يونغليان، قرية كانت فقيرة وهي تقع على ضفة نهر اليانغتسي في بلدة نانفنغ بمدينة تشانغجياكو بمقاطعة جيانغسو. بنيت يونغليان على قطعة من أرض مستصلحة كانت مستنقعا. على مدار الأربعين عاما الماضية من الإصلاح والانفتاح، حدثت هنا تغييرات هائلة، وأصبحت يونغليان من بين أفضل القرى الإدارية في الصين من حيث الحجم الاقتصادي. في السنوات الأخيرة، استكشف أهل يونغليان سبل تنشيط المناطق الريفية من حيث تقاسم ثمار النمو الاقتصادي وضمان الحقوق السياسية والمدنية والتنمية المستدامة للمناطق الريفية.

ازدهار التنمية الصناعية

في سنة ألف وتسعمائة وسبعين، تم تحويل التربة السبخة في يونغليان إلى حقول، وفي السنة التالية تم إنشاء هذه القرية الصغيرة التي كانت الفقيرة، وبدأ حفر أحواض تربية الأسماك وإنشاء العديد من مصانع المعالجة الصغيرة فيها، وفي سنة ألف وتسعمائة وأربع وثمانين أقيم مصنع يونغليان لدرفلة الصلب بأموال تم جمعها من أهل القرية. وقد تطور هذا المصنع الصغير إلى مجموعة يونغقانغ، وهي مؤسسة كبيرة تجمع بين إنتاج ومعالجة الفولاذ. لقد اتبعت يونغليان، في كل خطوة من خطوات تطورها، السياسات الوطنية والبحث الدقيق وتقدير اتجاهات التنمية والاستكشاف المتعمق للموارد المحلية.

قال وو هوي فانغ، وهو نائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لقرية يونغليان: "بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في سنة 2012، وفي مواجهة تطور وتغيرات الوضع الاقتصادي الجديد، بدأت مجموعة يونغقانغ مسيرة تحويل وترقية صناعية شاملة. أولا، تم العمل على تسريع ترقية المنتجات للتركيز على إنتاج الفولاذ الخاص العالي الجودة؛ ثانيا، يتم تصدير المنتجات إلى 112 دولة ومنطقة حول العالم من خلال الاستفادة من مبادرة "الحزام والطريق". ثالثا، تحويل المجموعة إلى مؤسسة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، وتطوير الاقتصاد الدائري الأخضر بقوة؛ رابعا، القيام بالتنمية المتنوعة، حيث تم تطوير الصناعات المختلفة بقوة، مثل التجارة المالية وتصنيع المعدات ومواد البناء والتشييد والاقتصاد الدائري، إلخ. في عام 2020، بلغت إيرادات مجموعة يونغقانغ 101 مليار يوان، وحققت أرباحا وضرائب بلغت ستة مليارات يوان."

بقيادة مجموعة يونغقانغ، باعتبارها الكيان الرائد في القرية، حقق التصنيع في يونغليان تطورا سريعا، كما تسارعت عملية بناء التحول الحضري في القرية. قال وو هوي فانغ إن أبناء يونغليان يحرصون على مجموعة يونغقانغ بشدة، وبفضلها حققت القرية التحول الحضري بعد سنوات عديدة من التطوير، من دون أن يغادر القرويون موطنهم. وقد أنشأت يونغليان منطقة سكنية للقرويين- بلدة يونغليان وفقا لمعايير التحول الحضري والتحديث، تبلغ طافتها الاستيعابية أكثر من عشرين ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء مرافق البنية التحتية مثل الشوارع التجارية والمدارس والأسواق الزراعية لكي يتمتع القرويون بتحسين البيئة المعيشية والظروف الناجمة عن التحول الحضري.

أدى التطور المستمر للتصنيع والتحول الحضري إلى المطلب الحتمي للتحديث الزراعي. ولذلك تنقل قرية يونغليان حقوق إدارة الحقول الزراعية من القرويين إلى إدارة القرية الجماعية، لتقوم التعاونيات الاقتصادية للقرية بتخطيط موحد، وتستخدم التقنيات والمعدات الزراعية المتقدمة على نطاق واسع، وقد قامت على التوالي ببناء قواعد الشتلات والحبوب والزهور والفواكه والخضراوات وقواعد المنتجات المائية الخاصة وحديقة "جيانغنان" الزراعية والثقافية. في السنوات الأخيرة، عززت قرية يونغليان التنمية المتكاملة للزراعة من خلال دمج شركة توصيل الأغذية الطازجة وشركات السياحة في القرية.

