سياحة < الرئيسية

شننونغجيا: غابة بدائية ساحرة في وسط الصين

: مشاركة
2022-09-20 11:08:00 الصين اليوم:Source :Author

وفقا للأسطورة، فإنه في الحقبة التاريخية قبل ظهور فترة السجلات المكتوبة الموجودة، كان الإمبراطور يان دي، وهو اللقب الفخري لزعيم قبيلة جيانغ، يحمل أيضا اسم شن نونغ، يختبر الأعشاب الطبية بنفسه من أجل إنقاذ المرضى. وخلال رحلته، وجد جبلا شديد الانحدار وغاباته كثيفة للغاية، فصعد الجبل باتخاذ أخشاب الأشجار كسلم، وجمع أربعمائة نوع من الأعشاب الطبية، ودون كتاب ((شننونغ بنتساو جينغ)) (كتاب شننونغ للأعشاب) حتى يفيد عامة الشعب. فقامت الأجيال اللاحقة، من أجل إحياء ذكراه، بتسمية الجبل باسم "شننونغجيا".

تقع منطقة شننونغجيا في شمال غربي مقاطعة هوبي، يحدها من الجنوب نهر اليانغتسي، ومن الشمال جبل وودانغ، وهي نقطة التقاء سلسلة جبال دابا وسلسلة جبال تشينلينغ. تبلغ مساحة المنطقة بأكملها 3250 كيلومترا مربعا، ويبلغ ارتفاع القمة الرئيسية لها، قمة شننونغدينغ، 2ر3106 أمتار عن سطح البحر، ويصل أدني ارتفاع بها، وهو وادي نهر شيتشو، إلى 398 مترا فقط عن سطح البحر. تُعد منطقة شننونغجيا أكبر غابة بدائية ومحمية طبيعية وطنية في وسط الصين، وهي الغابة البدائية الوحيدة المحفوظة بشكل كامل في منطقة خطوط العرض الوسطى من نصف الكرة الأرضية الشمالي، ويُطلق عليها اسم "المعجزة الخضراء" عند خط عرض 31 درجة شمالا.

مملكة التنوع البيولوجي

منطقة شننونغجيا الغنية بالأنواع البيولوجية المختلفة، تم إدراجها في "برنامج الإنسان والمحيط الحيوي" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وبالإضافة إلى ذلك، أُدرجت في "قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية"، وقائمة "الحدائق الجيولوجية العالمية" وقائمة "مواقع التراث الطبيعي العالمي" أيضا. الأنواع البيولوجية الغنية فيها لا تنفصل عن بيئتها الجغرافية، حيث تُعتبر شننونغجيا منطقة التقاء للمناخ والأنواع البيولوجية؛ الاختلاف الهائل في الارتفاع يجعل شننونغجيا تتمتع بنظام إيكولوجي متعدد الأشكال؛ كما أنها تمتلك نظاما إيكولوجيا للغابات شبه الاستوائية يُطلق عليه اسم "رئة الكرة الأرضية"، ونظاما إيكولوجيا لطحالب مستنقعات الأراضي الرطبة، ويُعرف باسم "كُلْية الكرة الأرضية"؛ وتتمتع أيضا بمناخ مستقر لمدة طويلة وبيئة إيكولوجية جيدة تجعلها ملاذا للعديد من الأحياء النادرة.

مساحة منطقة شننونغجيا البالغة أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، تغطي أنواعا عديدة من الحيوانات والنباتات على نطاق واسع يصل إلى وسط اليابان من الشرق، وجبال الهيمالايا من الغرب، ومدينة موخه من الشمال، وشيشوانغباننا من الجنوب، ولذلك يُطلق عليها اسم "بنك جينات الأنواع" في وسط الصين، حيث يوجد بها 3758 نوعا من النباتات الوعائية، وأكثر من ستمائة نوع من الفقاريات البرية، وستة وثلاثون نوعا من النباتات البرية الهامة المحمية على المستوى الوطني مثل "شجرة الحمامة الصينية" التي تحمل الاسم العلمي "Davidia involucrata Baill"، وخمسة وسبعون حيوانا بريا هاما محميا على المستوى الوطني مثل القرد الذهبي والعُقاب الذهبي. وفي الوقت نفسه، تُعد أيضا متحفا عالميا للتغيرات الجيولوجية في تاريخ الطبيعة، حيث توجد في سطح الأرض البارز العديد من الآثار الجيولوجية من عصر ما قبل الكمبري، والدهر القديم، والدهر الوسيط، ودهر جينوزويك.

من أجل حماية الموارد الطبيعية بها بشكل فعال، أصبحت شننونغجيا حديقة غابات على المستوى الوطني، وحديقة جيولوجية وطنية، وحديقة وطنية للأراضي الرطبة، ومحمية طبيعية وطنية.

قمة شننونغدينغ

يبلغ ارتفاع قمة شننونغدينغ 2ر3106 أمتار عن سطح البحر، وهي أعلى قمة في منطقة شننونغجيا، وأعلى قمة في سلسلة جبال دابا ومنطقة وسط الصين أيضا، لذلك تُعرف باسم "سقف وسط الصين".

