ملف العدد < الرئيسية

النساء يقهرن الفقر في ليانغشان

: مشاركة
2020-09-22 14:34:00 الصين اليوم:Source تشانغ وي لان:Author

في العائلات الفقيرة، المرأة هي نصف السماء لها. ثمة قصص لا تحصى لنساء قطعن رحلة مكافحة الفقر والتخلص منه وصولا إلى تحقيق الرخاء.

تحرص الصين على مساعدتها كافة مواطنيها لضمان الطعام الكافي واللباس الدافئ والمسكن الآمن، والحصول على التعليم الإلزامي وخدمات الرعاية الصحية الأساسية كجزء من حملتها للتخفيف من حدة الفقر. من الأهمية بمكان أن يتم تحفيز الفقراء على تحمل المسؤولية والمشاركة بنشاط في مشروعات التخلص من الفقر. في رحلتي الأخيرة التي استغرقت سبعة أيام إلى محافظة تشاوجيويه في ولاية ليانغشان الذاتية الحكم بمقاطعة سيتشوان، اكتشفت أن النساء اللائي ينتمين إلى أسر فقيرة يتحملن العبء الأكبر لدعم عائلاتهن. وفيما يلي بعض القصص عن رحلاتهن مع الفقر وسعيهن للتخلص من الفقر.

التطريز للخروج من الفقر في محافظة تشاوجيويه

 آهاي ميباوي، ذات الواحد وثلاثين ربيعا، لم تحلم يوما بأن تنتقل إلى منزل جديد في مركز ليانغشان، مساحته مائة متر مربع، فيه غرف نوم وحمام ومطبخ وغرفة معيشة. عندما كانت صبية، اضطرت هذه ابنة قرية قوتسو إلى ترك والديها والفقراء في المنطقة الجبلية المهجورة التي يعيشون فيها، من أجل العمل سعيا وراء الرزق. آنذاك، لم يكن لديها شيء تأخذه معها سوى ثياب وزوج من القفازات أعطتها لها والدتها.

تتذكر آهاي تلك الفترة من حياتها قائلة: "كنت أعمل في مصنع في قوانغدونغ، وكانت أيامي صعبة. كنت غريبة ووحيدة في مدن المقاطعة الصاخبة. لم أنس قط من أنا أو من أين أتيت." قالت إن حلمها كان أن تعيش حياة كريمة مثل السكان المحليين الذين قابلتهم أثناء وجودها في قوانغدونغ. أخيرا، تحقق حلم الفتاة، فقد عادت إلى ليانغشان بعد أن قضت فترة طويلة في قوانغدونغ، وتزوجت ورزقت بأطفال. كان زوجها، ومازال، يعمل أيضا كعامل مهاجر، ولكن كان من الصعب على الأسرة المكونة من ستة أفراد العيش بدخلهم البالغ ثلاثة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) شهريا. كانت أسرة آهاي تقيم في دار بسيطة مبنية بالطوب اللبن، وتم إدراج عائلتها في قائمة العائلات الفقيرة.

بدأت السلطات المحلية في ليانغشان في مساعدة الأشخاص الذين يعيشون في مساكن متداعية في المناطق الريفية بالمحافظة على تجديد منازلهم، ونقل من يعيشون في مناطق غير صالحة للسكن إلى مواقع إعادة التوطين في نهاية يوليو 2020، من أجل مساعدتهم على التخلص من براثن الفقر.

أشار جيسه فانغسن، نائب رئيس محافظة تشاوجيوي، إلى أن "إعادة التوطين تمكن أهالي القرى الفقيرة من العيش حياة أفضل". وأضاف: "لدى النساء المقيمات في مواقع إعادة التوطين فرصة لزيادة دخلهن وإعالة أسرهن دون الاضطرار إلى مغادرة منازلهن ولا يحتجن إلى الاعتماد على أبنائهن أو أزواجهن للتخلص من الفقر."

في مايو 2020، انتقلت آهاي مع زوجها وأطفالها الأربعة إلى بيت جديد بتجمع سكني في تشاوجيويه، وهو الأكبر من نوعه في ليانغشان، وقد انتقل إليه 1428 أسرة كانت فقيرة. يضم التجمع مركزا لرعاية الأمومة والطفولة ومركزا للتدريب على الوظائف وسوبر ماركت ومركز خدمة يقدم الاستشارات القانونية والخدمات الطبية ومركز نشاط للمسنين وقاعات للقراءة والترفيه، وغيرها من المرافق. بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية وسوق للمنتجات الخارجية قيد الإنشاء في الوقت الحاضر. بدأت آهاي المشاركة في برنامج خاص للتطريز وأنجبت ابنها الرابع بعد فترة وجيزة من انتقالها إلى المجمع السكني.

قالت آهاي: "حاليا، أكسب مائة وستين يوانا في اليوم من تطريز الجوارب في المنزل. أشعر بالسعادة والرضا لأنني قادرة على كسب لقمة العيش بينما أعتني بأطفالي". كذلك تحصل آهاي على دخل إضافي من خلال تأجير بعض حقولها للتعاونيات الزراعية المحلية.

معلمات في قرية جيبانادا الفقيرة

عندما التقيت لوه ينغ، كانت تُدرس الشعر لستة وثلاثين طالبا في مرحلة ما قبل المدرسة مع معلمة أخرى في بيت تم تحويله إلى فصل دراسي في قرية جيبانادا الفقيرة في تشاوجيويه. قالت لوه: "نحن نسمي أنفسنا موجهات ومربيات وليس معلمات. نحن مسؤولات عن تعليم الصينية الفصحى (بوتونغهوا) للأطفال من قومية يي ومساعدتهم على تطوير العادات الجيدة."

