ملف العدد < الرئيسية

تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية

: مشاركة
2021-03-04 10:01:00 الصين اليوم:Source باي تشون لي:Author

((توصيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن صياغة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية وأهداف رؤية لعام 2035)) التي أجازتها الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، اتخذت ترتيبات شاملة لتعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية، على أساس الفهم العميق لتغيرات الأوضاع المحلية والدولية الراهنة، والحاجة الملحة إلى إمداد علمي وتكنولوجي عالي الجودة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ملتزمة بالجمع بين توجيه العمل نحو الهدف وتوجيهه نحو المشكلة، مما أشار إلى اتجاه التقدم ودليل أعمال الابتكار العلمي والتكنولوجي لـ"الخطة الخمسية الرابعة عشرة" وللفترة القادمة.

العلوم والتكنولوجيا الإستراتيجية الوطنية تدفع التطور القافز لأعمال العلوم والتكنولوجيا في الصين

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وضعت اللجنة المركزية للحزب، الذي يمثل الرفيق شي جين بينغ نواتها، الابتكار العلمي والتكنولوجي في المكانة المحورية للوضع العام للتنمية الوطنية، ونفذت إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار بشكل عميق، وعززت قوة العلوم والتكنولوجيا الإستراتيجية الوطنية بقوة لم يسبق لها مثيل، ودفعت ارتقاء الفعالية الكلية لمنظومة الابتكار الوطنية بشكل واضح، وقادت ودفعت قضية العلوم والتكنولوجيا الصينية لتحقيق التغيرات والإنجازات التاريخية التالية:

القوة العلمية التكنولوجية الكلية تعززت بشكل واضح. في عام 2019، بلغ حجم إنفاق الصين على البحث والتطوير 21ر2 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا)، وقد سجل هذا المبلغ رقما قياسيا، فهو يمثل 23ر2% من ناتجها الإجمالي المحلي، متجاوزا المستوى المتوسط للاتحاد الأوروبي. احتل عدد براءات الاختراع الممنوحة محليا المرتبة الأولى في العالم لسنوات متواصلة، واحتل عدد طلبات تسجيل براءات الاختراع الذي قُدم من خلال معاهدة التعاون بشأن البراءات (PCT)، المرتبة الأولى في العالم، واحتل عدد الأطروحات العلمية والتكنولوجية الدولية وعدد الأطروحات المستشهد بموضوعاتها المرتبة الثانية في العالم، فأصبحت الصين مساهمة هامة في الابتكار العلمي والتكنولوجي في العالم. وفي تصنيفات تقييم الدول الأكثر نفوذا في العالم فيما يتعلق بالقدرة على الابتكار، كانت الصين في في طليعة البلدان النامية، وتم إدراجها بنجاح بين البلدان المبتكرة.

تحقيق اختراقات في المجالات الهامة والاتجاهات الرائدة. ارتفعت القوة الكلية للبحوث الأساسية الصينية ارتفاعا واضحا، ودخل المستوى الكلي للكيمياء وعلم المواد والفيزياء والهندسة وغيرها من العلوم إلى الصف الأمامي في العالم، وحققت سلسلة من ثمار الابتكار الهامة في الاتجاهات الرائدة للمعلومات الكمومية، والموصلية الفائقة القائمة على الحديد، والنيوترينو، والخلايا الجذعية، وعلوم الدماغ، وغيرها، وحققت اختراقات هامة في دفعة كبيرة من مجالات التكنولوجيا العالية الإستراتيجية مثل الطيران الفضائي المأهول والقمر الاصطناعي لاستكشاف القمر ونظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وطائرة الركاب الضخمة والغواصات المأهولة وحاملات الطائرات والقطارات الفائقة السرعة والجيل الخامس للاتصالات النقالة المحمولة والحوسبة الفائقة ونقل وتحويل كهرباء الجهد الفائق والجيل الثالث لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، مما قدم مساهمة هامة في تطوير زخم جديد للتنمية الاقتصادية ودفع تحول نمط الصناعات والارتقاء بمستواها وضمان أمن الدولة. بالإضافة إلى ذلك، لعب الابتكار العلمي والتكنولوجي دورا هاما لا بديل له في مكافحة وباء كوفيد- 19 وكسب المعركة الحاسمة ضد الفقر وضمان وتحسين معيشة الشعب وبناء الصين الجميلة وغيرها.

