مجتمع < الرئيسية

عائلتي المحبة لماكاو قلبها صيني

: مشاركة
2019-12-31 17:00:00 الصين اليوم:Source ما تشي دا:Author

مثل العديد من العائلات، عائلتي لديها شعور خاص بالوطن الأم، خاصة خلال العشرين عاما الماضية منذ عودة ماكاو إلى أحضان الوطن الأم، فقد شهدت عائلتي التغييرات التاريخية في ماكاو. كان جدي ما مان كي ووالدي ما يو لي يخدمان الوطن وماكاو دائما، وصار قلبهما الصيني وحبهما لماكاو الثمينة لعائلتنا حافزا للأجيال التالية للعمل بلا كلل في العصر الجديد. اليوم، في الذكرى السنوية العشرين لعودة ماكاو إلى الوطن الأم، يشرفني أن أحكي قصة عائلتنا عبر نهر الذاكرة الطويل.

جدي هو قدوة عائلتنا

ولد جدي ما مان كي في قرية نانآن بمحافظة نانهاي بمقاطعة قوانغدونغ، والآن هي في شارع نانآن بحي ليوان بمدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ. ولأن والده مات مبكرا، تحمل جدي المسؤولية الثقيلة لعائلتنا وهو في سن صغيرة. إنه لطيف الطبع، وله حظ سعيد في ممارسة الأعمال التجارية، وبدأ عمله التجاري تدريجيا. وعندما غزا اليابانيون الصين، وأحرقوا ونهبوا، تدّمرت أعمال جدي في قوانغتشو وهونغ كونغ. بعد أن تعاقبت عليه الأمكنة، بدأ جدي أعماله التجارية في ماكاو أخيرا. ألهمت تجارب الحياة والتقلبات في مهب الريح مشاعر الجد المفعمة برغبة قوية في بلد قوي وشعب سعيد.

على الرغم من أنه استقر في ماكاو، ظل قلبه مرتبطا بالوطن الأم، فقد نقل عددا كبيرا من المواد والعتاد إلى بر الصين الرئيسي لمساعدة الشعب الصيني في مقاومة الغزاة اليابانيين. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم يدخر الجد أي جهد لتكريس نفسه لبناء الوطن وربط حياته المهنية ارتباطا وثيقا بتطور الوطن الأم. في عام 1950، سارع إلى نقل المواد الإستراتيجية لدعم جيش التحرير الشعبي لتحرير هاينان وقوانغشي، وخلال فترة الحرب الكورية، واجه الحصار المفروض على الوطن الأم من قبل بعض القوى الأجنبية، وتمكّن جدي مع بعض أبناء ماكاو من شراء المواد اللازمة لدعم بناء الوطن الأم. وفي الوقت نفسه، قام أيضا بتنظيم مجتمع أعمال ماكاو للعودة إلى بر الصين الرئيسي للمشاركة في معرض قوانغتشو (كانتون)، وخطط لإنشاء شركة جنوب الصين المحدودة وفندق شينتشياو.

في الأيام الأولى للإصلاح والانفتاح، استجاب جدي لنداء الوطن، ولم يدخر أي جهد لنشر سياسة الإصلاح والانفتاح بين مواطني هونغ كونغ وماكاو والمهاجرين الصينيين، مستخدما سمعته الطيبة في مجتمع الأعمال في ماكاو، واشترك في الاستثمار مع آخرين، مثل كه تشنغ بينغ وهوه ينغ دونغ وخه شيان، في فندق النبع الحار في تشونغشان وأربعة جسور تربط بين ماكاو وقوانغتشو. حظيت مآثر جدي باستجابة كبيرة بين جماهير الصينيين في الداخل والخارج، حيث جذبت عددا كبيرا من مواطني هونغ كونغ وماكاو المهاجرين الصينيين للاستثمار والتطوير في بر الصين الرئيسي. في الثامن عشر من ديسمبر 2018، أثنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني على مساهمات جدي البارزة في الإصلاح والانفتاح، وحصل جدي على لقب "رائد الإصلاح". هذا هو أعظم تأكيد وثناء من الحكومة المركزية على أعماله المتواصلة.

