ملف العدد < الرئيسية

"الخطة الخضراء" لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية

: مشاركة
2022-01-04 15:19:00 الصين اليوم:Source وانغ جينغ:Author

مع اقتراب دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، أصبح اتجاه الألعاب الأولمبية الشتوية "الخضراء والمنخفضة الكربون" أكثر وضوحا.

من أجل تخفيض الأضرار التي تلحق بالطبيعة وتقليل النفايات والتنسيق المنطقي لاستخدام الملاعب بعد انتهاء المسابقات، استفادت اللجنة المنظمة لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية وحكومة مدينة بكين وحكومة مدينة تشانغجياكو بشكل واسع من الملاعب الموجودة والملاعب المؤقتة لدورة بكين للألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2008. الإستاد الوطني للتزلج السريع (حزام الجليد) هو الملعب الوحيد الذي تم بناؤه حديثا من بين ملاعب الجليد الخمسة في منطقة بكين للمنافسات. أما الملاعب الأربعة التي استخدمت في أولمبياد بكين الصيفية، بما في ذلك مركز السباحة الوطني وإستاد العاصمة للألعاب الرياضية، فقد تم إصلاحها وترميمها حسب "الخطة الخضراء"، لتكون ملاعب للألعاب الأولمبية الشتوية، وستقام بها مسابقات الكيرلنغ والتزلج السريع على المضمار القصير والتزلج الفني.

"التكنولوجيا السوداء" المنخفضة الاستهلاك للطاقة في الملاعب الجليدية

في الغالب، تحتوي معظم المبردات المُستخدمة في صنع الجليد في الملاعب الجليدية على كمية كبيرة من الفريون، مما يؤدي إلى استنفاد طبقة الأوزون. بالمقارنة مع الفريون التقليدي، فإن تقنية صنع الجليد بالتبريد المباشر الحرج بثاني أكسيد الكربون المُستخدمة في مركز ووكسونغ للألعاب الجليدية والإستاد الوطني للتزلج السريع تتميز بوظيفة تبريد ممتازة وخصائص حماية البيئة، وتقترب انبعاثات الكربون منها من الصفر، أي تم تخفيض انبعاثات الكربون بمقدار يساوي انبعاثات الكربون السنوية لـثلاثة آلاف وتسعمائة سيارة تقريبا. وأثناء عملية التبريد، يتم نقل المبرد بثاني أكسيد الكربون مباشرة إلى أنابيب التبريد بالموقع للقيام بالتبادل الحراري. وبالمقارنة مع نظام التبريد التقليدي، يمكن توفير استهلاك الطاقة الشامل بأكثر من 40%، وتتجاوز نسبة كفاءة استرجاع الحرارة الضائعة 75%.

بالإضافة إلى ذلك، حسّن مركز ووكسونغ للألعاب الجليدية بشكل فعال تأثيرات الإضاءة للغرف الوظيفية الموجودة فوق وتحت الأرض من خلال تحسين تخطيط المبنى، والاستخدام المعقول للحوائط الستارية الشفافة والمناور والساحات المغمورة وغيرها من طرق الإضاءة الطبيعية الأخرى، وتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية من خلال تدابير مثل تركيب مكونات توليد الطاقة الكهروضوئية على أسطح البنايات واستخدام مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED). يمكن لنظام توليد الطاقة الكهروضوئية بمقدار 600 كيلووات المثبّت على أسطح مركز ووكسونغ للألعاب الجليدية أن ينتج حوالي 700 ألف كيلووات/ ساعة من الكهرباء سنويا في المستقبل، مما يوفر جزءا من الطاقة الكهربائية التي يحتاجها مركز الرياضات الجليدية. قال خوان أنطونيو سمارانش ساليساتش، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس لجنة التنسيق لأولمبياد بكين الشتوية 2022، إنها المرة الأولى في تاريخ الأولمبياد التي تتم فيها تغطية جميع الملاعب الأولمبية بالكامل بالطاقة الكهربائية الخضراء، ويعتبر هذا إحدى النقاط البارزة لأولمبياد بكين الشتوية.

في الوقت نفسه، تم تجهيز مركز ووكسونغ للألعاب الجليدية أيضا بأجهزة استرجاع الحرارة الكاملة لوحدات مكيفات الهواء ووحدات مناولة الهواء النقي، بكفاءة استرجاع بنسبة 70%، حيث يمكن تبريد وتسخين الهواء النقي الذي يدخل إلى داخل المركز مسبقا عن طريق نظام التهوية، ومن ثم توفير الطاقة التي تستخدمها مكيفات الهواء.

