مجتمع < الرئيسية

جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في قلب معركة كوفيد- 19

: مشاركة
2020-04-28 16:34:00 الصين اليوم:Source تشي مو:Author

في معركة الصين لمكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) أصبحت جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا بمدينة ووهان نقطة ساخنة. ففي العشرين من يناير 2020، أعلن عالم الأوبئة وأمراض الرئة الصيني تشونغ نان شان إصابة 14 من العاملين الطبيين بفيروس كورونا الجديد، كلهم يعملون في مستشفى الاتحاد التابع لكلية تونغجي الطبية بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا؛ وفي اليوم التالي أصدر ذلك المستشفى ((الدليل السريع لعلاج فيروس كورونا الجديد)) كمرجع يستند إليه عند التشخيص السريري، وفي الرابع والعشرين من الشهر ذاته، أنشأت عيادة الحميات في المستشفى أول منصة إلكترونية في الصين للاستشارات الطبية، مما ساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات بشكل فعال؛ وفي السادس والعشرين من يناير، أنشأت مقاطعة هوبي المختبر الأول لفحص الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد في المستشفى المشار إليه؛ وفي السابع والعشرين من يناير كتب أحد أعضاء الفريق الطبي في المستشفى رسالة مؤثرة للتعبير عن عزمه في مكافحة الفيروس، فيما قال طبيب آخر في نفس المستشفى، إنه أمضى يومين في السفر من شانغهاي إلى ووهان للمشاركة في الحرب ضد فيروس كورونا الجديد؛ وفي الحادي والعشرين من فبراير، أجرى باي يان سونغ، مقدم برنامج ((الأخبار ١+١)) التلفزيوني، مقابلة مع شاو شين يوي، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، لنقل قصص وتجارب الجامعة في مكافحة الفيروس.

ميدان معركة هام ضد فيروس كورونا الجديد

ربما لم يتوقع كثيرون أن تصبح هذه الجامعة الوطنية الشاملة التابعة لوزارة التعليم الصيني، ركيزة هامة للحرب ضد كوفيد- 19 في ووهان.

في السادس والعشرين من مايو عام 2000، اندمجت جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا السابقة وجامعة تونغجي الطبية ومعهد ووهان للهندسة المدنية في كيان واحد هو جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، ثم أُدرجت ضمن مشروع 211 الذي أطلقته الحكومة الصينية بهدف تعزيز تطويرمائة جامعة صينية ذات تخصصات رئيسية في القرن الحادي والعشرين، وفي مشروع 985 الهادف إلى تأسيس جامعات صينية على الطراز العالمي في القرن الحادي والعشرين، فضلا عن إدراجها ضمن الخطة الصينية بشأن إنشاء جامعات من الدرجة الأولى.

منذ انتشار فيروس كورونا الجديد، أرسلت عشرة مستشفيات تابعة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا ٣٣ ألف عامل طبي لمكافحة الفيروس، وقدمت ٨٩٠٠ سرير، وأدارت حوالي ستة آلاف سرير في المستشفيات المؤقتة، مما جعلها الجامعة الأكثر مساهمة بالأسّرة والعاملين الطبيين خلال معركة الصين ضد كوفيد-19.

تلك المستشفيات العشرة تم تخصيصها لعلاج فيروس كورونا الجديد. منها مستشفى الاتحاد ومستشفى تونغجي التابعان لكلية تونغجي الطبية بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا مخصصان لعلاج الحالات الشديدة الخطورة. أما المستشفيات الثمانية الأخرى، فأربعة منها مسؤولة عن علاج المرضى في أحياء جيانغهان وتشياوكو ومنطقة دونغهو السياحية بمدينة ووهان؛ وثلاثة منها مخصصة لعلاج الأطفال والنساء الحوامل والمرضى النفسيين المصابين بالفيروس؛ بينما المستشفى الآخر مسؤول عن أحد المستشفيات المؤقتة ومستشفى ليشينشان.

حتى الثاني والعشرين من فبراير، بلغ عدد العاملين الطبيين الذين يدعمون هوبى في الحرب ضد فيروس كورونا الجديد، 38 ألف شخص، منهم 33 ألفا يعملون في المستشفيات التابعة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا.

كما قدمت الجامعة 8900 سرير للمرضى، وهو ما يمثل حوالي 40٪ من إجمالي عدد الأسرة في ووهان- في 24 فبراير، تم تشغيل 23532 سريرا في 48 مستشفى تخصصي في ووهان.

