مجتمع < الرئيسية

بالبصيرة والعزم تأتي الثمار

: مشاركة
2021-03-04 10:11:00 الصين اليوم:Source سون هاي هوا:Author

في عام ألفين وأحد عشر، التقى ليو تشوانغ ويه يوي تونغ لأول مرة، بعد التحاقهما بجامعة الشمال الغربي للصناعة بمدينة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي. تصادق الاثنان ودخلا عالم الأعمال معا، ثم تزوجا وأنجبا طفلتين. في عام 2014، وهما في السنة الثالثة بالجامعة، أسس الاثنان مع شخص آخر شركة ديليوجينغ، أو "Glasssix"، والتي يعني اسمها "النظارات الست"، لأن مؤسسي الشركة كلهم كانوا يلبسون النظارات. واصل الاثنان دراستهما الجامعية وريادة عملهما في ذات الوقت. الآن، وبعد ست سنوات من التطور ورغم المصاعب الكبيرة بسبب وباء كوفيد- 19، تواصل الشركة تطورها القوي.

في شركتهما الواقعة في بناية بمنطقة التكنولوجيا العالية في مدينة شيآن، يبدو واضحا التقارب الكبير بين الزوجين الشابين اللذين يرتديان القمصان والسراويل الجينز. عند الحديث عن تطوير الشركة والشؤون المهنية، هما شخصان جادان؛ وعند الحديث عن العائلة والأطفال، ينظر كل منهما إلى الآخر بصمت وبابتسامة. يتولى ليو تشوانغ منصب الرئيس التنفيذي للشركة بينما تشغل يه يوي تونغ منصب مديرة العمليات التشيغلية للشركة.

البدء من التعرف على وجوه الحيوانات الأليفة

جاءت فكرة العمل من مسابقة شارك فيها فريق ليو تشوانغ للمنافسة في مشروع حول تحديد مكان الحيوانات الأليفة المفقودة من خلال استخدام نظام الرؤية الحاسوبية. قال لهم أحد المحكمين: "لماذا لا تحاولون التعرف على وجوه الناس؟" ألهمت هذه الكلمات ليو وغيره من مؤسسي "Glasssix"، فقرروا أن يكون تطوير تكنولوجيا التعرف على الوجه وتطبيقاتها خط أعمالهم الرئيسي في المستقبل. صارت "Glasssix" من الشركات التي طورت مبكرا تكنولوجيا التعرف على الوجه في الصين.

ليو تشوانغ ويه يوي تونغ، وكلاهما يبلغ من العمر حاليا 27 عاما، كانا طموحين. شارك الاثنان بنشاط في الأنشطة الطلابية منذ أن كانا في الصف الأول الجامعي. في المدرسة الثانوية، كان ليو تشوانغ "منهمكا في الدراسة فقط" ولم يكن لديه اهتمام آخر، ولكن بعد التحاقه بالجامعة، وضع هدفا هاما وسعى لتحقيقه، وقال: "يجب أن نطبق ما نتعلمه في الجامعة، وأن نضع المعرفة موضع التنفيذ في وقت مبكر." يه يوي تونغ، التي بدأت متجرها الخاص على تاوباو عندما كانت تدرس في المدرسة الثانوية، أرادت أيضا "القيام بشيء أكثر قيمة وأهمية" عندما التحقت بالجامعة.

وقد تقابلت هاتان الروحان "غير القانعتين بواقعهما" في الأنشطة الطلابية. قالت يه يوي تونغ بابتسامة: "كنت أنا الفتاة الوحيدة في فريق ريادة الأعمال، وكان الجميع ينظر إلي كرجل. من زميل إلى شريك في ريادة الأعمال، ظل ليو تشوانغ صديقي العزيز."

في تلك السنوات، كان ليو تشوانغ ويه يوي تونغ ومي تينغ يتواجدان في كل مكان تقريبا في أنشطة الجامعة. يتمتع كل فرد في الفريق بنقاط قوته الخاصة- كان ليو تشوانغ يهوى الرسم وقد تعاقد على إنتاج العديد من لوحات وعلامات المعارض؛ بينما كانت يه يوي تونغ تحب الأفكار الغريبة، ولديها قوة تنفيذية قوية، وهي مسؤولة عن تخطيط الأحداث وتنفيذها. في الوقت نفسه،

كان بقية أعضاء الفريق خبراء تقنيين، بارعين في كل من تقنيات PS وAE والبرمجة والذكاء الاصطناعي. على مدى السنوات التالية، تعلمت هذه الأرواح الشابة العمل كفريق وعززت صداقات طويلة الأمد.

