ملف العدد < الرئيسية

"جيل ما بعد التسعين".. مكافحة الوباء هي المسيرة الطويلة لنا

: مشاركة
2020-03-10 15:07:00 الصين اليوم:Source وانغ جينغ:Author

في ميدان معركة مكافحة تفشي الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، يبرز الشباب الذين وُلدوا بعد التسعينات بين الصفوف، من الأطباء والممرضين والمتطوعين والشرطة والعاملين بالتجمعات السكنية. في مواجهة الوباء، ينضج ويترعرع هؤلاء "الأطفال" في عيون كبار السن.

"أوصيكم بوالديّ إن أصابني مكروه"

"يا رئيسة الممرضات، قد ألغيت حفل زفافي، أرسليني إلى الجبهة الأمامية." هذا ما قاله يان بنغ البالغ من العمر ستة وعشرين عاما. الفتى يان وزوجته تشن جين يانغ اللذان عقدا قرانهما منذ فترة، شابان من جيل ما بعد التسعينات، يعملان في مستشفى تونغجي التابع لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا. كان من المقرر أن يقيما حفل زفافهما في مسقط رأسهما الواقع بمقاطعة قانسو في الأول من فبراير، وقد حجزا بالفعل تذكرتي السفر بالطائرة ومأدبة الزفاف. عندما اتصلنا به في الرابع من فبراير، كان قد أنهى أعمال التنظيف والاستعداد لغرف العناية المركزة في فرع المدينة الصينية- الفرنسية الجديدة لمستشفى تونغجي، بعد أن أمضى أحد عشر يوما في نضاله لمكافحة الوباء، وقد ترك زوجته الحامل في شهرها الثالث. قال يان بينغ: "حصلنا على شهادة الزواج قبل وقت طويل، ولكن كل منا مشغول في العمل لدرجة أننا لم نقم حفل الزفاف. خططنا أن نقيم حفل زفافنا في عطلة عيد الربيع، ولكن البلاد تحتاج إلينا." وقالت تشن جين يانغ: "يقال دائما إن الزوجة في المقام الأول، ولكني أعرف أن المرضى في المقام الأول بقلبه. إنه يبذل الجهود ليولد كل الأطفال في عالم خال من الوباء، ذلك هو الحب الذي يعطيني إياه زوجي."

لي سونغ يوي، ممرضة بمستشفى تشونغدا التابع لجامعة جنوب شرقي الصين، قالت في طلب انضمامها إلى الجبهة الأمامية لمكافحة الوباء: "أنا غير متزوجة، وصحة والديّ جيدة فلا أقلق عليهما." الفتاة ذات السبعة وعشرين ربيعا، بعد ثمانية أيام من عملها في مستشفى تشونغنان التابع لجامعة ووهان، كتب لها والدها، وهو عضو بالحزب الشيوعي الصيني منذ أربعين سنة قصيدة لها قال فيها: "ابنتي الحبيبة تتعلم من البطلة الصينية القديمة هوا مو لان، وذهبت إلى الجبهة غير عابئة بسلامتها الشخصية. أقف عند بوابة البيت مستندا إلى العصا حينا بعد حين في انتظارها، سأعد مأدبة احتفال بعودتها الظافرة." وعن ذلك، قالت لي تسونغ يوي: أعلم أن أبي يفخر بي، إنه عسكري سابق، ظل يعلمني أنه لا أسرة بدون الوطن، وأفراد أسرتي سندي والوطن سندي، أسرتي تجعلني مطمئنة."

يوي يا تشيون، ممرضة بقسم العناية المركزة في مستشفى لعلاج الأورام بمقاطعة شاندونغ، كانت قد رتبت كل الأمور قبل الذهاب إلى جبهة مكافحة الوباء. فكلفت صديقتها برعاية والديها قائلة: "أوصيكم بوالديّ إن أصابني مكروه." وتركت بطاقة البنك والمفاتيح لأختها في داليان. في اليوم الثامن والعشرين من يناير، انطلقت الشابة ذات الثمانية وعشرين ربيعا، إلى مركز دابيوشان الطبي بمدينة هوانغقانغ. قبل سفرها بيوم، توفي جدها. وعن ذلك قالت: "حزن أبي شديد، وكنت أستعد للذهاب إلى الجبهة. أوصتني أمي مرارا وهي تبكي، بأن أعود سالمة." وعندما سُئلت: "هل تشعرين بالندم؟" ردت على الفور: "لا أندم طالما اخترت مهنة التمريض. هذا واجبي ورسالتي. يجب أن أكون أشد دقة في العمل وأجتهد في علاج المرضى في حين أحمي نفسي من العدوى كي أساعد المرضى أكثر."

"ملائكة في عالم البشر"

في رسالة منها إلى والديها، في الأول من فبراير، كتبت تشو تشين: "هل تعرفان نظرة المرضى إليّ؟ إنها تعكس شكرهم وثقتهم وسعيهم إلى الصحة ورغبتهم في الحياة. نقرأ في عيونهم أننا أمل حياتهم." تشو، وهي ممرضة بمستشفى الطب الصيني التقليدي بمقاطعة هونان كانت قد أمضت تسعة أيام في عملها بمركز دابيوشان الطبي بمدينة هوانغقانغ. خوفا من قلق أبويها عليها، لم تبلغ الفتاة البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاما والديها بخبر ذهابها إلى الجبهة الأمامية لمواجهة الفيروس اللعين قبل الانطلاق، بل أخبرتهما بسلامتها بعد وصولها. قالت: "إذا قلت إنني لا أخاف، فأنا أخدعك. ولكن، لا بد أن أضع الخوف جانبا أمام رسالتي. المستشفى ميدان المعركة، وأنا جندية مرتبطة بواجب لا يمكن التهرب منه."

