عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة ووهان بعد أن عانت كثيرا بسبب تفشي كوفيد- 19 بداية هذا العام. في الثامن من إبريل عام 2020، مع رفع قيود التنقل عن ووهان، صار بالإمكان سماع أصوات أصحاب متاجر الفطور وهم ينادون على الزبائن، ومنبهات السيارات على جسر تشانغجيانغ وتغريد الطيور على شاطئ النهر. مع قدوم الربيع ثم الصيف، ها هي ووهان تنفض غبار العزلة وتتألق معالمها المزدهرة أخيرا.

الطعام من أولويات أبناء ووهان

عبارة "لنذهب إلى المطعم لتناول شعرية رقانميان (شعرية حارة مع صلصة السمسم)!" هي الأكثر تداولا بين سكان ووهان. وبعد إغلاق مطعم تيانتيان هونغيو لشعرية رقانميان لبضعة أشهر، استأنف عمله مؤخرا حيث قام تشاو يو تشي، صاحب المطعم بتذكير الزبائن بضرورة الالتزام بنظام الطابور من جهة وأوصى عمال المطعم بتغليف الوجبات ووضعها على الطاولة من جهة أخرى حتى يمكن للزبائن أخذها بدون احتكاك جسدي أو تقارب بينهم. في شارع باوهوا في حي جيانغآن، ينتظر الزبائن في طابور طويل لشراء المشروبات وفي شارع جيتشينغ، يذهب الكثير من الزبائن إلى مطعم تيانهنغتشي لتناول حساء الشعرية مع السمك الطازج.

في الثاني عشر من إبريل 2020، داخل سوق تشونغباي في شارع هوانغلي، قال أحد سكان ووهان، إنه مسرور جدا لرؤية السمك الطازج في السوق واشترى سمكة لطبخها.

 ووهان مدينة محاطة بالبحيرات، لذا، يشتهر سكانها بطبخ السمك بطرق مختلفة. بعد تفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، قلت الأسماك الطازجة في الأسواق، لم يتناول كثير من أبناء ووهان المعزولين في المنازل السمك الطازج لشهور. لذا، بُعيد رفع القيود، هرع الكثير من الناس إلى الأسواق لشراء الأسماك.

في منطقة المنتجات البحرية بسوق تشونغشانغ بشارع نانهو، بالإمكان رؤية أكثر من عشرة أنواع من الأسماك الحية في الأحواض الزجاجية، وقد أخذ أحد الزبائن سمكة مخططة وأعطاها للبائع ليزنها. بعد إزالة قشور السمكة وأحشائها في أقل من ثلاثين ثانية، وضعها البائع السمكة على طاولة وأخذها الزبون بدون احتكاك جسدي مع البائع.

ليو لين، من سكان ووهان، اشترى سمكة مخططة وسمكة شريطية قائلا إنه لم يأكل السمك لمدة طويلة واشتاق إليه كثيرا. في الحقيقة، هذا ليس أمرا غريبا في ووهان. قال فو جيانغ تينغ، الذي كان يشتري المنتجات الطازجة من سوق تشونغشانغ، إنه رغم قلة عدد الزبائن في الوقت الراهن، ازدادت مبيعات الأسماك الطازجة ضعفين. في ظل هذا النمط من الاستهلاك التعويضي بعد رفع قيود التنقل لأهالي ووهان، يفوق الطلب على الأسماك على المعروض منها في بعض الأسواق.

بخلاف الإمدادات من الفواكه والخضراوات، هناك طلب كبير في سلسلة إمداد الأسماك الحية. لذا، فإن قسم المنتجات المائية هو آخر قسم يستأنف العمل في المتاجر، واستئنافها العمل يرمز إلى تطبيع نظام العرض في الأسواق بووهان.

ووهان تستعيد حيويتها

شكى الكثير من أبناء ووهان خلال فترة العزل وعبروا عن رغباتهم في الخروج والتسوق.

في الثامن من إبريل، افتتح كثير من المراكز التجارية ومناطق التسوق مما جذب عددا هائلا من الزبائن واستعادت ووهان حيويتها وألقها مرة أخرى.

موقف السيارات علامة واضحة لحجم تدفق الزبائن في المراكز التجارية. في اليوم الأول بعد رفع قيود التنقل عن ووهان، بلغت نسبة في موقف السيارات بالمركز التجاري الضخم بحي هوانغبي 60%. وباستثناء السينما وملاعب الأطفال، تمت إعادة فتح كل المحلات التي تجاوز عددها 470.

قالت السيدة لوه التي لم تتسوق في المتاجر الحقيقية لأكثر من ثمانين يوما: "رأيت صورة لزوج من الأحذية على الإنترنت، فأتيت هنا للتجريب في المتجر الحقيقي. إذا كان مناسبا، سأشتريه فورا." مثل السيدة لوه، ذهب كثير من أبناء ووهان إلى مراكز التسوق بعد رفع قيود التنقل، وشهدت سوق مستحضرات التجميل لمختلف العلامات التجارية في الطابق الأول من المتاجر ازدهارا كبيرا، حيث يجرب الزبائن البضائع ويستفسرون عن أسعارها أمام كل منضدة لبيع مستحضرات التجميل تقريبا، بل ظهرت طوابير طويلة أمام بعض المراكز التجارية في ووهان. ومن أجل ضمان الصحة والتعقيم الفوري، تم وضع مطهر الأيدي والكمامات في بعض منافذ البيع بمركز التسوق.

