ملف العدد < الرئيسية

حياة جديدة لأبناء قومية يي في ليانغشان

: مشاركة
2020-09-22 14:37:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في ساعة مبكرة من يوم الحادي والعشرين من أغسطس سنة 2020، استيقظ أهل قرية سانخه الجديدة ببلدة سانتشاخه في محافظة تشاوجيويه بولاية ليانغشان في مقاطعة سيتشوان على صوت الدجاج. رافق رليه يوتسونغ، البالغ من العمر خمس عشرة سنة، جده وجدته إلى منحدرات الجبال المحيطة ليحصدوا الحنطة السوداء. ستبدأ الدراسة في المدارس بعد أيام، ويود رليه يوتسونغ قبل ذلك مساعدة أسرته في جني الحنطة السوداء من سفوح الجبال المحيطة بمنزلهم.

سارالجد والجدة مع حفيدهما أكثر من نصف ساعة في الليلة السابقة، من القرية التي انتقلوا إليها بسفح الجبل ليعودوا إلى منزلهم القديم بقرية سانخه القديمة فوق جبل ريبوجيناي.

بعد ساعتين، عندما تغلغلت أشعة الشمس الدافئة وسط السحب وبسطت ضوءها على منحدرات جبل ريبوجيناي، جنى الجدان والحفيد ما يقرب من نصف المساحة المزروعة بالحنطة السوداء والتي تزيد عن مو (الهكتار يساوي 15 مو). بالنسبة لأبناء قومية يي، مثل الشباب من جيل رليه يوتسونغ، لا يمكنهم الاستغناء أو الابتعاد عن الأرض، على الرغم من تحسن حياتهم، وزراعة وحصاد الحنطة السوداء هي أهم الأعمال الزراعية لهم.

"شكرا جزيلا للرئيس شي! بفضله انتقلنا إلى منزل جديد!"

تقع قرية سانخه في أعماق جبل داليانغ، حيث تتناثر تسع قرى طبيعية فوق قمة الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 2500 متر فوق سطح البحر، وهي نموذج لقرى قومية يي التقليدية. نظرا لارتفاع الجبال والطرق البعيدة، ووسائل المواصلات الصعبة، لم يتمكن الكثير من أبناء تلك القرى من مغادرة الجبل طوال حياتهم، بل إن العديد منهم لم يذهب قط إلى القرى والبلدات المحيطة. وبسبب الانغلاق والتخلف والفقر كانت تلك المنطقة بمثابة "النقطة العمياء" و"العظمة الصلبة" في أعمال مكافحة الفقر بالصين.

في الحادي عشر من فبراير عام 2018، جاء الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة شي جين بينغ إلى قرية سانخه، لزيارة الفقراء هنا وتفقد الوضع الحالي لأعمال مكافحة الفقر بها. قال رليه يوتسونغ: " دخل الرئيس شي إلى منزلنا وصافح يد جدتي، قالت جدتي إنها كما لو كانت تحلم، فالرئيس شي أتى إلى هنا بالرغم من انشغاله بالعديد من المسؤوليات! هذا الحدث الهام جعل جدتي ونحن جميعا نشعر بالدفء والسعادة الغامرة. أعرب الرئيس شي عن تمنياته بأن تنعم جدتي بالعمر المديد والصحة الجيدة، وتمنت جدتي أن يعتني بصحته أيضا." منذ ذلك الوقت، تجلس الجدة أمام التلفاز يوميا في تمام الساعة السابعة مساء، لتتفقد من خلال "نشرة الأخبار" أين ذهب الرئيس شي. وهي تقول دائما بلهجة قومية يي: "شكرا لك أيها الرئيس شي".

خلال العام التالي، حدثت تغيرات جذرية في حياة رليه يوتسونغ وأهل قرية سانخه. قال رليه يوتسونغ: "أتاحت سياسة إعادة التوطين للتسع وعشرين أسرة في القرية الانتقال إلى بيوت جديدة بسفح الجبل، وأصبح لكل أسرة منزل مساحته أكثر من مائة متر مربع، وصار بوسعنا أن نتمتع بماء الصنبور النظيف ونعيش حياة عصرية. وبعد الانتقال إلى المنزل الجديد، حصلت الجدة ذات الصحة الجيدة على عمل من المناصب الخيرية في القرية، بدخل ثابت قدره خمسمائة يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) شهريا، وأصبحت عائلتنا تربي الأبقار والأغنام، حتى وصل متوسط دخل الفرد في الأسرة إلى عشرين ألف يوان في العام الماضي."

بفضل التعليم المهني، تمكن رليه يوتسونغ من اجتياز الاختبارات، ليصبح واحدا من خمسين طالبا متميزا حصلوا على منح تعليمية بولاية ليانغشان، وذهب للدراسة قي المرحلة الإعدادية بمدرسة ميانيانغ الإعدادية الثانية عام 2018. يأمل رليه يوتسونغ أن يجتاز اختبارات القبول للمرحلة الثانوية، ليلتحق أخيرا بجامعة المعلمين. قال: "أريد أن أعود إلى هنا وأن أصبح معلما بعد أن أتخرج في الجامعة، لأساعد المزيد من الأطفال في الجبل على تغيير مصائرهم من خلال الدراسة والتعليم."