في عام 1987، وقعت الحكومتان الصينية والبرتغالية رسميا بيانا مشتركا حول قضية ماكاو، ينص على أنه في العشرين من ديسمبر 1999، تستعيد جمهورية الصين الشعبية سيادتها على ماكاو. لقد محى هذا البيان العار الوطني الذي تركه التاريخ، وكان خطوة كبيرة نحو قضية إعادة توحيد الوطن الأم. تم انتخاب جدي كنائب لرئيس لجنة صياغة القانون الأساسي لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة. لهذا السبب، كرس جدي نفسه لصياغة القانون الأساسي بحماسة كبيرة، فقد ناقش وتداول مع أعضاء فريق صياغة القانون الأساسي الآخرين، كل بنود القانون الأساسي واحدا تلو الآخر، واستغرق هذا العمل أربع سنوات وخمسة شهور حتى إنجازه.

في الساعة 00:00 من يوم 20 ديسمبر عام 1999، أقيمت مراسم تسليم وتسلم ماكاو بين الحكومتين الصينية والبرتغالية في جناح الحديقة بمركز ماكاو الثقافي، وعادت ماكاو إلى أحضان الوطن الأم رسميا. عندما ارتفع العلم الأحمر ذو النجوم الخمس في ماكاو، انهمرت دموع جدي، الذي شهد هذه اللحظة المقدسة في الساحة، وشعر بفخر عظيم بالوطن الأم.

والدي ورث روح الوطنية ومحبة ماكاو

منذ عشرين عاما، شهد والدي ما يو لي أيضا عودة ماكاو إلى الوطن الأم في جناح حديقة مركز ماكاو الثقافي. في نفس اليوم، أقسم والدي، كعضو في لجنة ماكاو الإدارية، اليمين الدستورية أمام العلم الوطني وعلم ماكاو الإقليمي في حفل تدشين أول حكومة لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة. في كل مرة يتذكر فيها هذه اللحظة، كان والدي يقول دائما بحماسة: "في ذلك الوقت، افتتح تاريخ ماكاو صفحة جديدة بأيدينا. مسؤولية التاريخ تقع علينا، لا بد أن نقوم بها جيدا."

وُلد أبي في ماكاو، حيث يعيش أيضا. كان عضوا في المؤتمر الاستشاري السياسي في قوانغتشو، ثم تم انتخابه لاحقا في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، على حد تعبيره، تتعلق معظم مسيرة حياته بالمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

تأثرت حياة والدي، كعضو في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، بمسيرة حياة جدي، قال والدي: "من يعمل في أسرة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، يحمل مسؤولية ورسالة أكبر مما يحمل الأشخاص العاديون." لأكثر من ثلاثين عاما، ظل يذكّر نفسه دائما، ويتشدد مع نفسه، ويكرس نفسه بنشاط لبناء الوطن عبر المشاركة السياسية والنقاش في السياسة. يشارك والدي غالبا في عمليات الاستطلاع والدراسات الاستقصائية والاجتماعات التي ينظمها المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو يلعب دورا كعضو في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بطرق مختلفة، حيث يقدم اقتراحات لتطوير بر الصين الرئيسي، كما يساعد ماكاو على الاندماج في تنمية الوطن. بعد افتتاح جسر هونغ كونغ- تشوهاي- وماكاو رسميا أمام حركة المرور في عام 2018، بدأ والدي يفكر في كيفية الاستفادة بشكل أفضل من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للجسر وتعزيز التفاعل والتنمية بين المدن في منطقة الخليج الكبرى. تحقيقا لهذه الغاية، طرح "اقتراح تسريع بناء جسر هوانغماوهاي"، الذي تبنته حكومة مقاطعة قوانغدونغ، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء جسر هوانغماوهاي في عام 2023.

