مجتمع < الرئيسية

قرية يانغلونغ تبدأ رحلة جديدة للنهضة الريفية

: مشاركة
2021-11-23 12:49:00 الصين اليوم:Source ما لي ليو تشانغ دو يي:Author

منذ ثلاث سنوات، يواظب لي شيان تشو على قيادة سيارته من موطنه في ناننينغ حاضرة منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ إلى قرية يانغلونغ في محافظة شيلين بنفس المنطقة، في رحلة تستغرق سبع ساعات. كان يفعل ذلك في عطلة نهاية الأسبوع كلما سمح له الوقت، ويقول دائما: "هذه القرية هي موطني فعلا."

في مارس عام 2018، قرر معهد قوانغشي التابع لمجموعة بناء الطاقة الصينية إرسال السيد لي شيان تشو إلى قرية يانغلونغ للعمل كسكرتير أول في القرية، وقد انتهت فترة عمله في نهاية إبريل 2021. إختيار الكوادر المتميزين من قبل الحكومات على جميع المستويات والمؤسسات العامة والشركات ليعملوا في وظيفة السكرتير الأول ويتولوا مسؤولية مهمة التخفيف من حدة الفقر في القرى الفقيرة، أصبح نظاما فعالا للتخفيف من حدة الفقر في الصين. وفقا للإحصاءات، أرسلت الصين 255 ألف فريق عمل لمكافحة الفقر في القرى الفقيرة الصينية، ولعب أكثر من 9ر2 مليون سكرتير أول أو كادر من الفرق دورا هاما في مكافحة الفقر، وقدموا مساهمات كبيرة للقضاء على الفقر.

تقع قرية يانغلونغ في أقصى غربي قوانغشي، ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر 1600 متر، يعيش فيها أبناء قومية مياو، الذين كانوا يعانون من الفقر لسنوات عديدة بسبب الجبال العالية والمواصلات الصعبة. منذ عام 2013، بدأت مجموعة بناء الطاقة الصينية مساعدة قرية يانغلونغ على التخلص من الفقر، ونجحت في انتشال جميع الأسر الفقيرة المسجلة في القرية من الفقر بحلول نهاية عام 2020، وارتفع دخل الفرد السنوي في الأسر الفقيرة من ألفي يوان إلى أكثر من 14700 يوان (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات حاليا).

ترك "المنصب" وليس "المسؤولية"

في أحد الأيام، لم ينعم لي شيان تشو بنوم جيد طوال الليل، فقد كان يفكر في بناء مركز لتوزيع المنتجات الزراعية في قرية يانغلونغ، وقاد سيارته من ناننينغ إلى يانغلونغ في وقت مبكر من صباح يوم الأحد التالي.

مركز توزيع المنتجات الزراعية مشروع للمساعدة على التخفيف من حدة الفقر، أدرجه لي شيان تشو في الخطة قبل تركه وظيفة السكرتير الأول، وتمول مجموعة بناء الطاقة الصينية هذا المركز المدرج في مشروع "التخفيف من حدة الفقر الاستهلاكي "، أي عن طريق استهلاك منتجات القرية الفقيرة، سعيا لفتح قنوات للبيع وحث المزارعين على تطوير الصناعة الزراعية المتميزة. قال السيد لي: "الأرباح الناتجة عن المشروع يعود بالنفع المباشر على المزارعين وجمعيات القرية، بينما يتيح للمزارعين الفقراء فرص العمل."

شعر لي شيان تشو بالارتياح بعد أن تواصل مع خه قانغ، السكرتير الأول الجديد للقرية، بشأن مشروع بناء مركز توزيع المنتجات الزراعية، وقال: "إن السكرتير خه قانغ سيواصل الأعمال المتعلقة ببناء المركز، وكل شيء يسير بسلاسة وخطى ثابتة كما هو مخطط له." وأضاف أنه بعد الانتهاء من إقامة مركز التوزيع، سيتم فتح سوق المنتجات الزراعية في قرية يانغلونغ لتشكيل نظام الزراعة التعاقدية، مما سيزيد من دخل المحليين بشكل مستدام.

