلك سفن مسلحة، لنشر عدد كبير من شبكات صيد الأسماك والأشياء العائمة، للتدخّل غير القانوني في عمليات منصة الحفر "981" الصينية. بعد تلقي التعليمات الصادرة عن رؤسائه، دعا وانغ شو ماو أكثر من مائتين من أفراد السرية وهرعوا إلى جزيرة تشونغجيان بعشر سفن. من أجل منع السفن الأجنبية وإجبارها على الابتعاد عن منصة الحفر "981" الصينية، قاد وانغ شو ماو الأسطول للاندفاع إلى الجانب الآخر، وبذلك، لم تتم حماية بيئة تشغيل منصة الحفر "981" فحسب، وإنما أيضا المحافظة على سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي.

عن السنوات الزاخرة بالأحداث، قال وانغ شو ماو بفخر: "أنا سعيد جدا لكوني من أفراد قوات الحماية الشعبية البحرية، وبصفتي أحد السكان الذين يعيشون بجانب بحر الصين الجنوبي، فإن حماية هذه البوابة الجنوبية للوطن الأم هو مجدي وشرفي. سوف نعمل بحزم على حماية بحر الصين الجنوبي والمحافظة على سلامة السيادة البحرية."

لنأخذ طريق الثراء المشترك معا

باعتباره عضوا في الحزب الشيوعي الصيني، يلتزم وانغ شو ماو دائما بالهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب. فيقوم دائما بمساعدة القرويين الفقراء ونقل خبرات ومهارات الصيد إلى الصيادين الآخرين من دون تحفظ على مر السنين، مما يدفع القرويين لتحقيق الثراء معا.

في عام 2014، بدعم من الإدارات المعنية، حصل وانغ شو ماو على قرض لشراء سفينة فولاذية تزن 350 طنا، وأصبح من أبناء تانمن الذين يمتلكون قوارب الصيد الفولاذية الجديدة ذات الحمولة الكبيرة. وبإرشاد منه، أخذ القرويون يبنون السفن الكبيرة ويستكشفون البحر بشكل أعمق لتعزيز التنمية. وتحولت قرية تانمن من ميناء قديم مزدحم بسفن الصيد الصغيرة إلى ميناء حديث رئيسي يعج بسفن الصيد ذات الحمولة الكبيرة. حاليا، السفن مزودة ليس فقط ببوصلة وخرائط، وإنما أيضا بالمعدات الإلكترونية المتقدمة.

قال وانغ شو ماو بحماسة: "في الماضي، كانت حمولة سفن الصيد الخشبية تتراوح بين ثمانين ومائة طن، أما في السنوات الأخيرة، فتغيرت حياة الصيادين البحرية بشكل كبير بفضل استخدام السفن الفولاذية. وقد أولت الصين أهمية كبيرة لتنمية مصايد الأسماك في بحر الصين الجنوبي، فصنعت السفن الفولاذية التي تبلغ حمولتها 800 طن، وزودتها بنظام الملاحة لتحديد المواقع بدقة، بالإضافة إلى ذلك، تبنت الصين مشروع ربط الاتصالات الفضائية على متن السفن، ليمكّن الصيادين من مشاهدة عشرات القنوات التلفزيونية على متنها."

حاليا، ومع زيادة الوعي بحماية البيئة، يركز وانغ شو ماو، بصفته سكرتير فرع الحزب الشيوعي الصيني لقرية تانمن ومدير لجنة القرية، على مهمة جديد، هي قيادة الصيادين للسير في طريق التنمية.

قال وانغ شو ماو إن الموارد السمكية محدودة. في الوقت الحاضر، تناقصت أرباح الصيد واشتدت حدة المنافسة، لذلك، لا يجب توسيع نطاق الصيد بشكل أعمى، بل ينبغي التركيز على تنمية مصايد الأسماك الترفيهية، والتكيف مع خصائص الاستهلاك للسكان في الريف والحضر.

