تقع ولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق في وادي ييلي بغربي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وتوجد فيها جبال تيانشان الشامخة والأراضي العشبية الشاسعة والبحيرات الزرقاء وحقول الزهور الجميلة والساحرة، مما يجذب إليها عشرات الآلاف من الزوار الصينيين والأجانب سنويا. بالاعتماد على الموارد الطبيعية الجيدة والثقافة القومية العريقة، تعمل الحكومة المحلية على تنمية صناعة السياحة للتخفيف من حدة الفقر، مما يقدم القوة المحركة للنهضة الريفية باستمرار.

زهور الخزامى مفتاح الثراء

تشكل الحقول الواسعة لزهور الخزامى منظرا جميلا خلابا رائعا مع جبال تيانشان في قرية سيقونغ، التي تقع في بلدة لوتساوقو بوادي ييلي.

من الصعب أن نتخيل أن بحر الزهور الجميل والحالم في قرية سيقونغ كان أرضا حجرية قاحلة من قبل. التربة في قرية سيقونغ غير مناسبة لزراعة المحاصيل التقليدية، لأن طبقة التربة فيها رقيقة وكثيرة الرمل والحصى، لذا، ليس من السهل بقاء المياه في الأرض. قبل عشر سنوات، قام كوادر لجنة الحزب الشيوعي الصيني ابلدة لوتساوقو وقرية سيقونغ ببحوث واستطلاعات متكررة، ثم قرروا زراعة زهور الخزامى في القرية. بفضل المناخ المناسب والموقع الجغرافي الفريد، تنمو زهور الخزامى في قرية سيقونغ بشكل مزدهر، فقامت القرية ببناء المصانع لتصنيع الزيت والصابون والوسائد المعطرة وغيرها من المنتجات من زهور الخزامى.

باستخدام الخزامى كعنصر رئيسي للسياحة، بذلت قرية سيقونغ جهودها في بناء النُزُل ذات الجودة العالية، وشجعت القرويين على إعادة بناء منازلهم لتطوير صناعة السياحة التي تجمع بين مشاهدة المعالم السياحية والمطاعم والإقامة، وزيادة دخل القرويين. قال لي تسنغ جيه، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في بلدة لوتساوقو: "متوسط دخل الفرد في قرية سيقونغ حاليا حوالي ٢٢ ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 48ر6 يوانات حاليا)، ويصل عدد النُزُل فيها إلى 38 نُزُلا. في عام 2019، استقبلت القرية أكثر من مائتي ألف زائر.

يدير القروي ما لينغ فِيْ مصنعا لتجهيز زهور الخزامى المجففة، وفي منزله قاعة صغيرة لعرض المنتجات المصنوعة من الخزامى. عند حديثه عن زهو الخزامى، قال ما لينغ فِيْ بسعادة: "زهور الخزامى غيرت حياة عائلتي. في الماضي، لم أكن أملك حتى دراجة نارية، ولكن الآن اشتريتُ سيارتينن." حاليا، يقوم ما لينغ فِيْ ببيع المنتجات المصنوعة من الخزامى على الإنترنت، وببيعها للزوار والزبائن، يمكنه الحصول على أكثر من ثلاثمائة ألف يوان سنويا.

بالإضافة إلى تعزيز التكامل العميق بين الزراعة المحلية الخاصة والسياحة الريفية، تستكشف قرية سيقونغ حاليا تطوير نموذج جديد لتنميتها، هو "السينما+ السياحة". أوضح لي تسنغ جيه، أن قرية سيقونغ تقدمت بطلب لإنشاء قاعدة للسينما والتلفزيون. في نفس الوقت، تقوم بتقديم القرية ومعالمها على العديد من منصات بث الأفلام والمسلسلات الدرامية سعيا لجذب المزيد من الزوار لزيارة القرية وبيع المنتجات فيها، مما يعزز تنمية صناعة السياحة المحلية، ويزيد دخل المحليين.

راع من القازاق يستفيد من تنمية السياحة

تقع منطقة نالاتي السياحية في وسط منطقة جبال تيانشان، والطرف الشرقي من وادي ييلي المعروف بلقب "جنوب اليانغتسي خارج السور العظيم"، وتضم الأراضي العشبية المحيطة ومضمارات السباق، وغيرها من الأماكن السياحية، باعتبار محطة استقبال الزوار لبلدة نالاتي بمحافظة شينيوان مركزا لها. وهي المنطقة التي يتركز فيها أبناء قومية القازاق، ولا تزال تحتفظ بالتقاليد القديمة لقومية القازاق وثقافة المراعي.