قام لي شيان تشو بزيارة خاصة لعائلة القروي المريض لي تسي تشنغ  الذي قال له بسعادة إن ابنته تعمل في مدينة قوانغدونغ بعد تخرجها في المدرسة الثانوية الفنية، وإن ابنه سوف يلتحق بالصف الثاني بامدرسة الثانوية الفنية أيضا، وتذكر بامتنان مساعدة لي شيان تشو على تدبير الرسوم الدراسية لابنته وابنه، عند بداية عمله في القرية. قال لي شيان تشو إنه عند وصوله إلى القرية لأول مرة، كانت حياة هذه العائلة صعبة للغاية، فكان لي تسي تشنغ مصابا بالشلل واضطرت زوجته للبقاء معه في المنزل للعناية به ولم يسعها إلا القيام بأعمال زراعية بسيطة، وفور معرفته بحالة عائلة لي تسي تشنغ بدأ لي شيان تشو في الاتصال بوحدة المساعدة المخصصة. ولم يكتف بحل مشكلة الرسوم الدراسية العاجلة لأبنائه فحسب، وإنما أيضا تبرع لهذه العائلة بأسهم في تعاونية القرية لتحصل على الأرباح من الجمعية التعاونية سنويا. وعلاوة على ذلك، ساعد لي شيان تشو عائلة لي تسي تشنغ على الحصول على ضمان الحد الأدنى للمعيشة من الدرجة الأولى وإعانة وظائف الخدمة العامة وإعانة الإعاقة وغيرها وفقا للسياسات التفضيلية. منذ ذلك الوقت، تحسنت حياة عائلة لي تسي تشنغ الفقيرة تدريجيا.

رحب القرويون بالسيد لي شيان تشو بحماس عندما رأوه في القرية، وقالوا: "مرحبا بعودتك." تجاذب لي شيان تشو أطراف الحديث معهم أيضا. قال: "على الرغم من أنني قد تركت وظيفة السكرتير الأول للقرية، يتصل بي كل أهل القرية سواء هاتفيا أو عبر تطبيق ويتشات، إذا كانت لديهم أي مشكلات أو صعوبات."  ثقة القرويين جعلت لي شيان تشو يشعر أن المسؤولية لا تزال تقع على عاتقه، ويرى دائما أن عليه أن يبذل المزيد من الجهود باستمرار لدعم تطوير القرية.

"بنك أخضر" لمزارعي الشاي

تشتهر قرية يانغلونغ بزراعة الشاي، حيث تنمو أشجار الشاي على قمة منحدرات جبال جيولونغ. وأطلق خه قانغ، السكرتير الأول الحالي لقرية يانغلونغ، على حقول الشاي اسم "البنك الأخضر" للقرية. عندما تحدث عن التغييرات الجديدة التي جلبتها تنمية صناعة زراعة الشاي، قال خه قانغ بسرور: "تقع يانغلونغ في مكان مرتفع بعض الشيء، فتتمتع بميزة بيئية فريدة لزراعة وإنتاج الشاي العالي الجودة. إن تطور صناعة الشاي يجذب المزيد والمزيد من الشباب الذين غادروا موطنهم للعمل للعودة إلى القرية، مما يجلب الحيوية لقرية يانغلونغ."

تاو يان وزوجها شابان من جيل ما بعد التسعينات، عملا خارج قرية يانغلونغ لسنوات عديدة. قالت تاو يان: "يقوم والداي بزراعة الشاي على مساحة 2 مو (الهكتار يساوي 15 مو) والذرة على مساحة أكبر، ولم يكن لديهما إلا قليل من الدخل سنويا." في عام 2012، أسست قرية يانغلونغ شركة جيولونغشان المحدودة للشاي. فقام والدا تاو يان بتوسيع نطاق زراعة الشاي، فزادت مساحة مزرعة الشاي من 2 مو إلى 8 مو. قالت تاو يان: "في البداية، قادت شركات الشاي عملية زراعة الشاي وبيعه، وكانت طرق البيع بالكاد متاحة، ولكن مع الزيادة المستمرة للمساحات المزروعة، زاد الإنتاج، ولكن أصبحت المبيعات مشكلة" بعد عام 2014، عندما تذكر وي مينغ تشينغ، رئيس شركة جيولونغشان المحدودة للشاي، حالة الشركة في ذلك الوقت، ما زال يتنهد ويشعر بأسف شديد.

في عام 2018، عرف لي شيان تشو مشكلة تسويق الشاي، بعد أن تولى وظيفته المؤقتة، فقام على الفور بإبلاغ مجموعة بناء الطاقة الصينية بهذه المشكلة. وقد وضعت المجموعة مشكلة قرية يانغلونغ في اعتبارها، وسرعان ما حلت مشكلة تسويق الشاي للقرية من خلال تنفيذ "التخفيف من حدة الفقر الاستهلاكي"، ويتم بيع الشاي عبر البث المباشر وعلى منصات التجارة الإلكترونية وغيرها. ومن أجل زيادة الدخل الجماعي لقرية يانغلونغ، استثمرت مجموعة بناء الطاقة الصينية أكثر من 2ر1 مليون يوان لشراء حقوق استخدام مائة مو من مزارع الشاي من المزارعين، ثم تعاقدت مع شركة جيولونغشان المحدودة للشاي لإدارتها، وبذلك يمكن لتعاونية القرية الحصول على 120 ألف يوان من شركة جيولونغشان المحدودة للشاي سنويا. قال خه قانغ: "يُستخدم جزء من دخل تعاونية القرية في بناء البنية التحتية بالقرية، بينما يُستخدم الجزء الآخر لتقديم الإعانات للعائلات التي ليست لديها القدرة على العمل."