تشونغ يونغ جيان، شاب عمره سبعة وعشرون عاما ويعمل ممرضا بالمستشفى التابع لجامعة الطب الصيني التقليدي في مدينة تشنغدو، له نفس الرأي، قال: "أخاف، ولكن يجب أن أواجه الوباء بتفاؤل وأضيف إلى الحياة ألوانا." السيد تشونغ كتب على الملبس الوقائي لرفيقه تشانغ جي وي عبارة "الشاب الوسيم". تشونغ البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما وتشانغ البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما زميلان عاشا في نفس مسكن الطلاب في الجامعة قبل أن يعملا في نفس القسم بالمستشفى. في هذه المرة، أصبحا رفيقين في "المنطقة الحمراء" بمستشفى الصليب الأحمر بمدينة ووهان. قال تشونغ: "قبل وصولي إلى هنا، كنت قلقا من العدوى وأخشى ألا أجيد تشغيل التجهيزات الحديثة." بعد مرات من التدريبات، أصبح تشونغ يونغ جيان ماهرا في تشغيل التجهيزات. قال: "الآن، أجد أن الخوف حينذاك ربما كان خوفا من المجهول."

شينغ شياو يي، وهي ممرضة شابة عمرها أربع وعشرون سنة، تعمل في مستشفى شينهوا التابع لجامعة داليان، وأُرسِلت إلى مستشفى شيخهجيانغبي التابع لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا لمكافحة الوباء، قالت: "منذ لحظة رؤيتي للمرضى، لم يعد لدي وقت لأفكر في الأشياء الأخرى. يبدو وكأنني عدت إلى غرف المرضى في المستشفى الذي كنت أعمل فيه." وأضافت الفتاة الشجاعة، أن حماسة أهل ووهان والإرادة القوية لرفقائها أعطتها شجاعة وثقة للتغلب على الصعوبات. وفي اليوم الأول بعد وصولها إلى ووهان، قالت منظفة في الفندق لها بلهجة ووهان المحلية، "أنت صغيرة في السن، مثل بنتي، إذا واجهتك أي مشكلة، أخبريني، لأساعدك على حلها." كلام المنظفة جعلها تشعر بالدفء والأمان. قالت: "ترعرعت أمام الخطر. من أجل أهل ووهان ومن أجل الرفقاء في معركة مكافحة الوباء، أعقد العزم على الاجتهاد في العمل وأكون ملاكا حقيقيا في الدنيا."

 

"مكافحة الوباء تصقلنا"

قالت تشن بينغ: "كان الالتحاق بالجيش حلم طفولتي. الآن، أسافر إلى الجبهة الأمامية. لم أندم أبدا، بل أصبحت أكثر ثباتا، إنه واجبي وإيماني." في اليوم الثلاثين من يناير، قدمت الفتاة التي تعمل ممرضة في المستشفى الأول التابع لجامعة جياوتونغ بمدينة شيآن، طلبا مكتوبا من جديد للانضمام إلى الحزب الشيوعي الصيني. قالت تشن بينغ، ذات الثمانية وعشرين ربيعا، إنها متأثرة بكل الأطباء والممرضين الذين جاءوا من أنحاء الصين إلى ووهان، فبعد وصولها إلى المستشفى التاسع بمدينة ووهان في السادس والعشرين من يناير لرعاية المرضى، بثت مقطع فيديو بعنوان ((لن نتراجع!)) لتشجيع رفقائها في المعركة. وقالت: "أتينا من مستشفيات مختلفة من أجل هدف واحد ورسالة واحدة ونتقدم معا. هذه المعركة هي المسيرة الطويلة لنا. أشعر بالرسالة المقدسة، فتقدمت بطلب خطي للانضمام إلى الحزب في جبهة معركة مكافحة الوباء."

في مستشفى ييلينغ بمدينة ييتشانغ، قدم خمسة عشر طبيبا وممرضا يكافحون الوباء طلبات مكتوبة للانضمام إلى الحزب، منهم سبعة وُلدوا بعد التسعينات، بما فيهم هوانغ هاو الممرضة البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاما. قالت هوانغ: "في المستشفى، كثير من أعضاء الحزب الكبار في السن طلبوا الذهاب إلى الجبهة. وفي تلك اللحظة، رأيت روح أعضاء الحزب الشيوعي." السيدة التي لديها طفل عمره أربع سنوات، ترجو أن تصبح جندية قدمها راسخة في الأرض ورأسها يناطح السماء في هذه المعركة ليعتز بها ابنها.

بين الدفعة الأولى المكونة من 137 طبيبا وممرضا من مقاطعة هونان، 35 شابا وُلد بعد التسعينات. وفي قائمة الأعضاء الذين ينضمون إلى الحزب في جبهة معركة مكافحة الوباء اسم الشاب وو لي وي، المولود بعد التسعينات ويعمل ممرضا في مستشفى شيانغدونغ التابع لجامعة المعلمين بمقاطعة هونان، ويعمل الآن في مركز دابيوشان الطبي بمدينة هوانغقانغ. قال: "بعد الانضمام إلى الحزب، أشعر بأنني أتحمل مسؤولية أكبر، لأنني رئيس فرقة التمريض التي تتكون من تسعة رفقاء، والعودة الظافرة مسؤوليتي، كما أنها رسالة عضو الحزب الشيوعي."

--

وانغ جينغ، صحفية في جريدة ((هوبي اليومية)).

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4