ملف العدد < الرئيسية

هؤلاء الناس العاديون في مهمة مواجهة الوباء

: مشاركة
2020-03-10 15:09:00 الصين اليوم:Source شياو في:Author

بينما كان الصينيون يتأهبون للعودة إلى مواطنهم للاحتفال بعيد الربيع التقليدي، باغتهم وباء فيروس كورونا الجديد، فلزموا بيوتهم استجابة لتعليمات السيطرة على انتشار الوباء. أعلنت مختلف البلديات والمقاطعات والمناطق الذاتية الحكم الدرجة الأولى من حوادث الصحة العامة الطارئة، التي تطالب الناس الحد من تنقلاتهم وارتداء المزيد من الملبوسات الواقية في خارج الغرف، وتشجعهم على تأدية أعمال وظائفهم في منازلهم. ولكن في هذه الفترة الاستثنائية، ظل البعض يمارسون أعمالهم في أماكن عملهم، ويعرضون حياتهم للخطر من أجل الدفاع عن شرف مهنتهم، ويكرسون أنفسهم من أجل الاستجابة لنداء الوطن الأم.

ملائكة بالرداء الأبيض

منذ نقل أول دفعة من المصابين بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، وعددهم سبعة، إلى مستشفى جينينتان في ووهان في يوم 29 ديسمبر عام 2019، يقاتل تشانغ دينغ يوي مدير مستشفى جينينتان، وأكثر من مائتي موظف طبي، في الجبهة الأمامية لمحاربة الوباء. جينينتان هو أكبر مستشفى متخصص في الأمراض المعدية في ووهان، وجميع المرضى الذين استقبلهم تم تأكيد إصابتهم بالالتهاب الرئوي الناجم عن (كوفيد- 19).

في هذه الأيام، كثيرا ما ينام تشانغ دينغ يوي في الساعة الثانية صباحا وينهض في الساعة الرابعة صباحا لإجراء مكالمات هاتفية لا يحصى لها عدد والتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة. خلال عمله في الخط الأمامي لمكافحة الوباء ليلا ونهارا من أجل إنقاذ حياة المرضى، يجد صعوبة كبيرة في صعود ونزول السلالم. قال: "في الحقيقة أنا مريض بالتصلب الجانبي الضموري. بدأت ساقي في التقلص، وسيفقد جسمي بالكامل وعيه ببطء. يجب أن أسابق الزمن وأتم الأعمال الضرورية. ينبغي أن أركض أسرع لإنقاذ المزيد من المرضى من الفيروس."

عندما تحدث تشانغ، هذا الرجل القوي العزيمة، عن أصعب وقت في نضالاته ضد الفيروس، تبللت عيناه بالدموع، فزوجته التي هي أحد أعضاء الفريق الطبي، أصيبت بالالتهاب الرئوي الناجم عن (كوفيد- 19) أثناء علاج المرضى، وتتلقى العلاج حاليا في مستشفى آخر يبعد عن مكان عمله أكثر من عشرة كيلومترات. ولأنه مشغول في العمل، لا يذهب لرؤية زوجته إلا مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام. قال: "أشعر بالذنب. قد أكون طبيبا جيدا، لكنني لست زوجا بارا. أخشى أن لا تستطيع زوجتي التغلب على الفيروس، وأخاف أن أفقدها."

لحسن الحظ، تعافت زوجة تشانغ دينغ يوي بعد العلاج، وغادرت المستشفى في يوم 29 يناير عام 2020.

تشانغ دينغ يوي وزملاؤه في ووهان لا يناضلون ضد الفيروس وحدهم، إذ أرسلت المستشفيات الكبرى في جميع أنحاء البلاد فرقا طبية لدعم ووهان في الخطوط الأمامية. وحتى الساعة الثامنة مساء الثاني من فبراير 2020، فقد وصل إلى مقاطعة هوبي 68 فريقا طبيا و8310 من العاملين الطبيين من اللجنة الوطنية الصينية للصحة والإدارة الوطنية للطب الصيني التقليدي والأكاديمية الصينية لعلوم الطب الصيني التقليدي و29 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم وبلدية، لدعم أعمال الوقاية والسيطرة على الوباء في مقاطعة هوبي.