عند المشي في منطقة نالاتي ذات المناظر الخلابة، يمكنك رؤية السياح على ظهور الخيول في كل مكان، بين التلال الخضراء والعشب الأخضر، مما يشكل مناظر طبيعية رائعة.

تأتي هذه الخيول من جمعية الفروسية التعاونية بقرية آلاشان، التي تأسست في مايو عام 2013، وأعضاؤها الرئيسيون هم رعاة من قرية آلاشان. قال تابوسي، مسؤول عام الجمعية: "قبل إنشاء الجمعية، كنت آخذ خيولي إلى المنطقة السياحية من أجل جذب الزوار وكسب الرزق. ومع ذلك، كان بعض الزوار يسقطون من فوق ظهر الخيول بسبب عدم كفاية إجراءات السلامة، وكان التعويض الذي أقدمه للزوار المصابين أكثر مما أكسبه." ثم مع ازدياد عدد الزوار إلى منطقة نالاتي السياحية تدريجيا، خطر ببال تابوسي إنشاء جمعية تعاونية، فتقدم بطلب إلى الحكومة المحلية. بعد موافقة الحكومة المحلية، استثمرت منطقة نالاتي السياحية ستمائة ألف يوان لبناء مرافق الخدمة العامة مثل مرابط الخيول والسياجات والمكاتب وغيرها، وقدمتها للجمعية التعاونية مجانا.

مع تطور صناعة السياحة في منطقة نالاتي السياحية، يزداد عدد المزارعين والرعاة المحليين المشاركين في إدارة جمعية الفروسية التعاونية. خلال موسم الذروة السياحي، تقدم 160 حصانا من الجمعية خدمة للزوار في المنطقة السياحية، ويبلغ متوسط الدخل اليومي لكل منها 200 يوان خلال الموسم السياحي من مايو إلى أكتوبر، ويبلغ الدخل الإجمالي لكل حصان 35 ألف يوان سنويا، ويبلغ الدخل الصافي لكل حصان حوالي عشرين ألف يوان سنويا. تقدم الجمعية التعاونية حاليا فرص عمل لمائة وستين شخصا، وتساعد عشرين أسرة فقيرة على التخلص من الفقر.

 آرشينغ، شاب من قومية القازاق عمره سبعة وعشرون عاما. كان فقيرا مسجلا في قرية آلاشان. توفي والده وهو صغير، فقامت والدته بتربيته وشقيقه الأكبر بمفردها. في الماضي، كانت عائلته تعيش بشكل أساسي على الرعي، وكان دخلها ضئيلا للغاية. في عام 2016، شارك آرشينغ في جمعية الفروسية التعاونية لتقديم خدمة تأجير الخيول في المنطقة السياحية، ثم نجح في التخلص من الفقر في عام 2018. في الوقت الراهن، يتمتع آرشينغ بدخل مستقر، وقد انتقل إلى منزله الجديد، كما أنه يستعد للزواج هذا العام لإكمال أهم أمر في حياته. لم تساعده الجمعية التعاونية في الحصول على عمل فحسب، وإنما أيضا وفرت له الحياة السعيدة والرفاه. قال آرشينغ: "أحببتُ الخيول منذ صغري. وقد بدأت المشاركة في سباق الخيول عندما كنتُ في الخامسة أو السادسة من عمري، لذلك أحب هذا العمل الذي أمارسه الآن كثيرا، وهو عمل ملائم للغاية، أذهب إلى مكان العمل وأعود إلى المنزل بكل سهولة."

 بالإضافة إلى إنشاء جمعية الفروسية التعاونية، تشجع منطقة نالاتي السياحية المزارعين والرعاة المحليين أيضا على المشاركة في صناعة السياحة، من خلال الانضمام إلى الجمعية التعاونية لخيام يورت، وتشغيل النُزُل والفنادق والمطاعم وغيرها، من أجل زيادة دخلهم. وزوجة تابوسي نفسها تدير نُزُلا يقع على الطريق السريع الوطني رقم 218. مع دخلها من الجمعية الفروسية، تكسب أسرتها سنويا ثلاثمائة ألف يوان. وفقا للإحصاءات، توفر منطقة نالاتي السياحية وظائف لثمانية آلاف شخص، مما يقدم فرص العمل بشكل غير مباشر لعشرة آلاف شخص.

