ملف العدد < الرئيسية

معرض الصين الدولي للاستيراد.. مفتاح السوق الصينية

: مشاركة
2019-11-29 09:16:00 الصين اليوم:Source جين ري:Author

النبيذ الأحمر الفرنسي ومنتجات الألبان الروسية والقهوة الأمريكية الجنوبية، هذه مجرد عينات صغيرة من العدد المتزايد باستمرار من المنتجات العالية الجودة التي تدخل حياة المستهلكين الصينيين عبر بوابة الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد، مما يخلق فرصا تجارية جديدة للعالم والشركات لدخول السوق الصينية.

آفاق واسعة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني- العربي

فستق مغموس في صلصة الشوكولاته لتشكيل شوكولاته على شكل قلب. هكذا ظهرت باتشي في الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد، إذ جذب مقطع الفيديو الترويجي للعلامة التجارية للشوكولاته اللبنانية الشهيرة باتشي "Patchi" انتباه الزوار. قال قاسم توفيق، وكيل باتشي ورئيس شركة "طريق الحرير" للتجارة والاستثمار في لبنان، للصحفيين: "منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق" حتى إقامة دورتي معرض الصين الدولي للاستيراد، زودت التنمية الصينية العالم "بالقطار السريع" و "الرحة المجانية". إن اغتنام فرصة ركوب هذا "القطار" له أهمية كبيرة بالنسبة لدول الشرق الأوسط." وأضاف قاسم أن شركته صارت تعرف السوق الصينية بشكل أعمق بالاستفادة من دورتي المعرض. وقال: "لتلبية احتياجات المستهلكين الصينيين، قمنا بتوظيف مئات العائلات اللبنانية لصنع زينة مصنوعة يدويا من الشوكولاتة. الشوكولاته لدينا ليست مجرد طعام، بل هي أيضا هدية. شوكولاتة باتشي بدأ تسويقها في منصات التجارة الإلكترونية المتعددة في الصين. في عام 2019، زادت مبيعات الشركة في السوق الصينية بمعدل مدهش. لاحظ قاسم أنه بالإضافة إلى أقوى خمسمائة شركة في العالم، هناك العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم شاركت في الدورة الثانية للمعرض. وقال: "من خلال المعرض، نقوم باستمرار بتحديث وابتكار المنتجات لتلبية احتياجات السوق الصينية، إن حدثا كبيرا مثل معرض الصين الدولي للاستيرد منصة هامة للغاية بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة. هذا هو أول معرض في العالم مخصص للاستيراد، كما أن هذا معرض أظهر رغبة صينية قوية في فتح سوقها تجاه العالم ويوفر للشركات ورجال الأعمال من أنحاء العالم فرصة استكشاف أسواق جديدة."

شارك ياسين دياب، بائع زيت الزيتون السوري، في المعرض للمرة الثانية. تتعاون شركته مع عملاء صينيين منذ ما قبل عام 2010. ولكن بعد أن دخلت سوريا في حالة حرب توقف تصديرها. تذكر ياسين ما رأى في السنة الماضية وقال: "عشرات الآلاف من التجار شوهدوا في هذا المكان الضخم في العام الماضي. في ذلك الوقت، شعرت بأن الحظ السعيد أمامي." اتصل ياسين بالزبائن القدامى والتقى بعملاء جدد في المعرض. تتمتع شجرة الزيتون السورية بإنتاجية عالية من الزيت، وتحافظ طريقة الاستخراج التقليدية على جودة المنتج ومعترف بها من قبل العملاء. فوجئ العديد من رجال الأعمال بأن سوريا وهي في حالة حرب ما زالت قادرة على الحفاظ على الإنتاج. في العام الماضي، بلغ إجمالي حجم صادرات شركة دياب 2500 طن من الزيتون، ودول الخليج والصين هي المستورد الرئيسي.

محمد باشا، مدير تطوير المنتجات في شركة غلوبال للصناعات الغذائية في مصر، أحضر الوجبة الوطنية المصرية "الكشري". قال إن هذا نوع من الأطعمة السريعة التجهيز، ويتكون من المعكرونة والأرز والعدس الممزوج بصلصة الطماطم، أضاف: "يمكن أن يرضي توقعات الشعب الصيني من الأطعمة الأجنبية." وهو يعتقد أن معرض الصين الدولي للاستيراد سيؤدي أيضا إلى تبادل ثقافة الغذاء، ومن ثم تعزيز التنمية الاقتصادية والتجارية.

