ملف العدد < الرئيسية

محاربو فيروس كورونا الجديد

: مشاركة
2020-03-10 15:08:00 الصين اليوم:Source هو بي:Author

يتولى موظفو التحقيق الوبائي مسؤولية الفحص الوبائي للمرضى المصابين بوباء كورونا الجديد، فهم يمثلون الكشافة في الحرب ضد وباء فيروس كورونا الجديد في عام 2020.

قال قوان شيوي هوا، رئيس معهد دراسات الوقاية من الأوبئة التابع لمركز مكافحة الأمراض بمقاطعة هوبي: "قد يصاب الموظفون في المعهد بالوباء، وربما لن يتذكر الناس مساهماتهم وتضحياتهم. لكن منع انتشار الأوبئة بكل الجهود الممكنة وضمان صحة الشعب، هما مهمتنا الأساسية الأولى." بسبب ضيق الوقت، لا يتمكن هؤلاء الموظفون حتى من التقاط الصور أثناء العمل للاحتفاظ بها للذكرى.

إجراء الفحص الوبائي في أخطر الأماكن

تشن تشي، موظفة بالمعهد، عندما تلقت الأمر بإجراء فحص وبائي، كانت تساعد ابنها على أداء الواجبات المنزلية. بعد الاطمئنان على ابنها، ذهبت إلى المعهد بسرعة وارتدت الملابس الواقية وأخذت استبيانا عن علم الأوبئة وذهبت إلى مستشفى جينينتان في ووهان مباشرة.

في الساعة السابعة من مساء يوم 29 ديسمبر عام 2019، أصدر مستشفى جينينتان بيانا عاجلا حول إصابة بعض المرضى بالتهاب رئوي بسبب غير معروف، وربما يكون مصدر الفيروس سوق هوانان للمأكولات البحرية الواقعة في ووهان، وعليه فقد طلب المستشفى من مركز مكافحة الأمراض بمقاطعة هوبي إجراء الفحص الوبائي.

تدرك تشن تشي تماما، التي تعمل كممرضة منذ ثماني سنوات، أن هذه الأزمة هي سباق بين كل الكادر الطبي وبين الفيروس ويجب عليها وعلى زملائها كشف حقيقة الفيروس سريعا قبل انتشاره بصورة واسعة. لذا، ينبغي للموظفين في المعهد معرفة الحالة الصحية والأعراض لكل المصابين، وحالة كل مريض على حدة. هكذا، يمكن تقديم المعلومات الدقيقة لاتخاذ القرار ووضع خطة المكافحة والعلاج في المرحلة التالية.

لإجراء الفحص الوبائي، يجب على الموظف اختيار المعلومات المفيدة من بين كم المعلومات الهائل المقدم من قبل المرضى. ترى تشن تشي أن مهمتها في التحقيق تشبه مهمة المحقق شارلوك هولمز لكشف "الشيطان غير المرئي"، ولهذا فإنها لا تهمل أي تفاصيل.

بسبب الخطر الشديد، كانت تشن تشي تشعر بالتوتر عندما تدخل منطقة الحجر الصحي، وذلك لأنها لا تعرف مدى قوة الفيروس المجهول وقدرته على الانتقال، ولا تعرف ما إذا كانت حمايتها كافية للتعامل مع "العدو" غير المرئي.

في الحقيقة، لا يعرف كثير من الناس معنى الفحص الوبائي بشكل شامل. قال ليو قونغ بينغ، نائب رئيس المعهد، الذي يعمل فيه منذ 41 سنة، إنه لا يستطيع إهمال أية معلومة بل ينبغي له أن يدقق في حالة كل مريض. هكذا، يمكنه أن يصل إلى الحقيقة في نهاية المطاف. بذل السيد ليو أقصى الجهود مع زملائه طوال شهر لإجراء الفحص الوبائي. وقال: " فقط مع فهم أعمق للوضع يمكن الكشف عن المحتوى الحقيقي للفيروس، رغم أنه عمل خطير للغاية."

استكشاف كل التفاصيل

موظف التحقيق الوبائي، يطرح نفس الأسئلة على مختلف المرضى لمرات عديدة، ويتحقق من كل التفاصيل بكل حذر، وقد يشعر بالملل وهو يكرر هذا العمل على مدار ساعات اليوم، ولكنه يعرف أهمية العمل ولا يتوانى فيه أبدا.  

