ملف العدد < الرئيسية

عندما يتعرض التوظيف لجائحة الوباء

: مشاركة
2020-06-18 14:27:00 الصين اليوم:Source هو يويه:Author

في العاشر من مارس عام 2020، اشترك تشانغ آن تسه خريج قسم الكيمياء التطبيقية، كلية الكيمياء والموارد، بجامعة الصين لعلوم الأرض بووهان في ملتقى للتوظيف عبر شبكة الإنترنت، وفاقت النتيجة توقعاته. قال: "لم أكن أتوقع أبدا أن أحصل على ثلاثة عروض في نفس الوقت. خريجو هذا العام أكثر بكثير من السنوات السابقة، وبالنظر إلى ما أحدثه فيروس كورونا الجديد من تأثير تسبب في تخفيض العديد من الشركات خطط التوظيف بها، مما كان له الأثر في إحداث ضغط كبير في البحث عن الوظائف. ولحسن الحظ فإنني بدأت في البحث عن عمل منذ شهر أكتوبر من العام الماضي."

مخاوف تشانغ آن تسه منطقية تماما، حيث تشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء إلى أن العدد المتوقع لخريجي الجامعات لعام 2020 سيصل إلى 74ر8 ملايين خريج، بزيادة قدرها 400 ألف خريج عن الأعوام السابقة. وقد أثر وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد الصيني، وجلب في الوقت نفسه تحديات غير مسبوقة للعمالة، فأصبح الخريجون والعمال المهاجرون هم المجموعة الأكثر تأثرا بالوباء.

يرتبط التوظيف ارتباطا وثيقا بسبل عيش الناس من ناحية، وباقتصاد الدولة من الناحية الأخرى، فهو أساس المعيشة والاستقرار. في الثاني والعشرين من مايو 2020، أشار رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في تقرير عمل الحكومة، إلى أنه سيتم العمل على توفير أكثر من تسعة ملايين وظيفة جديدة في المدن والبلدات، فيجب جمع قوة السياسات المالية والنقدية والاستثمارية لدعم استقرار التوظيف، وقال: "سنعمل جاهدين لتوفير الاستقرار للعمالة الحالية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز إعادة توظيف من فقدوا وظائفهم."

مساعدة الخريجين للبحث عن عمل

يتسم موسم التوظيف لعام 2020 بالتعقيد والقسوة، حيث يواجه العدد الهائل للخريجين من ناحية، وتقلص فرص التوظيف في خطط الشركات بسبب الوباء من ناحية أخرى.

في الثاني عشر من مايو، قال وانغ هوي مدير شؤون طلاب الجامعات بوزارة التعليم في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة التعليم، إنه سيتم مساعدة الخريجين في العثور على عمل من خلال توسيع قبول طلاب الدراسات العليا والطلاب الجامعيين النظاميين، وتحسين خدمات التوظيف، وتعزيز إرشادات التوظيف وتأخير تخزين ملفات خريجي هذا العام، وحث الشركات والهيئات العملية وتشجيعها لتوسيع خطط التوظيف الخاصة بها. وقال يان جيا، المسؤول عن مكتب إرشادات التوظيف للطلاب بجامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان التي تخرج فيها تشانغ آن تسه، إن عدد خريجي الماجستير بالجامعة لهذا العام يصل إلى 7010 طلاب، وقامت الجامعة حتى منتصف شهر مايو بتنظيم خمسة عشر ملتقى توظيف عبر شبكة الإنترنت وخمسة عشر ملتقى توظيف خاص بالشركات ومجالات الموارد الطبيعية والإنترنت ومجال البناء وغيرها من المجالات. وتم تقديم 3501 معلومة عن الشركات للطلاب من خلال الحساب العام للشركات على تطبيق ويتشات، وقدمت الجامعة 494 محاضرة، وتم التواصل مع 3729 شركة بشأن التوظيف.

كما أطلقت جامعة الصين لعلوم الأرض بووهان خطة للمساعدة في التوظيف بعنوان "مخطط لكل طالب" على مدى سنوات عديدة. بينغ تسوه لانغ جيه طالب فقير قادم من التبت، والعودة إلى مسقط رأسه والعمل هناك أمر مقرر منذ التحاقه بالجامعة. لذلك، وضعت الجامعة خطة دعم خاصة تحقيقا لهذه الغاية، تتضمن إدراج زملائه بالخطة وحتى المشرفين الذين ينفذون المشروعات العلمية بالتبت لمساعدته دراسيا، فنجح بينغ تسوه لانغ جيه الذي أوشك على التخرج في مقابلة العمل بمجموعة الصين للسكك الحديدية وأعمال البناء بمساعدة الجامعة ووقع عقدا للعمل في مشروع المجموعة في التبت.

