ملف العدد < الرئيسية

أحداث سعيدة في أبولوها

: مشاركة
2020-09-22 14:33:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في يوم تشوشو "حد الحرارة" وهو واحد من أربعة وعشرين يوما شمسيا محددا وفقا للتقويم القمري الصيني ويعتبر نهاية فترة الصيف الحارة، بدأ موسم جني الجوز والديش الصيني في جبال داليانغ. في صباح اليوم الرابع والعشرين من شهر أغسطس، تساقطت أمطار خفيفة في قرية أبولوها، وعلى الفور أسرع تشيشاتسيأر ابن قرية أبولوها وزوجته بتخزين الجوز الذي جفّفاه في الهواء بعد قطفه من الأشجار قبل أيام. بفضل تشغيل الطريق العام إلى القرية، سيأتي تجار إلى القرية لشراء الجوز، ليحصل الزوجان على أول دخل لعائلتهما من المنتجات الزراعية في سنة 2020.

تقع قرية أبولوها في ناحية وويي التابعة لمحافظة بوتوه في ولاية ليانغشان الذاتية الحكم بمقاطعة سيتشوان. هذه القرية التي يحدها نهر من جانب وجبال من الثلاث جهات الأخرى، كان لا يمكن دخولها والخروج منها إلا عبر طريقين فقط: الأول طريق الجرف الجبلي الممتد لمسافة أربعة كيلومترات ويمكن السير عليه مشيا فقط، ثم اجتياز جبل ترتفع قمته عن سفحه حوالي ألف متر، من أجل الوصول إلى قرية أخرى تتوفر فيها خدمة المواصلات؛ والطريق الآخر هو الوصول إلى قاع الوادي، ومنه إلى ضفة النهر المقابلة عبر حبل العبور. في ستينات القرن العشرين، قامت الحكومة المحلية بعزل أكثر من ثلاثمائة شخص مصابين بالبرص في قرية أبولوها، فحملت القرية اسم "قرية البَرَص" لفترة. مع تقدم الطب والعلاج، اختفى البَرَص من هذه القرية، ووصل إليها الطريق والمواصلات ومياه الشرب والمعلومات والتقنيات. أبولوها التي كانت فقيرة ومنغلقة ومتخلفة، استقبلت "حياة جديدة".

حدث سعيد للعائلة

يعمل تشيتسيشيقان الابن الأكبر للسيد تشيشاتسيأر خارج القرية، وقد عاد مع صديقته إلى مسقط رأسه في العاشر من يوليو، فكان ذلك حدثا سعيدا عظيما لقرية أبولوها التي تسكنها خمس وستون عائلة تضم مائتين وثلاثة وخمسين فردا.

قال تشيشاتسيأر إن صديقة ابنه فتاة غريبة عن القرية، وهي حرة في اختيار الزوج، وتناقش حاليا مسألة الزواج مع ابنه. بسبب الأفكار التقليدية، تتراوح قيمة هدايا الخطوبة في قرية أبولوها بين مائة ألف ومائتي ألف يوان. وقد باعت كثير من عائلات القرية ممتلكاتها بل واستدانت من أجل "مهر العروس"، بينما صديقة تشيتسيشيقان لم تطلب مهرا، ففي مسقط رأسها لا يقبلون هدايا الخطوبة، في تقليد جديد انتشر هناك. هذا الأمر يخفف كثيرا أعباء عائلة تشيشاتسيأر.

في أكتوبر سنة 2019، غادر تشيتسيشيقان مسقط رأسه إلى مدينة يانتاي بمقاطعة شاندونغ للعمل، وخلال الفترة التي أمضاها هناك تغيرت قرية أبولوها كثيرا. قال تشيتسيشيقان: "عندما غادرت أبولوها، مشيت على قدمي واجتزت جبالا لأكثر من أربع ساعات، ولكن رجعت إليها راكبا الباص الذي يصل إلى محطة قريبة من دارنا."

في بداية عام 2020، بدأ تشغيل التلفريك المكوكي "عربة الكابل" فوق الوادي في أبولوها، فانتهى تاريخ الخروج من القرية عبر تسلق الجرف الشاهق والصخور العالية؛ وفي السادس والعشرين من شهر يوليو 2020، بدأ تشغيل الطريق العام للقرية؛ وفي الثلاثين من يونيو، انتقل ثلاث وثلاثون عائلة في القرية، من بينها تسع وعشرون عائلة فقيرة إلى بيوت جديدة متكونة من طابقين. عائلة تشيشاتسيأر واحدة من تلك العائلات.

قال تشيشاتسيأر: "لم أدفع شيئا، وانتقلت إلى بيت جديد من طابقين تتجاوز مساحته ثمانين مترا مربعا، وفيه حمام مجهز وتلفزيون وغسالة. لم يتوقع أحد منا أن ننتقل من دار بالطوب اللبن إلى بيت واسع تدخله أشعة الشمس مكون من طابقين. الأكثر أن ابني صار لديه خطيبة خلال هذه الشهور القليلة."