تحت رئاسة وإرشاد قوان شيوي هوا، رئيس المعهد، يذهب أعضاء فريق الفحص الوبائي إلى عدة مستشفيات كل يوم، وهم يرتدون القفازات والأقنعة الواقية الطبية الخاصة والملابس الواقية الثقيلة، وأقنعة العين وغطاء الأحذية.

بعد ارتداء الملابس والأقنعة الواقية، يدخل السيد قوان المنطقة شبه الملوثة بمفرده، ثم يدخل منطقة الحجر الصحي من خلال الباب المغلق. ويبدأ أعمال الفحص الوبائي مع المرضى بالعبارة التالية، التي يكررها مرات عديدة كل يوم.. "عيد ربيع سعيد! أنا من معهد دراسات الوقاية من الأوبئة التابع لمركز مكافحة الأمراض بمقاطعة هوبي. هل تشعر بتحسن؟ لقد تأكدنا من إصابتك بالالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد. نريد أن نقوم بالفحص الوبائي على حالتك. شكرا لتعاونك معنا!"

يسجل المحقق تنقلات المصاب والأماكن التي ذهب إليها والأشخاص الذين كانوا على اتصال معه والأعراض السريرية والأمراض السابقة. ولتسجيل كل تلك المعلومات، يحتاج المحقق أن يبقى في منطقة الحجر الصحي وقتا طويلا، مما يضاعف مخاطر الإصابة له، ولكن الأهم بالنسبة له هو ضمان صحة ودقة المعلومات.

ولتجنب إمكانية الإصابة بالفيروس، لا يمكنه الخروج من منطقة الحجر الصحي بالأوراق والقلم، فيعرض أوراق المعلومات المسجلة لزميل له من وراء الزجاج لتصويرها.. ثم، بعد خلع الملابس والأقنعة الواقية، يهرع قوان وزملاؤه إلى مستشفى آخر لإجراء الفحصوص الوبائية، من دون وقت للراحة.

ردا على سؤال: "هل أنتم خائفون من الفيروس في منطقة الحجر الصحي؟"، أجاب الجميع بصراحة "كلنا أشخاص عاديون، لدينا آباء وأمهات، وكذلك لدينا أبناء، وبالطبع نحن خائفون من الفيروس أيضا. ولكن القيام بمهمتنا واجب لا يمكننا التراجع أمامه!"

الاستماع طريقة جيدة لطمأنة المريض

التحدث مع المريض ليس أمرا بسيطا، لأن بعض المرضى يشعرون بالملل والضجر والخوف من وضعهم الصحي في لقائهم مع المحققين.

قال وو يانغ، رئيس قسم السيطرة والوقاية من الأمراض المعدية الحادة بالمعهد، إن ذاكرة بعض المرضى غير واضحة وغير دقيقة، وقد يخفون بعض الحقائق، مما يزيد من صعوبة أعمالنا. لذا، يجب على المحقق التمتع بالصبر واللين في التعامل والكلام خلال الحديث مع المرضى الذين يشعرون بالقلق والخوف والعجز في منطقة الحجر الصحي. إنهم يحتاجون إلى المساعدة والدعم المعنوي، ليس لمكافحة فيروس كورونا الجديد فحسب، وإنما أيضا لعلاجهم من "الفيروس النفسي".

قالت إحدى المريضات للسيد وو يانغ إنه بسبب رعاية والدها في المستشفى، أصيبت كل أسرتها بفيروس كورونا الجديد. كانت تشعر بالخوف الشديد قبل تلقي العلاج. وأضافت: "أريد الشفاء بأسرع ما يمكن حتى يمكنني أن أعود إلى البيت."

قال وو يانغ: "كلامها ترك تاثيرا كبيرا في نفسي. مسؤوليتي ليست إجراء الفحص الوبائي فقط، وإنما أيضا تقديم المساعدة النفسية لهم." وأضاف أن بعض زملائه شرعوا في دراسة علم النفس من خلال قراءة الكتب المعنية لمساعدة أولئك المرضى.

جمع موظفو معهد دراسات الوقاية من الأوبئة التابع لمركز مكافحة الأمراض بمقاطعة هوبي مئات الحالات لمرضى مصابين بفيروس كورونا الجديد في أكثر من عشرين يوما، الأمر الذي يقدم معلومات وأدلة هامة للخبراء لمعرفة حقيقة الفيروس وتوقع اتجاه تطور الوباء في المستقبل.

في ظل هذه الحالة الحرجة، ما زال موظفو التحقيق الوبائي يواصلون طريقهم إلى مختلف المستشفيات وهم يبذلون قصارى جهودهم لاكتشاف الفيروس، ويسابقون الزمن للقضاء عليه.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4