مجتمع < الرئيسية

شينجيانغ إلى مزيد من الازدهار

: مشاركة
2020-12-03 12:37:00 الصين اليوم:Source شين شين:Author

منذ بدء الإصلاح والانفتاح، على مدى السنوات الأربعين الماضية، خرج من هوة الفقر المدقع، نحو ثمانمائة مليون صيني، يمثلون أكثر من 70% من الفقراء في العالم. لقد أدت تدابير التخفيف المستهدف من حدة الفقر، التي تم إطلاقها بشكل خاص في السنوات الأخيرة إلى إحداث تغييرات هائلة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي يوجد بها عدد كبير من أبناء الأقليات القومية. الآن، يقترب الشعب الصيني من هدف التنمية المشتركة والازدهار العام.

في شينجيانغ على سبيل المثال، حشدت المنطقة الويغورية الذاتية الحكم جميع قطاعات المجتمع وجميع الموارد، بما في ذلك المساعدة من مناطق أخرى في الصين، مع تعزيز الدعم السياسي والمالي، للتخفيف من حدة الفقر، وقد حققت المنطقة تقدما ملحوظا في الحد من الفقر بين سكانها، من خلال توظيف أبناء المناطق الريفية في القطاعات غير الزراعية، والتنمية الصناعية، والتعويض البيئي، والانتقال من المناطق غير الصالحة للمعيشة، وتحسين الضمان الاجتماعي. من عام 2014 إلى عام 2019، نجحت 6ر737 ألف أسرة تضم مليونين وتسعمائة وعشرين ألف فرد من أصل 1ر793 ألف أسرة فقيرة مسجلة تضم ثلاثة ملايين ومائة وثلاثين ألف فرد في شينجيانغ، في التخلص من الفقر؛ وخرج من قائمة الفقر 3107 قرية من 3668 قرية فقيرة و25 محافظة من أصل 35 محافظة فقيرة؛ وانخفضت نسبة الفقراء إلى 24ر1% من إجمالي عدد سكان شينجيانغ. من المتوقع أن تقضي شينجيانغ، مع مناطق الصين الأخرى، على الفقر المدقع بنهاية هذا العام.

مع مضي الصين قدما في المرحلة الأخيرة لمعركتها ضد الفقر، سيتم القضاء على الفقر المدقع قريبا لأول مرة في تاريخها. سيكون هذا إنجازا هاما ليس للصين فحسب، وإنما أيضا للبشرية جمعاء. تركز هذه المقالة على شخصين يعيشان في شينجيانغ، لمساعدة القراء خارج الصين على اكتساب فهم أفضل لجهود مكافحة الفقر، وبالتالي ترسيخ الإجماع العالمي بشأن الحد من الفقر وتعزيز تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

قصة فتاة ويغورية حققت حلمها

بعد أكثر من 20 ساعة بالقطار، وصلت كاساغول أحمد نياز إلى أورومتشي، حاضرة شينجيانغ. هذه هي رحلتها الثانية إلى حاضرة شينجيانغ، وقد وقعت في حبها قبل أربع سنوات بعد أن أقامت فيها لأسبوعين فقط. هذه المرة جاءت للعمل لتبدأ فصلا جديدا في حياتها.

في مارس من هذا العام، وفرت حكومة شينجيانغ 50 ألف وظيفة في شرقي وشمالي المنطقة للأسر ذات الدخل المنخفض المقيمة في جنوبي شينجيانغ، حيث كان 8ر165 ألف شخص في عشر محافظات يعيشون تحت خط الفقر. عند سماع هذا الخبر، قررت كاساغول أحمد نياز أن تغتنم الفرصة. قالت: "في مسقط رأسي، يقل نصيب الفرد من الحقول الزراعية عن مو واحد (الهكتار يساوي 15 مو)". وأوضحت أن العثور على عمل (غير زراعي) هو المفتاح للتخلص من الفقر.

هذه الفتاة البالغة من العمر اثنتين وعشرين سنة من محافظة هوتان، التي تضم أكبر عدد من الفقراء في شينجيانغ. لدى كاساغول أحمد نياز ثلاثة أشقاء أصغر منها. وبفضل السياسات الداعمة، ضاعفت الأسرة دخلها في السنوات الأخيرة من خلال تشغيل مزرعة صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 6 مو وتربية خمسة رؤوس ماشية. ومع ذلك، بسبب الحجم الكبير للأسرة وسوء الحالة الصحية لوالدة كاساغول، لا تزال الأسرة تعيش تحت خط الفقر.

حرم الفقر الفتاة من حلمها بالتعليم العالي قبل أربع سنوات. اجتازت كاساغول الاختبار الوطني للقبول بالجامعات في سنة 2016، لكن والديها لم يتمكنا من تحمل التكاليف حتى مع الإعانات الحكومية للرسوم الدراسية والإقامة. في أحد الأيام خلال العطلة الصيفية، وضع الأب 400 يوان في يدي ابنته، لتمضي بعض الوقت مع عمها الذي كان يعمل طاهيا في أورومتشي، وتتخلص من شعورها من الألم والحسرة، أملا في أن تبقي في المنزل بعد عودتها، لتساعده في كسب المال. حبست الفتاة دموعها، وتظاهرت بالمرح وقبلت الأمر. ولكن في داخلها كان هناك إصرار على التحدي، كما يشير اسمها في لغة الويغور، فإن زهرة الكاساغول هي زهرة شجاعة ترفض الخضوع لصعوبات الحياة. في السنوات التي تلت ذلك، ظلت تعتني بوالدتها وإخوتها في البيت، كما كانت تعمل أحيانا في موقع البناء الذي كان والدها يعمل فيه، لكسب نقود إضافية. لكنها كانت تأمل في شيء أكبر وأفضل، وهو أن تصبح موظفة متخصصة في الميزانية الهندسية في يوم من الأيام.

