ملف العدد < الرئيسية

العالم يدعم الصين ويشيد بجهودها في مكافحة كورونا

: مشاركة
2020-03-10 15:10:00 الصين اليوم:Source وانغ ماو هو:Author

في الثالث من فبراير 2020، أعربت منظمة الصحة العالمية عن إشادتها بالإجراءات الفعالة التي اتخذتها الصين لمكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد. وفي كلمته أمام الدورة السادسة والأربعين بعد المائة لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريوس: "إن الصين تتخذ إجراءات جادة في المركز، أي في المنبع، وهي إجراءات لا تحمي الشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا منعت انتشار الفيروس إلى البلدان الأخرى، ولولا جهود الصين، لكان عدد الحالات خارج الصين أكبر بكثير." ودعا تيدروس جميع الدول إلى تنفيذ قرارات متسقة بناء على أدلة، قائلا إنه من المهم جدا لجميع البلدان أن تستثمر في التأهب وليس الذعر.

وقالت منظمة الصحة العالمية ضمن توصياتها إنه لا يوجد مبرر لاتخاذ تدابير تتعارض دون داع مع السفر والتجارة الدوليين، مؤكدة على جميع البلدان ضرورة دعم البلدان ذات النظم الصحية الهشة والتعجيل بتطوير لقاحات وعلاجات وتشخيص المرض.

وفي اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أشادت الدول بجهود الصين في الوقاية من الوباء وإسهاماتها في الصحة العامة العالمية، فقد أعربت كل من بريطانيا وأستراليا واليابان والبرازيل وسنغافورة وإسرائيل وتشيلي وسريلانكا وهولندا وإسبانيا وميانمار ومصر والنرويج وإندونيسيا وكندا والدانمارك وتايلاند والسويد ومونتينغرو وبنغلاديش، عن تقديرها الشديد للتدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية، داعية المجتمع الدولي لتعزيز التعاون والعمل معا للتغلب على المرض.

الحقيقة هي أن الصين- كدأبها دائما- تتصرف كدولة كبيرة مسؤولة تعي واجباتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها وتجاه كافة شعوب العالم، انطلاقا من رؤيتها بأن الحق في الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان. تدرك الصين تماما أن ما تقوم به من جهود وما تقدمه من تضحيات ليس لحماية شعبها فحسب، وإنما أيضا لحماية كل إنسان على ظهر الأرض.

الجهود التي تقوم بها الصين لا تقتصر على المجال الصحي والطبي، وإنما تشمل كافة القطاعات لاحتواء التداعيات الناجمة عن تفشي الوباء. على سبيل المثال، أعلن "بنك الشعب (المركزي) الصيني عن ضخ تريليون ومائتي مليار يوان، أي ما يعادل مائة وثلاثة وسبعين مليار دولار أمريكي في الاقتصاد الصيني لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا الجديد، في خطوة تهدف للمحافظة على "سيولة معقولة ووفيرة" في النظام المصرفي وعلى استقرار سوق العملات، والوضع الاقتصادي بشكل عام. وفي توجيهات أصدرها الرئيس شي جين بينغ لمنظمات وأعضاء ومسؤولي الحزب الشيوعي في السابع والعشرين من يناير 2020، طلب الأمين العام للحزب الشيوعي من الجميع أن يتذكروا دائما أن مصالح الشعب لها الأولوية القصوى في المعركة الشاقة الحالية. وطلب منهم أن يقوموا بتوحيد الشعب بتطبيق قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب بحزم وجعل علم الحزب "يحلق في الجبهة الأمامية لأرض المعركة". وقال في توجيهات للجيش، إن مهمة منع الوباء والسيطرة عليه ما زالت شاقة ومعقدة وطلب من القوات المسلحة تحمل مسؤوليتها والمشاركة في هذه المعركة القاسية ومساعدة السلطات المحلية بشكل فعال في مكافحة الوباء. وأكد على نشر المعلومات في حينه وبشكل دقيق وشفاف لمواجهة المخاوف في الداخل والخارج، كما أكد على أن الصين تولي أهمية كبيرة للتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومستعدة للعمل مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لحماية أمن الصحة العامة على المستويين الإقليمي والدولي. 

 

ولكن ثمة من اختار أن يغرد خارج هذا السرب المتضامن مع الصين والمقدر لجهودها، إذ أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية تصريحات وإجراءات غير ودية تجاه الصين، وهي تصريحات وإجراءات غير قائمة على حقائق وغير مفيدة في وقت تبذل فيه الصين قصارى جهدها لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد. لقد اعتبر وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، في حديث لمحطة تلفازية أمريكية في الثلاثين من يناير، أن الفيروس قد يساعد الولايات المتحدة الأمريكية في استعادة فرص العمل. وقال نصا: "إن تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين قد يفيد الاقتصاد الأمريكي من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد."

وقد انتقدت الصين هذه التصريحات غير الودية، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في 31 يناير، إن ما فعله الجانب الأمريكي "قطعا، لم يكن دلالة على نوايا طيبة"، مؤكدة أن الشعب الصيني نهض عن بكرة أبيه لمحاربة الوباء، ومشددة على أن الحكومة الصينية، في سلوك من الانفتاح والشفافية وحس المسؤولية الرفيع، تواصل إحاطة المجتمع الدولي، شاملا الولايات المتحدة الأمريكية، بتطورات الأمر في الوقت المناسب، وتتشارك معه البيانات المعنية. وكما قالت السيدة هوا، فإن "الصديق وقت الضيق"، والكثير من بلدان العالم قدمت الدعم للصين بمختلف الوسائل، و"على النقيض تماما من ذلك، كانت تصرفات وتصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين منافية للحقيقة وأيضا غير لائقة."

في ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والقوة الهائلة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية والدعم القوي من المجتمع الدولي، فإن الشعب الصيني الذي يخوض تلك المعركة ضد الوباء على قلب رجل واحد، سينتصر في تلك المعركة بالتأكيد. وقالت السيدة هوا: "تمتلك الصين القدرة والثقة والإصرار على تحقيق النصر النهائي في المعركة ضد تفشي الوباء، وتأمل الصين من الجانب الأمريكي التوقف عن اتخاذ القرارات غير المسؤولة التي لن تفيد العالم ولن تجعل من الولايات المتحدة دولة عظيمة."

ربما يكون من المفيد هنا التذكير بأن تفشي الفيروسات يمثل تحديا لأي بلد، وأنه من الإنصاف أن نعترف بأن الصين تقوم بعمل أفضل لحماية شعبها من الحصبة مثلا أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية، وبفضل النظام الصحي الصيني فإن متوسط العمر المتوقع للفرد الذي يولد في بكين حاليا أعلى من الذي يولد في واشنطن العاصمة. وقد نذكر أيضا بأن الدولة التي أقامت عددا هائلا من الجامعات، بمتوسط جامعة في كل أسبوع، والدولة التي استخدمت كميات من الإسمنت في ثلاث سنوات فقط أكثر من الكميات التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية طوال القرن العشرين، هي دولة قادرة على احتواء هذا الوباء الذي سينتهي في نهاية المطاف.

ولأن هذا الفيروس شديد العدوى، نعلم بأن العالم بأسره يتطلع لجهود الصين لمنع تفشي الوباء والسيطرة عليه.

---

وانغ ماو هو، نائب رئيس تحرير مجلة ((الصين اليوم)).

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4