على مقهى في الشارع الصيني < الرئيسية

الصين 2020 خالية من الفقر

: مشاركة
2019-12-31 17:36:00 الصين اليوم:Source حسين إسماعيل:Author

في عام 2020، سيتم القضاء على الفقر المدقع في المناطق الريفية بالصين، وفقا للمعايير الحالية، في إطار بناء مجتمع الحياة الرغيدة، وفاء بالوعد المهيب الذي التزم به الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية أمام جماهير الشعب الصيني.

تحقيق ذلك ليس مهمة سهلة أو عمل مفاجئ، وإنما هناك جهود مريرة على مدى سنوات عديدة، ساهم فيها الصينيون جميعا، شعبا وحزبا وحكومة. في خبر نشرته الطبعة الخارجية لصحيفة ((الشعب اليومية)) في صفحتها الرابعة في الرابع والعشرين من ديسمبر 2010، نقرأ ما يلي: "وفقا لما أعلنه مؤخرا المؤتمر الوطني للحد من الفقر، فإنه منذ بداية تنفيذ خطة تنمية الأرياف للحد من الفقر (2001- 2010)، انخفض عدد الفقراء في المناطق الريفية من 23ر94 مليونا في سنة 2000 إلى 97ر35 مليونا في عام 2009." وأضاف الخبر: "خلال السنوات العشر المقبلة، ستواصل الصين مهمة العمل التنموي للقضاء على الفقر المدقع، إذ تعتبر مهمة أساسية لتخفيف حدة الفقر، والتركيز على المناطق الصعبة لتكون ميدان المعركة الرئيسية للحد من الفقر، وفي عام 2015 ستحقق الصين إنجازات كبيرة في تقليل الفقر، وبحلول عام 2020 سوف تقضي على الفقر المطلق نهائيا."

الفقر المدقع في الصين يعني أن الفرد لا يجد الطعام الكافي واللباس الدافئ، وحتى نهاية سنة 1978، كان 5ر97% من سكان الريف في الصين، أي سبعمائة وسبعين مليون صيني، فقراء لا يجدون طعاما كافيا ولا لباسا دافئا.

في كلمة ألقاها الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الكاملة الثانية للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب، في الثامن والعشرين من فبراير 2013، قال: "الفقر ليس الاشتراكية. إذا كانت المناطق الفقيرة تعاني من الفقر لفترة طويلة، ولم تتغير ملامحها لفترة طويلة، ولم يرتفع مستوى حياة الجماهير بشكل ملحوظ لفترة طويلة، فإن هذا لا يعكس تفوق النظام الاشتراكي في بلادنا، وذلك ليس الاشتراكية. لذلك، ينبغي لجميع المناطق والوحدات أن تعزز التنظيم والقيادة، وتزيد قوة الدعم للفقراء والمناطق الفقيرة على أساس الإنجازات المحققة، وتُظْهِر حماسةَ ومبادرةَ وإبداعَ الكوادر والجماهير في المناطق الفقيرة بشكل مستفيض، وتنظم وتعبئ، على نطاق واسع، القوى الاجتماعية لتشارك بنشاط في مساعدة الفقراء وفي تخفيف حدة الفقر، لضمان تحقيق هدف الكفاح المتمثل في "عدم القلق على الغذاء وعدم القلق على الكساء، وضمان سلامة المسكن والتعليم الإلزامي والعلاج الأساسي" لمساعدة الفقراء بأسلوب التنمية في الموعد المحدد." وأثناء جولته التفقدية لأعمال مساعدة الفقراء بأسلوب التنمية في محافظة فوبينغ بمقاطعة خبي، يومي 29 و30 ديسمبر 2012، قال شي جين بينغ، وكان قد مضى على انتخابه رئيسا للصين خمسة وأربعون يوما: "القضاء على الفقر وتحسين مستوى معيشة الشعب وتحقيق الرخاء المشترك متطلبات جوهرية للاشتراكية."

قبل ذلك، وتحديدا في سنة 1996، أقيمت علاقات تنسيق وتعاون بين مناطق شرقي الصين المتقدمة ومناطق غربي البلاد المتخلفة (آنذاك). على سبيل المثال، تعهدت تسع مدن ومقاطعات، من بينها بكين وشانغهاي وشنتشن وتشجيانغ بمساعدة اثنتي عشرة مقاطعة في غربي الصين. الهدف الجوهري للقضاء على الفقر هو تعزيز قدرة التنمية الذاتية للمناطق الفقيرة. وعلى سبيل المثال، فإنه في عام 2016، بدأت الأعمال التجريبية للتخلص من الفقر بتطوير صناعة الألواح الضوئية في ثلاثين محافطة بست مقاطعات، من بينها خبي وآنهوي وشانشي. وتم إنشاء نقاط تجريبية للتخلص من الفقر بتطوير وتعميم التجارة الإلكترونية في 428 محافظة فقيرة، ومن بينها محافظة فوبينغ التي زارها الرئيس شي في جولته التفقدية المشار إليها أعلاه. صار المواطنون المحليون الفقراء يبيعون منتجاتهم البسيطة من العسل والبيض والجوز وغيرها عبر المنصات الإلكترونية، التي ساعدت الأجهزة الحكومية المعنية في توفيرها وتعميمها.