يحيط بالجناح الأردني، كدولة ضيفة شرف، نموذج الأعمدة الحجرية في البتراء. "قراءة الصحف في البحر الميت، والمشي في المدينة القديمة واستكشف الصحراء"، تجذب هذه الدولة الشرق أوسطية عددا كبيرا من الزوار بمزاج ثقافي فريد من نوعه. قال موسى شاكر، نائب مدير مكتب عمان الصناعي في الأردن، إن الأردن يدفع باستمرار المنتجات الخاصة إلى السوق الصينية، مثل منتجات التجميل "طين البحر الميت" ونخيل التمر التي يعرفها الشعب الصيني جيدا.

قال حمزة الفتح، الممثل التجاري الأردني لمعرض الصين الدولي للاستيراد: "أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري وثاني أكبر مصدر للواردات للأردن. والمستورد الرئيسي للبوتاس الأردني هو الصين، ومن المتوقع أيضا استكمال وتشغيل مشروع محطة العطارات لتوليد الكهرباء من الصخر الزيتي، التي تشارك فيها الصين بالاستثمار والتمويل وينتهي العمل فيها في العام المقبل، وستلبي هذه المحطة ما بين 10% إلى 15% من الطلب على الكهرباء في الأردن. أضاف أن التعاون في مجال التبادلات الثقافية بين الصين والأردن أصبح أوثق وأوثق، معهد كونفوشيوس طلال أبو غزالة في عمان هو أيضا أول معهد كونفوشيوس في العالم أنشأته الجامعات الصينية والشركات الأجنبية معا.

فرص لمواصلة استكشاف السوق الصينية

خلال الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد، أعلنت مجموعة ليغو الدنماركية أنها ستختار حي جينشان في شنغهاي، لإنشاء حديقة "ليغولاند" الترفيهية للعائلات.

دخلت مجموعة ليغو السوق الصينية قبل أكثر من 30 عاما، وافتتحت أول متجر لها في شنغهاي في عام 2016. في العام الذي تلا الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد، زادت متاجر التجزئة التابعة لمجموعة ليغو في الصين بأكثر من 70 في أكثر من 30 مدينة. هذا التطور يجعل مجموعة ليغو مفعمة بالثقة في السوق الصينية، لذلك قررت المشاركة في الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد وتقديم سلسلة من المنتجات الصديقة للبيئة.

قال سون تشنغ هاي، نائب مدير مكتب معرض الصين الدولى للاستيراد: "لأن المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد حققت نتائج رائعة، فإن الغالبية العظمى من أقوى خمسمائة شركة في العالم، التي شاركت في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد، قررت المشاركة أيضا بنشاط في الدورة الثانية. وإن أكثر من نصفها وسعت مساحة أجنحتها."

كشركة متخصصة في بحث وتطوير مراكز معالجة الممل والطحن ذات الهيكل المتوسط والكبير، دخلت مجموعة نيكولاس كوريه الأسبانية السوق الصينية منذ أكثر من 30 عاما، لكنها لم تحقق اختراقا في حجم المبيعات. منذ المشاركة فيالدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد العام الماضي، تلقت الشركة طلبات من أكثر من 80 زبونا صينيا. قال إغناسيو ألفاياتي، المدير العام لفرع آسيا للمجموعة، إن 20% من طلبات الفرع في العام الماضي حصل عليها من منصة معرض الصين الدولي للاستيراد، وأضاف: "نتوقع أن يتم استلام مائة طلب على الأقل في معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام، فقد أبدت عشرات الشركات الصينية اهتماما كبيرا بمنتجاتنا واستعدادا قويا للشراء قبل انطلاق المعرض." هذه الفوائد الملموسة منحته الثقة الكاملة في منصة معرض الصين الدولي للاستيراد وسيواصل مشاركته في معرض الصين الدولي للاستيراد العام المقبل.

مع النمو المستمر لمجموعات مستهلكي التجارة الإلكترونية عبر الحدود في الصين، وضع عدد متزايد من الشركات ذات التمويل الأجنبي صادراتها على الإنترنت.

شركة إنترلومINTERLOOM S.A.C  هي شركة أغذية من بيرو شاركت في المعرض لأول مرة. بعد ساعتين فقط من الإطلاق الرسمي للدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد، جاء ثلاثة من المشترين الصينيين لمناقشة استيراد حبوب الكينوا الصحية من بيرو. تم اعتماد الكينوا مؤخرا لدخول السوق الصينية. تخطط الشركة للتعاون مع عملاق الإنترنت في الصين، شركة جينغدونغ وعلي بابا، بحيث يمكن للمستهلكين الصينيين شراء منتجات مميزة من بيرو دون مغادرة المنزل.

