مجتمع < الرئيسية

تشونغ نان شان.. عالِم في مواجهة كوفيد- 19

: مشاركة
2021-01-06 12:21:00 الصين اليوم:Source آ ون:Author

تشونغ نان شان، عضو الحزب الشيوعي الصيني وعضو الأكاديمية الصينية للهندسة، ابن قومية هان الذي يقيم في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان، وُلد في أكتوبر 1936. يشغل حاليا منصب مدير المركز الوطني للطب السريري لأمراض الجهاز التنفسي في المستشفى الأول التابع لجامعة قوانغتشو للطب. اختير نائبا في المؤتمر الوطني الحادي عشر والثاني عشر لنواب الشعب الصيني وعضوا في المجلس الوطني الثامن والتاسع والعاشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. لا يزال منكبا على بحوث أمراض الجهاز التنفسي المعدية الرئيسية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والوقاية منها، وقد حقق منجزات كثيرة بارزة في هذا المجال. بعد تفشي كوفيد- ١٩، بذل كل جهوده لمعالجة الوباء، وأكد أن فيروس كورونا الجديد ينتقل بين البشر، وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الصارمة للسيطرة على الوباء، وقاد الأعمال الطبية المتعلقة بعلاج كوفيد- ١٩، مما يقدم مساهمات بارزة في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه ومعالجة المصابين به، كما قام بإعداد البحوث العلمية حول الوباء. حصل على الجائزة الأولى للجائزة الصينية للتقدم العلمي والتكنولوجي، كما نال لقبين شرفيين هما "العامل الصيني الممتاز" و"رائد الإصلاح".

في سنة ٢٠٠٣، لعب تشونغ نان شان دورا هاما في مكافحة الالتهاب الرئوي اللا نمطي (سارس)، وفي سنة ٢٠٢٠، شارك في أعمال مكافحة كوفيد- ١٩ مرة أخرى.

قال تشونغ نان شان، الحائز على وسام جمهورية الصين الشعبية، في اجتماع تقرير الأعمال المتقدمة في مكافحة كوفيد- ١٩: "لقد قدمنا تضحيات كبيرة، خلال السيطرة على الوباء، كان همنا الأكبر هو وضع ضمان حياة الناس وصحتهم في المقام الأول، لقد فعلنا ذلك بنجاح."

منذ انتشار الوباء في عام 2020، لا يزال تشونغ نان شان، الذي جاوز عمره أربعة وثمانين عاما، يتمسك بوضع حياة الناس وصحتهم في المقام الأول، لقد أنقذت إستراتيجيات الوقاية والسيطرة وإجراءات العلاج، التي اقترحها، عددا لا يحصى من الأرواح.

البحث عن الحقيقة استنادا إلى الواقع

في أوائل سنة ٢٠٠٣، عانت الصين من تفشي سارس. في إطار مواجهة مرض لم نره من قبل، استبعد تشونغ نان شان أن يكون سبب الإصابة بسارس هو "الكلاميديا ​​النموذجية"، وفقا لتعليمه المهني وخبراته الغنية، مما وفر القاعدة العلمية لصياغة خطط العلاج في الوقت المناسب.

امتلك تشونغ نان شان الجرأة والشجاعة ليعن رأيه المشار إليه لأنه قد "فحص فم كل مريض". سأله أحد أصدقائه: "ألا تخاف من أن يكون رأيك خاطئا؟ إن أي خطأ سيؤثر على سمعتك كأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة." فردّ تشونغ نان شان بهدوء: " العلم يطلب البحث عن الحقيقة من الواقع، ولا ينبغى للمرء التركيز على حماية نفسه، وإلا فسوف يتسبب في إلحاق الضرر بالمرضى."

وُلد تشونغ نان شان في المستشفى الذي يقع جنوب جبل تشونغشان بمدينة نانجينغ، لذا، سماه والداه "تشونغ نان شان". وقد كان لوالديه، اللذين كانا يمارسان العمل الطبي، تأثر كبير على تشونغ نان شان، فدرس الطب بعد إتمام مرحلة الدراسة الثانوية.