في الوقت الحاضر، تعمل الحكومات والجامعات في كافة أنحاء البلاد على تعزيز دعم توظيف الخريجين من خلال التواصل المباشر مع مؤسسات العمل وتكثيف التدريب وإرشادات التوظيف للطلاب، لتحقيق ما قاله رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ: "يجب على الجامعات والحكومات المحلية توفير خدمات التوظيف دون انقطاع."

حزمة من الإجراءات لتحقيق استقرار التوظيف

وفقا للبيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء، وبسبب تأثير فيروس كورونا الجديد، انخفضت فرص العمل في المدن الصينية في الربيع الأول من عام 2020 بمقدار 950 ألف فرصة عمل بالمقارنة مع السنوات الماضية. فإذا كان ضمان توظيف الخريجين هو النقطة الأساسية لتحقيق "استقرار التوظيف"، فإن استئناف الإنتاج والعودة للعمل هما أساس "استقرار التوظيف"، ويمكن أن يحل مشكلة التوظيف بشكل فعال.

منطقة تسايديان في مدينة ووهان تحتضن مدينة ووهان الصينية- الفرنسية البيئية النموذجية ومنطقة ووهان للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية وغيرهما من القطاعات الاقتصادية. وباعتبار ووهان أكثر المناطق تأثرا بالوباء، واجهت مؤسسات العمل المختلفة بها صعوبات في استئناف العمل وأزمات تسريح الموظفين وخفض الرواتب، وخاصة ا لمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر ذات القدرة الضعيفة على مقاومة الأزمات والمخاطر، والتي واجهت تحديات مزدوجة في البقاء والتنمية.

في وقت سابق، بلغ حجم الإنتاج السنوي لشركة بوجيانغ يانبو لقطع غيار السيارات والتي تقع بمنطقة تسايديان بمدينة ووهان إلى 220 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 1ر7 يوانات)، ولكن بعد تفشي الوباء توقف الإنتاج تماما. وبالتزامن مع السيطرة على الوباء، طفقت الشركة تدفع بقوة استئناف الإنتاج والعودة للعمل، ولكنها واجهت مشكلة أخرى، ألا وهي أن جميع موظفيها الذين يبلغ عددهم أكثر من 120 موظفا من سكان مدينة ووهان المحليين، فبات الحجر الصحي عقبة أمام استئناف الإنتاج وعودة الموظفين للعمل بسرعة. وبالتفاوض مع حكومة منطقة تسايديان، حصلت الشركة على دعم سياسة الحكومة لها، التي تدعو إلى"الاستقرار الوظيفي والعودة للعمل". وحتى العشرين من شهر مايو، خصصت الحكومة لشركة بوجيانغ يانبو 345ر52 ألف يوان وفق سياسة "الاستقرار الوظيفي والعودة للعمل"، كما أعفتها من مبلغ تأمين التقاعد وتأمين البطالة للفترة من شهر فبراير حتى شهر مايو، والذي وصل إلى 545 ألف يوان. ساعد هذا الدعم الشركة كثيرا، ومع رفع الحجر عن مدينة ووهان، عادت الشركة تدريجيا إلى مسارها مرة أخرى. قال لونغ سان هوي، مدير حسابات مكتب الشؤون الإنسانية والاجتماعية لمنطقة تسايديان: "نحن نستجيب بفاعلية لسياسة البلاد لاستئناف العمل وعودة الإنتاج، ونحاول تقديم مزيد من الخدمات والضمانات وتخفيض الضرائب والإعفاء منها."

حتى منتصف شهر مايو، صرفت حكومة منطقة تسايديان 7778ر6 ملايين يوان إلى 1205 شركة من أجل"الاستقرار الوظيفي والعودة للعمل"، وتشجع المؤسسات على عدم تسريح الموظفين أوالتقليل من التسريح. وقامت بتحويل 1108ر12 مليون يوان كدعم إلى 7959 موظف. كما قدمت 5ر199 ألف يوان كدعم للتأمين الاجتماعي لتسع شركات. وقامت باعتماد سياسة التخفيض والإعفاء من رسوم التأمين الاجتماعي للمؤسسات والهيئات للفترة من شهر فبراير حتى شهر يونيو لتخفيف أعباء المؤسسات والشركات. وقامت في الوقت ذاته بإصدار المعلومات الشاملة حول استئناف الإنتاج والعودة للعمل على شبكة المواهب في تسايديان ومواقع التوظيف في هوبي، وقدمت خدمات التوظيف على مدار الساعة وقامت بأعمال توجيه العاملين الذين بقوا بمنازلهم بسبب الوباء للعودة إلى العمل.

