مجتمع < الرئيسية

عيد الربيع: هل يرغب الصينيون بالسفر إلى الخارج؟

: مشاركة
2019-12-31 16:55:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

عيد الربيع هو أهم وأشهر عيد تقليدي في الصين. خلال هذا العيد، من عادة الصينيين قضاء أوقاتهم وإجازاتهم مع عائلاتهم لتبادل الحديث أو التمتع بتناول وجبة العشاء معا أو الالتقاء مع الأقارب والأصدقاء وتقديم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، أو زيارة مهرجان المعبد أو محاولة كشف الألغاز المكتوبة على الفوانيس. حاليا، تشهد حياة الصينيين تغيرات بارزة في تلك العادات بسبب تطور الإنترنت.

السفر السعيد مع أفراد الأسرة

شياو لي، فتاة في الثلاثينات من عمرها، تعيش الآن في مدينة تيانجين، وتعمل في جامعة تيانجين. يعيش والدا هذه الفتاة في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان لرعاية جدتها العجوز، وأحيانا يقضيان معها فترة قصيرة في تيانجين. قالت شياو لي: "يسعى الناس الآن لتحقيق الحياة الرغيدة والعالية الجودة بسبب نمط حياتهم السريع. نتطلع بلهفة إلى الوقت الذي يوفر لنا الشعور بالراحة والتمتع مع أفراد عائلتنا. وكما هو معروف، عيد الربيع عطلة طويلة ومثالية لتحقيق هذا الأمل."

وأضافت شياو لي: "أنا معتادة على التنقل بين بكين وتيانجين. أنا مشغولة دائما بتحضير الدروس والتدريس وكتابة الأوراق والسفر في جميع أنحاء الصين والمشاركة في المحاضرات المختلفة والقيام بالبحث العلمي."

خلال عطلة عيد الربيع في عام 2016، سافرت شياو لي إلى تايلاند مع عائلتها. قالت: "أريد قضاء عطلتي مع عائلتي خلال عيد الربيع كمعظم الصينيين، لكنني أفضل أن أختار أساليب مختلفة للتمتع بالعطلة، مثلا، يمكنني السفر إلى الخارج مع أفراد أسرتي لقضاء وقت مريح والتمتع بالتجول وتبادل الأحاديث." وأشارت شياو لي إلى سفرها خارج الصين ذلك العام قائلة: "أعتقد أن قراري بالسفر إلى تايلاند كان قرارا حكيما وصائبا، لأن الصين عانت من موجة باردة آنذاك. إن جو بكين وتيانجين بارد في الشتاء، حتى كونمينغ كانت باردة أيضا في ذلك الوقت."

أوضحت شياو لي أنها اختارت تايلاند بسبب المسافة القصيرة بين الصين وتايلاند وبسبب تكاليف السكن والنقل المنخفضة نسبيا. قالت: "يمكن حجز التذاكر بسهولة على تطبيقات على الإنترنت مثل تطبيقي Ctrip وFliggy، إضافة إلى ذلك، بإمكان السائحين الصينيين الحصول على تأشيرات الدخول عند الوصول إلى المطار، مما يجعل الرحلة مريحة وسهلة للغاية."

تصفحت شياو لي دليل السفر المشهور ((لونلي بلانيت)) (Lonely Planet travel guidebook) للتخطيط لرحلتها، وتحدثت عن تجربتها وقالت: " بانكوك مدينة جميلة وحيوية ومن الضروري زيارتها، فهي مدينة ذات تاريخ عريق وتشتهر بالبوذية، كما تعتبر من أكثر المقاصد التي تحظى بإقبال السياح على مستوى العالم. لم نسافر مع وفد سياحي، لذا، تمكنا من زيارة بانكوك بشكل أعمق دون قيود زمنية ومكانية. كما كنا نزور الأماكن السياحية الرائعة مرتين للتمتع بالمناظر المختلفة في أوقات مختلفة."

 يرغب الكثير من الزوار في زيارة بعض الجزر في تايلاند مثل جزيرتي باتايا وفوكيت. لكن شياو لي قررت زيارة جزيرة الفيل. قالت: "يسافر المزيد من الصينيين إلى الخارج بسبب تحسن مستوى المعيشة ونمط الحياة، ويفضل معظمهم اختيار رحلات غير مزدحمة لقضاء أوقاتهم مع العائلة بهدوء واسترخاء. بالنسبة لي، أُفضل الاستلقاء على الشاطئ وتناول الأطعمة البحرية الطازجة والتقاط الصور مع عائلتي."

أوقات سعيدة مع الأولاد!

