مال واقتصاد < الرئيسية

"الحزام والطريق" يعزز التنمية الخضراء

: مشاركة
2018-10-15 16:37:00 الصين اليوم:Source دانغ شياو في:Author

حماية البيئة موضوع يحظى باهتمام مشترك من كل العالم، ذلك أن التنمية  وحماية البيئة غالبا ما يكون بينهما تناقض. طرحت الصين مفهوم الحضارة الإيكولوجية في بناء "الحزام والطريق" (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين)، وتشجع التنمية الخضراء، وتعزز حماية البيئة، وتهتم ببناء الحضارة الإيكولوجية.

تسريع التنمية المستدامة

تولي الحكومة الصينية أهمية كبرى للقضايا البيئية، فقد تم وضع قضية حماية البيئة كسياسة وطنية أساسية بوضوح في الدورة الثانية للمؤتمر الوطني لحماية البيئة عام 1983. بعد دخول القرن الحادي والعشرين، تم تدريجيا إكمال مختلف التدابير الداعمة والقوانين واللوائح والدعاية والتعليم لحماية البيئة. في المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، ارتقى بناء الحضارة الإيكولوجية إلى برنامج سياسي وإستراتيجية وطنية لحكومة الصين.

عندما طرحت الحكومة الصينية مبادرة "الحزام والطريق" لأول مرة في النصف الثاني من عام 2013، أدرجت قضية حماية البيئة في التصميم الإستراتيجي لها. ومنذ ذلك الحين، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مرارا بناء "الحزام والطريق" الأخضر. في مايو عام 2017، عُقد منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في بكين، حيث أكد الرئيس شي بوضوح على تطبيق المفهوم الجديد للتنمية الخضراء، داعيا إلى أسلوب الحياة الخضراء والمنخفضة الكربون وإعادة التدوير والمستدام، لتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة وبناء الحضارة الإيكولوجية والعمل معا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

أثناء مشاركته في منتدى قوييانغ (قويتشو) الدولي للحضارة الإيكولوجية عام 2018، قال نيكولاس روسيلليني، منسق منظومة الأمم المتحدة لدى الصين: "يلعب "الحزام والطريق" دورا دافعا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة." وأشار إلى أن إدراج مفهوم التنمية الخضراء في بناء "الحزام والطريق" يضمن تحقيق ثمار التنمية المستدامة في مجال الاقتصاد والبيئة لمشروعات "الحزام والطريق"، ويوفر قوة دافعة جديدة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

حتى الآن، وقعت 15 وكالة من وكالات الأمم المتحدة اتفاقيات ذات علاقة بـ"الحزام والطريق" مع المؤسسات الصينية المعنية، محورها هو خلق تأثير تآزري بين أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 ومبادرة "الحزام والطريق" الخضراء.

بناء البنية التحتية الخضراء

تعزيز ترابط المرافق الأساسية هو محور مبادرة "الحزام والطريق" وأولوية لمبادرة "الحزام والطريق" الخضراء. بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق"، تعزز الصين تعاونها مع الدول على طول "الحزام والطريق" في مجالات الطرق والسكك الحديدية والطيران والشحن والطاقة والبنية التحتية للمعلوماتية، وغيرها من مجالات المرافق التحتية.

بناء البنية التحتية يستهلك الكثير من الموارد، مثل الصلب والأسمنت والحجر والأخشاب إلخ. سيؤثر بناء البنية التحتية في الدول على طول  "الحزام والطريق" في استهلاك الطاقة واستخدام الموارد وتصريف النفايات خلال العقود المقبلة. وعلاوة على ذلك، تشكل انبعاثات الكربون في دول "الحزام والطريق" أكثر من 60% من الانبعاثات العالمية، كما أن متوسط نصيب الفرد من انبعاثات الكربون في هذه الدول هو 1ر6 طن، أي أعلى من المتوسط ​​العالمي البالغ 5ر4 أطنان، مما يجعل بناء البنية التحتية الخضراء خيارا لا مفر منه.

في مارس عام 2015، أصدرت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح ووزارة الخارجية ووزارة التجارة في الصين معا "الرؤية والعمل لدفع التشارك في بناء الحزام الاقتصادي على طول طريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، التي تشير بوضوح إلى ضرورة "تعزيز بناء وإدارة البنية التحتية الخضراء والمنخفضة الكربون، والاهتمام الكامل بتأثير تغير المناخ خلال عملية البناء."

في عملية بناء البنية التحتية لـ"الحزام والطريق"، تحرص الشركات الصينية دائما على تحسين مستوى البناء المنخفض الكربون. على سبيل المثال، أن إنشاء خط مومباسا- نيروبي للسكك الحديدية، الذي يربط بين العاصمة الكينية نيروبي وميناء مومباسا، خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40% بالمقارنة مع النقل عبر الطرق العامة، إذ أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للنقل بالسكك الحديدية أقل بكثير من النقل بالطرق العامة، كما قلل احتمال حدوث المخاطر البيئية المتعلقة بالنقل عبر الطرق العامة. يعد خط مومباسا- نيروبي للسكك الحديدية "خط الصداقة" بين الصين وأفريقيا في العصر الجديد، وهو أيضا "الخط الإيكولوجي لحماية البيئة" بين الصين وأفريقيا.