التحسن المستمر للتخطيط المكاني للابتكار العلمي والتكنولوجي. تدفع الصين بقوة بناء مراكز ابتكار العلوم والتكنولوجيا الدولية في بكين وشانغهاي ومنطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، حيث تسرع في بناء منصات الابتكار العلمي والتكنولوجي ذات التأثير العالمي، وبدأت في بناء المراكز العلمية الوطنية على نحو شامل في حي هوايرو ومنطقة تشانغجيانغ للعلوم والتكنولوجيا العالية في شانغهاي ومدينة خفي بمقاطعة آنهوي وغيرهما. تتعاظم بشكل مستمر قدرة المناطق النموذجية الوطنية للابتكار، والمناطق الوطنية للعلوم والتكنولوجيا العالية وغيرهما من المناطق الهامة للابتكار، مما يقود إلى ارتقاء مستوى التنمية المدفوعة بالابتكار في المناطق حولها، ويتشكل هيكل الابتكار الإقليمي المتعدد الخصائص والتنمية المتناسقة بسرعة.

أهمية تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية

في الوقت الحالي، يشهد العالم تغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل خلال مائة سنة، وقد أصبح الابتكار عنصرا حاسما يؤثر في هيكل التنافس العالمي. تحولت الصين إلى مرحلة التنمية العالية الجودة، وتواجه مختلف المخاطر والتحديات والاختناقات بنشاط، وطرحت مطالب أعلى وأكثر إلحاحا للابتكار العلمي والتكنولوجي. على أساس دخول صفوف الدول الابتكارية، ستدخل الصين الصف الأمامي في الدول الابتكارية بحلول عام 2035، وتبني دولة قوية في العلوم والتكنولوجيا في العالم بحلول أواسط القرن الحالي.

تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية اختيار حتمي لمواجهة التعديل العميق لهيكل التنافس الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الدولي واغتنام فرص الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي. من ناحية، فإن تأثيرات وباء كوفيد- 19 واسعة وعميقة وبعيدة، وتتعرض العولمة الاقتصادية للتيار المضاد، وتواجه سلسلة الصناعات وسلسلة العرض في العالم صدمات بسبب العوامل غير الاقتصادية، وتتعرض التبادلات والتعاونات العلمية والتكنولوجية الدولية للحواجز، وأصبح الوضع الخارجي للتنمية الاقتصادية والتنمية العلمية والتكنولوجية للصين أكثر تعقدا. ومن ناحية أخرى، تتطور دورة جديدة من الثورة العلمية والتغيرات الصناعية بسرعة، وتتشابك وتندمج مختلف العلوم والمجالات بشكل عميق، وتنتشر وتتداخل على نطاق واسع، مما أدى إلى اتجاه الاختراقات المتعددة والاختراقات الجماعية، حيث تهتم الدول الرئيسية بالمجالات الابتكارية الهامة التي يمكن فيها تحقيق اختراقات ثورية وتواصل الاستثمار في الاتجاهات التقنية الهامة، سعيا إلى كسب زمام المبادرة في هيكل التنافس الجديد. سيساعد تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية على إفساح المجال كاملا لمزايا تعدد التخصصات والمؤسسية، وتسريع تحقيق اختراقات هامة في مجالات التقنيات المفتاحية والجوهرية وتحقيق التنمية العلمية الصينية المعتمدة على نفسها، والإمساك بزمام المبادرة للابتكار والتنمية، وبينما تشارك في التنافس والتعاون الدوليين في مجال العلوم والتكنولوجيا، ستساهم الصين بمزيد من الحكمة الصينية والقوة الصينية في تنمية وتقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم.

تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية مطلب موضوعي لتوليد زخم تنمية جديد ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة. لا غنى عن الدعم الإستراتيجي للابتكار التكنولوجي، سواء تعلق الأمر بتشكيل طاقة محركة جديدة للتنمية، أو بتطوير صناعات ناشئة، أو بتحويل الصناعات التقليدية والارتقاء بمستواها أو بتحسين معيشة الشعب وحماية البيئة الإيكولوجية وضمان أمن الدولة. ولكن ينبغي أن ندرك بشكل عميق أن قدرة الصين على الابتكار ما زالت لا تتفق مع متطلبات التنمية العالية الجودة، وقدرتها على البحوث الأساسية والابتكار الأصلي ليست قوية، وبشكل عام، لم يتغير الوضع الذي تتعرض فيه الصين للقيود من قبل الآخرين في التقنيات الجوهرية في المجالات المفتاحية. أمام سلسلة من الفرص الجديدة والتحديات الجديدة الناجمة عن التغيرات العميقة للبيئة المحلية والدولية، اتخذت اللجنة المركزية للحزب اختيارا إستراتيجيا هاما للإسراع في تشكيل نمط تنمية جديد يكون فيه التداول المحلي هو القوام الرئيسي ويعزز التداول المزدوج المحلي والخارجي كل منهما الآخ، وإنما الابتكار العلمي والتكنولوجي هو المفتاح لتشكيل هذا النمط الجديد للتنمية. سيساعد تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية على الاستفادة بشكل أفضل من مزايا النظام الوطني الجديد في ظل ظروف اقتصاد السوق الاشتراكي، وتحسين قدرات الابتكار المستقلة من خلال التعاون بين مختلف القوى في التغلب على الصعوبات، وتوفير دعم علمي تكنولوجي أقوى لشق طريق التنمية العالية الجودة وتحقيق مزيد من النمو المدفوع بالابتكار.

تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية سبيل هام لتحسين ترتيب نظام الابتكار الوطني وقيادة ودفع ارتقاء القوة الشاملة للابتكار العلمي والتكنولوجي. تعتبر القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية "فريقا وطنيا" للابتكار العلمي والتكنولوجي، ويمثل المستوى الأعلى للابتكار العلمي والتكنولوجي الوطني، وركيزة نظام الابتكار الوطني. من خلال استعراض مسيرة تطور الدول القوية في العلوم والتكنولوجيا في العصر الحديث، يمكن أن نجد أن إنشاء وتطوير مؤسسات البحث العلمي الوطنية والجامعات البحثية على المستوى المرتفع وبناء وتحسين المنصات الهامة لدعم التنمية العلمية والتكنولوجية وتنظيم تنفيذ المشروعات العلمية والتكنولوجية الهامة وغيرها، تلعب دورا هاما في دفع الارتقاء السريع بقدرة البلاد على الابتكار العلمي والتكنولوجي والمحافظة على تفوق  قدرتها التنافسية. في مرحلة التنمية الراهنة لبلادنا، فإن تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية وتحقيق التنمية العالية الجودة للمؤسسات الهامة في المناطق والمجالات الهامة يساعد على تحسين ترتيب نظام الابتكار الوطني الكلي وقيادة ودفع ارتفاع قدرة الركائز الأخرى والأطراف الأخرى في نظام الابتكار الوطني، وفي النهاية تحقيق تحسين القوة العلمية والتكنولوجية الشاملة للبلاد والفعالية الشاملة لنظام الابتكار.

وحدات الابتكار العالية المستوى حامل هام للقيام بنشاطات الابتكار العلمي والتكنولوجي العالية المستوى، كما أنها رمز هام لدولة قوية في العلوم والتكنولوجيا. ينبغي أن ننسق موارد الابتكار في كل البلاد وأن ندفع بناء المختبرات الوطنية وقاعات البحوث، وأن نسرع في إعادة تشكيل منظومة المختبرات الوطنية الهامة، وأن نعمل على تقوية وتطوير وتحسين المختبرات الوطنية الهامة، وتعزيز تشابك واندماج العلوم المتعددة ورفع القدرة على تحمل وإنجاز المهمات العلمية والتكنولوجية الوطنية الهامة.

--

باي تشون لي، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4