مجتمع < الرئيسية

تقدم الصين الحاسم في التخلص من الفقر

: مشاركة
2018-06-28 11:11:00 الصين اليوم:Source هوانغ تشنغ وي:Author

الفقر يعد تحديا مشتركا للبشرية ومشكلة ضخمة لكل العالم. كانت الصين تتصدر دول العالم من حيث عدد الفقراء، ولكنها أيضا من أولى دول العالم التي تبنت برامج وطنية لمكافحة الفقر. إن حماية من يقعون في خطر ومساعدة المحتاجين وتحسين معيشة الشعب، كلها تقاليد صينية حميدة مستمرة منذ آلاف السنين. منذ تأسيسه قبل سبعة وتسعين عاما، تظل رسالة الحزب الشيوعي الصيني هي تحقيق سعادة الشعب ونهضة الأمة. ومنذ تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، صارت خدمة الشعب من صميم القلب مفهوم الحكم والهدف الأساسي للحزب الشيوعي الصيني. وقد أرسى النظام الاشتراكي الذي تأسس قبل 69 عاما الأساس للتخلص من الفقر. أما بعد تطبيق الإصلاح والانفتاح، وخاصة منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين، بدأت الصين تساعد الفقراء بشكل نظامي ومخطط، ووضعت ((الخطة الوطنية لمكافحة الفقر لانتشال 80 مليون شخص من الفقر خلال سبع سنوات (1994- 2000))) و((المنهاج الصيني لمكافحة الفقر في المناطق الريفية (2001- 2010))) و((المنهاج الصيني لمكافحة الفقر في المناطق الريفية (2011- 2020))).

بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر 2012، أدرجت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها شي جين بينغ، التخلص من الفقر في إستراتيجيتي "العناصر الخمسة المندمجة" و"الشوامل الأربعة"، واتخذت انتشال السكان الفقراء من الفقر مهمة أساسية ودليلا لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وطفقت في تطبيق إجراءات التخلص من الفقر بحزم وعزم في أنحاء الصين، في مؤشر على دخول الصين إلى مرحلة جديدة للتخلص من الفقر في العصر الجديد. الجهود المشهودة التي بذلها الحزب الشيوعي الصيني والمجتمع الصيني دفعت مهام التخلص من الفقر في الصين إلى تحقيق تقدم حاسم.

-          أفضل نتيجة حول التخلص من الفقر في تاريخ الصين، لقد تم انتشال 3ر685 مليون فرد في المناطق الريفية من الفقر منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وانخفاض عدد الفقراء في المناطق الريفية بمعدل 70% من نهاية عام 2012 إلى نهاية عام 2017؛ من 9ر989 مليون شخص إلى 6ر304 ملايين شخص؛ انخفاض نسبة حدوث الفقر من 2ر10% في نهاية عام 2012 إلى 1ر3% في نهاية عام 2017؛ انتشال 7ر13 مليون شخص من الفقر سنويا بين عامي 2012 و2017، ما يعادل أكثر من ضعفي المعدل السنوي بين عامي 1994 و2010. معدل الزيادة السنوية لدخل الفقراء في المناطق الريفية الفقيرة وصل إلى 7ر10%. وفي الفترة ما بين عامي 2013 و2017، ارتفع نصيب الفرد من الدخل الحقيقي في المناطق الريفية الفقيرة بنسبة 4ر10% سنويا، وهو أعلى من المعدل الوطني للمناطق الريفية بنسبة 5ر2 نقطة مئوية. ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل لسكان المناطق الريفية الفقيرة عام 2017 بنسبة 7ر7 نقاط مئوية بالمقارنة مع عام 2012 وما يعادل 8ر69% من متوسط نصيب الفرد من الدخل لسكان المناطق الريفية، وتقل تدريجيا الفجوة بين المستوى في المناطق الريفية والمستوى في المناطق الريفية الفقيرة، وانخفض عدد المحافظات الفقيرة، وتخلصت 28 محافظة من الفقر في عام 2016.

-          دفع التطور في المناطق الفقيرة. شهدت الصناعات المتفوقة والمتميزة للمناطق الفقيرة تطورا سريعا، التخلص من الفقر من خلال تنمية السياحة وصناعة الألواح الضوئية والتجارة الإلكترونية حقق إنجازات. التخلص من الفقر من خلال حماية البيئة الإيكولوجية وإعادة توطين الفقراء وتحويل الأراضي الزراعية إلى غابات يحسن البيئة الإيكولوجية للمناطق الفقيرة، مما أرسى أساسا لتحقيق الاندماج بين حماية البيئة والتخلص من الفقر. الاستثمارات الكبيرة الحجم تساعد على تحسين الظروف الأساسية ورفع مستوى الخدمات العامة بشكل ملموس. التخلص من الفقر بتدابير دقيقة وهادفة يساهم في رفع مستوى إدارة المناطق الفقيرة.