الطريق إلى الحياة الجديدة

ذات يوم في شهر إبريل سنة 2020، أصيبت جيتسيموتسيتسوه زوجة تشيشاتسيأر بتضخم الكلى فجأة، فاتصل تشيشاتسيأر بمستشفى المحافظة للعلاج، فجاءت سيارة الإسعاف من المستشفى في الطرف الآخر للتلفريك المكوكي، فذهب الزوجان إلى المستشفى بسيارة الإسعاف مباشرة بعد نزولهما من التلفريك المكوكي. قال تشيشاتسيأر إن الوصول إلى المستشفى كان يستغرق خمس أو ست ساعات في السابق، ويعاني المرضى كثيرا. كانت أكبر مشكلة تواجه أبناء قرية أبولوها هي عند الإصابة بالأمراض والولادة، لأن المريض كان يضطر لركوب حصان للنزول من الجبل بكل ما يكتنف ذلك من ألم، وكثيرا ما تضع المرأة الحامل مولودها قبل الوصول إلى المستشفى. قال جيليتشيري، أمين لجنة الحزب الشيوعي الفرعية لقرية أبولوها، إن تحسين ظروف المواصلات حاجة ملحة لكل أبناء القرية.

أولت الحكومات على مستوى المقاطعة والمدينة والمحافظة اهتماما بالغا لصعوبة مواصلات قرية أبولوها، وقررت بناء "طريق إلى الحياة الجديدة" على الجروف الجبلية من أجل أبناء قرية أبولوها. قال تشن جيوي، من قسم التقنية والجودة لمجموعة سيتشوان المحدودة للطرق والجسور: "بسبب الارتفاع الكبير عن سطح البحر والظروف الجيولوجية الخاصة وسهولة تكسر صخور الجبال وكثرة الانجراف الجبلي، تحطمت بعض الحفارات أثناء العمل، بل وسقطت في الوادي العميق، وتوقفت عملية البناء لبعض الوقت."

في نوفمبر 2019، توقف المشروع بسبب الصعوبات الكثيرة. وفي هذه اللحظة الحاسمة، نظمت مجموعة سيتشوان المحدودة للطرق والجسور فريقا من كبار المهندسين ضم بضعة عشر أستاذا جامعيا للتغلب على تلك الصعوبات، وفي النهاية تم تحديد مشروع "النفق+ الجسر+ رصف الطريق" لبناء طريق بطول 8ر3 كيلومترات.

بعد جهود مضنية استمرت سنة كاملة، وبتكلفة بلغت عشرات الملايين اليوانات (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات حاليا) بدأ تشغيل طريق قرية أبولوها. في تلك الفترة تساءل كثير من الناس عن جدوى إنفاق هذا الحجم الكبير من الموارد البشرية والمادية والمالية في تلك الظروف الشاقة لإنجاز هذا المشروع، واقترح بعض مستخدمي شبكة الإنترنت إعادة توطين أبناء قرية أبولوها في أماكن جديدة باستخدام الأموال المخصصة لبناء الطريق وتوزيع ما يتبقى منها على عائلات الفلاحين. قال جيليتشيري، إنه من غير العملي إعادة توطين أبناء قرية أبولوها في أماكن جديدة، حيث يصعب على أبناء أبولوها الذين عاشوا في قريتهم المنعزلة عن الخارج عشرات السنين أن يتكيفوا مع بيئة جديدة غريبة، ومن الممكن عودتهم إلى الفقر سريعا بعد إنفاق الأموال. يبدو أن الاستثمار في بناء الطريق غير مربح في المدى القصير، غير أنه يجلب التنمية الطويلة المدى لأبناء القرية.

التنمية المستدامة

أضاف جيليتشيري: "تهدف بلادنا إلى تخليص كل المواطنين من الفقر بحلول نهاية العام الجاري، ولن نؤخر حركة البلاد كلها. وفقا للإحصاء، بلغ متوسط الدخل السنوي للفرد في قريتنا تسعة آلاف يوان في الفترة من أغسطس 2019 حتى أغسطس 2020. لقد حققنا هدف الخروج من قائمة القرى الفقيرة. إن تشغيل الطريق والباص والانتقال إلى المساكن الجديدة أحداث سعيدة لنا، ولكن أسعد حدث لنا هو التخلص من وصمة الفقر."

منذ سنة 2019، يقود جيليتشيري كل أبناء القرية لتطوير الزراعة الإيكولوجية الحديثة، حيث زرعوا البرتقال على مساحة 50 مو (الهكتار يساوي 15 مو) والمانجو على مساحة 120 مو والتي ستزداد إلى 500 مو، وتصبح زراعة المانجو قناة رئيسية لزيادة الدخل.

في سنة 2020، نظمت لجنة الحزب الشيوعي الصيني في قرية أبولوها ولجنة أبناء القرية تدريب كل العاملين على قيادة الحفارات وتقليم أشجار الديش الصيني والجوز، وأصبحت كثير من ربات البيوت ماهرات في تقليم أشجار الديش الصيني والجوز.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط جيليتشيري تحويل أكثر من ثلاثين دارا قديمة مطلة على نهر جينشا في قرية أبولوها إلى نُزل سياحية خاصة، بالاستفادة من السياسات الداعمة وإدخال الاستثمارات الأجنبية، وفتح خط سياحي قصير المدى على نهر جينشا، وتطوير سياحة تسلق الجبال والجروف والاستكشاف في الهواء الطلق ومعايشة التقاليد والعادات الشعبية وغيرها من المنتجات السياحية، سعيا إلى تحقيق التنمية الطويلة المدى والاقتصاد المستدام.

لن ينسى جيليتشيري الكلمات التي قالها الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ خلال جولته التفقدية في المنطقة المأهولة بأبناء قومية يي لجبال داليانغ قبل عيد الربيع في عام 2018، فقد قال: "سنحقق حياة أفضل للشعب، ولن تتخلف أي قومية أو عائلة أو فرد." إن حال قرية أبولوها اليوم أفضل تجسيد لأعمال حكومة ولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي والتي تعتبر إحدى مناطق الفقر المدقع على المستوى الوطني في مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف و"كسر العظام البالغة القساوة".

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4