يقع على قمة شننونغدينغ برج مراقبة بُني في عام 1985، ويُعرف باسم "أول مخفر في وسط الصين"، بارتفاع تسعة وعشرين مترا، ويُستخدم في مكافحة حرائق الغابات ومراقبة أمراض النباتات والآفات الحشرية في الغابات. لبرج المراقبة مجال رؤية واسع، وهو أفضل مكان لمشاهدة المناظر الخلابة لشننونغجيا. يسود الضباب أغلب أيام العام في قمة شننونغدينغ، فنسجت طبقات الضباب السميك حجابا يغطي رأس القمة طوال العام، مما يجعل من الصعب التعرف على وجهها الحقيقي. فقط في الأيام المشمسة في فصلي الصيف والخريف عندما تتبدد الغيوم، بالوقوف على القمة والنظر إلى المناظر المحيطة، يمكنك الحصول على مشهد بانورامي للمناظر المختلفة، حيث التلال والجبال الخضراء التي لا نهاية لها والملطخة ببخار الضباب، وأحزمة غابات الخيزران والتنوب وأشجار الورد المنتشرة على سفوح الجبال، كلوحة للمناظر الجبلية الخضراء الهادئة. عندما يكون هنا بحر من السحب، تشعر كما لو أنك تعتلي السحاب وتمتطي الضباب، ويحيط بك بحر شاسع من السحب.

جبل جينهو

أخذ هذا الجبل اسم جينهو (القرود الذهبية) لأن القرود الذهبية تلهو في هذا المكان دائما. تغطي الأشجار القديمة الجبل، ويتدفق جدول مياه صافية عبر الغابة، وباتباع الجدول نحو الأسفل تظهر شلالات صغيرة وجسور صغيرة من وقت لآخر. الغابات به كثيفة وكل ما تراه عيناك هو الجبال الخضراء، الكروم المعلقة والأحجار المتباينة الحجم المغطاة بالطحالب وسط المياه.

الطريق على جبل جينهو ليس طويلا، وفي أسفل الوادي محطة لإنقاذ القرود الذهبية، حيث يمكن رؤية القرود الذهبية التي تُعد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض والمحمية من الدرجة الأولى على المستوى الوطني. تحت الحماية الكبيرة لسنوات عديدة، أخذ عدد القرود الذهبية في قاعدة حماية القرود الذهبية بشننونغجيا في الازدياد المستمر، حيث زاد من 501 قرد في ثمانينات القرن الماضي إلى أكثر من 1470 قردا الآن.

أنشأت مصلحة الدولة للغابات والمراعي، بالتعاون مع منطقة الأحراج في شننونغجيا، قاعدة بحثية للقرود الذهبية في دالونغتان، موطن القرود الذهبية، لتتبع وفحص ودراسة أنشطة القرود الذهبية البرية وتنفيذ عمليات الإنقاذ.

بحيرة داجيو

تقع بحيرة داجيو في جنوب غربي منطقة شننونغجيا للمناظر الطبيعية، وعلى الخط الفاصل بين نهر اليانغتسي ونهر هانجيانغ، ولأن الجدول يربط بين تسع بحيرات، سُميت هذه المجموعة من البحيرات باسم بحيرة داجيو، أي البحيرات التسع الكبيرة في اللغة الصينية. تحيط بها الجبال العالية من جميع الجهات، ومركزها عبارة عن واد جليدي، بمساحة إجمالية 9320 هكتارا. كما يوجد بها أرض رطبة من نوع المستنقعات الخثة، مشكّلة بذلك المناظر الطبيعية الخلابة للتضاريس الجليدية الفريدة من نوعها والمروج الجبلية. ووفقا للحسابات، فإن الأراضي الرطبة لبحيرة داجيو تكونت منذ خمسة عشر ألفا إلى عشرين ألف عام تقريبا، وتمت المحافظة عليها بشكل كامل وجيد حتى يومنا هذا.

بحيرة داجيو بمنطقة شننونغجيا هي مزيج مثالي من النظام الإيكولوجي للأراضي الرطبة والنظام الإيكولوجي للغابات، وهيكل الأراضي الرطبة الفريد يجعل الأراضي الرطبة لبحيرة داجيو أكثر تنوعا من الأراضي الرطبة الأخرى، حيث تعيش حيوانات نادرة مثل القرود الذهبية واللقلق الأبيض والعُقاب الذهبي، وتحظى العديد من النباتات الأحفورية الحية مثل شجرة الحمامة الصينية وشجرة حور الزنبق الصيني وشجرة كاتسورا بالحماية الكاملة في هذه البيئة الطبيعية الفريدة ونجت من الانقراض الجماعي العالمي في الفترة من العصر الأوردوفيشي إلى العصر الكريتاسي.

مياه بحيرة داجيو هادئة وصافية، كما لو أنها تمكث بهدوء في أحضان الجبال. في الأوقات التي تكون فيها السماء مشمسة وصافية، يكون سطح البحيرة كالمرآة، فتنعكس صورة السماء والسحب والجبال المحيطة على سطح البحيرة، فتتصل بالسماء الزرقاء كما لو أنها لوحة واحدة لا يفصل بينهما شيء. إنه مكان رائع يمتزج فيه لون الماء والسماء معا، ومكان رائع أيضا لزيارته والتقاط الصور فيه.

لا تحتوي منطقة بحيرة داجيو في منطقة شننونغجيا على المناظر الطبيعية الخلابة للبحيرات والجبال فحسب، وإنما أيضا تضطلع بمهام هامة في مجال الموارد المائية، فهي مصدر مهم لمشروع نقل المياه من الجنوب إلى الشمال في الصين. ومن أجل المحافظة على مصدر المياه في بحيرة داجيو، لا توجد أي حافلة تعمل بالوقود في منطقة بحيرة داجيو للمناظر الطبيعية، فجميع المركبات هناك عربات صغيرة وصديقة للبيئة، ويمكن للزوار ركوب العربات الصغيرة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة بهدوء، وبالطبع يمكنهم اختيار السير على الأقدام.

تجمع منطقة شننونغجيا، منذ العصور القديمة، النظم الإيكولوجية للغابات والبحيرات والجبال، وقد أدت أشكالها الأرضية والمناخات الفريدة إلى ثراء التنوع البيولوجي، فهذا الكنز الكبير قد سحر العالم وأدهشه بجمال الطبيعة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4