أعطت مساعدة المعلمين والبيئة التعليمية المبتكرة في الجامعة الجميع الشجاعة للمحاولة والابتكار، كما وفرت منصة واسعة للطلاب "المتميزين بعدم سلوك الطريق العادي". قال ليو تشوانغ: "خلال الدراسة في الجامعة، شارك فريق ديليوجينغ في جميع مسابقات الابتكار وريادة الأعمال تقريبا، وقد حصل الفريق على جوائز كثيرة. وزودتنا قاعدة ريادة الأعمال الطلابية في الجامعة بدعم الموارد الأولية وموقع الأنشطة."

شريكان يتبادلان الدعم في ريادة الأعمال

في فريق ريادة الأعمال، أظهر ليو تشوانغ قوة "لصق" كبيرة، حيث يتمكن من توحيد الصفوف عندما تحدث اختلافات بينها. من وجهة نظر يه يوي تونغ، فإن ليو تشوانغ يستمع دائما بصبر لرأي غيره بغض النظر عن هويته، ثم يدمج آراء الجميع بسرعة ويتخذ القرار الصائب. وقالت: "الكل يوافق على قراره." لذا، وبطبيعة الحال، أصبح ليو تشوانغ الرئيس التنفيذي للشركة.

أما يه يوي تونغ فهي "محرك" الفريق. قالت: "في المناقشات الأولية، قد لا أتفق مع قرار معين، ولكن بمجرد أن يقرر الفريق، أقوم بتنفيذه بحزم." ولهذا السبب، صارت يه يوي تونغ مديرة العمليات التشيغلية للشركة.

وصفت يه يوي تونغ زوجها ليو تشوانغ بأنه شخص هادئ ولطيف ومتسامح، وقالت: "بالطبع، يحتاج الفريق إلى عامل استقرار مثله، حتى يتمكن قارب ريادة الأعمال من التحرك بثبات وإلى مدى بعيد." يرى ليو تشوانغ أن يه يوي تونغ حازمة وقوية وحاسمة في قوة التنفيذ، وقال: "إنها دائما من تدفعنا إلى الأمام، وتعرف العمليات التجارية جيدا، وهي جيدة في التعامل مع جميع الأطراف."

يُظهر هذان الرفيقان قوة سحرية في المنفعة المتبادلة والتكامل في ريادة الأعمال. بعد ست سنوات من التعارف، ارتقت علاقتهما من "صديقين" وشريكين إلى "زوجين"، وتم تحديد ارتباطهما مدى الحياة. وبعد الزواج، استقبل الاثنان ازدهارا في كل من الأعمال والأسرة، وتوالت التمويلات والتعاون والطلبات الكبيرة والمؤتمرات الصحفية؛ واحدة تلو الأخرى. وقد أثمر زواجهما طفلتين، وتوسعت الأسرة من شخصين إلى أربعة أشخاص. وقد أضفت ولادة "الأميرتين الصغيرتين" مزيدا من الحنان والعذوبة والسعادة إلى هذا الأسرة.

الثقة المتبادلة هي ضمان مواصلة النجاح

في بداية ريادة الأعمال، كان الزوجان مشغولين كل يوم وطول الوقت بشؤون توسيع السوق، والبحث عن مزيد من العملاء، حتى كانا ينسيان شرب المياه أحيانا، رغم أنهما كانا يحتفظان بصندوقين من المياه المعدنية معهما دائما في السيارة. وعندما كانا يشعران بالتعب والإرهاق الشديد في العمل، كانا يوقفان السيارة على جانب الطريق ويأخذان قسطا من الراحة فيها.