انضم والدي إلى الغرفة التجارية الصينية العامة في ماكاو في وقت مبكر جدا، ولديه تقليد طويل من الوطنية والمحبة لخدمة الوطن وخدمة ماكاو، لذلك كان له تأثير كبير وجاذبية في ماكاو. بصفته رئيس الغرفة التجارية الصينية العامة في ماكاو، يقدم والدي، مثل جدي، سياسات الإصلاح والانفتاح في الخارج لجذب الصناديق من هونغ كونغ وماكاو ومن الخارج للاستثمار في بر الصين الرئيسي. وقد اقترح مرارا تعزيز منصة التبادل التجارية بين رجال الأعمال الصينيين في العالم من أجل تعزيز القدرة التنافسية لمؤسساتهم، كما أكد على الحاجة إلى الاستفادة من منصة ماكاو لتعزيز التعاون التجاري بين الصين والدول الناطقة باللغة البرتغالية وتعزيز وظيفتها بصفتها "منصة واحدة، قاعدة واحدة".

جاهز لتحمل مسؤوليتي

لقد ولدت وترعرعت في ماكاو، حيث بدأت حياتي المهنية، وهي تقربني أيضا من الوطن الأم. منذ وقت ليس ببعيد، كنت محظوظا بما فيه الكفاية لحضور الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في العاصمة بكين وشعرت شخصيا بالتغيرات المتواصلة في الوطن الأم. كما أن الكبرياء والسعادة والأمان الذي يجلبه لنا وطننا الأم يجعلني أكثر ثقة في المستقبل المشرق لبلدنا وأمتنا. خلال العشرين عاما التي تلت العودة إلى الوطن الأم، استفادت ماكاو من المزايا الفريدة لـ"دولة واحدة ونظامان" والفرص التي أتاحها التطور السريع في البلاد.

منذ فترة طويلة، لدي اهتمام قوي بالثقافة والإبداع، وهذا يعود إلى التعليم بالأقوال والأفعال من جدي منذ طفولتي. بعد إنشاء منطقة هنغتشين للتجارة الحرة، تم اعتبار الصناعات الثقافية والإبداعية كقطاع صناعي هام لدعم تنمية هذه المنطقة. إن شركة هينجكين للتنمية المحدودة هي استكشاف جديد لتطوير عملي في الإبداع الثقافي. آمل أنه من خلال بناء مشروع الساحة الثقافية للشركة، أستطيع بناء مجمع حضري ذي خبرة كاملة ومبتكرة في هنغتشين يشمل الإبداع الثقافي والسياحة والترفيه والمعارض والمؤتمرات وقواعد الابتكار للشباب، بالاعتماد على موارد هذه المنطقة، لتلبية متطلبات التبادلات الثقافية والإبداعية وابتكار الشباب وريادة الأعمال والعروض الثقافية والإبداعية في منطقة قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو، لبناء منصة جديدة لدمج التبادلات الثقافية الممتازة بين الشرق والغرب. في الوقت الحاضر، نتعاون أيضا مع منتجين موسيقيين محليين مشهورين لتقديم عروض موسيقية بعناصر ماكاو وتشكيل علامتنا التجارية الثقافية الخاصة، وبالتالي إنشاء ماركة جميلة لجزيرة هنغتشين الدولية للسياحة الترفيهية. كما أنني قمت بتنظيم أعضاء الحزب الشيوعي في شركة هينجكين لتأسيس فرع الحزب الخاص بهم. هذا هو أول فرع للحزب الشيوعي يتم تأسيسه في مؤسسة باستثمار ماكاو في منطقة هنغتشين الجديدة.

هنغتشين مكان واعد للابتكار وريادة الأعمال، آمل أن أستخدم خبرتي في تنظيم المشروعات في بر الصين الرئيسي لقيادة المزيد من شباب ماكاو إلى هنغتشين ومنطقة الخليج الكبرى (قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو)، للاندماج في التيار العام للتنمية الوطنية، وهذه مهمة رائعة منحني إياها العصر الجديد وعائلتي.

--

ما تشي دا، عضو المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بمقاطعة قوانغدونغ، ومدير لجنة الشباب بالغرفة التجارية العامة الصينية في ماكاو، ورئيس مجلس إدارة شركة دونغتشيهوي (هنغتشين) للتنمية المحدودة.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4