قسم الصحة العامة والطب الوقائي في جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، المدرج في قائمة المشروع الصيني بشأن تأسيس جامعات صينية على الطراز العالمي، قدم مساهمات كبيرة أيضا في مكافحة فيروس كورونا الجديد، إذ يلعب الخبراء في معهد الصحة العامة للجامعة دورا بارزا في تحليل أحوال انتشار الفيروس واتخاذ قرارات وإجراءات الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه و نشر المعلومات حول الفيروس وطرق انتقاله، ويقدم الخدمات الاستشارية حول الفيروس للحكومة المركزية والحكومات المحلية. وقد قام فريق البحث التابع لكلية الطب الشرعي في الجامعة بتشريح جثث تسعة أشخاص ماتوا بسبب الفيروس لاكتشاف باثولوجية المرض. بدأ معهد حوكمة الدولة التابع لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا بحثا شاملا حول "الوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه وتحديث الحوكمة في مجال الصحة العامة"، مما أسهم في طرح المزيد من الاقتراحات المفيدة.

قال شاو شين يوي: "لا تزال جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا تتمسك بالعمل على تعزيز التحصيل الأكاديمي ولعب دور ضروري في التصدي للتحديات التي تواجهها الصين. لانتشار فيروس كورونا الجديد تأثير كبير على ووهان وهوبي والصين وحتى العالم. لا أحد لديه حصانة أمام تفشي الفيروس. بالنسبة للجامعة، الأكثر أهمية هو بذل الجهود في مكافحة الفيروس بالموازاة مع القيام بالأبحاث حاليا."

العمل معا لمكافحة كوفيد- 19

كلية تونغجي الطبية التابعة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا مشهورة في الصين، بل ولها تأثير في العالم، مثل مستشفى الاتحاد الجامعي في بكين ومعهد شيانغيا الطبي التابع لجامعة الجنوب المركزية ومستشفى غربي الصين التابع لجامعة سيتشوان وكلية تشيلو الطبية التابعة لجامعة شاندونغ.

 تأسست كلية تونغجي الطبية قبل 113 عاما. حاليا، يقوم الأكاديميان تشن شياو بينغ وما دينغ في هذه الكلية بدورها المميز في الطب الصيني والعالمي. هذه الكلية الطبية كانت في السابق مدرسة الطب الألمانية- الصينية، التي أسسها الطبيب الألماني إريك بولون في شانغهاي في عام 1907 من أجل تدريس الطب الحديث في الصين، والتي تغير اسمها في العام التالي إلى مدرسة تونغجي الألمانية للطب. في اللغة الصينية، كلمة "تونغجي" تعني العمل معا للتغلب على الصعوبات. في عام 1927، تم تحويل المدرسة إلى جامعة تونغجي. في فبراير 1950، انتقلت الجامعة إلى ووهان، حيث أدمجت مع معهد الطب التابع لجامعة ووهان لتشكيل معهد تشونغنان تونغجي للطب. في أغسطس من عام 1955، تغير اسم المعهد إلى معهد ووهان الطبي، ثم أصبح جامعة تونغجي للطب في يوليو من عام 1985. في نهاية عام 2000، اندمجت جامعة تونغجي للطب مع جامعة هواتشونغ السابقة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة تونغجي الطبية ومعهد ووهان للهندسة المدنية لتشكيل جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا.

بعد ضم مستشفيات الاتحاد وتونغجي ولييوان، دمجت جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا سبعة مستشفيات مخصصة وشاملة وجعلتها مستشفيات تابعة لكلية تونغجي الطبية بالجامعة. اليوم، فقد أصبحت لهذه الجامعة عشرة مستشفيات.

كلية تونغجي الطبية هي واحدة من أول عشر كليات وجامعات تابعة لوزارة التعليم واللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة. حصلت الأقسام التسعة في الكلية، بما فيها الطب السريري وعلم الأدوية والسموم ، والبيولوجيا والكيمياء الحيوية، وعلم الأعصاب والعلوم السلوكية، وعلم المناعة، وعلم الأحياء الجزيئي وعلم الوراثة، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الزراعية، والعلوم البيئية، على مرتبة أعلى من 1% في ESI (مؤشرات العلوم الأساسية، وهي أداة التحليل الأساسية لتقييم منجزات البحوث العلمية والتي تتبع اتجاهات التنمية العلمية)، وبشكل خاص، ينتمي الطب السريري إلى أعلى التصنيف الأعلى من 1‰ من ESI. كما تضم كلية تونغجي الطبية تسعة تخصصات رئيسية وطنية وخمسة تخصصات وطنية رئيسية (التنمية) و61 تخصصا سريريا وطنيا رئيسيا وقاعدتين للبحوث على المستوى الوطني ومختبرين رئيسيين أنشأتهما مقاطعة هوبي ووزارة العلوم والتكنولوجيا بشكل مشترك.