شيوي جيا وي، من مستشفى شيخه بووهان، أخذ زوجته للتسوق بعد انتهاء العمل. قال إنه خلال فترة العزل، كان يشتري كل الضروريات اليومية عبر الإنترنت، ويشعر أن ذلك النمط من الشراء غير كاف، ففي اليوم الأول بعد رفع القيود، ذهب إلى السوق مع زوجته لشراء الأغراض والتمتع بأوقات سعيدة.

مظاهر مزدهرة في الطرق

في شارع نانجينغ، يمكن رؤية عمال التوصيل المنشغلين ومشاة كثيرين، مع مختلف أنواع السيارات، مما أضاف مزيد من الحيوية لهذه المدينة. ولكن إعادة تشغيل ووهان هو اختبار كبير لوسائل النقل العام في المدينة، ويجب اتخاذ الإجراءات الصارمة من أجل منع انتشار الوباء وضمان صحة المواطنين والنظام الطبيعي للمجتمع.

قال مسؤول من مجموعة الحافلات العامة بووهان إن كل سائقي الحافلات، ومساعدي شؤون السلامة في الحافلة، وموظفي الإدارة في محطات الحافلات تلقوا تدريبات حول معلومات الوقاية من الوباء، وعملية تسجيل أسماء الركاب. وعلى الراكب قبل صعوده الحافلة، تسجيل اسمه وفقا للرمز الكودي للتأكد من سلامة صحته باللون الأخضر، وقياس درجة حرارته، وعلى الرغم من قلة عدد الركاب، يرتدون جميعا الكمامات ويلتزمون بالحفاظ على "مسافة آمنة" بينهم.

قال وو هان تشينغ، سائق سيارة أجرة وهو يساعد الركاب في مسح الرمز الكودي وتسجيل معلوماتهم: "تم تعقيم المقبض والمقعد وحشية القدمين وهيكل السيارة." من أجل تجديد الهواء، يفتح السائق نوافذ السيارة طوال الرحلة. بعد 76 يوما، جاء وو هان تشينغ إلى مطار تيانخه لتوصيل الركاب المسافرين والقادمين للمدينة. أشارت البيانات المعنية، إلى أن أكثر من ستة آلاف سيارة أجرة تم تشغيلها حتى الساعة الثامنة صباح اليوم الثامن من إبريل، وعند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، بلغ ذلك العدد أحد عشر ألفا وسبعمائة سيارة.

فضلا عن تشغيل الحافلات العامة وسيارات الأجرة، استؤنفت خدمة طلب السيارات عبر الإنترنت في ووهان تدريجيا. قال موظف شركة ديدي لطلب السيارات، إن فرق السيارات الخاصة ظلت تقدم خدمات التسليم والتوصيل للأطباء والممرضين وبعض السكان الذين لديهم حاجة أو ظروف خاصة. وأضاف أنه يجب الامتثال لأربعة متطلبات وهي ارتداء السائق والراكب الكمامة، تسجيل درجة حرارة السائق، تعقيم السيارة من الداخل وتجديد الهواء بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، يجب على السائق تعقيم السيارة ثلاث مرات كل يوم والالتزام بفترة خمس دقائق على الأقل بين كل طلبين.

بعبارة "مرحبا بكم في مترو الأنفاق في ووهان." المعتادة، استأنفت محطات مترو الأنفاق في ووهان العمل بعد توقف لمدة شهرين. قالت تشن دان، موظفة في محطة تيجيجيه، إن الركاب لديهم وعي تام لمسح الرمز الكودي للتأكد من سلامة صحتهم. وقد تم تخصيص مساعد شؤون أمنية لكل قطار مترو لتذكير الركاب بمسح الرمز الكودي ورقم العربة وارتداء الكمامة والجلوس في المقعد المعين وفقا للعلامات ونصحهم بعدم التجمع أو التحدث. من أجل تجديد الهواء في العربات، يتم إمداد الهواء من الخارج بأعلى الدرجات خلال تشغيل المترو. بالإضافة إلى ذلك، يقوم موظفو المحطة بتعقيم معدات الأمن في المحطة، أجهزة إصدار التذاكر الآلية، البوابة الدوارة والمقابض وغيرها من المستلزمات التي يستخدمها الركاب كثيرا والتذاكر المعاد تدويرها اليومية. عندما يصل المترو إلى المحطة النهائية، يقوم الموظف بتعقيم كل العربات.

مع قدوم الربيع ثم الصيف، صار بالإمكان مشاهدة أبناء ووهان الذين بقوا في المنازل لمدة أكثر من شهرين وهم يخرجون ويتمتعون بأشعة الشمس ويتبادلون الحوار مع أصدقائهم ويتمشون في الطريق ويتبضعون ويستلمون طلباتهم. بدأ أبناء ووهان العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية المعتادة وبدأت المدينة تستعيد حيويتها.