منذ عام 2015، تبذل حكومة ولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي جهودا لدعم دور الحضانة بها، وخلق المزيد من الفرص للأطفال من العائلات الفقيرة. في مايو 2018، تم إعفاء جميع أبناء قومية يي الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات من الرسوم الدراسية في دور الحضانة في المناطق الريفية في ليانغشان، من أجل تشجيعهم على الحضور وتعلم الصينية الفصحى.

أشارت صحيفة سيتشوان اليومية إلى أن ما يقرب من مائة وعشرين ألف طفل التحقوا بأكثر من ثلاثة آلاف روضة أطفال في الولاية منذ إطلاق البرنامج، من بينهم مائة واثنا عشر ألفا وثمانمائة طفل من إحدى عشرة محافظة كانت تعاني من الفقر المدقع في ذلك الوقت، وسيتم فتح أربعمائة دار حضانة أخرى قريبا.

قالت لوه: "يستمتع الأطفال بوقتهم في دور الحضانة، ويتم تقديم الغداء لهم مجانا. يتعلم الأطفال التحدث باللغة الصينية ويصبحون أكثر انفتاحا، وهذا يجعل الآباء مطمئنين على أطفالهم أثناء العمل. يرغب العديد من الأطفال في تعليم والديهم كيفية التحدث باللغة الصينية الفصحى."

درست لوه تخصص الأدب واللغة الصينية بإحدى الكليات في سيتشوان، وتفهم أهمية تعليم اللغة الصينية لأطفال قومية يي. قالت: "بوتونغهوا هي اللغة الرسمية في الصين وتستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد. من المهم أن يتعلمها أطفال قومية يي حتى يكون لديهم القدرة على العمل والدراسة في مناطق أخرى في المستقبل."

وأضافت لوه: "مرحلة ما قبل المدرسة أصبحت شائعة في ليانغشان. هناك حاجة ملحة لمزيد من المعلمين لهذه الفئة العمرية." كما أشارت إلى أنها تعتقد أن الحكومات المحلية يجب أن توفر المزيد من الدورات التدريبية للمعلمين في ليانغشان ويجب زيادة رواتبهم حتى يصبح المزيد من الناس مهتمين بهذه المهنة.

قال جيسه فانغسن: "يلعب التعليم دورا هاما في وقف توارث الفقر عبر الأجيال. تُمكّن مرحلة ما قبل المدرسة الأطفال الذين هم جزء من عائلات ليانغشان الفقيرة من قدرة أكثر على المنافسة. لا ينبغي أن تكون اللغة حاجزا يمنعهم من الانخراط في المجتمع المعاصر والسعي لتحقيق حياة أفضل."

نساء بوتو يطاردن الفقر بالصناعات

تقيم بي تشيوي في محافظة بوتو في ليانغشان. حتى وقت قريب، كانت فقيرة جدا، فقد كان الدخل السنوي لأسرتها لا يزيد عن ألفين وتسعمائة يوان، يكسبونها من بيع الذرة والدجاج والبطاطس. على الرغم من أنها في العقد السابع من عمرها، أرادت بي تشيوي مساعدة أسرتها للتخلص من الفقر.

بدأت بي تشيوي العمل في مزرعة للتوت البري على الهضبة في بلدة توجي في بوتو منذ حوالي عام، وتحصل حاليا على 2400 يوان شهريا. ترتدي هذه السيدة ملابس العمل برفقة زوجها كل صباح على عكس معظم نساء يي، اللواتي يرتدين عادة سترات مطرزة وتنورات طويلة مطوية ذات طبقات متعددة. وقد توفي ابناهما، ولذلك يعتنيان بأحفادهما الخمسة.

تعتبر الأراضي الزراعية بمثابة شريان حياة للعديد من أبناء قومية يي. تحاول عائلة بي تشيوي الاستفادة من حقولها قدر الإمكان وتؤجر حاليا للحكومة المحلية 2ر1 هكتار من حقولها التي تبلغ مساحتها 4ر1 هكتار.

قالت بي تشيوي مبتسمة: "أتيحت لنا الفرصة للانتقال إلى بيت جديد على بعد بضعة كيلومترات فقط من منزلنا القديم. زوجي يرعى الأغنام والماشية، بينما أعمل في مزرعة التوت البري في المنطقة، ونحن نزرع الذرة والبطاطس على مساحة 2ر0 هكتار من الأرض التي لم نؤجرها للحكومة."

التوظيف جزء حاسم من التنمية المستدامة ورفاه الناس، يساعد أفراد الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال والمسنين، على حماية حقوق الإنسان الخاصة بهم. أدى تطوير الصناعات إلى خلق العديد من الوظائف الجديدة في ليانغشان في السنوات الأخيرة. تساعد مشروعات زراعة التوت البري في بوتو على الحد من الفقر المدقع، وتحسين حياة السكان، وتمكين المرأة من المساهمة في حماية البيئة.

أشار مدير مزرعة التوت البري في الهضبة إلى أن تسعة آلاف شخص عملوا في المزرعة منذ إنشائها، 60% منهم كانوا من أسر فقيرة عندما بدأوا العمل.

أمنية بي تشيوي في هذه المرحلة من حياتها هي ضمان حصول أحفادها الخمسة على تعليم جيد. قالت: "عملت بجد من أجل البقاء على قيد الحياة في الماضي. آمل أن يتمكن أحفادي في المستقبل من الازدهار والعيش حياة أفضل من حياتنا."

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4