أصبح إستاد العاصمة للألعاب الرياضية، الذي بُني في خمسينات القرن العشرين واستضاف العديد من المسابقات، الملعب الأكثر استخداما للتبريد المعتمد على ثاني أكسيد الكربون بعد التجديد والإصلاح. ويمكن أن تقام فيه مسابقات الجليد الدولية والمحلية الرفيعة المستوى بعد انتهاء الأولمبياد الشتوية، بالإضافة إلى ضمان احتياجات الألعاب الأولمبية الشتوية، يمكن أن يكون مكانا للتدريب الاحترافي للرياضيين، ومرفقا رياضيا لترويج وتعميم الرياضات الجليدية بين الشباب.

يأخذ تصميم الإستاد الوطني للتزلج السريع في الاعتبار قابلية استخدامه بعد انتهاء الأولمبياد الشتوية، فتُستخدم فيه وحدات التحكم الفرعية لتقسم سطح الجليد إلى عدة مناطق، ويتم تبريده وفقا لمعايير الألعاب المختلفة في المناطق المختلفة، فيمكن أن يستوعب أكثر من ألفي فرد للاستمتاع بجميع الرياضات الجليدية، مثل هوكي الجليد والتزلج السريع والتزلج الفني والكيرلنغ بعد أولمبياد بكين الشتوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن منطقة مكتب شوقانغ التابع للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين والأنشطة المعنية، تستفيد بشكل مستفيض من المرافق التي تم تجديدها في حديقة شوقانغ، بحيث لا تلبي الزيادة المتدرجة في احتياجات المساحات المكتبية للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين فحسب، وإنما أيضا تقلل من التأثير السلبي على الموارد والبيئة.

القرية الأولمبية الشتوية الإيكولوجية الخضراء

تقع في شمالي مدينة بكين مجموعة من البنايات العالية والمنخفضة مثل التلال المتموجة، ألوانها تضفي على البنايات المحيطة بها جمالا وروعة. إنها قرية بكين الأولمبية الشتوية التي سيقيم فيها لاعبو الرياضات الثلجية والمسؤولون المرافقون لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية.

في قرية يانتشينغ الأولمبية الشتوية، بين الباحات والأفنية، تم صنع "العش المريح" للأشجار باستخدام الأحجار المستخرجة من نفس المكان، واستخدم البناءون الحصى الناتجة عن عملية الحفر والبناء بشكل كامل وصنعوا بها "الجدار الحجري داخل القفص المكعب" الفريد من نوعه، والذي يتطابق بشكل رائع مع الأبواب والنوافذ ذات الألوان الخشبية في المداخل المسقوفة، في محاكاة للنمط الفريد للبيوت الريفية الجبلية في الصين.

تقع منطقة يانتشينغ لمنافسات الأولمبياد الشتوية في جبل هايتوه على ارتفاع أكثر من 2000 متر فوق سطح البحر، وخلال مرحلة بناء منطقة المنافسات وتشغيلها، تواصل هذه المنطقة الاهتمام بحماية التنوع البيولوجي. وقد أنشأت مؤسسة البناء قسما خاصا لحماية البيئة الإيكولوجية، لحماية الأشجار في الأماكن نفسها وفي الأماكن المحيطة أو نقلها في أماكن بعيدة.

وفقا للسيد وو شي قه، المدير العام للشركة الوطنية المحدودة للتزلج على الجبال العالية، فإنه في عملية التصميم والبناء، ومن أجل حماية البيئة الطبيعية المحيطة إلى الحد الأقصى، تمت المحافظة على الأشجار الأصلية باعتبارها المناظر الطبيعية الرئيسية لقرية يانتشينغ الأولمبية الشتوية. في الوقت الحاضر، تمت حماية 313 شجرة في الأماكن نفسها في قرية يانتشينغ الأولمبية الشتوية أو نقلها وزرعها في أماكن أخرى. في الوقت نفسه، تم إنشاء قناة لحماية الحيوانات في قرية يانتشينغ الأولمبية الشتوية. وفي محيط موقع البناء، غالبا ما كانت تظهر حيوانات صغيرة مثل السناجب والسحالي والأرانب البرية، ومن أجل تقليل تأثير البناء على البيئة الطبيعية المحيطة والحيوانات الصغيرة حول مواقع البناء، اُستخدم الحصى والمواد الأخرى لبناء موائل للحيوانات الصغيرة، مما أظهر صورة التعايش المتناغم بين الناس والحيوانات، وجعل قرية يانتشينغ الأولمبية الشتوية قرية إيكولوجية حقيقية.