قال السيد وو: "إن تعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض الزراعي هو إطلاق الحيوية الكاملة لجميع جوانب الزراعة، وبناء سلسلة الصناعة الزراعية بأكملها، وترقية سلسلة القيمة، من أجل ازدهار الصناعة الريفية."

قرية صديقة للبيئة وصالحة للعيش

مفتاح تنشيط المناطق الريفية هو جعلها ملائمة للعيش فيها. قال وو هوي فانغ: "لفترة طويلة، التزمنا دائما بمفهوم التنمية الخضراء." من وجهة نظره، فإن البيئة الإيكولوجية الجيدة تعتبر ثروة ثمينة للريف.

يرى وو هوي فانغ أن قرية يونغليان اكتسبت الكثير من الخبرة في بناء بيئة إيكولوجية خضراء وصالحة للعيش. في السنوات الأخيرة، استثمرت مجموعة يونغقانغ حوالي ستة مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات) في توفير الطاقة وجعل المجموعة صديقة للبيئة. وصلت مستويات جميع الانبعاثات في المجموعة إلى أكثر معايير الانبعاثات صرامة في المنطقة وفي قطاع صناعة الفولاذ، وقد حصلت المجموعة على لقب "المصنع الأخضر" ولقب "المؤسسة النموذجية لإدارة سلسلة الإمداد الخضراء" من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية. في الوقت نفسه، تقوم القرية بتوسيع نطاق الترفيه الثقافي وسياحة العطلات وغيرها من المشروعات الترفيهية المميزة، بالاعتماد على عادات مناطق جنوب نهر اليانغتسي والعادات الثقافية المحلية، لبناء بلدة ذات أساليب وعادات ريفية، وتحويل مناظر الزهور والنباتات والعمل الزراعي، وما إلى ذلك، إلى منتجات سياحية.

مع تطور المجتمع، استثمرت قرية يونغليان أكثر من تسعة ملايين يوان في الفرز الذكي للمخلفات، وهي الأولى في هذه الناحية. تشتمل المعدات التي تم تركيبها لعملية فرز المخلفات على صناديق الفرز الذكية ومركبات تجميع ونقل المخلفات المتنوعة وأجهزة التحلل الجزيئي لنفايات المطبخ، التي يمكنها معالجة 300 كيلوغرام من النفايات يوميا. كما تم بناء مركز توعية وتعليم حول فرز المخلفات، وأقيم مركز لفرز المخلفات وأماكن أخرى لتحسين مظهر القرية.

حوكمة ديمقراطية وفعالة

قال وو هوي فانغ إن وظائف القرية الإدارية تنعكس في جانبين رئيسيين؛ أحدهما هو ازدهار الصناعة وتنمية وتوسيع الاقتصاد الجماعي، والآخر هو الحوكمة الريفية الفعالة وتوفير خدمات عامة متكافئة. ومع ذلك، فإنه مع تطور الصناعة ونموها، هناك حاجة إلى المزيد من أكفاء الإدارة المهنية. لذلك من الضروري فصل الوظائف السياسية والاقتصادية للجنة القرية الإدارية والتعاونيات الاقتصادية الجماعية، بحيث تتولى لجنة القرية وظيفة الحوكمة الاجتماعية، وتركز التعاونيات الاقتصادية على تطوير الصناعة.

في عام 2010، أنشأت القرية لجنة مجمع يونغخه لتتولى وظائف الإدارة الاجتماعية والخدمات التي كانت تمارسها لجنة القرية في السابق. في عام 2013، بدأت التعاونية الاقتصادية لقرية يونغليان في العمل، وتقوم بالتشغيل والإدارة الموجهين نحو السوق في الزراعة والسياحة والمطاعم والتدريب وإدارة الممتلكات وغيرها من الصناعات في إطار التعاونية الاقتصادية للقرية.