في أواخر سبعينات القرن العشرين، سافر إلى المملكة المتحدة للدراسة، حيث درس بجد وحقق العديد من نتائج البحث العلمي الهامة في فترة زمنية قصيرة، وحاز على احترام نظرائه الأجانب. وقد نصحه معلموه وأصدقاؤه بالاستقرار في بريطانيا بعد إكمال الدراسة، لكن تشونغ نان شان قال: " أرسلني الوطن الأم إلى هنا، والوطن الأم يحتاجني. عملي في الصين."

خلال انتشار سارس في الصين، عمل تشونغ نان شان مع فريقه، ليلا ونهارا، من أجل إيجاد طريق علاج مفيد، وقدم مساهمات بارزة لخفض معدل الوفيات ورفع معدل العلاج والشفاء.

في ١٨ يناير ٢٠٢٠، استقل تشونغ نان شان القطار الفائق السرعة من قوانغتشو إلى ووهان، إذ تم تعيينه قائدا لفريق الخبراء الرفيعي المستوى التابع للجنة الصحة الوطنية من أجل اكتشاف "نوع جديد من الالتهاب الرئوي" غير المعروف في ووهان، مع أنه ناشد أبناء الشعب الصيني قبل أيام من الرحلة بعدم الذهاب إلى ووهان إذا لم تكن هناك حاجة ماسة. في ٢٠ يناير ٢٠٢٠، أبلغ تشونغ نان شان، كرئيس فريق الخبراء الرفيعي المستوى التابع للجنة الصحة الوطنية الصينية، الشعب الصيني بأن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- ١٩) ينتقل بين البشر.

منذ ذلك الحين، حضر تشونغ نان شان مؤتمرات صحفية عديدة للإجابة عن أسئلة الجمهور وحث العاملين الطبيين على مكافحة الوباء.

في أغسطس ٢٠٢٠، وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ قرارا رئاسيا بمنح تشونغ نان شان "وسام جمهورية الصين الشعبية" تقديرا لمساهماته البارزة في مكافحة كوفيد- ١٩.

على الرغم من حصوله على العديد من الجوائز، لا يزال تشونغ نان شان يعتقد أنه مجرد طبيب يسعى لعلاج وخدمة المرضى وتخفيف آلامهم. يتمسك هذا الطبيب بالبحث عن الحقيقة استنادا إلى الواقع، ويتحمل مسؤوليته ويستخدم العلوم الطبية لنقل الثقة والأمان إلى الجمهور، سواء في مواجهة سارس أو كوفيد- ١٩.

الشعب وحياته في المقام الأول

في سبتمبر ٢٠٢٠، قال تشونغ نان شان في برنامج تلفزيوني "الدرس الأول" الذي يُقدَم لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية: "ما هو أعظم حق من حقوق الإنسان؟ بالتأكيد الحياة، التي نجحنا في إنقاذها، هي أعظم حق من حقوق الإنسان."

في ٢٧ أغسطس ٢٠٢٠، أعلن تشونغ نان شان، على رأس فريق قسم طب الرعاية الحرجة في المستشفى الأول التابع لجامعة قوانغتشو الطبية، أن مريضا مصابا بكوفيد- ١٩ استخدم أكسجة الغشاء خارج الجسم (ECMO) للمساعدة في الدعم لمدة تصل إلى 111 يوما قد تعافى بنجاح وخرج من المستشفى، مما حقق معجزة في العلاج الطبي.

يعد ECMO حاليا طريقة الدعم الأساسية للفشل القلبي الرئوي الحاد ويعتبر "القشة الأخيرة" للمرضى المصابين بأمراض خطيرة. قال تشونغ نان شان: "طالما أننا نشهد بصيصا من الأمل لإنقاذ المرضى، يجب علينا بذل كل الجهود لعلاجهم بأي ثمن، حتى لو بدا لنا أن أولئك المرضى يواجهون موتا أكيدا."