 شارك كل الصينيين في ملحمة محاربة الفقر. في كلمته بالدراسة الجماعية التاسعة والثلاثين للمكتب السياسي للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب في 21 فبراير 2017، قال الرئيس شي جين بينغ: "من الضروري الحيلولة دون تجاهل دور الكيان الرئيسي للجماهير الفقيرة. الكوادر والجماهير قوة هامة لحل مشكلات التخلص من الفقر المستعصية، والفقراء هم هدف حل مشكلات التخلص من الفقر المستعصية، بل الكيان الرئيسي للتخلص من الفقر وتحقيق الثراء." وفي كلمته بندوة حول ((النجاح في حل مشكلات التخلص من الفقر المستعصية بشكل دقيق وصائب))، في الثاني عشر من فبراير 2018، قال: "علينا التمسك بالتعبئة الاجتماعية وحشد قوى كافة الجهات. تعتبر مشاركة الجهات المختلفة في حل مشكلات التخلص من الفقر المستعصية قوة حاشدة. لا بد من إظهار دور الحكومة والقوى الاجتماعية بشكل مستفيض، وتشكيل هيكل كبير لمساعدة الفقراء متسم بالتكامل المتبادل بين مساعدة الفقراء بالمشروعات الخاصة ومساعدة القطاعات المختلفة للفقراء ومساعدة القوى الاجتماعية للفقراء، وتعبئة حماسة الجهات المختلفة، وقيادة السوق والمجتمع في بذل الجهود معا، لتشكيل هيكل لحل مشكلات التخلص من الفقر المستعصية متسم بمشاركة كل المجتمع على نطاق واسع."

وإذا كانت إحصاءات البنك الدولي تؤكد انخفاض عدد سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر على مدار الأربعين سنة الماضية بأكثر من 850 مليون فرد، فإن الدولة صاحبة الفضل الأكبر في تحقيق هذه النتيجة هي الصين، التي كانت أول دولة نامية تحقق الهدف الإنمائي للألفية للأمم المتحدة للحد من الفقر. خلال السنوات الست الماضية فقط، استطاعت الصين محو وصمة الفقر عن جبين أكثر من ثمانين مليون فرد من سكان الريف و80% من القرى الفقيرة وأكثر من نصف المحافظات الفقيرة.

القضاء على الفقر المدقع يعني أن الصين تغلبت على واحدة من أصعب مشكلاتها الاجتماعية، ولكن لا يعني أنها حلت تماما تلك المشكلات، وبخاصة في جانبها الاقتصادي، ذلك أن الفجوة بين الأثرياء والأقل حظا من الثراء مازالت قائمة، بل تتوسع حتى في أكثر مقاطعات الصين ثراء وهي مقاطعة قوانغدونغ. في تشينغيوان، وهي ولاية على مستوى المدينة في مقاطعة قوانغدونغ، لا يزيد متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ربع نظيره في مدينة شنتشن التابعة لنفس المقاطعة. فجوة الدخل الواسعة ليست بين الأقاليم فحسب وإنما بين الأفراد أيضا، وتضييقها مهمة تتطلب من الصين جهودا متواصلة. بعد عام 2020، سيكون المحور الهام لأعمال الحكومة الصينية في مساعدة الفقراء هو حل مشكلة الفقر النسبي، فذلك عمل مستمر ستثابر عليه الصين.

من جانب آخر، تتحمل الصين مسؤوليتها في دعم شعوب العالم للتخلص من الفقر، وتقدم معونات للدول النامية، وخاصة الدول الأكثر فقرا، لمساعدتها على التخلص من الفقر. لقد ظل هذا النهج ديدن الصين حتى عندما كانت تمر بظروف اقتصادية بالغة الصعوبة. في كلمته بالمؤتمر المركزي لأعمال مساعدة الفقراء بأسلوب التنمية، في السابع والعشرين من نوفمبر 2015، قال الرئيس شي جين بينغ: "يعد تعزيز التبادل والتعاون مع الدول النامية والمؤسسات الدولية في مجال تخفيف حدة الفقر جزءا هاما من انفتاح الصين على العالم الخارجي. شدت الصين حزامها لمساعدة الدول النامية في الأوقات الصعبة، ودلت الوقائع أنه بالجهود التي بذلتها الصين في ذلك الوقت تراكمت موارد قيمة ليومنا الحالي."

 حتى عام 2018، قدمت الصين لمائة وست وستين دولة ومنظمة معونات بلغ حجمها أكثر من أربعمائة مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي حاليا 7 يوانات)، وبعثت ستمائة ألف موظف لتقديم مساعدات للدول النامية وألغت ديونها المستحقة على الدول الشديدة الفقر سبع مرات. بالإضافة إلى تقديم معونات طبية إلى تسع وستين دولة ومساعدات متخصصة لأكثر من 120 دولة نامية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ولتعزيز التبادلات ومشاركة الصين والدول الأخرى في القضاء على الفقر، أنشأت الصين والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمات دولية أخرى "المركز الدولي للتخلص من الفقر" في الصين. منذ عام 2014، ينظم هذا المركز "المنتدى الرفيع المستوى للقضاء على الفقر والتنمية" و"منتدى الصين- آسيان للتنمية الاجتماعية والقضاء على الفقر" و"مؤتمر الصين- أفريقيا للقضاء على الفقر والتنمية"، وغير ذلك من النشاطات التي تدعم مكافحة الفقر في العالم، انطلاقا من إيمان الصين بالمصير المشترك للبشرية والترابط بين الشعب الصيني وشعوب العالم. في كلمته بالدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، في العشرين من مارس 2018، قال الرئيس شي: "العالم الذي نعيش فيه مفعم بالأمل وممتلئ بالتحديات. والشعب الصيني لديه دائما الشعور بالعدالة والتعاطف، ويربط دائما مصيره بمصير شعوب جميع البلدان برباط وثيق، ويهتم دائما ويساعد بدون أنانية شعوب البلدان المعنية التي لا تزال تعيش في الحروب والاضطرابات والجوع والفقر، ودائما على استعداد لبذل قصارى جهده للمساهمة في السلام والتنمية للبشرية."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4