تشن بو، موظف في مكتب، وزوجته تعمل طبيبة، ولديهما طفلان. كلا الزوجين مشغول بأعماله دائما. في هذا العام، قرر تشن بو وزوجته السفر إلى الخارج مع طفليهما لقضاء عطلة عيد الربيع. قال تشن بو: "ليس لدينا الوقت الكافي لرعاية طفلينا خلال العام، ولا نتمكن من مرافقتهما والاهتمام بهما إلا في عطلة عيد الربيع، لذلك قررنا استغلال هذه الفترة الثمينة لزيارة أوكيناوا باليابان."

قال تشن بو إنه كان يشعر بتوتر شديد، عندما وُلد طفله الأول، وقرر تغيير وظيفته لكسب المزيد من الأموال. وأضاف: "كنت أعيش في مسكن تابع للشركة خلال أيام الأسبوع، ولم يكن بإمكاني العودة إلى المنزل إلا في عطلة نهاية الأسبوع. ساعدني والداي على رعاية الطفل." لم يكن أمام تشن بو اختيار آخر في ذلك الوقت، لأنه كان بحاجة إلى تقليل تكاليف المعيشة وتوفير الوقت. على الرغم من أن تشن بو صار يحصل على راتب أعلى وانتقل إلى شقة كبيرة مكونة من ثلاث غرف وصالة، لكن ظل مشغولا، لا يجد وقتا كافيا لمرافقة طفله. قال تشن بو بقلق: "ابنتي الكبرى لم يرق لها هذا البعد، وكانت تحاول دوما أن تبدي تذمرها، فهي لم تكن تريد الالتحاق بروضة الأطفال. عندما وُلد طفلي الثاني في عام 2017، أدركت أن مرافقة الطفلين أهم من الحصول على راتب مرتفع؛ لذا انتقلتُ إلى شركة قريبة من بيتي لضمان العودة إلى البيت يوميا وقضاء بعض الوقت مع طفليّ. لا شك أن عطلة عيد الربيع فترة ثمينة بالنسبة إلى عائلتي."

أشار تشن بو إلى أن الحياة أصبحت أسهل حاليا بسبب تطور تقنيات الدفع بواسطة الأجهزة النقالة، فخلال عيد الربيع، يمكن أيضا تجاذب أطراف الحديث مع أفراد الأسرة عبر ويتشات وحجز التذاكر على التطبيقات وشراء الأطعمة اللذيذة والملابس الجديدة على الإنترنت وغيرها. السفر إلى الخارج هو أحد الخيارات الجديدة للصينيين لقضاء عطلة عيد الربيع.

تقريب المسافة بين القلوب

يقول البعض إن الشعب الصيني يبدو أكثر سعادة حاليا، لأنه يكسب المزيد من الأموال. بالإضافة إلى ذلك، ثمة مزيد من الدول التي تمنح الصينيين الإعفاء من التأشيرات أو وسم الدخول؛ وبإمكان المسافرين حجز التذاكر والفنادق وتأجير السيارات واستخدام خدمة واي فاي عبر تطبيقات الهاتف النقال، باختصار، الهاتف الذكي جعل السفر إلى الخارج سهلا وميسرا جدا.

علاوة على ذلك، توفر شبكة السكك الحديدية العالية السرعة والطائرات والسيارات في الصين المزيد من الاختيارات للصينيين من أجل العودة إلى منازلهم خلال عطلة عيد الربيع، فليس من الضروري الانتظار في طابور طويل لشراء التذاكر مثل السابق. في هذا السياق، يفضل الناس السفر إلى الخارج مع أسرهم للتمتع بالمناظر الجميلة والتسوق خلال الرحلة.

وفقا لـ ((تقرير تنبؤات اتجاه السياحة في عطلة عيد الربيع في عام 2019)) الذي أصدره موقع Ctrip، سيزداد عدد المسافرين الصينيين إلى الخارج إلى سبعة ملايين، والدول الأكثر جذبا وشعبية هي تايلاند واليابان ودول جنوب شرقي آسيا.

قالت شياو لي: " في عطلة عيد الربيع في عام 2020، سأسافر إلى اليابان مع والديّ وابنة عمي وابنها. نريد زيارة العاصمة طوكيو والمدن المجاورة لها، بهذه الطريقة ستكون الرحلة مريحة أكثر ومناسبة لوالديّ. من السهل الحصول على تأشيرة الدخول لليابان، وأقوم الآن بإعداد خطط وبرنامج السفر وتأكيد المعالم السياحية التي يجب حجزها مسبقا." 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4