رأت تاو يان وغيرها من القرويين الذين يعملون خارج القرية، فرص العمل من صناعة الشاي المزدهرة في القرية. وبعد عودتها إلى القرية، أصبحت تاو يان تدير مزرعة الشاي التي يمتلكها والداها، وبدأت في تسويق الشاي عبر البث المباشر على الإنترنت. قالت: "لا نبيع الشاي عبر البث المباشر فحسب، وإنما أيضا نعرض المناظر الطبيعية الجميلة والهواء الجيد في قرية يانغلونغ للمشاهدين."

حاليا، يعود المزيد من الشباب إلى قرية يانغلونغ من أجل تطوير اقتصاد الشاي. في عام 2020، صُنفت مزرعة جيولونغشان للشاي على أنها منطقة تجريبية للزراعة الحديثة المتميزة بمحافظة شيلين. بالاعتماد على زراعة الشاي وبيعه فقط، يتجاوز متوسط دخل كل عائلة لمزارعي الشاي في يانغلونغ عشرين ألف يوان سنويا، وأصبح 3200 مو من مزارع الشاي فيها "بنكا أخضر" حقيقيا.

أول ساعد لـ "تنشيط القرية"

في الخامس والعشرين من فبراير 2021، أعلن الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ في المؤتمر الوطني للتلخيص والإشادة بأعمال الحد من الفقر، أن الصين قد أكملت المهمة الشاقة المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع. لكن ليس التخفيف من حدة الفقر هو الهدف النهائي. الآن، أصبحت الصناعات المزدهرة، والبيئة الصالحة للعيش، والعادات الريفية المتحضرة، والحوكمة الفعالة، والحياة الرغيدة أهدافا جديدة لبناء الريف الصيني. فتحتاج الصين إلى المزيد من الأكفاء مثل السكرتير الأول لمكافحة الفقر لتعزيز النهضة الريفية. في هذا الإطار، أرسلت مجموعة بناء الطاقة الصينية خه قانغ إلى قرية يانغلونغ لتولي منصب السكرتير الأول للقرية. قال خه قانغ: "لقد نجح من سبقوني في هذا المنصب في مساعدة يانغلونغ على التخلص من الفقر وتنمية الصناعة المحلية وتعزيز الاقتصاد المحلي." على الرغم من مرور بضعة أشهر فقط على توليه منصب السكرتير الأول للقرية لا يمكن للسيد خه الاسترخاء ولو للحظة، فهو يفكر دائما في كيفية النهوض بالقرية على أساس الأعمال التي قام بها من سبقوه.

جلبت زراعة الشاي فوائد اقتصادية كبيرة للقرويين. ولكن بالنظر إلى أن هناك موسمين أو ثلاثة مواسم لقطف الشاي فقط سنويا، قرر خه قانغ استكشاف طرق للاستفادة الكاملة من الموارد المحلية والاستفادة من وقت فراغ المزارعين، لتطوير مشروعات تتطلب القليل من الاستثمار وتحقق أرباحا مقبولة. على مدى أسبوعين، قام خه قانغ بالبحث والزيارات الاستطلاعية وعرف أن للقرويين تقاليد تربية الأبقار والأغنام في الجبال الواسعة، والعديد من المزارعين على استعداد لتطوير صناعة تربية الماشية في يانغلونغ، فوجد خه قانغ اتجاه عمله أخيرا.

بفضل تخطيط وجهود السيد خه قانغ، تم إنشاء صندوق لبدء تشغيل المشروع بقيم خمسمائة ألف يوان بسرعة. كما أدخلت القرية سلالات رائعة من الماشية والأغنام المناسبة للتربية في قرية يانغلونغ من أماكن أخرى، وقامت بتجديد حظائر الماشية والأغنام الأصلية، وتحويل تربية المواشي المتناثرة إلى تربيتها في الحظائر، وهذا لا يوفر القوى العاملة فحسب، وإنما أيضا يساعد في تسمين المواشي في الوقت المناسب، وتطوير صناعة الزراعة المميزة. قال خه قانغ: "بعد إدخال السلالات الجديدة، تم تقصير دورة تربية الأبقار من سنة كاملة إلى نصف سنة، وبالتالي يمكن للفلاحين بيع الأبقار مرتين في السنة، فيحققون ربحا أكثر." حاليا، يبلغ عدد الأبقار في القرية أكثر من أربعمائة رأس تقدّر قيمتها بملايين اليوانات.

يبذل خه قانغ ولي شيان تشو الجهود معا لصياغة مستقبل مزدهر لقرية يانغلونغ.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4