ملف العدد < الرئيسية

الذكاء الاصطناعي يحسن الحياة

: مشاركة
2020-09-08 09:37:00 الصين اليوم:Source تشانغ شي:Author

بالنسبة لكثيرين، الذكاء الاصطناعي هو الروبوتات في أفلام الخيال العلمي وروبوت ألفا غو (Alpha Go)- أول روبوت ذكي يتغلب على لاعب ويتشي (لعبة غو). قد يبدو أن الروبوتات أشياء بعيدة عن حياتنا، لكن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين أوضحت لأول مرة في إبريل ٢٠٢٠ أن البنية التحتية الجديدة تشمل البنية التحتية للمعلومات والبنية التحتية المتقاربة والبنية التحتية للابتكار، هكذا، لفت الذكاء الاصطناعي انتباه الناس كممثل للبنية التحتية الجديدة.

الدكتور فان مياو، الذي يعمل في مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لجامعة تشينخوا الصينية، يجرب حاليا بحوثا حول تقنيتي التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية. كان يعمل كمتدرّب في مركز تقييم التوظيف المتعدد التخصصات (MSRA) وقسم معالجة اللغة الطبيعية في شركة بايدو الصينية ومعهد بوش للبحوث في أمريكا الشمالية (وادي السيليكون) بالولايات المتحدة الأمريكية، وباعتباره باحثا ذا خبرة طويلة، يدرك فان مياو أفضل من الآخرين كيف يسهل الذكاء الاصطناعي حياة الناس.

تطور التجارة الإلكترونية يستفيد من الذكاء الاصطناعي

التحق فان مياو بجامعة بكين للبريد والاتصالات لدراسة هندسة البرمجيات في عام ٢٠٠٨. في السنة الثانية من دراسته الجامعية، بدأت جامعة بكين للبريد والاتصالات تطبيق نظام جديد للتدريس، حيث سمحت لكل طالب باختيار أستاذه الخاص، سعيا إلى حث الطلاب على إيجاد اتجاه البحث المفضل لديهم مسبقا. عن طريق الصدفة، تم تعيين فان مياو في مختبر ذكاء المعلومات للمؤسسات، حيث عرف الذكاء الاصطناعي لأول مرة.

خلال دراسته، شارك فان مياو في برنامج تدريب الطلاب الجامعيين على الابتكار وريادة الأعمال لاختراع منتج التجارة الإلكترونية الذي يمكنه الحكم على الميول العاطفية للمستخدمين عبر مراجعاتهم. قال فان مياو: "استخدمنا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في هذا المنتج لتحليل مشاعر المستخدمين، وكان ذلك الأمر خطوة متقدمة جدا في ذلك الوقت." من الصعب أن يرضى المستخدمون تماما عن المنتج. في الماضي، كان الزبائن يعطون دائما درجات في التعليقات الخاصة بالمتاجر على الإنترنت، ولا يمكن للتجار معرفة مدى رضا الزبائن عن منتج معين عبر تلك الدرجات. أضاف فان مياو: "قد يكون المستخدمون راضين عن بعض خدمات المنتج، لكنهم غير راضين عن الخدمات الأخرى. لذا، حاولنا تصميم بعض الشبكات العصبية الاصطناعية لجمع مراجعات المنتجات من أجل تحليل انتباه المستخدمين حول سماتها. على سبيل المثال، في هاتف كبار السن، يركز بعض الزبائن على الشاشة في المراجعات، والبعض الآخر يركز على أزرار الهاتف، أما البعض الآخر فيركز على سرعة التشغيل وذاكرة الهاتف وغيرها. ما يجب علينا فعله هو جمع هذه البيانات وتحليلها من أجل السماح للكمبيوتر بالحكم على ما إذا كان الزبائن راضين أو غير راضين عن المنتجات." أصبح بإمكان التجار تقييم مراجعات الزبائن بهذه التكنولوجيا، مما يحسن الخدمات وارتياح الزبائن باستمرار.

فاز منتج التجارة الإلكترونية، الذي شارك في بحثه فان مياو مع فريق البحوث، بالجائزة الأولى لبرنامج تدريب الطلاب الجامعيين على الابتكار وريادة الأعمال. وقد تواصلت شركة آي بي إم (IBM) بفريق البحوث سعيا إلى إدماج هذه التكنولوجيا مع تقنية تحويل النص إلى كلام من أجل تحسين خدمة العملاء.

علاوة على ذلك، يضطلع الذكاء الاصطناعي بدور مفيد في تعزيز خدمة الدفع عبر الإنترنت والخدمات اللوجستية أيضا. أشار فان مياو إلى أن الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الناس في التجارة الإلكترونية في الصين قد احتل مكانة رائدة في العالم، وقال: "بالمقارنة مع التجارة الإلكترونية في البلدان الأخرى، تشهد التجارة الإلكترونية نموا كبيرا للغاية في الصين. ما أثار إعجابي هو خدمة الدفع. وقد حصلت على منحة دراسية من مجلس الصين للمنح الدراسية للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية في مارس من عام ٢٠١٥. آنذاك، كنت استخدم دائما بطاقة الائتمان والنقد والشيكات للدفع في الولايات المتحدة الأمريكية. كنت أحتاج إلى كتابة الشيك لدفع الإيجار، ثم يذهب صاحب العقار إلى البنك لصرف الشيك. حتى اليوم، معظم مدفوعات الهاتف النقال المتاحة في الولايات المتحدة تتم عن طريق تطبيقي ويتشات وآليباي." كما أشار فان مياو إلى أن كفاءة الخدمات اللوجستية هي إحدى مزايا التجارة الإلكترونية في الصين أيضا. قال: "عند إرسال أشياء بالبريد السريع في الصين، يمكن تسليمها في أقرب وقت ممكن وحتى في نفس اليوم. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن العادة أن يتسلم العميل الطرد بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وتبلغ تكلفة الطرد البريدي من 15 إلى 20 دولارا أمريكيا بسبب تكلفة العمالة العالية للغاية، وإذا تم الإرسال بالبريد العادي، يكون على العميل أن ينتظر لمدة شهر أو ربما أكثر من شهر."