في نوفمبر عام 2017، تبنت مقاطعة هاينان أول مشروع تجريبي بشأن مصايد الأسماك الترفيهية في تانمن. بادر وانغ شو ماو إلى تأجير سفينتيه استجابة لدعوة حكومة هاينان، وحث الصيادين المحليين على المشاركة في تطوير مصايد الأسماك الترفيهية، عبر الانضمام إلى الشركة بقوارب الصيد كوسيلة مساهمة.

فو مينغ لين، الذي كان يعمل مع وانغ شو ماو في البحر، كان يتطلع إلى اغتنام فرصة السياحة المحلية لفتح نُزُل، لكن الناس من حوله لا يعرفون ما هو النُزُل، ناهيك عن الحصول على الدعم. في ظل هذا الوضع، كان وانغ شو ماو أول من خطر على بال فو مينغ لين لمناقشة الأمر معه.

بتشجيع من وانغ شو ماو، استثمر فو مينغ لين مع ثلاثة من أصدقائه في بناء نُزُل مطل على البحر في نهاية عام 2018. وضع على أفاريز النُزل المملوك له من شباك الصيد والأصداف، كما وضع في النُزل طاولات ومقاعد مصنوعة من خشب السفن القديمة، مما يجعله مليئا بأسلوب حياة الصيادين الفريد. حاليا يوظف فو مينغ لين أكثر من عشرين فردا للعمل في النزل، وكلهم من أبناء القرى المحيطة بقرية تانمن.

حتى الآن، أنشأت تانمن خمس جمعيات تعاونية لمصايد الأسماك الترفيهية، يشارك فيها حوالي أربعمائة صياد، وتركز الجمعيات التعاونية على تنمية قطاع الخدمات، مثل الصيد الترفيهي وبناء النُزُل وغيرهما، وقد صارت محافظة تانمن محافظة سياحية مشهورة بمصايد الأسماك الترفيهية.

يتمتع الصيادون في تانمن بحياة رغيدة ومزدهرة الآن. ومع ذلك، لا يزال وانغ شو ماو يفضل الانشغال بالأعمال الصعبة في السفينة، وقال: "أنا متجذر في السفينة، وأتخذ المرساة كرمز لوطني". يؤمن السيد وانغ بأنه فقط من خلال جعل بحر الصين الجنوبي أكثر جمالا وأيام القرويين أفضل، يمكن أن يكون جديرا بوسام الأول من يوليو وهويته كعضو في الحزب الشيوعي.

 

 

وانغ شو ماو في سطور:

وانغ شو ماو، من قومية هان، من مدينة تشيونغهاي بمقاطعة هاينان، وُلد في ديسمبر عام 1956، وهو السكرتير الحالي لفرع لجنة الحزب الشيوعي الصيني في قرية تانمن التابعة لمقاطعة هاينان ومدير لجنة إدارة قرية تانمن، وهو أيضا نائب قائد سرية تانمن لقوات الحماية الشعبية البحرية. انضم للحزب الشيوعي الصيني في عام 1996. شارك في الكثير من الأعمال المتعلقة بالبحر على المستوى الوطني، كما شارك في بناء جزر نانشا والحيود البحرية حولها، وتدريب القوات غير الحكومية من أجل حماية بحر الصين الجنوبي. وقد لعب دورا بارزا في حماية سيادة الصين على المياه الإقليمية لبحر الصين الجنوبي وحقوقها ومصالحها البحرية ولا يخشى التضحيات؛ كما قاد السكان المحليين لاستبدال السفن الصغيرة بالسفن ذات الحمولة الكبيرة واستكشاف البحر بشكل أعمق وتطوير مصايد الأسماك الترفيهية وبناء النُزُل المطلة على البحر، مما ساعد في تحقيق الرخاء المشترك. حصل على ألقاب "أفضل مناضل" و"رائد الإصلاح" وغيرهما. في 29 يونيو 2021، منحته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وسام الأول من يوليو.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4