قال رليه يوتسونغ إنه جدته لديها رغبة وحلم لم يتحققا بعد منذ انتقالها إلى المنزل الجديد وحتى الآن، فهي "تتمنى أن يعود الرئيس شي إلى سانخه مرة أخرى عندما يسمح له الوقت، تريد أن تقول له: شكرا لكم أيها الرئيس شي، نحن نعيش الآن بسعادة في منزل جديد."

"أتمنى أن يصبح للأطفال مستقبل مشرق"

في دار قديمة مظلمة رطبة مبنية بالطين، لا تدخلها أشعة الشمس، في قرية سانخه القديمة، حيث كان يعيش فيها جيهاو يتشو، قال: "الآن منزلي مساحته أكثر من مائة متر مربع، وبه مطبخ ودورة مياه منفصلة."

جيهاو يتشيو، الذي جاوز عمره أربعين سنة لديه خمسة أطفال، وكان الفقر هو العقبة الكبرى في حياته هو وأسرته. في الحادي عشر من فبراير عام 2018، دخل الرئيس الصيني شي جين بينغ منزله، وتعرف على أحوال أسرته، وشجعهم على العمل الجاد ليتخلصوا من الفقر وينعموا بحياة جيدة. وعندما غادر الأمين العام للحزب الشيوعي منزلهم، بادر بالتقاط صورة جماعية مع العائلة. قال جيهاو يتشيو: "ما لم نتوقعه هو أن الرئيس أرسل لاحقا شخصا ليوصل لنا الصورة الجماعية موضوعة في برواز. وقد علقنا الصورة في الغرفة الرئيسية بالمنزل. إن اهتمام الرئيس الصيني بنا أعطاني أنا وأسرتي الثقة والقوة لمكافحة الفقر والتخلص منه."

بعد انتقالهما للقرية الجديدة، شارك جيهاو يتشيو وزوجته بحماسة في المدرسة المسائية ‏لتعلم لغة بوتونغهوا (الصينية الفصحى) والمهارات المختلفة. قال لي كاي، السكرتير الأول لقرية سانخه، إن ‏عائلة جيهاو يتشيو افتتحت متجرا صغيرا، كما يعمل جيهاو يتشيو حاليا موظفا في نقطة خدمة مساعدة المزارعين في السحب من البطاقات المصرفية من فرع تشنغدو لبنك رنمين(الشعب)، بالإضافة إلى أنه يستغل مهارات البناء التي تعلمها في المدرسة المسائية ليحقق دخلا من مائة وخمسين إلى مائتي يوان في اليوم. وأضاف: "وصل متوسط دخل الفرد في عائلة جيهاو يتشيو إلى 12800 يوان في العام الماضي، وسيتمكن من التخلص من براثن الفقر بكل سهولة بالتأكيد في نهاية هذا العام."

يتمنى جيهاو يتشيو وزوجته بعد أن تتحسن أحوال معيشتهم يوما بعد يوم، أن يتمكنوا من جني المزيد من المال "ليتعلم أطفال العائلة بمدارس جيدة، ليكون لهم جميعا مستقبل مشرق".

"منزل جميل وحياة طيبة"

باعتبارها "العظمة الصلبة" في أعمال مكافحة الفقر، أصبحت قرية سانخه نموذجا لمساعدتها من قبل الجهات المختلفة في التخلص من الفقر. وكنموذج للتعاون بين شرقي وغربي الصين في أعمال الحد من الفقر، تبرعت مقاطعة قوانغدونغ بأربعة عشر مليون يوان لبناء تسعة مواقع لإعادة التوطين في قرية سانخه، وبناء منازل آمنة لمئة وسبع وأربعين عائلة فقيرة. كما اتخذت فوشان بمقاطعة قوانغدونغ الطريقة الصناعية في مساعدة الفقراء كتدبير رئيسي في تحقيق التحول من مرحلة "نقل الدم" إلى مرحلة "صنع الدم" لقرية سانخه، حيث خصصت ستة ملايين يوان لزراعة ألف مو (هكتار واحد يساوي 15 مو) لعقار يونموشيانغ (Aucklandia lappa Decne) الصيني، ودعم تربية أربعة آلاف صندوق من النحل الصيني، ودعم تربية بقر السمنتال وغيرها من المشروعات، ومساعدة القرويين على إنشاء تعاونيات زراعية وتعاونيات لتربية الماشية، لقيادتهم للسير على طريق التنمية الزراعية الحديثة.

من أجل تمكين القرويين من الانتقال إلى المناطق المناسبة والعيش المستقر والحصول على العمل وتحقيق الثراء، وقعت مجموعة بيقوييوان اتفاقية دعم مع قرية سانخه، بموجبها ستثتثمر المجموعة 8ر9 ملايين يوان في بناء قاعدة تعليمية تدمج بين المطاعم والثقافة والسياحة في هذا العام. وحاليا، توفر القاعدة بالفعل 38 وظيفة للأسر الفقيرة في القرية.

قال جيانغ جي تشو، أحد الموظفين الحكوميين المرابط مؤقتا بمحافظة تشاوجيويه للمساعدة في أعمال الحد من الفقر بفوشان في قوانغدونغ: "نأمل أن يجلب بناء مثل هذه القاعدة لقرية سانخه المزيد من الأشخاص والمال، حتى يتمكن المزيد من أهل القرية من الحصول على وظائف وكسب الأموال، وبجانب ضمان العيش بمنازل جيدة، يتمكنون من حياة جيدة، ويكون لهم دخل شهري مستمر لا ينقطع."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4