عندما وصلت أخبار فرص العمل في أورومتشي إلى قريتها، تقدمت كاساغول بطلب إلى رئيس القرية بعد التشاور مع والديها. قالت: "دعمني رئيس القرية كثيرا في الطلب، وأكد لي أن لجنة القرية ستقدم مساعدة لعائلتي عندما تحتاج إليها، ولا داعي للقلق عليهم." بمساعدة مسؤولي القرية، وقعت كاساغول عقد عمل مع مدير عملها في أورومتشي، وحضرت دورة للوقاية من الأوبئة برعاية حكومة المنطقة الذاتية الحكم، والتي منحتها أيضا حقيبة وملابس مجانا.

صحيح أن عائلتها لم تتجاوز خط الفقر بعد، إلا أنها قريبة جدا من ذلك. وبدعم من الدولة، قامت الأسرة ببناء منزل جديد وتجديد فناء المنزل. الابن الأكبر يدرس الآن في إحدى الكليات ويتلقى إعانة حكومية قدرها ثلاثة آلاف يوان كل عام. الصبيان الصغيران في التعليم الإلزامي المجاني تماما. بدأت كاساغول وظيفة جديدة مع شركة إنشاءات، وهو مجال اهتمامها؛ براتب من ألفين إلى أربعة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوس 6ر6 يوانات) في الشهر. سيؤدي هذا بالتأكيد إلى انتشال أسرتها من الفقر في غضون عام.

بالإضافة إلى الملابس والأغراض اليومية، جلبت كاساغول معها مجموعة من الكتب والدفاتر مليئة بمقتطفات من دروسها. لم تتخل أبدا عن ملاحقة حلمها. ومن المؤكد أن "زهرة الشجاعة" ستتفتح مع اقتراب الربيع.

توكسو و"اقتصاد فناء الدار"

في إبريل من هذا العام، كان المزارعون منشغلين بزراعة الأرز على الضفة الجنوبية لنهر ييلي في محافظة تشاكبال شيبوه الذاتية الحكم، التابعة لولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق في غربي شينجيانغ. في ساحة دار توكسو، وهو مواطن يبلغ من العمر 64 عاما من قومية شيبوه، كانت الاستعدادات لموسم الربيع جارية أيضا. كانت هناك عشرة من أشجار التفاح، وشجرتا مشمش، وشجرة برقوق، و10 أغنام، وبقرتان، وما يزيد عن مائة دجاجة. ساحة الدار تشبه مزرعة صغيرة، وتوفر جزءا كبيرا من دخل الأسرة.

في مسكنه المشيد حديثا والمفروش جيدا، عرض توكسو أمامنا دفتر ملاحظات سجل فيه رحلة عائلته للخروج من الفقر. أدى المرض الذي أصاب توكسو في عام 2012 إلى وقوع الأسرة المكونة من خمسة أفراد في الفقر. في العام التالي تم إدراج عائلته في قائمة الأسر الفقيرة المسجلة، فبدأت مساعدات الدولة في التدفق إلى هذه الأسرة. قال توكسو وهو يقلب دفتر ملاحظاته: "تلقينا إعانات للزراعة ومعونات للمعيشة، ومزيدا من الإعانات لبناء منزلنا، وحظيرة أغنام، وحظيرة أبقار، وكذلك أبقار وأغنام ودجاج لبدء مشروع لتربية الحيوانات. خرجنا من دائرة الفقر في عام 2017."

بدأت شينجيانغ في الترويج لـ"اقتصاد فناء الدار" بين المزارعين والرعاة المحليين في عام 2015، والفوائد واضحة. قال توكسو: "مع وصول دخل الفرد لأكثر من 17 ألف يوان سنويا، أصبحت حياتنا أفضل بكثير."

واصل توكسو إعطاء تفاصيل رحلته في مكافحة الفقر قائلا: "21 ألف يوان من إيجار الأرض، وعشرة آلاف يوان من تربية الماشية، و40 ألف يوان من أجور ابني." وأضاف: "هذا بالإضافة إلى الدعم الحكومي لبرنامج التأمين ضد الأمراض المزمنة والمستعصية، ونظام الرعاية الطبية التعاوني، وإعانات التنمية الصناعية، والمعاشات التقاعدية."

خلال المقابلة، جاء قوه هوي تشينغ، الموظف في حكومة المدينة والمسؤول عن التخفيف من حدة الفقر، لزيارة توكسو، الذي قدمه لنا على أنه أخوه، وقال: "كان يزورني من وقت لآخر، وساعدني في بناء هذا المنزل وحظيرة الأغنام والأبقار. لقد جاء اليوم للمساعدة في نشر الأخشاب."

ظهر اسم قوه في دفتر ملاحظات توكسو منذ عام 2014. يزور السيد قوه العائلة كل أسبوع تقريبا. قال قوه: "لا يمكن للزوجين المسنين التعامل مع أنواع معينة من العمل الشاق بمفردهما بينما يعمل أولادهما خارج المدينة. مساعدتنا يمكن أن تجعل حياتهم أسهل."

قال توكسو: "أخطط لزراعة بعض الخضراوات هذا العام، للاستهلاك الشخصي وللبيع أيضا." الزوجان مفعمان بالأمل والطاقة، كل يوم، يستيقظان في الثامنة صباحا لإطعام الماشية والأغنام، وإعداد التربة، وتسميد الحقول. قال توكسو: "بعد أن تلقينا الكثير من المساعدة من الدولة، يجب علينا القيام بدورنا لبناء حياة أفضل."

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4