في الأيام الأولى، وحينما لم تكن الشركة قد حققت ربحا بعد، ظلت الشركة تدفع الراتب الشهري لفنيي الخوارزميات بعشرة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا)، من أجل الاحتفاظ بالأكفاء. ولذلك كان فريق ريادة الأعمال يعمل لكسب المال من خلال ممارسة الأعمال الجانبية مثل تصميمات الغرافيك وحفلات الزفاف، مع خفض دخلهما بشكل كبير. قال ليو تشوانغ: "حتى لو كان الأمر صعبا جدا، لم يفكر الجميع أبدا في التخلي عن ريادة الأعمال. لأنها ما نريد، ويجب أن ننجزها. المشقة والمصاعب الأولية أمر لا مفر منه بالتأكيد عند بداية كل عمل."

ولكن، جاءت الضربة الساحقة عندما حصلت الشركة على جولة ثانية من التمويل. قال ليو: "ظاهريا، كان كل شيء يتحسن، حتى أطلقنا منتجنا الأساسي. ثم وجدنا أن السوق لم تستجب بشكل إيجابي." وأضاف: "مما زاد الطين بلة، كانت هناك أزمة الثقة التي تلت ذلك"، مشيرا إلى أن الفريق الفني وفريق التسويق ألقى كل منهما باللائمة على الآخر في الفشل. في النهاية، شكك الجميع في القيادة."

في مواجهة الأزمة، فكر ليو والإدارة في مشكلاتهم الخاصة، وتم توظيف مدير متخصص للشركة براتب كبير للمساعدة في معالجة الأزمة. لكن، ثبت أن مؤسسي الشركة الأصليين هم الذين يعرفون أعمال الشركة بشكل أفضل. بعد التقييم الذاتي الشامل وتحديد المواقع، تمكن الفريق المؤسس من استعادة ثقته في الشركة. وفي مؤتمر صحفي عالمي كشفت الشركة عن منتجها الجديد "عين الأشعة تحت الحمراء IV"، وهو جهاز للتعرف على الوجه.

المكاسب تأتي بالتأكيد مع بذل الجهود. تحولت الشركة من الطابق السفلي الذي تبلغ مساحته بضعة أمتار مربعة في البداية، إلى بناية المكاتب الراقية الآن، وتزداد قوة الشركة باستمرار، لتصبح شركة تقنية متطورة تبدع منتجات يتم تصديرها إلى الخارج وشبكة مبيعات تغطي 63 مدينة حولها العالم. وتم اختيار كل من ليو تشوانغ ويه يوي تونغ في قائمة "فوربس الصين لرواد الأعمال تحت ٣٠ عاما" في سنة 2019. وقد فاز ليو تشوانغ على التوالي بألقاب مثل شاب ريادة الأعمال على مستوى المقاطعة، ونجم ريادة الأعمال، والموظف المثالي في العلوم والتكنولوجيا. وتم انتخاب يه يوي تونغ أيضا نائبا لأمين رابطة الشبيبة الشيوعية لمدينة شيآن، وعضوا في اتحاد الشباب لمقاطعة شانشي ورشحت كعضو في جمعية شباب الصين للعاملين بالعلوم والتكنولوجيا.

من وجهة نظر الزوجين، فإن القدرة التنافسية الأساسية للشركة هي التكنولوجيا القوية، وثقافة الفريق الأساسية هي الثقة.  قالا: "مهما كان الأمر صعبا، نحن ملتزمون بأهدافنا، وثقتنا لم تتزعزع أبدا." حاليا تحصل الشركة على الجولة الثانية من التمويل. يأمل ليو تشوانغ أن تكون شركتهما مفيدة للمجتمع، وأن يتمكن كل من يأتي إلى الشركة من تحقيق ذاته. تؤمن يه يوي تونغ بالعيش كل يوم على أكمل وجه. قالت: "نحن نسعى جاهدين لتحقيق التميز في كل شيء وجعل كل دقيقة ذات مغزى."

طموحهما وهدفهما المشترك هو أن تتمكن الشركة من تغيير حياة الناس في المستقبل وجعل "خدمات التكنولوجيا المدمجة في الحياة" شيئا مشتركا للجميع. قالت يه يوي تونغ: "بالطبع، آمل أيضا أن تكبر ابنتانا وأن تتمتعا بصحة جيدة وتعيشا حياة سعيدة، وأن تكونا شجاعتين من أجل تحقيق هدفهما في الحياة."

 

سون هاي هوا: صحفي في صحيفة ((شباب الصين)) اليومية الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4