يتجسد في القرية الأولمبية الشتوية، التي يتمثل مفهومها المعماري في "السكان هم الجوهر"، براعة تصميم "وضع الإنسان في المقام الأول" في كل مكان. خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ستكون القرية الأولمبية الشتوية مكانا لراحة الأسرة الأولمبية؛ وبعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية، سيتم تخصيص الشقق فيها بسرعة إلى مساكن عامة للإيجار في بكين، وسيتم تأجيرها للأكفاء في العاصمة، مما يمكّن من تحقيق أهداف "إمكانية الاستغلال والإدارة والاستدامة" لأصول الألعاب الأولمبية الشتوية.

إعادة تدوير المياه في الملاعب

يُعتبر استخدام المياه في ألعاب الجليد والثلج مشكلة كبيرة. استخدام مياه الأمطار ومياه الثلج في المناطق الجبلية، وإعادة استخدام المياه المعالجة وتدفق مياه الجليد والثلج الذائبة، ومعالجة مياه الصرف الصحي، جميعها أمور تحتاج إلى النظر فيها مسبقا وتصميمها بصورة عقلانية.

يبلغ أعلى ارتفاع للمركز الوطني للتزلج على الجبال العالية في منطقة يانتشينغ للمنافسات حوالي 2200 متر. ووفقا لما ذكره لي تشانغ تشو، نائب مدير عام شركة بيكونغ جينغأو المحدودة للإنشاءات ببكين، فإن مياه صنع الثلج في المركز الوطني للتزلج على الجبال العالية تأتي من خزان فويويكو وخزان بايخباو، ويتم توصيل مياه صنع الثلج عبر خط أنابيب شامل تحت الأرض يبلغ طوله 5ر7 كيلومترات إلى خزان مياه جبلية على ارتفاع 1050 مترا فوق سطح البحر وإلى صهريج على ارتفاع 1290 مترا فوق سطح البحر ليتم تخزينها؛ ثم يتم ضخ المياه في نظام صنع الثلج لمختلف المضامير الثلجية من خلال محطة ضخ ثلاثية المراحل، حتى تصل المياه أخيرا إلى منصة الانطلاق القريبة من أعلى نقطة لجبل شياوهايتوه على ارتفاع 2198 مترا. وفي الوقت نفسه، تتم إعادة تدوير موارد المياه مثل مياه الثلج الذائبة ومياه الأمطار.

في حديقة يوندينغ للتزلج في منطقة تشانغجياكو للمنافسات ستة مضامير للألعاب الأولمبية الشتوية. قال شو ون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة مييوان (تشانغجياكو) المحدودة للسياحة ونائب المدير المسؤول عن ملاعب الموقع، إنه تمت إعادة بناء المضامير على أساس مضامير التزلج الثلجية الأصلية، مما خفّض من حجم البناء بأكثر من 15%. تتمتع حديقة يوندينغ للتزلج أيضا بخبرة وافرة في استعادة وتخزين مياه الأمطار والثلوج ومياه الثلج الذائبة لصنع الثلج في موسم الثلج التالي. وأضاف قائلا: "يجري تجديد وإصلاح وإعادة بناء الصهاريج الثلاثة الأصلية بحجم إجمالي 180 ألف متر مكعب، وبإضافة صهريج جديد تحت الأرض بسعة 100 ألف متر مكعب، وستصل السعة الإجمالية لتخزين المياه إلى 280 ألف متر مكعب، فيمكن أن تضمن تلبية احتياجات مياه صنع الثلج للمضامير في أولمبياد بكين الشتوية لعام 2022 وبطولة العالم للرياضات الثلجية لعام 2021 من مياه صنع الثلج".

بفضل التصميم المتكامل لاستخدام موارد المياه، المتمثل في "التسلل والاحتفاظ والتراكم والتنقية والاستخدام والصرف"، فقد حققت منطقتا يانتشينغ وتشانغجياكو للمنافسات الكسب المزدوج للاستخدام المستدام لموارد المياه وحماية البيئة الإيكولوجية. حيث تم إصلاح الأراضي المكشوفة، مثل مضامير الثلج ومنحدرات الطرق في منطقتي المنافسات والقرية الأولمبية الشتوية ومواقف السيارات باستخدام التربة والصخور والشجيرات والنباتات العشبية، التي تشبه قطعة كبيرة من "ماصة المياه"، لضمان تسرب مياه الأمطار بقدر المستطاع. كما تُستخدم المياه المنزلية في هاتين المنطقتين للمنافسات أيضا كمياه لتنظيف المراحيض وفي الري بعد معالجتها.

تقترب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية منا خطوة بخطوة. عندما تشاهد الألعاب، لا تنسَ تفقد تلك المرافق ذات المميزات الشيقة والرائعة.

--

 وانغ جينغ، صحفية بصحيفة ((الصين الرياضية اليومية)).

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4