بناة المستشفى يعملون ليلا ونهارا

مع تزايد عدد الحالات المؤكد إصابتها بالالتهاب الرئوي الناجم عن (كوفيد- 19)، عجزت مستشفيات ووهان عن استيعاب حالات العزل والعلاج فيها، ولم يعد ممكنا استقبال العدد الكبير من المرضى المشتبه بإصابتهم بالفيروس، ومن ثم لا مفر من عزلهم في منازلهم، وقد يؤدي ذلك الى فوات فرصة العلاج. من أجل حل هذه المشكلة، قررت حكومة ووهان، في يومي 23 و25 يناير عام 2020 على التوالي، بناء "مستشفى هوشنشان" و"مستشفى ليشنشان" ، لعلاج وإقامة المصابين بالالتهاب الرئوي الناجم عن (كوفيد- 19)، وبسرعة مدهشة تم بناء وتسليم المستشفيين في الثالث والخامس من فبراير عام 2020 على التوالي، وفقا للخطة!

وراء هذه السرعة المدهشة في بناء المستشفيين، أشخاص عاديون مستعدون للتضحية بأنفسهم للمصالح العامة. في عشية رأس السنة القمرية الجديدة، كان موقع بناء مستشفى هوشنشان مضيئا، وكانت الآلات المختلفة تعمل بكامل طاقتها، وقد قاد المكتب الثالث لشركة الصين لهندسة البناء المئات من وحدات البناء للمشاركة في بناء هذا المستشفى.

منغ دونغ بينغ ومي جيون زوجان من أبطال الخطوط الأمامية لبناء مستشفى هوشنشان. كان من المقرر أن يعودا إلى مسقط رأسهما في شاندونغ للاحتفال بالعام القمري الصيني الجديد، ولكن عند الظهر في الرابع والعشرين من يناير 2020، علما بأن شركتهما أي المكتب الثالث لشركة الصين لهندسة البناء، ستكون مسؤولة عن بناء مستشفى هوشنشان. فأعادا تذكرتي قطار العودة إلى مسقط الرأس فورا، وسارعا إلى موقع بناء المستشفى. منغ دونغ بينغ، وهو رئيس فرقة الرافعات بموقع البناء، كان دائما في الخط الأمامي للعمل، أجريت له عملية جراحية طفيفة في رئته قبل فترة قليلة، ونصحه زملاؤه بالاستراحة بعض الوقت، لكنه قال: "لا يمكنني أن آخذ الراحة، والمرضى في انتظارنا، وبناء المستشفى في أسرع وقت سيجلب لهم الأمل." زوجته مي جيون مسؤولة عن إعداد المواد وترتيب العربات في مشروع بناء المستشفى. خلال عيد الربيع، كان قد عاد العديد من العمال إلى مسقط رأسهم، مما يجعل إعداد المواد وجدولة العربات أمرا صعبا. بعد ست أو سبع ساعات من وصولها إلى موقع البناء، ظلت مي مشغولة في المكالمة الهاتفية، حتى لا تجد وقتا لشرب الماء. يظل الزوجان مشغولين في موقع البناء حتى في الساعة الثانية أو الثالثة صباحا في أوقات كثيرة.

يعمل تشو مي في الشركة الأولى التابعة للمكتب الثالث لشركة الصين لهندسة البناء منذ أن كان عمره خمسة وعشرين عاما، وتولى مسؤولية شراء المواد والخدمات اللوجستية في موقع بناء مستشفى هوشنشان. ولأنه من سكان ووهان، فقد اشترك في العمل في الليل فور إخطاره بتوليه المهمة في يوم 23 يناير 2020. قال تشو: "من الضروري إعداد المواد اللازمة في الموقع بأسرع وقت ممكن!"، بما فيها الأدوية والمظلات وترامس الماء، وغيرها من مجموعة متنوعة من المواد اللازمة. ولذلك، ذهب إلى كافة المتاجر ومراكز التسوق في حي تسايديان بووهان. تعمل والدة تشو في عيادة الحميات بالمستشفى السابع في ووهان، ومن أجل رعاية المرضى، لم تعد إلى المنزل لمدة أربعة أيام. خلال هذه الأيام، قاد والد تشو سيارته الخاصة لمساعدته في شراء المواد اللازمة، وظل يساعده في العمل منذ بداية بناء مستشفى هوشنشان. لم يتجمع أفراد عائلة تشو في عشية رأس السنة القمرية، وتبادلوا التهنئة والتحية عبر تطبيق ويتشات قال تشو: "أشعر بالراحة عندما أعلم أننا نناضل معا من أجل سلامة ووهان ".