ولكن هناك فجوة تمويل ضخمة لبناء البنية التحتية الخضراء. ووفقا لتوقعات البنك الدولي، في شرقي آسيا والمحيط الهادئ فقط، هناك حاجة إلى حوالي 80 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الإضافية كل عام لتحقيق هدف التحول للطاقة المنخفضة الكربون لعام 2030. أثناء مشاركته في منتدى قوييانغ الدولي للحضارة الإيكولوجية عام 2018، قال آن تاي ري، مدير قسم الطاقة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، إن مبادرة "الحزام والطريق" ستساعد البلدان على طول "الحزام والطريق" في استخدام تمويل البنوك الاستثمارية الآسيوية وغيرها من المؤسسات المالية الجديدة في مشروعات بناء البنية التحتية المنخفضة الكربون أو عديمة الانبعاثات الكربونية.

بالإضافة إلى ذلك، اقترح د. تشو قواه مي، نائب مدير مركز التعاون البيئة بين الصين وآسيان (رابطة دول جنوب شرقي آسيا): "من خلال إنشاء آليات للتكنولوجيا الخضراء والابتكار الأخضر، يمكن دعم تقنيات الكربون المنخفض والصديقة للبيئة، الأمر الذي سيعزز تحول بناء البنية التحتية إلى بنية منخفضة الكربون وخضراء".

تعزيز التبادلات في حماية البيئة

الشركات هي القوة الرئيسية لبناء "الحزام والطريق" الأخضر، لقد اتخذت الحكومة الصينية إجراءات متعددة المجالات والمستويات لمساعدة الشركات الصينية في معرفة القوانين واللوائح في مختلف الدول، لإقامة المسؤولية الاجتماعية الصحيحة والوقاية من المخاطر البيئية.

في قمة الطاولة المستديرة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي التي عقدت في مايو عام 2017، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرتين للتعاون؛ أي بناء منصة خدمات للبيانات الكبيرة الصديقة للبيئة الإيكولوجية وحماية البيئة، والتحالف الدولي للتنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق". تستخدم منصة خدمات البيانات الكبيرة الصديقة للبيئة الإيكولوجية وحماية البيئة تقنية شبكة الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والبيانات الكبيرة، لجمع أحوال الظروف الإيكولوجية والسياسات واللوائح والمعايير والتكنولوجيا وتنمية الصناعة الخضراء لحماية البيئة للدول على طول "الحزام والطريق"، لتوفير المعلومات الأساسية لحماية البيئة ودعم اتخاذ القرار للمستثمرين في الخارج والأنشطة التجارية للشركات الصينية. أما التحالف الدولي للتنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق"، فهو برعاية وزارة البيئة الإيكولوجية الصينية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة معا، وتسعى لتحقيق تكامل قوى الحكومات والمنظمات الدولية والشركات ومراكز الفكر والمنظمات غير الحكومية لدعم التنمية المستدامة الخضراء.

حاليا، أصدرت الصين "الآراء التوجيهية بشأن تعزيز بناء الحزام والطريق الأخضر" و"خطة التعاون لحماية البيئة الإيكولوجية على طول الحزام والطريق". بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الحكومة الصينية أيضا على آليات التعاون الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة، وعقدت سلسلة من أنشطة الحوار وتبادل الآراء موضوعها الرئيسي "بناء الحزام والطريق الأخضر" لتقاسم تجارب الحضارة الإيكولوجية ومفهوم وممارسة التنمية الخضراء مع الدول والمناطق على طول "الحزام والطريق". على سبيل المثال، تم إقامة منتدى قوييانغ الدولي للحضارة الإيكولوجية، ومؤتمر حماية البيئة الإيكولوجية للمنتدى الاقتصادي الأوراسي بمدينة شيآن، و"منتدى التعاون البيئي الصيني- العربي في ينتشوان: طريق الحرير الأخضر وشراكة التعاون البيئي الصينية- العربية."

قال روسيلليني: "تريد الشركات الصينية الاستثمار في الخارج، وهي لا ينبغي أن تتفق مع المعايير البيئية المحلية فحسب، وإنما أيضا يجب أن تدخل فيها المعايير البيئية العالمية، مثل تدريب الموظفين المحليين والمؤسسات المحلية." في الواقع، أن الصين قد نفذت خطة "الأفكار الخضراء" لتدريب نحو ألف شخص من البلدان النامية على طول "الحزام والطريق" بشأن بناء قدرات الإدارة البيئية.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4