خلال مكافحة سارس في سنة ٢٠٠٣، قال تشونغ نان شان: "أرسل إليّ المرضى الذين مانت خالاتهم حرجة للغاية"؛ وفي المعركة ضد كوفيد- ١٩، تعهد بأنه لن يتخلى عن أي مريض، كما قام بالاستشارات على الإنترنت مع الأطباء المحليين في مقاطعة خبي، مما قدم الثقة للأطباء والمرضى.

قال تشونغ نان شان: "نظرا للعدد الكبير من المرضى المصابين بكوفيد- ١٩ في ووهان، بعثت الحكومة المركزية أكثر من 42 ألف فرد طبي من أنحاء الصين إلى ووهان، وبنت مستشفى هوشنشان ومستشفى ليشنشان في وقت قصير. يفخر كل أفراد الطاقم الطبي الذي ساعد هوبي بالمشاركة في مكافحة الوباء. وضعنا حياة الناس وصحتهم في المقام الأول، لقد فعلنا ذلك."

كما قال تشوانغ نان شان: "أنا مجرد طبيب عادي، وأنا مسرور للغاية بالحصول على وسام جمهورية الصين الشعبية. لكني أفكر أكثر في كلمة "مسؤولية". وأضاف: "ينبغي لنا بذل المزيد من الجهود لبناء منصة للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي وحالات الطوارئ الصحية العامة وتقديم المساهمات للنجاح في مكافحة كوفيد- ١٩ والوقاية من حالات الطوارئ الصحية العامة الجديدة."

مسؤولية الطبيب

قال تشونغ نان شان في اجتماع تقرير الأعمال المتقدمة في مكافحة كوفيد- ١٩: "يسعى أبطال مكافحة الوباء من جميع مناحي الحياة إلى نفس الهدف، ألا وهو القضاء على الوباء، لأنهم يعتقدون أنهم يحملون مسؤولية حماية صحة وحياة البشرية. لا يزال كوفيد- ١٩ ينتشر في العالم بشكل واسع، فيجب علينا تحسين قدرة البحث العلمي والوقاية من الوباء والسيطرة عليه من أجل تقديم مساهمات أكثر للعالم."

يواصل تشونغ نان شان بحث أسباب الوباء وطرق علاجه مع المجتمع الدولي، أثناء علاج مرضى كوفيد- ١٩ في الصين، ويتقاسم مع العلماء الجانب الطرق والخبرات الصينية المتعلقة بمكافحة الوباء بسرعة قدر الإمكان.

أشار تشونغ نان شان إلى أن الأمراض المعدية لا تعرف حدودا، فينبغي للعالم التعاون معا للتغلب على انتشار كوفيد- ١٩. يجب على البشرية التضامن معا لمواجهة انتشار كوفيد- ١٩ والأوبئة الأخرى التي قد تتفشى في المستقبل. وقال: "يمكن للدول الأخرى، التي تعاني من تفشي الوباء، تجنب الأخطاء عن طريق تبادل الخبرات. نعرف أهمية الدعم المتبادل، لأننا قطعنا طريقا صعبا."

شارك تشونغ نان شان في ٣٢ اجتماعا دوليا على الإنترنت لتبادل الخبرات الصينية والقيام بالتعاون مع خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وغيرها من ١٣ دولة ومع ممثلي ١٥٨ بعثة دبلوماسية أجنبية لدى الصين.

في سبتمبر ٢٠٢٠، تم اختيار تشونغ نان شان في فريق الخبراء للاستجابة وتقييم كوفيد- ١٩، التابع لمنظمة الصحة العالمية، لتقديم المساعدة والمساهمة في عمل فريق الخبراء باحترافية وخبرة. لا يزال تشونغ نان شان، كطبيب وعضو في الحزب الشيوعي الصيني، يعمل في الصف الأول لإنقاذ المرضى وعلاجهم، ويشعر بسعادة غامرة. عندما يواجه تشونغ نان شان حالات طوارئ صحية عامة، يحمل دائما مسؤولية الأكاديمي، ويقف بشجاعة في الخط الأمامي لمكافحة الوباء.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4