من أرض قاحلة إلى مستشفى متكامل للأمراض المعدية، لم يستغرق الأمر سوى عشرة أيام. هذا المستشفى معجزة لهؤلاء الأبطال، الذين عملوا ليلا ونهارا في الخطوط الأمامية لموقع البناء، في مواجهة الرياح الباردة والفيروسات وكل الصعوبات.

مضيفات القطارت السريعة في مواقع العمل

صادف تفشي الوباء ذروة السفر لعيد الربيع الصيني لهذا العام. خلال عيد الربيع، تشهد الصين أكبر حركة سفر على مدار العام، ويكون من الصعب السيطرة على انتشار الوباء. نتيجة لذلك، أصبحت مهنة مضيفات القطارات العالية السرعة مهنة "عالية الخطورة".

قالت بنغ مينغ جينغ: "بالنسبة لغيري، قد يعتبر أنه يتحمل المسؤولية تجاه نفسه، أو يقدم مساهمة صامتة للمجتمع، إذا بقي في بيته دون الخروج منه لتجنب انتشار الفيروس. ولكن، بالنسبة لي، رئيسة قطار وعضوة في الحزب الشيوعي، فإن قيادة أعضاء الفريق في القطار إلى الأمام هي مهمتي في هذا الوقت، وهي واجب عضو الحزب الشيوعي".

السيدة بنغ أم لطفلتين. هذا العام هو السابع عشر من السفر في عيد الربيع الصيني خلال فترة عملها. عندما جاءت أخبار تفشي الفيروس، كان أفرد أسرتها يأملون أن تحصل على إجازة العيد من أجل طفليها وكبار السن في أسرتها، لكنها لم "تهرب" واختارت أن تبقى في موقع عملها. قالت: "هذا هو المكان الذي يجب أن أقف فيه."

يفهم والدا بنغ اختيارها، لكن بالنسبة للطفلتين الصغيرتين، يبدو هذا الاختيار قاسيا بعض الشيء. ابنتها الكبيرة، التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، عندما تشاهد أنباء الوباء على شبكة الإنترنت والتلفزيون، وخاصة أنباء "البحث العاجل عن الركاب" الذين كانوا مع راكب جالس في نفس العربة تم تشخيصه بأنه مصاب بالعدوى، تشعر بقلق شديد على سلامة والدتها. في إحدى المرات عندما همّت بنغ بمغادرة المنزل، أسرعت ابنتاها نحو الباب في محاولة لمنعها، فطلبت منهما بحزم إفساح الطريق وخرجت من الباب. لم تستطع منع دموعها. قالت بنغ: "هذه هي المرة الأولى التي أخرج المنزل باكية."

الشؤون في البيت يمكن تسويتها بسهولة والمسؤولية الأكثر أهمية تكون في القطار. مهمة بنغ ليست المحافظة على سلامتها فحسب، وإنما أيضا العناية بزملائها وركاب القطار. في موقع عملها، لا تفارق الابتسامة وجه بنغ وهي تتعامل مع الركاب، وفي الوقت نفسه، تطلب من زملائها أن يكونوا منفرجي الأسارير في العمل. بالإضافة إلى شرح معلومات الوقاية والسيطرة على الوباء لأفراد الطاقم، تذكّر أيضا الركاب بارتداء الكمامات وغسل أيديهم دائما والحفاظ على النظافة البيئية.

قالت بنغ: "الحب الكبير هو الحب، والحب الصغير هو الحب. في مواجهة هذا الوباء، نلزم مكان عملنا كمضيفات بالقطار ونؤدي مهمة نقل الركاب بأمان وانتظام. هذا هو الحب في قلوبنا، وما ينبغي أن أفعله كرئيسة قطار وعضوة في الحزب الشيوعي الصيني."

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4