تكنولوجيا الرؤية تجعل الحياة الذكية أفضل

وفقا لوصف فان مياو، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي ركز على المنتجات الصوتية( المنتجات النصية) منتجات الرؤية الآلية قبل عشر سنوات. أما الآن، فيركز الذكاء الاصطناعي على تطوير منتجات تكنولوجيا الرؤية. فقد شهدت تكنولوجيا الرؤية تطورا سريعا وحققت منجزات بارزة في السنوات العشر الماضية. يعتقد فان مياو أن هذا التطور قد استفاد من تحسين قدرة الكمبيوتر على معالجة البيانات وظهور منصة الحوسبة السحابية وظهور نموذج الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعلم العميق. تقنية التعرف على الوجه هي تكنولوجيا الرؤية الأكثر شيوعا في حياتنا. قال فان مياو: " قبل عشر سنوات، لم نكن نتخيل أنه بإمكاننا بطرفة عين وهزّ الرأس التعرف على الوجه من أجل إكمال عملية الدفع ومراجعة صندوق الادخار من خلال الهاتف النقال. خلال تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين، لا نزال نستخدم خدمة التعرف على الوجه حتى مع ارتداء الكمامات."

تُستخدم تكنولوجيا الرؤية في نظام الأمن أيضا. بإمكان الشرطة تحديد الأشخاص المتشبه بهم والتأكد منهم بشكل سريع ودقيق عن تطريق استخدام تقنيات التعرف على الوجه والتعرف على الجسد والمتابعة، واستعمال البيانات الكبرى لإنشاء المخططات حول إحصاءات الأشخاص وتحليل المتابعة للحصول على أدلة دقيقة شاملة بشكل سريع من أجل مكافحة الجريمة. يمكن لإدارة النقل تحليل الحالة العامة لحركة المرور في مدينة ما وتقييم المعلومات الدقيقة للمواصلات، مثل مؤشر أداء المرور. كما يمكنها تحديد السيارات المريبة وغير القانونية التي تمر بكل موقع تفتيش والتقاط الصور، مما يساعد القائمين على إدارة المدينة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، ويجعل المواطنين يشعرون بمزيد من الأمان. قال فان مياو: "إذا نريد مراجعة المعلومات حول صندوق الإدخار والحكومة والأمن العام، فإننا نحتاج إلى اجتياز عملية التحقق من نظام التعرف على الوجه الذي بُني على أساس المعايير الأمنية التي أصدرتها الصين، حتى أن بعض البنوك التجارية تقوم بوضع معايير أمنية أكثر صرامة على أساس المعايير الأمنية الصينية. يمكننا أن نرى كاميرات المراقبة في كل طريق ومنطقة سكنية وكل تجمع سكني. بفضل إقامة نظام المراقبة الشامل، يمكن للشرطة تتبع المجرمين في أي وقت لإلقاء القبض عليهم. كما يمكن للسكان طلب مراجعة فيديو المراقبة من أجل الحصول على الأدلة التي يحتاجون إليها، مما يحسن شعور السكان بالأمان."

قال فان مياو بصراحة: "يعرف معظم الناس الذكاء الاصطناعي من أفلام الخيال العلمي، وتلك الأشياء في الأفلام تختلف تماما عن الذكاء الاصطناعي في واقعنا. أعتقد أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحالية هي وسيلة تساعدنا على تحسين حياتنا بدلا من تغييرها. مثلا، عندما نشتري منتجات على الإنترنت، يوصي التطبيق بالمنتجات بدقة وفقا لتفضيلاتنا ورغباتنا؛ ونستطيع ترتيب الأعمال المصرفية عبر الهاتف النقال بدلا من الذهاب إلى البنك."

مع تطور البنية التحتية الجديدة، يرى فان مياو أن تقنية الذكاء الاصطناعي ستتطور إلى ثلاثة اتجاهات: التطبيقات العسكرية والمدنية وتطبيقات المؤسسات. قال: "الذكاء الاصطناعي له آفاق واسعة في المجال العسكري. أما الصناعة المدنية، فتسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لابتكار المنتجات المفيدة للحياة مثل التجارة الإلكترونية وأجهزة الذكاء الاصطناعي المساعدة والمنزل الذكي وغيرها. تهدف المؤسسات إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات البحث وتقديم التوصيات والدفع وغيرها من الخدمات الرئيسية، مما يحقق الفوز المشترك بينها وبين العملاء بشكل أسرع. كما تريد العديد من المؤسسات استخدام هذه التكنولوجيا للارتقاء بالمؤسسات التقليدية والسلاسل الصناعية."

في عصر الجيل الخامس، لا شك أن الذكاء الاصطناعي سوف يستخدم في المزيد من المناسبات في الحياة. ربما لا يعرف الناس تطور الذكاء الاصطناعي، لكنهم يتمتعون بالراحة والتسهيلات بفضل هذه التكنولوجيا.

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4