مساهمات بازرة في مواجهة الأزمات

عند استعراض السنوات الماضية، نجد المساهمات البارزة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في مواجهة الحوادث والأزمات في الصين:

في عام 1959، عندما انتشر مرض البلهارسيا في شانغهاي، شارك طلاب وأساتذة كلية تونغجي الطبية في معركة مكافحة انتشار البلهارسيا، وساعد جيش التحرير الشعبي الصيني في جهوده للوقاية منه؛ في عام 1954 عندما وقع فيضان في ووهان، شكّل ما يزيد على ألف شخص من كلية تونغجي الطبية فريق إنقاذ وفريق خدمات الطبية لمكافحة الفيضان؛ في عام 1976، شكل 130 عاملا طبيا من كلية تونغجي الطبية فريق إنقاذ وخدمات طبية لمواجهة زلزال تانغشان في مقاطعة خبي. وقد واصل أولئك العاملون الطبيون عملهم وجهودهم لأكثر من شهر لإنقاذ أكثر من 15 ألف فرد؛ وفي عام 1988، عندما اجتاحت فيضانات شديدة المناطق الوسطى والدنيا لنهر اليانغتسي، نهض 45 فريقا من كلية تونغجي الطبية بتقديم الخدمات الطبية والوقاية من الأوبئة في المناطق المنكوبة في المقاطعات على طول نهر اليانغتسي؛ وفي عام 2003، شارك عشرون خبيرا من كلية تونغجي الطبية في مراكز البحوث لمكافحة الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي (سارس). كما أرسلت الكلية ١٢ عاملا طبيا إلى مستشفى شياوتانغشان ببكين من أجل مساعدة المستشفى في أعمال مكافحة سارس.

خلال إنقاذ الجرحى في زلزال ونتشوان في مقاطعة سيتشوان في عام 2008، حقق فريق الإنقاذ والخدمات الطبية من كلية تونغجي الطبية معجزة تمثلت في ”الإصابات صفر" و"بتر الأعضاء صفر" و"الوفيات صفر".

حاليا، تشارك كلية تونغجي الطبية في معركة كوفيد - 19 أيضا. قال لي يوان يوان، رئيس جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، إن العاملين في المستشفيات المخصصة يعملون جميعا من دون كلل أو ملل. قد يصيبهم إرهاق شديد، لكنهم يواصلون أعمالهم دون أن تفتر همتهم. كما تبذل الجامعة كل جهودها لتقديم الخدمات الضرورية للعاملين الطبيين من أجل دفع أعمالهم. 

في الثامن من فبراير، أرسلت جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا رسالة إلى خريجيها في أنحاء العالم، تدعوهم إلى المساهمة في دفع أعمال مكافحة انتشار كوفيد- 19. حتى الثالث والعشرين من فبراير، قامت خمسون جمعية لخريجي جامعة هواتشونغ في العالم وعشرات الآلاف من الخريجين بالتبرع بمواد بقيمة أكثر من ثلاثمائة مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) لأكثر من مائة مستشفى في ووهان وهوبي، وقدمت أكثر من 16 مليون يوان لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا من أجل دفع أعمال مكافحة الفيروس.

 ووهان مدينة البطولات. جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، التي تقع في هذه المدينة الصامدة، تنمو وتتطور مع تنمية الصين. قال لي يوان يوان: "خلال معركة مكافحة كوفيد- 19، يطبق جميع الطلاب والعاملين والخريجين بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا شعار الجامعة "التمسك بالفضيلة واحترام المعرفة والسعي وراء الحقيقة والابتكار"، مما يعكس روح الجامعة المتمثل في " الجرأة على المنافسة والبراعة في التحول" و"الوحدة الكبرى". لا تزال جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا تعمل على تربية الأكفاء ذوي المستوى الرفيع والروح الوطنية والأخلاقيات والمهارات المهنية، وتلك هي مسؤولية الجامعة من الطراز العالمي ذات الخصائص الصينية.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4