-          تحفيز القوة الداخلية للفقراء في المناطق الفقيرة. القوة الداخلية للسكان الفقراء والمناطق الفقيرة تعد الأساس لضمان إقامة آلية التخلص من الفقر بشكل مستقر وطويل المدى، والدافع الجوهري للسكان الفقراء للتخلص من الفقر، كما أنها مسألة يواجهها العالم كله في مكافحة الفقر. يدعو الرئيس شي جين بينغ إلى الجمع بين مكافحة الفقر وتحفيز القوة الداخلية ورفع المستوى الثقافي للفقراء، ومن خلال تحفيز حماسة الفقراء، نسعى إلى تغيير مفاهيمهم التقليدية البالية.

-          إعداد عدد كبير من الكوادر والأكفاء. نزول الكوادر في القرى الفقيرة ومشاركتهم في مكافحة الفقر من أفضل الأساليب لإعداد الكوادر. الدمج بين إعداد الكوادر ومكافحة الفقر يعني إرسال الكوادر القادرين حقا إلى المناطق الفقيرة، وبعد عدة سنوات، سيصبحون كوادر يحبون الريف ويعرفون أحوال الريف ويعرفون الفلاحين.

-          تهيئة أجواء اجتماعية جيدة. تدل التجارب على أن إجراءات مكافحة الفقر تفيد في تشكيل أجواء لمساعدة الفقراء في أنحاء المجتمع وتربية مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية وتهيئة أجواء تنموية أكثر انسجاما. التعاون بين شرقي وغربي الصين في مكافحة الفقر، ليس مجرد مساعدة شرقي الصين لغربي البلاد، وإنما يتيح لشرقي الصين آفاقا أوسع للتطور ويجسد هدف المجتمع الاشتراكي المتمثل في تحقيق الثراء المشترك. ومن خلال مكافحة الفقر بين الهيئات الوطنية والأماكن المحددة، تقدم الهيئات الوطنية أموالا ومفاهيم جديدة وتقنيات حديثة وسوقا جديدة للمحافظات المحددة، في حين تصبح هذه المحافظات منصة هامة لدى الهيئات الوطنية لمعرفة أحوال الأرياف الصينية وتعميق العلاقة بين الكوادر والجماهير وإعداد الكوادر. تشجيع الشراكات غير الحكومية والمنظمات الاجتماعية وعامة الشعب على المشاركة في مساعدة الفقر يفيد في دفع تحقيق التناغم في المجتمع.

-          إظهار مساهمات الصين لمكافحة الفقر في العالم، من خلال نظام مكافحة الفقر الذي يقوم على مساعدة الفقراء بتدابير دقيقة وهادفة. أولا، أسلوب مساعدة الفقراء بشكل شامل يستجيب لتعقيدات وصعوبات الدول النامية في مكافحة الفقر؛ ثانيا، دور الحكومة الإرشادي يستجيب لتيار دفع مكافحة الفقر مع النمو الاقتصادي في العالم؛ ثالثا، تقديم حل علمي صيني لمشكلة الفقر العالمية من خلال تشكيل آلية دقيقة لمعالجة الفقر في مختلف المستويات من الهيئات الحكومية الصينية.

في رسالة التهنئة التي بعث بها إلى المنتدى العالمي لتخفيف الفقر والتنمية لعام 2017 الذي أقيم في بكين في التاسع من أكتوبر عام 2017، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "إستراتيجية مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف طريق وحيد لمساعدة السكان الفقراء على تحقيق الهدف الطموح في جدول أعمال التنمية المستدامة عام 2030." وقالت أنا باولا دي لا أو كامبوس، وهي من أعضاء مشروع تخفيف الفقر بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة: "حققت الصين نتائج ضخمة في مكافحة الفقر، وذلك يرجع إلى أن الصين ظلت تضع أعمال مكافحة الفقر في مكان هام ولديها هدف ملموس في هذا المجال. لقد قدمت الصين قدوة للدول الأخرى في مجال مكافحة الفقر." وقال الاقتصادي الفرنسي المشهور ميشال أغليتا: "تجارب الصين الناجحة في مكافحة الفقر جديرة بتعميمها." كل ذلك يدل على أن إستراتيجية شي جين بينغ لمساعدة الفقراء بتدابير دقيقة وهادفة طريق وحيد لحل مسألة الفقر في العالم، وصارت إجماعا دوليا في المجتمع الدولي. إن مساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر لا تجسد الثقة الذاتية في الطريق ذي الخصائص الصينية والنظرية والنظام والثقافة فحسب، وإنما ايضا أصبحت نتائج جذابة في قضية مكافحة الفقر في العالم.

--

هوانغ تشنغ وي، مدير المركز الوطني للدعاية والتعليم لتخفيف الفقر التابع لمكتب مجلس الدولة الصيني لتخفيف الفقر.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4