تنمية صناعة السياحة تؤدي إلى تحويل أسلوب الإنتاج للمحليين، وتزداد سبل دخلهم، كما تقدم القوة المحركة المستمرة لنهضة الأرياف.

نشر ثقافة الموطن بالغناء

تقول كلمات أغنية "مناجاة مربية النحل": "الآن لقد ترسخت في الأراضي العشبية، أفكر في الماضي الجميل لبلدة كوكو توهاي، أتمنى أن تكون هذه الحنونة مثل زهرة اللوتس الثلجية، تتفتح في نالاتي ..." هذه الأغنية اتي ألفها وان هاي تاو رئيس وعازف القيثار في فرقة نالاتي الموسيقية، منتشرة ومشهورة في منطقة نالاتي السياحية.

وُلد وان هاي تاو في نالاتي، ويحب الموسيقى منذ صغره. عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره، ذهب إلى تشنغدو لكسب الرزق من خلال المشاركة في الموسيقى الفلكلورية. في نهاية عام 2018، دعت منطقة نالاتي السياحية وان هاي تاو إلى انشاء فرقة موسيقية لترويج المنطقة سياحيا بطريقة الثقافة+ السياحة. وافق وان هاي تاو على الفور، ثم عاد إلى مسقط رأسه، وجمع الأصدقاء المحليين الآخرين ممن لديهم أحلام وموهبة موسيقية، وشكل فرقة الموسيقى المكونة من تسعة أعضاء. تعتمد الفرقة بشكل أساسي على دمج موسيقى قومية القازاق والموسيقى الحديثة، مع استخدام الآلات الموسيقية القومية مثل دومبرا وناي سيبيزغي في أغنياتها، مما يعكس الثقافة العريقة الفريدة لقومية القازاق.

قال وان هاي تاو: "كان من الصعب حقا أن أمارس الغناء في تشنغدو، لأنه لا يمكنني الحصول على دخل مستقر. عندما عدت إلى نالاتي، أشعر بجذوري في قلبي وما يهوى قلبي. الشيء الأهم هو أنني يمكن أن أركز على تأليف الموسيقى بدون قلق من البطالة وقلة الدخل." مع تنمية صناعة السياحة في نالاتي، لا يتمتع وان هاي تاو بدخل شهري مستمر وثابت فحسب، وإنما أيضا يحصل على المزيد من الدعوات لتقديم عروض موسيقية خارج نالاتي، حاليا، يبلغ دخله الشهري أكثر من عشرة آلاف يوان. لا يحل تطوير السياحة مشكلة توظيف العمالة المحلية فحسب، وإنما أيضا يوفر منصة للعديد من الشباب الطامحين لإظهار مواهبهم وتحقيق أحلامهم وإثبات ذاتهم.

يشعر وان هاي تاو بسرور لأنه يستخدم الموسيقى للتعريف ببلدته وثقافتها. قال: "آمل أن تتمكن فرقتنا من نشر الثقافة الموسيقية المميزة والجميلة لقومية القازاق خارج شينجيانغ وحتى خارج الصين، ليتسنى للمزيد من الناس معرفة موطننا الجميل. هذه هي أمنيتنا الكبرى."

بالنسبة لمنطقة نالاتي، فإن تنمية صناعة السياحة هي وسيلة هامة لتحقيق ازدهار الصناعات فيها والحياة الرغيدة للقرويين المحليين. في الوقت الحاضر، تلعب السياحة دورا أكثر بروزا في نهضة الأرياف. في الأول من يونيو 2021، نفذت الصين ((قانون تعزيز النهضة الريفية لجمهورية الصين الشعبية)) رسميا، مما يقدم ضمانا قويا لتبني إستراتيجية نهضة الأرياف. ينص القانون أيضا على كيفية تطوير صناعة الثقافة والسياحة. تحت توجيه القانون، ستتطور صناعة السياحة في ولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق بشكل صحي ومستدام وشامل، مما يجعل المزيد من المزارعين يستفيدون منها، ويعزز إستراتيجية النهضة الريفية، التي تهدف إلى ازدهار الصناعات المحلية والبيئة الصالحة للعيش، والحضارة الريفية، والحوكة الفعالة، والحياة الثرية.