حتى 9 مايو، ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وصل متوسط معدل بدء العمل ومعدل عودة الموظفين لعملهم في المؤسسات الصناعية الكبيرة إلى 1ر99% و4ر95% على التوالي. ووصل معدل بدء العمل في المؤسسات المتوسطة والصغيرة إلى 90%. وأدى الانتعاش المنتظم لأعمال المؤسسات إلى زيادة تدريجية في معدل التوظيف.

فرص العمل التي جلبها النظام الصناعي الجديد

تشنغ تشنغ البالغ من العمر 32 عاما والقادم من مدينة هوايلاي في تشانغجياكو بمقاطعة خبي جاء إلى بكين للعمل قبل 12 عاما، وفتح مطعما للوجبات السريعة في موقع رئيسي بحي شيتشنغ في بكين. وقد تأثرت أعمال المطعم بسبب الوباء كثيرا. قال: "يمكن القول إن التجارة الإلكترونية أنقذتني، جميع الموظفين في مطعمنا يعملون معي الآن في التجارة الإلكترونية". كان عليه أن يدفع إيجار المطعم وفواتير الماء والكهرباء وأجور العاملين أيضا، فقام تشنغ تشنغ الذي واجه ضغوطا اقتصادية كبيرة بتوجيه كامل طاقته نحو أعمال التجارة الإلكترونية. أضاف: "تواصلت مع العديد من التعاونيات الزراعية في بلدتي وعملت كوكيل لها. لقد سرّع الوباء من خطواتي وتحولي تجاه التجارة الإلكترونية."

يتعافى نشاط مطاعم الوجبات السريعة تدريجيا في الوقت الحالي، فبدأ يهتم بأعمال المطعم ويدير نشاطه التجاري الإلكتروني مع موظفيه في الوقت نفسه. فوصلت بطاطا هوانغتو، وعنب هوايلاي وفراولة داندونغ إلى طاولات المطاعم المجاورة لمطعمه من خلال متجره عبر الإنترنت. ويثق تشنغ تشنغ تماما في مستقبل متجره الإلكتروني. قال: "قمت ببيع الآلاف من صناديق العنب في العام الماضي وكسبت أكثر من 20 ألف يوان. سوف أعمل بكل طاقتي لبيع عشرات الآلاف من صناديق العنب هذا العام."

تطورت الخدمات اللوجستية مثل خدمات التوصيل السريع وغيرها مع التطور السريع للتجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة عبر الإنترنت. فوفرت التجارة عبر الإنترنت العديد من فرص العمل الجديدة، اعتمادا على الاقتصاد الرقمي السريع النمو. وفي الوقت ذاته، أنشأت منصات التواصل الاجتماعي مثل ويبو وويتشات ودويين وغيرها وظائف جديدة مثل الوسائط الجديدة وتطوير البرمجيات وتحرير وتعديل مقاطع الفيديو القصيرة، والتي أصبحت تدريجيا نقاط نمو جديدة في التوظيف. وأصبحت وظائف بيع البضائع من خلال البث المباشر، وكُتّاب الإنترنت، ومشغلي وسائل الإعلام الذاتية اختيارات وظيفية لبعض الشباب. في الحادي عشر من شهر مايو، أعلنت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي أن هناك عشر مهن جديدة ستدرج ضمن الوظائف المهنية الجديدة، مثل العاملين بهندسة تقنية سلسلة الكتل، والعاملين بوسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق الإلكتروني، ومشغلي تطبيقات تقنية سلسلة الكتل وغيرها من الوظائف الأخرى. وأًوضح تقرير عمل الحكومة لهذا العام أنه يجب الاستمرار في تقديم السياسات الداعمة والدعم الكامل لتعزيز "الإنترنت+"، وخلق مزايا جديدة للاقتصاد الرقمي. ومن المتوقع أن يجلب النظام الاقتصادي الجديد منصات وفرصا جديدة للتوظيف والعمل.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4