في عام 2009، بدعم من الهيئة القيادية الأعلى، أنشأت قرية يونغليان فريق يونغليان القيادي لتنسيق الشؤون الاجتماعية، حيث أرسلت بلدة نانفنغ بمدينة تشانغجياكو قوات إنفاذ القانون مثل الأمن العام والإدارة الحضرية والصحة والصناعة والتجارة إلى قرية يونغليان، وحققت قرية يونغليان بذلك تكافؤ الإدارة العامة والخدمات العامة في المناطق الحضرية والريفية.

من أجل تحقيق الإدارة الذاتية للقرويين بشكل كامل وجعل الديمقراطية في المستويات القاعدية مرئية وملموسة، أقامت قرية يونغليان قاعة لمجلس القرويين، تتسع لمئات المندوبين عند الاجتماع، وهي مجهزة بشاشة عرض LED كبيرة للبث المباشر في الوقت الفعلي عند عقد الاجتماع، وممر الزيارات للقرويين للاستماع. يمكن للقرويين مشاهدة الإجراءات في الوقت الحقيقي في المنزل من خلال البث الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، ستعقد قرية يونغليان أيضا مؤتمرا تمثيليا لأعضاء التعاونيات الاقتصادية ومؤتمرا لممثلي مجمع يونغخه كل عام لمناقشة وصنع القرارات الخاصة بقضايا التنمية الاقتصادية الجماعية والإدارة الذاتية المجتمعية في القرية.

شعور أقوى بالكسب

قال وو هوي فانغ: "الغرض من تنميتنا هو تقاسم ثمار التنمية وتحقيق الرخاء المشترك وتلبية حاجة الشعب إلى حياة أفضل. وطالما أننا نحافظ على نيتنا الأصلية ورسالتنا، يمكننا دائما المضي قدما واتخاذ القرارات وخطط التنمية من منظور حماية مصالح الشعب. "

بسبب النمو المستمر وتطور الصناعة، قامت قرية يونغليان بعملية دمج القرى المجاورة لتوسيع حجمها بخمس مرات، وزاد عدد سكانها من سبعمائة إلى أكثر من عشرة آلاف. ومع ذلك، لا تعرف قرية يونغليان "التمييز بين القرويين الأصليين والقرويين الجدد"، فيتم التعامل مع جميع أفراد يونغليان على قدم المساواة.

في بداية القرن الحادي والعشرين، قامت مجموعة يونغقانغ التي تديرها القرية بإصلاح نظام المؤسسة مرتين، فمن أجل تمكين القرويين من الاستمتاع بأرباح التنمية، تحفظ المؤسسة في الإصلاح نسبة 25% من حقوق ملكية الشركة لجميع القرويين. لذلك، يمكنهم أن يحصلوا على ما يقرب من 200 مليون يوان من أرباح الأسهم كل عام، بمتوسط ​​عشرة آلاف يوان كأرباح نقدية للفرد كل عام.

يتمع أهل القرية بمزيد من الإحساس بالربح والسعادة، وهو ما ينعكس أيضا في جميع جوانب التوظيف وفرص التعليم والرعاية الطبية. من حيث تقاسم فرص العمل، فإنه من أجل إعادة توطين بعض القرويين الذين يفتقرون إلى فرص العمل بسبب المؤهلات الأكاديمية المنخفضة، أنشأت يونغليان شركة للعمالة والأمن، ووقعت اتفاقيات للقيام بأعمال التنظيف والحماية الخضراء والخدمات الأمنية مع الشركات المحيطة لتوفير وظائف للعمالة المنخفضة المهارة؛ ومن حيث التعليم، استثمرت القرية تباعا في بناء وإعادة بناء وتوسيع مدرسة يونغليان الابتدائية، وتحويل المزايا الاقتصادية للقرية إلى مزايا ظروف الدراسة البيئية للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت قرية يونغليان بشكل خاص "مؤسسة من أجل الشعب"، والتي تتلقى تبرعات فردية تزيد عن 20 مليون يوان كل عام للإنفاق على مشروعات الرعاية العامة مثل المعاشات التقاعدية والتعليم والتخفيف من حدة الفقر ومساعدة المعاقين والتعليم.

في حديثه عن التنمية الريفية من الرخاء الشامل إلى التحديث الأساسي، قال وو هوي فانغ إن المفتاح هو تحقيق تحول الصناعات وآليات الإدارة وفريق الأكفاء. أما في المستقبل، فيأمل أن تصبح قرية يونغليان "رائدة تحقيق التحديث الأساسي للمناطق الريفية في مدينة سوتشو".