لا يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد فرصا للشركات الأجنبية للتوسع في السوق الصينية فحسب، وإنما أيضا يوفر أرباحا كبيرة للشركات الأجنبية ذات المنتجات العالية التقنية. جلبت شركة ميدترونيك الأمريكية إلى الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد، منتجها الذي يحمل اسم "ميكرا Micra"، أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم، والذي صار نجمة في المعرض. بعد أكثر من نصف عام فقط، وافقت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية الصينية على بيع ميكرا في الصين من خلال عملية موافقة خاصة.

قال تشو تسو يي، مدير إدارة الاتصالات في منطقة الصين الكبرى في ميدترونيك، إنه خلال الدورة الثانية للمعرض، تم عرض ما يقرب من 50 من منتجات التكنولوجيا الطبية المتقدمة، معظمها تباع في العالم والصين لأول مرة، تغطي مجالات مثل الجراحة الذكية والجراحة العصبية والعمود الفقري.

بيئة الأعمال تتحسن بشكل متزايد

باعتبارها واحدة من جهات التوريد الرئيسية الثلاث للحوم الأبقار في الصين، جذبت لحوم الأبقار الطازجة من أوروجواي انتباه العديد من المشترين. في نصف يوم فقط، فاز مزود اللحوم باندو Pando بثلاثين طلب شراء كبيرا. قال نيكولاس ميليان، مدير التصدير بالشركة، إنه بفضل سلسلة من إجراءات تسهيل التجارة، قلصت الصين بشكل كبير وقت استيراد منتجاتها. في عام 2018، خفضت الصين عدد الوثائق التنظيمية لفحص الاستيراد والتصدير إلى 48، وشجعت الفحص المشترك لمرة واحدة للجمارك، والفحص على الحدود والشؤون الملاحية. بحلول نهاية ديسمبر 2018، انخفض زمن التخليص الكلي للواردات بنسبة 4ر56% وللصادرات بنسبة 2ر61% مقارنة بالعام السابق.

تحسين بيئة الأعمال في الصين لا يقتصر على هذا. في وقت مبكر من العام الماضي، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية ووزارة التجارة القائمة السلبية للاستثمارات الأجنبية في عام 2018، وبدأت جولة جديدة من تدابير الانفتاح في 22 مجالا. سيتم إلغاء القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في الأعمال المصرفية والأوراق المالية وتصنيع السيارات وإنشاء شبكات الطاقة وبناء شبكات خطوط السكك الحديدية وبناء محطات الوقود وغيرها من المجالات. في أكتوبر 2019، أصدر مجلس الدولة الصيني اللوائح الخاصة بتحسين بيئة الأعمال، والتي وضعت أساسا قانونيا قويا لتحسين بيئة الأعمال على المستوى الوطني.

فيما يتعلق بالتحسين المستمر لبيئة الأعمال في الصين، قال إغناسيو ألفاياتي، المدير العام لفرع آسيا لمجموعة نيكولاس كوريه الإسبانية، إنه من تخفيض الضرائب إلى تبسيط الإدارة والخدمات، استفادت إسبانيا من سلسلة من السياسات المؤاتية والإجراءات الجديدة في الصين، لاسيما سياسات تخفيض الضرائب والإعفاء منها فيما يتعلق بالمؤسسات الأجنبية، مما ساعد الشركة على توسيع حصتها في السوق الصينية. وأشار إلى أن الأداء المتميز لمجموعة نيكولاس كوريه في الصين لا ينفصل عن بيئة الأعمال المحسنة في الصين. في المستقبل، ستقوم الشركة بزيادة استثماراتها في الصين.

من وجهة نظر فيدريكو ستانهام، رئيس الجمعية الوطنية للحوم في أوروجواي، من خلال تبني العولمة الاقتصادية وتطبيق الإصلاح والانفتاح وضمان المعاملة الوطنية للشركات الأجنبية، تضمن الصين ملعبا متكافئا للشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. يوفر قانون الاستثمار الأجنبي الصيني، الذي سيدخل حيز التنفيذ في أول يناير 2020، طمأنة أكثر للشركات الأجنبية، وفقا للسيد ستانهام.

حسب تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2020 الصادر عن البنك الدولي، تحتل بيئة الأعمال في الصين المرتبة 31 في العالم، مقارنة مع المرتبة 46 في العام الماضي. تم اختيار الصين من قبل البنك الدولي كواحدة من الاقتصادات العشرة التي شهدت أكبر تحسن في بيئة الأعمال لمدة عامين متتاليين. مع تنفيذ الجولة الجديدة من السياسات المتعلقة بالإصلاح والانفتاح وكذلك تحسين بيئة الأعمال، ستصبح السوق الصينية أكثر جاذبية للشركات من جميع أنحاء العالم.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4